مؤتمر بغداد للمياه يدعو لتعاون إقليمي لضمان الأمن المائي
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
اختتم بالعاصمة العراقية مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه أعماله بحزمة من التوصيات الإستراتيجية التي تهدف إلى معالجة أزمة شح المياه والتصدي لتداعيات التغيرات المناخية في العراق والمنطقة.
وشدد البيان الختامي للمؤتمر، الذي عقد تحت شعار "من أجل مستقبل مائي أفضل.. معا نستطيع"، على ضرورة تضافر الجهود لضمان الأمن المائي، باعتباره ركيزة أساسية للاستقرار والتنمية.
وأوصى المؤتمر بتعزيز التعاون الإقليمي في إطار الإدارة المتكاملة للموارد المائية المشتركة، وضرورة إعداد دليل وطني لتوثيق التجارب الناجحة في مجال إدارة المياه، للاستفادة منها وتبادل الخبرات على المستويين الوطني والإقليمي.
كما دعا إلى إنشاء مركز معلومات إقليمي لمشاركة وتبادل المعلومات والبيانات المناخية والهيدرولوجية، وتأسيس منصات تمويل وطنية ودولية متخصصة في دعم مشاريع المياه الذكية.
وعلى هامش المؤتمر، أعلن بيان لوزارة الموارد المائية العراقية عن إطلاق مشروع "تعزيز المرونة المناخية لسبل العيش الزراعية في العراق" بدعم من صندوق المناخ الأخضر ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" بقيمة إجمالية تصل إلى نحو 40 مليون دولار.
ويهدف المشروع -بحسب بيان للوزارة- إلى بناء قدرة المجتمعات الزراعية الهشة على التكيف مع تغير المناخ، وتحسين كفاءة استخدام المياه، ودعم سبل العيش المستدامة، لا سيما في المحافظات المتأثرة بالجفاف والتقلبات المناخية، مثل كربلاء المقدسة والنجف الأشرف والمثنى.
من جهته، دعا وزير البيئة العراقي هه لو العسكري -أثناء مشاركته في أعمال المؤتمر- إلى التعاون الدولي وتغليب روح السلام على الصراع، مؤكدا أن "المياه يجب ألا تُستخدم أداة للضغط السياسي أو سلاحا لمعاقبة الشعوب والطبيعة، بل يجب أن تبقى موردا مشتركا يعزز السلم، ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة".
إعلانوأشار إلى أن "شعوبا كثيرة، ومنها العراق، تتحمل أعباء التغير المناخي الناتج عن ممارسات صناعية في دول كبرى لا تزال تنتهك قوانين الطبيعة دون رادع".
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني قد أعلن -في افتتاح المؤتمر السبت- عن إطلاق مبادرة إقليمية لحماية نهري دجلة والفرات من التدهور عبر إستراتيجية شاملة تضمن استمرار جريانهما، وتكون منصة لفهم الأدوار والواجبات والمسؤوليات والمنفعة المشتركة ومجالات التعاون المتاحة.
وتزامن المؤتمر مع تقارير حذرت من تراجع الاحتياطات المائية بالعراق إلى أدنى مستوى لها منذ 80 سنة، بسبب التغير المناخي والجفاف وارتفاع درجات الحرارة مع انخفاض هطول الأمطار، إضافة إلى تقلص منسوب المياه المتدفقة من نهري دجلة والفرات، مما يشكل تهديدا للمستهلكين والمزارعين والصناعيين.
واضطرت السلطات العراقية خلال السنوات الماضية إلى تقليص المساحات الزراعية من أجل ضمان توافر مياه الشرب لنحو 46 مليون عراقي. وهو ما أضر أيضا بالقطاع الزراعي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مبادرات بيئية دجلة والفرات
إقرأ أيضاً:
بوعوينة: الزراعة الذكية وإعادة استخدام المياه طريقنا للأمن المائي
???? بوعوينة: أزمة المياه في ليبيا تتطلب نموذجًا جديدًا لإدارة الطلب لا مجرد ضخ الموارد
ليبيا – اعتبر أستاذ هندسة الموارد المائية في جامعة بنغازي، صلاح بوعوينة، أن أزمة المياه في ليبيا لم تعد تحتمل “المعالجات التقليدية”، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية المتسارعة واتساع رقعة الإجهاد الجوفي وتراجع فعالية الحلول التوسعية غير المنضبطة.
???? إدارة رشيدة للطلب بدلًا من الإمداد بأي ثمن ????
وفي تصريحات لقناة “الجزيرة”، قال بوعوينة إن على السلطات الانتقال من نموذج توفير المياه بأي ثمن إلى نموذج أكثر عقلانية يقوم على إدارة رشيدة للطلب، قاعدته تقنيّة ومخرجه سياسي، يعيد ترتيب الأولويات ويضمن عدالة التوزيع على أساس الكفاءة والحاجة لا النفوذ الجغرافي.
???? ترشيد ذكي وتحديث للبنية التحتية ⚙️
واقترح بوعوينة اعتماد عدادات ذكية ونُظم تسعير مرنة تحفّز على الترشيد وتحمي الفئات الضعيفة، داعيًا إلى مراجعة شبكات المياه المحلية التي يهدر فيها ما يصل إلى 40% من الإمداد بسبب التسرب والإهمال وغياب الصيانة.
???? الزراعة الذكية ودعم الجنوب ????
وأكد ضرورة إعادة هيكلة الدعم الموجّه للزراعة، وربطه بـ”الزراعة الذكية” المقاومة للجفاف، مشددًا على أن الأمر بات مرتبطًا بالأمن القومي، كما شدّد على وجوب استهداف الجنوب الليبي بالخدمات المائية بعد سنوات من التهميش.
???? مرصد وطني ومياه معاد استخدامها ????
ودعا بوعوينة إلى إنشاء مرصد وطني موحد للمياه، يتابع البيانات ويضمن الشفافية والتوزيع العادل، كما أشار إلى أهمية إعادة استخدام المياه المعالجة لأغراض الزراعة، على غرار التجربة التونسية، مشددًا على ضرورة إعادة تأهيل محطات المعالجة المتوقفة وتجاوز الحواجز النفسية لدى السكان.
???? تحلية المياه.. خيار مكلف لكنه واعد ????
واعتبر بوعوينة أن ليبيا تمتلك أحد أفضل السواحل الملائمة لتحلية مياه البحر في المنطقة، لكن هذه الخطوة تصطدم بارتفاع الكلفة التشغيلية والمخاطر البيئية، خاصةً عودة الرجيع الملحي للبحر، مما قد يهدد النظام البيئي البحري.