أعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية في دمشق يقضي بوضع آلية مشتركة لإجلاء المواطنين السوريين من مخيم الهول الواقع في شمال شرق سوريا، والذي يضم عشرات الآلاف من عوائل المشتبه بانتمائهم أو ارتباطهم بتنظيم "الدولة الإسلامية".

وقال شيخموس أحمد، رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية، الذراع السياسي لـ"قسد"، إن الاتفاق جاء عقب اجتماع ثلاثي ضم ممثلين عن الحكومة السورية، والإدارة الذاتية، وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

 

وأوضح أن الاتفاق يهدف إلى إخراج العائلات السورية من مخيم الهول تمهيدا لإعادتهم إلى مناطقهم الأصلية.

وأكد أحمد أن الاتفاق لا يتضمن أي ترتيبات لتسليم إدارة المخيم للحكومة السورية، نافيا صحة تقارير إعلامية تحدثت عن تسليم وشيك للمخيم، وقال: "لم تُطرح أي مناقشات بهذا الشأن، سواء مع الوفد الزائر أو مع المسؤولين في دمشق".

وكان وفد من الحكومة السورية قد وصل إلى مخيم الهول خلال الأيام الماضية، حيث التقى ممثلين عن الإدارة الذاتية، التي تسيطر على المنطقة.

ويقع المخيم قرب بلدة الهول في محافظة الحسكة، ويبعد نحو 13 كيلومتراً عن الحدود العراقية. 
وبحسب إحصاءات صادرة في شباط/فبراير الماضي٬ يضم المخيم نحو 37 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، من بينهم قرابة 16 ألف سوري، و15 ألف عراقي، ونحو 6 آلاف من جنسيات أجنبية مختلفة.


إجلاء العراقيين

وكانت عمليات إجلاء العائلات العراقية من المخيم قد بدأت منذ عام 2021، حيث تم نقل حوالي 14 ألفًا و500 شخص إلى العراق حتى نيسان/أبريل الماضي. 

وتشير التقديرات إلى أن الحكومة السورية ستواجه تحديات كبيرة في عملية إعادة إدماج السوريين العائدين، لا سيما أولئك الذين يُشتبه بارتباطهم بتنظيم الدولة، مما يثير مخاوف تتعلق بالأمن والمصالحة المجتمعية.

أوضاع المخيم 
ودأبت منظمات حقوق الإنسان على التحذير من تردّي الأوضاع المعيشية داخل المخيم، مشيرة إلى انتشار العنف وسوء الخدمات، في ظل وجود آلاف النساء والأطفال من أسر مقاتلي "داعش"، بالإضافة إلى أنصار التنظيم ومقاتلين سابقين من جنسيات أجنبية، كانوا قد قدموا إلى سوريا للانضمام إلى التنظيم المتطرف.

وبالنسبة للمواطنين السوريين في المخيم، فقد كانت الإدارة الذاتية قد اعتمدت منذ سنوات آلية لإعادة من يرغب منهم إلى مناطق خاضعة لسيطرتها، تضمنت افتتاح مراكز مخصصة لإعادة دمجهم. 

غير أن الاتفاق الأخير مع الحكومة المركزية في دمشق يُعدّ أول اتفاق رسمي بشأن إعادة السوريين إلى مناطق سيطرة الدولة.


ويأتي هذا التطور في سياق أوسع من التفاهمات بين الإدارة الذاتية الكردية والحكومة السورية الجديدة، التي تسلمت السلطة بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي. 

وقد نصّ اتفاق تم توقيعه في آذار/مارس الماضي بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، على دمج "قسد" ضمن هيكلية الجيش السوري الجديد، في إطار مشروع لإعادة توحيد البلاد وإنهاء الانقسامات التي نشأت خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 2011.

وبموجب الاتفاق، من المفترض أن تنتقل إدارة المعابر الحدودية مع العراق وتركيا، والمطارات، وحقول النفط في شمال شرق سوريا إلى سلطة الحكومة المركزية، في خطوة تهدف إلى استعادة السيطرة السيادية الكاملة على البلاد.

كما يقضي الاتفاق بتسليم إدارة السجون التي تضم نحو 9 آلاف محتجز يُشتبه بانتمائهم لتنظيم "داعش" إلى السلطات المركزية في دمشق. 

ورغم ما يحمله الاتفاق من دلالات على بداية مرحلة جديدة من التوحيد الوطني، فإن تنفيذه يسير بوتيرة بطيئة، وسط ضغوط تمارسها الولايات المتحدة على مختلف الأطراف لتسريع تنفيذ البنود، خصوصًا المتعلقة بإدارة السجون والمنشآت السيادية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية سوريا قسد مخيم الهول العراقية داعش العراق سوريا داعش قسد مخيم الهول المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإدارة الذاتیة الحکومة السوریة مخیم الهول فی دمشق

إقرأ أيضاً:

229عملية جراحية خلال المخيم الـ69 لطب العيون في الدريهمي بالحديدة

الثورة نت /..

أجريت 229 عملية جراحية خلال المخيم المجاني الـ 69 لطب وجراحة العيون الذي نفذته جمعية الرعاية الصحية للمجتمعات المتضررة بمستشفى الدريهمي الريفي في محافظة الحديدة بتمويل الهيئة العامة للزكاة.

وأوضح رئيس الجمعية الدكتور نشوان العطاب لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن العمليات توزعت بين 222 عملية مياه بيضاء، وسبع عمليات إزالة الظفرة الملتحمة.

وأفاد بأن المخيم الذي استمر ستة أيام بالتعاون مع مكتب الصحة بالمحافظة، هدف إلى تخفيف معاناة المرضى من الأسر الفقيرة، حيث قدم خدماته لـ 660 حالة.

وأشار الدكتور العطاب إلى أن المخيم جاء في إطار تعزيز التكافل الاجتماعي والإحسان للفئات الأشد فقراً واحتياجاً.. مشيداً بالدور الإنساني للهيئة العامة للزكاة ودعمها للمخيم الطبي.

مقالات مشابهة

  • فيديو متداول لـاحتفال مؤيدي الحكومة السورية بهجوم تدمر.. هذه حقيقته
  • الخارجية السورية: تأكيد أمريكي على دعم دمشق وتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب
  • الشرع يحذر من العبث بالطائفية ويؤكد على وحدة سوريا واستعادة هويتها
  • السعودية.. أول تعليق رسمي على كمين داعش في سوريا ومقتل جنود بدورية مشتركة أمريكية سورية
  • مقتل ثلاثة أمريكيين بكمين لتنظيم الدولة استهدف دورية مشتركة في سوريا
  • الهجرة: عدد العراقيين المتبقين في مخيم الهول لا يتجاوز 5 آلاف
  • سوريا:مقتل وإصابة عناصر دورية أمريكية-سورية مشتركة بكمين غامض
  • أردوغان: تفاهم الحكومة السورية وقسد عامل مهم لاستقرار المنطقة
  • باراك يتحدث عن علاقة إسرائيل بجيرانها ويرجح قرب الاتفاق مع سوريا
  • 229عملية جراحية خلال المخيم الـ69 لطب العيون في الدريهمي بالحديدة