في تصعيد جديد للنبرة العدائية بين إسرائيل وإيران، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديدًا مباشرًا، مؤكدًا أن إسرائيل ستضرب "كل موقع وكل هدف تابع للنظام الإيراني"، في حال استمرت طهران في تهديد أمن إسرائيل واستقرار المنطقة. 

جاءت تصريحات نتنياهو في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، وتكثيف إيران لنشاطاتها العسكرية في مناطق عدة، أبرزها سوريا ولبنان، إضافة إلى استمرار دعمها لفصائل مسلحة مصنفة على قوائم الإرهاب من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وأوضح نتنياهو خلال اجتماع أمني في تل أبيب، أن إسرائيل "لن تسمح لإيران بإحاطة أراضيها بطوق من الصواريخ والطائرات المسيرة"، مشيرًا إلى أن تل أبيب تمتلك "القدرة والنية على ضرب الأذرع الإيرانية أينما وُجدت". 

إسرائيل: إيران تهديد وجودي وردها يستهدف مدنييناخبير أمريكي: ترامب كان يسعى لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي وإنهاء التهديد الإقليمي

وأضاف: "نحن نخوض معركة ممتدة ضد العدوان الإيراني، ولن نتهاون في الدفاع عن أنفسنا، سواء في الجنوب أو الشمال أو في أي مكان آخر في الشرق الأوسط".

وتأتي هذه التصريحات بعد تقارير استخباراتية إسرائيلية وأمريكية أكدت أن إيران كثفت عمليات نقل السلاح إلى ميليشياتها في سوريا والعراق ولبنان، كما قامت بتطوير منشآت عسكرية قرب دمشق، يُعتقد أنها تُستخدم لتخزين صواريخ دقيقة وطائرات بدون طيار. 

كما ازدادت وتيرة الهجمات المنسوبة لإسرائيل داخل الأراضي السورية في الأشهر الأخيرة، في إطار ما تسميه تل أبيب "الحرب بين الحروب"، وهي استراتيجية تهدف إلى تقويض التمركز الإيراني التدريجي في سوريا دون الانجرار إلى حرب شاملة.

ومن جانبه، لم يصدر رد رسمي من الجانب الإيراني حتى اللحظة، إلا أن الحرس الثوري الإيراني كان قد أكد في وقت سابق أن "أي اعتداء على إيران سيُقابل برد قاسٍ وشامل"، وأن طهران تحتفظ بحق الرد على أي تهديد يمس سيادتها أو مصالحها في الإقليم.

ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تعكس حجم التوتر المتصاعد بين الطرفين، لا سيما في ظل تفاقم الصراع في غزة، واستمرار حزب الله اللبناني في إطلاق تهديدات متكررة تجاه إسرائيل، في ما يُعتقد أنه جزء من تنسيق أوسع بين طهران ووكلائها في المنطقة.

ويأتي هذا التصعيد أيضًا على خلفية تعثر المحادثات الدولية بشأن الملف النووي الإيراني، وعودة الحديث الغربي عن احتمال إحياء العقوبات أو حتى اتخاذ خطوات عسكرية محدودة، وهو ما يُنذر بأن الأسابيع القادمة قد تحمل تحولات كبرى في مشهد الصراع الإقليمي.

طباعة شارك بنيامين نتنياهو إسرائيل إيران إسرائيل سوريا لبنان الإرهاب الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو إسرائيل إيران إسرائيل سوريا لبنان الإرهاب الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي

إقرأ أيضاً:

في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل.. إيران ترفع جاهزيتها العسكرية وتعيد تشكيل مجلس الدفاع

شرعت السلطات في تركيب أنظمة إنذار بالحالة الحمراء في عدة مناطق بطهران، وذلك بعد الانتقادات التي طالت غياب هذه الأنظمة خلال الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. اعلان

أعلن القائد العام للجيش الإيراني، أمير حاتمي، يوم الأحد 3 أغسطس، أنّ "العدو لا يجب الاستهانة به، ولا ينبغي اعتبار تهديده منتهيًا". وجاء تصريحه خلال اجتماع مع قادة القوات البرية، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الجاهزية القصوى رغم الخسائر التي طالت البنية العسكرية الإيرانية جراء الهجمات الأخيرة.

ودخلت إسرائيل في مواجهة مباشرة مع إيران مستخدمة تفوقًا جويًا ودعمًا غربيًا متطورًا، ما تسبب في إضعاف الترسانة الإيرانية، التي كانت تعاني أصلًا من سنوات العقوبات والضربات الدقيقة.

ومع ذلك، أكّد حاتمي أنّ "قوة الصواريخ والطائرات المسيّرة لا تزال فاعلة وجاهزة"، مشيرًا إلى أن "وقف إطلاق النار المفروض على العدو تمّ بقوة الردع، ويجب الحفاظ على تلك الجاهزية حتى في أوقات السكون".

يأتي هذا التصعيد اللفظي في وقت تعود فيه التصريحات الرسمية الإيرانية إلى لغة الاستعداد للمواجهة، ما يشي بتوتر داخلي وتحولات في الحسابات الاستراتيجية لطهران.

عودة "مجلس الدفاع"

من أبرز هذه التحولات إعلان إعادة تفعيل مجلس الدفاع، وهو هيئة كانت نشطة خلال الحرب الإيرانية العراقية، ويعاد تشكيلها اليوم في ظل التحديات الأمنية الجديدة. وبحسب المعلومات المتداولة، سيتكوّن المجلس من رؤساء السلطات الثلاث، وممثلين عن المرشد الأعلى في المجلس الأعلى للأمن القومي، بالإضافة إلى كبار قادة الجيش والحرس الثوري، ووزير الاستخبارات.

وأكد نائب رئيس البرلمان، علي نيكزاد، أن تشكيل هذا المجلس يتطلب موافقة المرشد الأعلى، علي خامنئي، وفقًا للمادة 110 من الدستور. في المقابل، حذر بعض النواب، بينهم حميد راسائي، من "توسيع الدوائر غير الخاضعة للمساءلة"، داعين إلى ضرورة الشفافية وتحديد صلاحيات البرلمان في ما يتعلق بالسياسات الدفاعية.

Related بعد اتهامات غربية بالتحضير لمحاولة قتل واختطاف معارضين.. إيران ترد: اتهامات لا أساس لهامواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إسرائيل وارد

تزامنًا مع هذه التحركات، شرعت السلطات في تركيب أنظمة إنذار بالحالة الحمراء في عدة مناطق بطهران، وذلك بعد الانتقادات التي طالت غياب هذه الأنظمة خلال الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.

وكان عضو مجلس مدينة طهران، أحمد صادقي، قد دعا إلى تشكيل مقر للطوارئ في العاصمة، مؤكدًا أن "التحذيرات الدقيقة والمبكرة حق أساسي للمواطنين"، مشيرًا إلى إمكانية إرسال التنبيهات عبر الهواتف المحمولة حتى وهي مغلقة أو غير مستخدمة.

تحوّل في البوصلة التقنية

في خطوة تُعد تحولًا جيوسياسيًا لافتًا، أعلنت إيران أنها بدأت التخلّي التدريجي عن نظام تحديد المواقع الأمريكي (GPS)، لصالح النظام الصيني "بايدو"، في إطار تعزيز سيادتها التقنية وتقليل الاعتماد على الأنظمة الغربية.

وبحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانيين (ISNA)، تعمل شركات التكنولوجيا المحلية على تطوير أنظمة تتيح التبديل بين أنظمة الملاحة المختلفة (GPS، GLONASS، Beidou) لضمان الدقة وتفادي التعطيل. وقالت الوكالة إن هذه الخطوة "ليست ترفًا، بل ضرورة لحماية الأمن الوطني وسلامة المواطنين".

وكان وزير الاتصالات الإيراني، ستار هاشمي، قد صرّح بأن "إسرائيل لا تلتزم بالقوانين الدولية وتستخدم بيانات الموقع في عملياتها الهجومية، ولهذا السبب، قررت السلطات الأمنية فرض قيود على خدمات GPS داخل إيران".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • برئاسة بزشكيان.. إيران تشكل مجلسًا دفاعيًا بعد الحرب مع إسرائيل
  • وسائل إعلام إسرائيلية: احتجاجات وسط تل أبيب ضد حكومة نتنياهو
  • في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل.. إيران ترفع جاهزيتها العسكرية وتعيد تشكيل مجلس الدفاع
  • قصف بلا نتيجة.. هل فشلت واشنطن وتل أبيب في كبح إيران؟
  • إيران تهدد برد يشلّ إسرائيل خلال 48 ساعة من أي هجوم محتمل!
  • إيران تحث المجتمع الدولي على وقف جرائم إسرائيل في غزة
  • السفير الأمريكي بتل أبيب: إسرائيل فاشلة في ارتكاب الإبادة الجماعية بغزة
  • تامر أمين: تظاهر الإخوان تحت علم إسرائيل في تل أبيب فضيحة سياسية
  • ضربة تقضي على النووي .. مخاوف من عودة الحرب بين إيران و إسرائيل
  • باحث يفضح اعتصام الإخوان في تل أبيب: رفعوا علم إسرائيل