العلم الجنائي.. باحثون يبتكرون طريقة سهلة للكشف عن الطلقات النارية
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
عندما يتم إطلاق النار من مسدس، تنطلق بالتبعية جزيئات معدنية يعد تحليلها أمرا بالغ الأهمية للتحقيقات الجنائية في حوادث إطلاق النار، وقد تمكن المحققين من تحديد هوية مطلقي النار، إلا أن الطرق الحالية تستغرق وقتا طويلا وتتطلب جهدا كبيرا، كما أن دقتها المكانية محدودة.
لكن في دراسة حديثة نشرت في مجلة "فورنسيك ساينس إنترناشونال" قام بها باحثون من معهد "أمولف" وجامعة أمستردام استخدموا طريقة ضوئية جديدة لتحليل الرصاص تتيح الكشف الفوري عن بقايا طلقات الرصاص بدقة عالية.
وأيضا تمكن هذه الطريقة الجنائية الجديدة من تقدير مسافة إطلاق النار وإعادة بناء مسرح الجريمة، ويمكن استخدامها أيضا لمعاينة بقايا الرصاص الموجودة على أيدي المشتبه بهم في إطلاق النار، وملابسهم وأحذيتهم وغيرها من الأشياء ذات الصلة.
واستخدم الباحثون للكشف عن بقايا الطلقات تقنية "البيروفسكايت" والذي يعد هذا هو أول تطبيق لها في العلوم الجنائية، حيث كانت تُستخدم في تطبيقات مثل الخلايا الشمسية ومصابيح الليد.
وعند استعمال هذه الطريقة الجنائية الجديدة يُصدر شبه موصل البيروفسكايت الذي يتفاعل مع بقايا الرصاص توهجا أخضر ساطعا مرئيا للعين المجردة عند تسليط مصباح الأشعة فوق البنفسجية عليه، مما يُسهّل اكتشاف حتى أصغر آثار الرصاص.
إعلانوتُعد هذه الطريقة أسرع وأكثر حساسية وأسهل استخداما من البدائل الحالية. ويقوم خبراء الطب الشرعي في شرطة أمستردام باختبارها بالفعل في تحقيقات مسرح الجريمة الفعلية.
وفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني، يقول ويليم نوردوين الباحث بالدراسة والأستاذ بجامعة أمستردام أن محققي مسارح الجريمة في هولندا والولايات المتحدة الأميركية يستخدمون حاليا اختبار الكشف عن الرصاص كطريقة فحص مسبق في مسارح الجريمة.
ويمكن من خلاله معرفة إذا ما كان الثقب الموجود في جدار ما هو ثقب رصاصة، كما يمكن عن طريق هذا الاختبار تحديد هوية المشتبه بهم في إطلاق النار، وفي هذه الحالة يُستخدم اختبار الرصاص كطريقة فحص مسبق.
ويقول نوردوين أن الميزة الرئيسية لاختبارنا الجديد مقارنة بالتقنيات الأخرى هي أن اختبار التألق الضوئي لبقايا طلقات الرصاص سريع للغاية وواضح وذو حساسية عالية.
ومما يميز هذه الطريقة أيضا هو قدرتنا على تحديد مكان إطلاق النار، ويجري حاليا المزيد من البحث حول هذا الموضوع تحديدا لمعرفة مدى فعالية هذا الاختبار خلال تحقيقات مسرح الجريمة الفعلية. حيث إن خبراء مسرح الجريمة يبدون حاليا حماسا كبيرا لإجراء الاختبارات بسرعة في مسرح الجريمة، وهو ما يفعله الضباط الجنائيون في شرطة أمستردام والذين يستخدمون طريقتنا في مسارح الجريمة.
علم جنائي جديدوفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني، يقول دكتور أرنو فايدن -المشارك بالدراسة والباحث بمعهد أمولف للفيزياء الذرية والجزيئية- أن هذه الطريقة المعتمدة على البيروفسكايت فعالة للغاية. وفي ظل الظروف المختبرية المثالية تكون أكثر حساسية للرصاص بألف مرة مقارنة بطريقة روديزونات الصوديوم الحالية. ولكن أيضا لكل طريقة مزاياها.
إعلانوتتميز هذه الطريقة بسرعتها وحساسيتها الفائقة، مما يجعلها أداة قيّمة لأجهزة إنفاذ القانون تستخدمها في التحقيقات. حيث إن الحصول على نتائج عالية الجودة في دقائق بدلا من أيام يُعد ميزة كبيرة. بالإضافة إلى ذلك فإنه نظرا لدقتها وحساسيتها فإنها تعطي نتيجة حتى بعد غسل اليدين لمحو آثار الرصاص.
ولكن يصعب على هذه الطريقة تحديد نوع الرصاصة المُطلقة، بعكس طريقة "إي دي إكس" التي تتطلب معدات متخصصة وباهظة الثمن.
ويضيف فايدن أن أحد عيوب هذه الطريقة هو عدم فعاليتها إن تم استخدام البارود الخالي من الرصاص، مع ذلك، فقد مثّل هذا ميزة للشرطة في هولندا، حيث تستخدم الشرطة الهولندية ذخيرة خالية من الرصاص أغلى ثمنا، بينما يستخدم المجرمون العاديون ذخيرة الرصاص المتوفرة بسهولة.
للتحقق من فعالية هذه الطريقة، أجرى الباحثون سلسلة من التجارب العملية. حيث زار طالبا الدكتوراه كندرا أدلبرغ وأرنو فان دير فايدن من معهد أمولف وجامعة أمستردام ميدان رماية في أمستردام، واستخدما رصاصات قياسية عيار 9 مليمترات ذات غلاف معدني كامل، وأطلقا رصاصا من مسدسين مختلفين على أهداف من القماش القطني موضوعة على مسافات مختلفة.
وبعد تطبيق هذه الطريقة كشفت النتائج عن توهج مضيء واضح المعالم لبقايا الرصاص في الميدان، وكانت التوهج مرئيا بوضوح للعين المجردة حتى من مسافات بعيدة.
وخلال تجاربهم توصلت كندرا وزملاؤها إلى اكتشافين مهمين آخرين. الأول أنه على عكس الطرق الأخرى تظل تقنية إصدار الضوء الجديدة فعالة حتى بعد غسل يدي مطلق النار بشكل مكثف. وهذا مهم لتحقيقات الطب الشرعي، حيث يحاول المشتبه بهم غالبا التلاعب بأدلة تورطهم أو إزالتها.
وثانيا أظهرت نتائج فحص المارة الذين كانوا يقفون على بُعد مترين تقريبا من مطلق النار وجود آثار رصاص على أيديهم. لذا فإن هذه النتائج تُقدم حلولا قيّمة لإعادة بناء حادثة إطلاق نار. ولكن يجب أيضا تفسير نتيجة الفحص الإيجابية بعناية، فهي لا تعني بالضرورة إطلاق النار.
إعلانويعتقد الباحثون أن هذه الطريقة الجديدة ستكون مفيدة بشكل خاص لفرق الاستجابة الأولية، مثل ضباط الشرطة الذين يمكنهم استخدامها لفحص المشتبه بهم والشهود المحتملين بسرعة للحصول على أدلة حاسمة.
وإلى جانب تطبيقات الطب الشرعي، قد تستخدم هذه الطريقة الباعثة للضوء للكشف عن تلوث الرصاص في العينات البيئية مثل الماء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج مسرح الجریمة إطلاق النار هذه الطریقة المشتبه بهم
إقرأ أيضاً:
سي إن إن: ترامب يضغط على نتنياهو لإنهاء حرب غزة فورًا
أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، بأن يُنهي الحرب في غزة، والتوقف عن الحديث عن هجوم على إيران، وفقًا لمصدر مطلع على المحادثة لشبكة "سي إن إن".
وبحسب “سي إن إن” تحدث الجانبان في مكالمة هاتفية يوم الإثنين، حيث صرح ترامب لاحقًا بأن المكالمة كانت "جيدة جدًا وسلسة للغاية".
وتأتي الدعوات الموجهة إلى إسرائيل لتغيير مسارها في وقت تضغط فيه واشنطن من أجل التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وتُجري محادثات غير مباشرة مع حركة حماس بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وبحسب مكتب نتنياهو، اجتمع مع كبار وزرائه، مساء الثلاثاء، بعد إحراز "تقدم" في المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأفاد وزرير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، جدعون ساعر، في وقت سابق من اليوم، بأن هناك تقدمًا أُحرز مؤخرًا في محادثات وقف إطلاق النار، والتي تهدف أيضًا إلى إعادة الرهائن المحتجزين في غزة.