الثورة نت:
2025-05-27@21:21:00 GMT

آلاء النجار.. لوعة قلب لتسعة

تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT

 

 

لو تحدثنا عن ويلات البلدان التي تتجرع مرارة الحرب وتئن تحت وطأتها لكان حديثًا لا ينتهي، وقصصًا لا تنضب من الوجع والدموع، لكن عندما تكون غزة هي التي غاصت في أعمق قاع الألم، فهذا ما مزق فكري، وفتت فؤادي، وجعلني أسيرة شعور يمزق الروح، يفوق كل وصف، لشدة قسوته وفداحة مصابه الذي لا يطاق.
ففي القطاع المحاصر حيث كل زاوية تصرخ قصة دم، وصمت عربي مطبق يخرس الأنفاس، وحيث الأشلاء المتناثرة أصبحت هي المشهد ذاته، هناك تتجلى قصة الدكتورة آلاء النجار التي فقدت تسعة أرواح في فاجعة لا توصف، ومصاب أليم مزق قلبها اربًا.

. فما بين ليلة وضحاها رحلوا تاركين خلفهم قلب أم يذوب احتراقًا ولوعة دامية لا تعرف للنوم سبيلًا.
فعلى إثر غارة إسرائيلية غادرة، زهقت أرواح بريئة، وأُغتيل بريق ابتسامتهم، وأُخرست ضحكاتهم إلى الأبد، رحلوا بعد أن أنهكهم الجوع حتى العظم، ونال منهم العجز حتى اليأس، وطال عمر المعاناة حتى الموت، تاركين خلفهم مرارة طوابير الماء وعناء البحث عن لقمة عيش لم يظفروا بها، حتى في لحظاتهم الأخيرة.
رحلوا جميعًا في لحظة واحدة، مخلفين وراءهم أمًا ثكلى لا تجف لها دمعة، ولا يهدأ لها بال، رحلوا وفي دواخلهم صرخة مكتومة، وثأر سرمدي يغلي في الصدور على من خذلهم، وعلى من أجرم بحقهم، وعلى كل يد تلطخت بهذا النزيف الذي لا يتوقف….. والذي لن يُنسى.
رحل التسعة تاركين تلك الأُم التي نذرت حياتها للآخرين وحيدة، تائهة في أروقة الحياة، تتخبط هنا وهناك، باحثة عن طيف يشبههم، عن ذكرى لا تموت.
رحلوا وتركوا لها إرثًا من العزة، وبركانًا من الانتقام تشتد جذوته كلما رأت أجسادًا متفحمة، وأشلاء تنام على الأرض، لتصرخ في صمتها: متى ينتهي هذا الجحيم؟

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

لم تتوقف عن العمل رغم فقدانهم.. كيف استقبلت الطبيبة «آلاء النجار» جثامين أطفالها التسعة؟

في أروقة مجمع ناصر الطبي، بمدينة خان يونس، كانت الطبيبة «آلاء النجار» تؤدي واجبها الإنساني في مداواة الجرحى، تُسعف الأطفال وتُخفف من أوجاع الكبار، غير مدركة أن بيتها سيُصبح خبراً عاجلاً، وأن أسماء أطفالها التسعة ستتحول إلى قائمة من الشهداء.

لكن من بين الرماد… ومن تحت الركام، خرج آدم، الطفل الناجي الوحيد، الذي لا تزال دماؤه شاهدة على المجزرة، ولا تزال نظراته المذهولة تبحث عن حضن أمه، وإخوة لن يعودوا.

القصة كاملة

تركت الطبيبة آلاء النجار أطفالها العشرة في المنزل، عندما ذهبت إلى عملها في قسم الطوارئ بمجمع ناصر الطبي جنوب غزة.

وبعد ساعات، وصلت جثث سبعة أطفال - معظمهم مصابون بحروق بالغة - إلى المستشفى، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

وقال الدفاع المدني في غزة إن هؤلاء هم أطفال الدكتورة النجار، الذين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل عائلتها. كان أكبرهم يبلغ من العمر 12 عامًا، وأصغرهم يبلغ من العمر 3 سنوات فقط. وظلت جثث طفلين آخرين - أحدهما يبلغ من العمر 7 أشهر والآخر عامين - عالقة تحت الأنقاض حتى صباح السبت.

ونجا طفل واحد فقط من أطفالها - وهو مصاب بجروح خطيرة. كما أصيب زوج الدكتورة النجار، وهو طبيب، بجروح بالغة في الغارة.

ماما بتداوي.. وأنا وحدي بتألّم

آدم، الجريح الصغير، ما زال يرقد في المستشفى الذي تعمل فيه أمه، يتلقى العلاج بين يدي الطواقم الطبية التي يعرفها جيدًا، لكنه لا يعرف كيف يخبرها أن كل شيء انتهى. لا يعرف كيف يقول لها: «يا ماما، ما ظل حدا من إخوتي!» وأن الحياة التي عرفها قبل القصف لن تعود كما كانت.

الطفل آدم.. شاهد حي على مأساة عائلة كاملة

أطباء مجمع ناصر يتحدثون عن آدم بدموع محبوسة، يقول أحدهم: «هو مش بس جريح.. هو شاهد حيّ على مأساة عائلة كاملة أُبيدت في لحظة، وهو نفسه نطفة من هذه الحياة التي رفضت أن تُغتال بالكامل».

آلاء النجار… وجع مزدوج

الطبيبة آلاء لم تكن فقط أماً مفجوعة، بل كانت مثالاً لطبيبة تؤدي عملها وسط القصف، تُنقذ الأرواح وهي لا تدري أن قلبها يتمزق بصمت بعيدًا عن أولادها.

وتقول زميلتها في المستشفى: «كانت آلاء تصرّ على الاستمرار، رغم الفاجعة، كانت تقول: إذا تركنا كلنا، مين يوقف مع الناس؟».

آدم… رمز البقاء

اليوم، يتحول الطفل آدم إلى رمز للنجاة من المجازر، وإلى صوت أطفال غزة الذين لا يجدون مكانًا آمناً، لا في مدارس الأونروا، ولا في بيوتهم، ولا حتى في أحضان أمهاتهم اللواتي يختطفهن الواجب أو القصف في لحظة.

رسالة للعالم

لكن رغم الجرح، يبقى آدم شاهدًا حيًا… وقصته رسالة لكل العالم: هنا أطفال يُستهدفون، وعائلات تُفنى، وأمهات يواصلن العمل في الميدان، وقلوبهن تُذبح من الداخل.

اقرأ أيضاًاستشهاد 9 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة

جيش الاحتلال الإسرائيلي ينشر جميع ألوية المشاة والمدرعات العاملة لديه في قطاع غزة

استشهاد 5 فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على غزة وخان يونس

مقالات مشابهة

  • الطبيبة آلاء النجار.. أيقونة الإنسانية التي أحرق الاحتلال أبناءها التسعة
  • لا ملامح لهم.. أقرباء يروون تفاصيل استشهاد أطفال الطبيبة آلاء النجار
  • لا ملامح لهم.. أقرباء يروون تفاصيل استشهاد تسعة من أطفال طبيبين في غزة
  • صورة تهز الضمير.. هل بقي شيء لم يتحرك؟
  • فاجعة الدكتورة آلاء النجار فاجعة البشرية كلها
  • شيخ الأزهر يعزِّي "الأم والطبيبة الفلسطينيَّة آلاء النجار" في استشهاد أبنائها التسعة
  • آلاء النجار.. أم الشهداء وضماد غزة المكلوم
  • لم تتوقف عن العمل رغم فقدانهم.. كيف استقبلت الطبيبة «آلاء النجار» جثامين أطفالها التسعة؟
  • طبيبة أطفال في غزة تستقبل أبناءها الـ9 شهداء في قسم الطوارئ