الجارديان: الهجوم الإسرائيلي على إيران يضع الشرق الأوسط على منزلق الفوضى
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر اليوم الجمعة، كشف عن تباين المواقف بين واشنطن وإسرائيل، حيث سارعت الولايات المتحدة إلى وصف الضربات الإسرائيلية بأنها « أحادية الجانب» نافية أي دور أمريكي فيها.
وقالت «الجارديان» إن الضربات الإسرائيلية لإيران جاءت لتزيد أوضاع الشرق الأوسط تعقيدا وتدفع بالمنطقة إلى منزلق رهيب من الفوضى والحرب الشاملة.
واعتبرت أن الإدارة الأمريكية قد بدت عاجزة بقدر كبير عن التأثير على إسرائيل التي استبقت ضرباتها لإيران فجر اليوم محادثات الجولة السادسة التي كانت مقرره الأحد القادم بين ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ومسؤولين إيرانيين لمناقشه الملف النووي الإيراني.
وبحسب «الجارديان»، فقد جاءت الضربات الإسرائيلية بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله في إمكانية التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني يحول دون امتلاكها للسلاح النووي، لتأتى الضربات الإسرائيلية فجر اليوم فاتحة أبواب توقعات باتساع دائره الحرب بين إيران وإسرائيل، وهو الأمر الذي سعت إدارة ترامب إلى تفاديه وإعطاء فرصة لمحادثات الملف النووي مع إيران.
ومع قيام إسرائيل بتنفيذ الموجة الثانية من الضربات ضد أهداف إيرانية في أعقاب موجة هجوم أولي لم ينقشع غبارها، سارع وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو بالتأكيد أن ما قامت به إسرائيل لم تشارك فيه الولايات المتحدة، محذرا إيران من أن تكون ردة فعلها موجهة للأهداف والمصالح الأمريكية في المنطقة، ومؤكدا أن الجانب الإسرائيلي قد أبلغه بان الإقدام على عمل عسكري ضد إيران هو ضرورة إسرائيلية «للدفاع عن النفس».
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قد كشفت عن فحوى اتصال جرى يوم الاثنين الماضي بين الرئيس الأمريكي ترامب ونيتانياهو بينما كان المبعوث الأمريكي في محادثات البرنامج النووي الإيراني يستعد للتوجه للشرق الأوسط لعقد الجولة السادسة.
ونقلت «الجارديان» عن محللين أمريكيين قولهم «إنه من غير المستبعد قيام إسرائيل بتوجيه ضربة لإيران قد تمتد إلى ما بعد انتهاء جولة المحادثات السادسة بين الولايات المتحدة وإيران إن تمت».
ويوم الأربعاء الماضي ترددت أنباء عن اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات لسحب القدر الأكبر من موظفيها غير الضروريين في السفارات والهيئات الأمريكية العاملة في الدول القريبة من مرمى الاستهداف الإيراني مع استمرار البعثات الأمريكية في القيام بأنشطتها.
واعتبر ويليام ويشر خبير شؤون الشرق الأوسط في «المجلس الأطلسي» أن تحليل تطورات الأحداث السريعة في منطقه الشرق الأوسط خلال الأيام الماضية يؤشر بوضوح على مدى تباين المواقف بين الولايات المتحدة وإسرائيل وانه بغض النظر عما إذا كانت واشنطن قد أحيطت علما بالأمر فان تباين ردود الأفعال لا ينم في حقيقته عن توافق في المواقف الأمريكية والإسرائيلية حيث جاءت الضربات الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات من نداء الرئيس ترامب لنتنياهو «ألا يفعلها».
وكان ترامب يتحدث من البيت الأبيض في وقت سابق أمس الخميس مستبشرا بقرب التوصل لاتفاق جيد مع إيران حول برنامجها النووي في جولة محادثات الأحد المقبل.
بينما رأى السيناتور الأمريكي كريستوفر مورفي أن الضربات الإسرائيلية لإيران قد أصابت بالفعل هدفها مما أفشل جوله المحادثات السادسة المرتقبة حول الملف النووي الإيراني بين واشنطن وطهران.
اقرأ أيضاًترامب: من المرجح جدًا أن توجه إسرائيل ضربة لـ إيران
ترامب: مغادرة الدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين من الشرق الأوسط بسبب «خطر محتمل»
«ترامب»: الجيش الأمريكي هو الأقوى في العالم ولا أحد مثله.. ونطبق السلام عن طريق القوة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: عاجل إسرائيل ترامب إيران الإدارة الأمريكية الملف النووي الإيراني الحرب حرب الضربات الإسرائيلية الهجوم الإسرائيلي إيران وإسرائيل قائد الحرس الثوري الإيراني إسرائيل وإيران الحرب بين إيران وإسرائيل حرب إيران وإسرائيل الهجوم الإسرائيلي على إيران هجوم إسرائيل على إيران علي شمخاني واشنطن وإسرائيل الضربات الإسرائيلية لإيران ضرب إيران اليوم الضربات الإسرائیلیة الولایات المتحدة النووی الإیرانی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟
من جبال طاجيكستان إلى ضفاف الخليج، تعود لغة السلاح لتعلو فوق دبلوماسية الغموض. وفي تصريح حمل نذر الشر.
قال رئيس أركان الجيش الإيراني خلال لقائه قائد الجيش الطاجيكي: «إيران جاهزة لأي معركة قادمة، وأمريكا وإسرائيل لا عهد لهما»، هكذا تعلن طهران بصراحة أن المنطقة ليست على حافة الحرب، بل تقف بالفعل على حافتها.
رقعة الشطرنج: الشرق الأوسط كمتاهة نزاعاتفي الجغرافيا السياسية لا مكان للفراغ، وكل انسحاب، هو تقدم لخصم آخر. والشرق الأوسط، منذ قرن كامل، لم يكن إلا ساحة تصادم مصالح بين إمبراطوريات قديمة وجديدة، لكن اليوم لم يعد الصراع على موارد أو طرق ملاحية فحسب، بل بات صراع هويات وتحالفات تتقاطع وتتناقض مع كل شروق.
من حرب يونيو (حزيران ) إلى صفقات التطبيع، ومن غزّة إلى مضيق هرمز، من اليمن إلى كردستان، تتشظّى الرقعة واللاعبون لا يتوقفون عن تحريك بيادقهم. وإذا كان القرن العشرون قد شهد الحرب الباردة على الأرض العربية، فإن الحاضر يشهد صراع "الخصوم المتقاطعين" و"التحالفات المؤقتة" في شرق أوسط بلا ثوابت.
إيران: من خطاب الردع إلى خطاب الاشتباكإيران باتت تخرج من خطاب الردع إلى خطاب الاشتباك، ضمن عقيدة عسكرية هجومية مغطاة بعباءة ثورية، تصريحات رئيس الأركان الإيراني تأتي في توقيت حرج، «تصعيد في الجنوب اللبناني، اختناق أمني في غزة، ضربات في سوريا والعراق، واحتقان إقليمي تقوده تل أبيب وواشنطن ضد "الهلال الشيعي»، كما يسمونه.
إسرائيل: هروب إلى الأمام أم ترتيب للمواجهة الكبرى؟إسرائيل الغارقة في أزماتها السياسية والقضائية تبحث عن نصر تكتيكي يرمم صورتها الردعية بعد فشلها في غزة، وتدفع واشنطن نحو مواجهة إيرانية تُغلف بخطاب "التهديد النووي"، لكنها تعرف أن ضرب إيران يعني اشتعال الجبهات من اليمن إلى لبنان، مع آلاف الصواريخ على الجليل والساحل المحتل.
«طاجيكستان».. ما وراء الرسائل الجيوسياسية؟أن تصدر هذه التصريحات من «دوشنبه» ليس تفصيلاً. فطاجيكستان، على تخوم أفغانستان، تقع في منطقة نفوذ صيني- روسي حساس. تنامي التعاون العسكري مع إيران يعني بناء جبهة جديدة في ظهر الحلف الأمريكي، وتكريس لحظة فارقة في شبكة التحالفات بين طهران وموسكو وبكين في قلب آسيا.
«أوروبا».. التردد السياسي وسط اضطراب المصالحأما أوروبا، فتمضي على حد السكين، تخشى انفجارًا جديدًا في الشرق يهدد أمنها الطاقي واللاجئين، لكنها عاجزة عن رسم سياسة مستقلة بعيدًا عن الرغبة الأمريكية. برلين وباريس تراقبان المشهد اللبناني والسوري بقلق، وتحاولان الحد من الانفجار الكبير عبر رسائل خلف الكواليس، لكن بدون أدوات ضغط حقيقية.
«لبنان وسوريا».. الجبهتان المنسيتان في قلب العاصفة.لبنان مرشح للانفجار في أي لحظة، حزب الله، الذي يُعد رأس الحربة في أي رد إيراني، بات جاهزًا لخوض معركة لا يريدها لكنه لا يتردد إن فرضت. الغارات الإسرائيلية تتكثف في الجنوب والضاحية، وتحركات الحزب تتوسع من الجليل إلى الجولان. أما سوريا، فهي الحلبة الصامتة التي تحتمل اشتعالًا مفاجئًا.
القصف المتكرر على مطارات دمشق وحلب ومحيط دير الزور هو رسالة واضحة بأن تل أبيب تعتبر الأرض السورية امتدادًا لجبهة الحرب المقبلة، بينما طهران تعيد تموضع قواتها على الأرض.
هل الحرب قادمة؟ قراءة في الاحتمالاتمواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل «قائمة»، لكنها مؤجلة ما لم تُفتح جبهة فجائية تشعل الإقليم دفعة واحدة.
تصعيد بالوكالة في لبنان وسوريا والعراق، هو السيناريو الأقرب، عبر ضربات متبادلة ورسائل دموية دون مواجهة شاملة.
خليج محتقن وتوازنات هشة، «الرياض وأبوظبي» تراقبان عن كثب، وتلعبان على توازن بين الحوار مع طهران والتنسيق مع واشنطن
وفي الختام «الجغرافيا لا ترحم من يجهل التاريخ»، فالشرق الأوسط ليس مجرد رقعة شطرنج، بل متاهة من اللهب، تحكمها ذاكرة ملتهبة وخرائط متحركة. كل لاعب يتوهم أنه يمسك بالخيوط، لكنه غالبًا ما يكون جزءًا من خيط خفي في يد قوة أكبر، والحرب قد لا تقع غدًا، لكنها تُطبخ على نار هادئة، والجميع يتهيأ للانفجار الكبير!!
كاتب وباحث في الشؤون الجيوسياسية والصراعات الدولية. [email protected]
اقرأ أيضاً«عبد العاطي» يستعرض مع سيناتور أمريكي جهود مصر لدعم الاستقرار بالشرق الأوسط
أستاذ علوم سياسية: «الشرق الأوسط الجديد» يُعيد رسم خريطة الإقليم لصالح إسرائيل