في أزمة جديدة تُزيد تعقيد وضع القطاع المصرفي في اليمن، عاودت مليشيا الحوثي الإرهابية التصدي لمحاولات البنك المركزي اليمني في عدن التدخل لإنقاذ القطاع من التداعيات التي يفرضها التصنيف الأمريكي للمليشيا كمنظمة إرهابية.

Read also :فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيين

أحدث محاولات البنك، ما شهده مقره الرئيسي بالعاصمة عدن من انعقاد اجتماع لجمعية البنوك اليمنية لانتخاب هيئة إدارية جديدة لها، مكوّنة من أحد عشر عضوا، إلى جانب لجنة رقابة وتفتيش تضم ثلاثة أعضاء، وضمت الهيئة ممثلين عن البنوك التجارية الحديثة والعاملة بالمناطق المحررة.

واتفق المجتمعون على إعادة صياغة مشروع النظام الأساسي للجمعية، وتقديمه إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالحكومة الشرعية للمصادقة عليه، مع إقرار فتح مقر رسمي للجمعية في عدن، وتوسيع عضويتها لتشمل البنوك الجديدة، والعمل المشترك مع البنك المركزي في صياغة السياسات النقدية بما يخدم الاقتصاد الوطني.

هذه الخطوة مثلت ضربة عنيفة افقدت مليشيا الحوثي الإرهابية واحداً من أدواتها التي استخدمتها خلال السنوات الماضية لفرض سيطرتها على القطاع المصرفي في اليمن.

وكردة فعل على ذلك، نشر إعلام المليشيا بياناً باسم "جمعية البنوك اليمنية" هاجم فيه هذه الخطوة، زاعماً بأنها "تُخالف النظام الأساسي للجمعية" وأنها إجراءات "مخالفة لكل القوانين واللوائح والأعراف".

البيان المزعوم احتج بأن النظام الأساسي المعتمد من قبل الجمعية العمومية لجمعية البنوك ينص "على أن تكون مدينة صنعاء هي المقر الرئيسي للجمعية"، مهاجماً البنك المركزي في عدن وقال بأن قام بـ"عمل يخرج عن نطاق سلطته".

وفي حين أعلن البيان المزعوم رفضه الاعتراف بما تم في عدن، أعلن بان "الإدارة الحالية لجمعية البنوك اليمنية مستمرة في ممارسة مهامها في المقر الرسمي للجمعية في صنعاء".

الهيئة الإدارة الجديدة لجمعية البنوك اليمنية (YBA) سارعت الى الرد على هذا البيان المزعوم، مؤكدة في بيان لها بأن قرار نقل مقرها الى العاصمة عدن "جاء انطلاقاً من المسؤولية المهنية المتجردة من أي دوافع حزبية أو مناكفات سياسية".

مضيفة بأن الخطوة جاءت للسعي نحو "المحافظة على القطاع المصرفي اليمني واستقرار الاقتصاد الوطني وحماية أموال المودعين ووقف التدهور في القطاع المصرفي نتيجة تعرض عدد من البنوك للعقوبات الدولية".

 الهيئة الإدارية لجمعية البنوك اليمنية سخرت من وصف الخطوة الأخيرة بأنها "مساس بحيادية القطاع المصرفي وعبث باستقلالية ذلك القطاع واقحامه في أتون الصراع السياسي وتجاذباته"، مؤكدة بأن "تسعى وبشكل حثيث من أجل حماية وسلامة القطاع المصرفي من العقوبات الدولية والعزلة دوليا ومحلياً".

البيان شدد على أن هذه الخطوة ستساهم في محاولة "وقف السياسات العقابية التي تتعرض لها عدد من البنوك والمساهمة في ايجاد الحلول والمعالجات اللازمة تحت مظلة البنك المركزي اليمني المركز الرئيسي - عدن المعترف به دوليا، والحفاظ على حقوق ومراكز البنوك المالية والقطاع المصرفي وكذا حقوق المودعين".

ويعاني القطاع المصرفي في اليمن من تحديات وعراقيل جراء الممارسات التعسفية التي تمارسها مليشيا الحوثي الإرهابية خلال السنوات العشر الأخيرة، بدءً من فرض انقسام نقدي بين مناطق سيطرتها والمناطق المحررة وصولاً الى فرض قوانين تضرب أساس عمل البنوك كقانون منع "الفوائد الربوية".

في حين بات القطاع المصرفي الذي تمثل البنوك التجارية أهم اركانه ، يعاني الان من تحدي وجودي عقب تصنيف الإدارة الامريكية لجماعة الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية، وتجلت تأثيرات ذلك سريعاً بفرض عقوبات أمريكية على اثنين من البنوك التجارية العاملة في اليمن وهما "بنك اليمن والكويت" و "البنك الدولي" بتهمة تقديم الدعم والتسهيلات المالية لمليشيا الحوثي.

وكان لافتا التحذير الأخير الذي صدر عن البنك المركزي في عدن، بالتلميح الى خطر عزل البنوك العاملة في اليمن عن النظام المالي العالمي، وذلك في اللقاء الذي جمع نائب محافظ البنك محمد باناجة بالعاصمة عدن مع وفد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى اليمن.

حيث تحدث نائب محافظ البنك في اللقاء عن وجود تحديات كبيرة باتت تواجه البنوك اليمنية في الحفاظ على علاقاتها مع البنوك المراسلة في الخارج، نتيجة الضغوط التنظيمية والمخاطر المرتبطة بالإجراءات الإرهابية للمليشيات الحوثية.

وفي ذات اللقاء ، ناقش باناجة مع السفراء الأوروبيون جهود البنك المركزي في إعادة تأهيل البنوك ونقلها من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية إلى مناطق الحكومة الشرعية، وهو ما تجلى في اليوم التالي للقاء بخطوة انتخاب هيئة إدارة لجمعية البنوك اليمنية ونقل مقرها الى عدن.

خطوات ومساعي يقوم البنك المركزي اليمني بالعاصمة عدن لإنقاذ القطاع المصرفي في اليمن ، يبدو واضحاً إصرار مليشيا الحوثي على افشالها دون الاكتراث بالتداعيات الكارثية التي باتت تحيق بهذا القطاع وتهدد وجوده جراء الإرهاب الذي تمارسه المليشيا على مستوى المنطقة خدمة لأجندة النظام الايراني.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی الإرهابیة القطاع المصرفی فی الیمن البنک المرکزی فی فی عدن

إقرأ أيضاً:

البنك المركزي الأوروبي يخفض الفائدة إلى 2%... ويعول على الإنفاق الحكومي

خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة إلى 2%، مع توقعات بتأثيرات إيجابية من الإنفاق الحكومي على النمو، في ظل تراجع التضخم وضغوط التجارة العالمية. اعلان

خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيسي على الودائع بمقدار 25 نقطة أساس إلى مستوى 2% يوم الخميس، وهو أدنى معدل منذ أكثر من عامين.

كما تم خفض أسعار الفائدة على عمليات إعادة التمويل الرئيسية إلى 2.15%، وعلى تسهيلات الإقراض الهامشية إلى 2.40%، على أن تبدأ هذه التعديلات بالسريان في 11 يونيو 2025.

يُعد سعر الفائدة على عمليات إعادة التمويل الرئيسية السعر الذي تستفيد به البنوك من التمويل قصير الأجل لمدة أسبوع واحد من البنك المركزي الأوروبي، بينما تسهل تسهيلات الإقراض الهامشية الحصول على سيولة لفترة ليلة واحدة. أما سعر الفائدة على تسهيل الإيداع فهو العائد الذي تحصل عليه البنوك عند إيداع الأموال لدى البنك المركزي لفترة ليلة واحدة.

أشار البنك المركزي الأوروبي إلى أنه "رغم تأثر الاستثمار والصادرات بعدم اليقين المرتبط بالسياسات التجارية، فإن الزيادة في الإنفاق الحكومي على الدفاع والبنية التحتية ستكون داعمة للنمو الاقتصادي على المدى المتوسط".

وأضاف البنك أن "ارتفاع الدخل الحقيقي واستمرار قوة سوق العمل يعززان من قدرة الأسر على الإنفاق، مما يساهم مع تحسن ظروف التمويل في تعزيز مرونة الاقتصاد أمام الصدمات الخارجية".

يأتي هذا القرار، الذي يعيد سعر الفائدة على الودائع إلى نصف مستواه المسجل في يونيو 2024، في ظل تراجع ضغوط التضخم.

وسجّل معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو 1.9% في مايو، وهو أقل من القراءة السابقة البالغة 2.2% في أبريل، وأقل أيضًا من هدف البنك المركزي البالغ 2%. كما انخفض التضخم الأساسي، الذي يستثمر السلع الغذائية والطاقة، إلى 2.4% في مايو مقابل 2.7% في أبريل.

كان هذا التباطؤ في وتيرة التضخم أسرع من المتوقع، ويعزى جزئيًا إلى قوة اليورو التي تجعل الواردات أرخص، وتراجع تكاليف الطاقة عن المستويات المتوقعة.

من المتوقع أن تستمر هذه العوامل، بالإضافة إلى تراجع زخم سوق العمل، في دعم تهدئة التضخم خلال الأشهر المقبلة. كما قد يؤدي توجه بعض الصادرات بعيدًا عن الولايات المتحدة بسبب القيود الجمركية إلى زيادة المعروض في السوق الأوروبي، مما يضغط على الأسعار.

Relatedتراجع التضخم في منطقة اليورو إلى 2.5٪ في يونيو يعزز الآمال بخفض البنك المركزي الأوروبي لسعر الفائدةبنك إنجلترا يُبقي سعر الفائدة على حاله عند أعلى مستوى له منذ 16 عامًاالمركزي الأوروبي يبقي سعر الفائدة دون تغيير

وتظل توقعات النمو في منطقة اليورو غير مؤكدة إلى حد كبير، إذ تواصل التعريفات الجمركية التي تفرضها الإدارة الأمريكية تعطيل التجارة العالمية وضعف الطلب الاستهلاكي.

شهد اقتصاد منطقة اليورو نموًا بنسبة 0.3% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، مقارنة بـ 0.2% في الربع السابق، وهو أداء تجاوز التوقعات.

ورغم المخاطر المرتبطة بتراجع وتيرة التجارة العالمية، ساعدت زيادة الإنفاق الدفاعي والبنية التحتية في أوروبا على دعم التفاؤل بشأن تسارع النمو.

ووافقت ألمانيا مؤخرًا على تعديل دستوري يخص "قاعدة كبح الديون"، بحيث لن يخضع الإنفاق الدفاعي الذي يتجاوز 1% من الناتج المحلي الإجمالي لقيود الاقتراض. كما أنشأت الحكومة صندوقًا خاصًا بقيمة 500 مليار يورو لتمويل مشاريع البنية التحتية خارج إطار الميزانية التقليدية.

وتشير هذه التطورات إلى أن قرار خفض سعر الفائدة يوم الخميس قد يكون آخر تخفيض سهل لمجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي.

وبحسب مذكرة نشرتها ING مؤخرًا، "يُقدّر السوق أن يتم خفض سعر تسهيلات الودائع إلى 1.75% بحلول نهاية العام".

وأضافت المذكرة أن "الاحتمالات بخفض إضافي تعد معتدلة، لكن ما يحرك التسعير في الأساس هو التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التي عادت إلى الارتفاع في الآونة الأخيرة".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • البنك المركزي الأوروبي يخفض الفائدة إلى 2%... ويعول على الإنفاق الحكومي
  • «مران».. خنجر الحوثي في خاصرة اليمن
  • البنك المركزي الأوروبي يخفض أسعار الفائدة
  • لغم حوثي يصيب نازحاً ويدمر حراثته الزراعية غربي اليمن
  • بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى.. «المركزي المصري» يحدد موعد عودة البنوك في مصر للعمل
  • الحج في فكر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي .. بين استهداف الصهيونية لفريضة الحج وجرائم العدوان على غزة
  • ترامب يصب غضبه على البنك المركزي الأمريكي ويطالب بخفض الفائدة
  • العلاق: خطة البنك المركزي معالجة التحديات بعمليات الإقراض في القطاع الخاص
  • جمعية البنوك اليمنية ترفض محاولات “مركزي عدن” إنشاء هيئة إدارية بديلة ونقل مقرها