#سواليف

#إسرائيل و #إيران: وجهان لعملة واحدة… و #مشروع_مارشال_عربي هو الرد

بقلم: ا د محمد تركي بني سلامة

لم يعد خافيًا على أحد أن ما يدور في منطقتنا من صراعات مدمرة، ليس سوى تجلٍّ لصراع أوسع بين قوى إقليمية ودولية تتصارع على النفوذ والهيمنة. وفي قلب هذا المشهد يقف طرفان لطالما تصنّعا العداء، وتغذّيا على وهم الانقسام: إسرائيل وإيران.

من حيث الجوهر، كلاهما يسعى للغرض ذاته: السيطرة، وتوسيع النفوذ، والتمدد في عمق الجسد العربي الذي أنهكته الحروب والانقسامات.

مقالات ذات صلة “تنسيقية العمل من أجل فلسطين”: “قافلة الصمود” تتعرض إلى حصار ممنهج وصل إلى درجة التجويع 2025/06/14

إيران التي ادّعت المقاومة، اخترقت الجسد العربي من الداخل، مستثمرة الطائفية والنزاعات لتُحكم قبضتها على عواصم عربية، لا من أجل تحرير القدس، بل من أجل إعادة إنتاج مشروعها الإمبراطوري بثوب ديني مشوَّه. وإسرائيل، بذات المنطق، تدّعي الدفاع عن نفسها فيما تواصل اغتصاب الأرض، واستغلال التفكك العربي لتوسيع احتلالها وتصفية القضية الفلسطينية.

إن كل من يعتقد أن هذا الصراع بين “محور مقاومة” و”محور احتلال” ما يزال قائمًا على أساس مبدئي، يعيش خارج سياق الواقع. فكلا الطرفين يختبئ خلف شعارات كاذبة، بينما يتقاسمان الغنائم على حساب الدم العربي: من غزة، إلى سوريا، ولبنان، والعراق، واليمن، وليبيا، والسودان.

لقد آن الأوان أن نكفّ عن انتظار خلاص قادم من طهران أو من تل أبيب، فكلاهما مشروع مضاد للعرب، وإن اختلفت لغته وأدواته. كلاهما استثمر في الضعف العربي، لا من أجل نهضتنا، بل لتكريس هيمنته. وكل من يقف في المنتصف، متوهّمًا أن الخلاص سيأتي من أحدهما، هو في الحقيقة يكرّس ضياعنا.

لهذا، فإن ما نحتاجه اليوم ليس بيانات إدانة، ولا انحيازًا لهذا الطرف أو ذاك، بل مشروعًا عربيًا حقيقيًا، يقف على أرضية المصلحة القومية، ويجعل من الاستقلال السياسي، والسيادة الوطنية، وإعادة بناء الدول المنهارة حجر الزاوية في مسيرتنا القادمة.

نحتاج إلى “مشروع مارشال عربي”، لا بأموال الغير، بل بإرادتنا نحن. مشروع يعيد بناء الإنسان قبل العمران، يُرمم الوعي العربي الذي دمرته الطائفية والتبعية، ويضع حدًا لمرحلة الهشاشة التي جعلت من أوطاننا فريسة سهلة لكل من هبّ وتطاول.

مشروع يعيد إعمار غزة المنكوبة، وسوريا الجريحة، ولبنان المختطف، والعراق المنهك، واليمن الممزق، وليبيا التي أنهكها الصراع، والسودان الغارق في الدم. مشروع لا يقبل أن تُبنى قراراته في طهران أو واشنطن أو تل أبيب، بل يُصاغ في العواصم العربية، وعلى أيدي قيادات ترى في المستقبل العربي قضية مصير، لا صفقة تباع وتشترى.

لا نريد أن نكون أوراقًا في لعبة الآخرين، بل صُنّاعًا لمستقبلنا. لا نريد أن نظل أسرى خطاب الخوف أو الوهم، بل أن نمتلك شجاعة الاعتراف بأن خلاصنا لن يأتي إلا من داخلنا، حين نضع حدًا للاستنزاف ونبدأ ببناء منظومة عربية حقيقية قادرة على التكامل، والاستقلال، والتقدم.

هذا هو النداء الأخير لما تبقّى من عروبة.
فهل نملك الجرأة لنبدأ؟

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف إيران من أجل

إقرأ أيضاً:

بدء الرد الإيراني.. سقوط صواريخ بشكل مباشر على تل أبيب

قال جيش الاحتلال في بيان له، إنه رصد إطلاق صواريخ أطلقت من إيران باتجاه "إسرائيل" في أول رد على الضربات التي ضربت مناطق واسعة الجمعة، وطالت مواقع نووية وعسكرية.

وذكرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في بيان، أنها رصدت استعدادات إيرانية لإطلاق 100 صاروخ باليستي تجاه "إسرائيل".

ودوت صفارات الإنذار في مناطق واسعة من دولة الاحتلال، وسط حالة تأهب قصوى وتعليمات للإسرائيليين بالتزام الملاجئ.

مقالات مشابهة

  • “فارس”: بعض الصواريخ التي قصفت تل أبيب فجر اليوم مزودة برؤوس حربية تصل إلى 1.5 طن
  • حكم الصلاة بسرعة للرد على التليفون.. القطع في حالة واحدة
  • ما السيناريوهات المحتملة التي قد يتضمنها الرد الإيراني على إسرائيل؟
  • ما السيناريوهات المتحملة التي قد يتضمنها الرد الإيراني على إسرائيل؟
  • أمريكا والكيان المحتل.. وجهان لعملة واحدة
  • شاهد تل أبيب تحترق ..الرد الإيراني قاس ومؤلم
  • عاجل. الرد الإيراني بدأ.. صليات متتالية من الصواريخ تضرب إسرائيل وسقوط جرحى في تل أبيب
  • بدء الرد الإيراني.. سقوط صواريخ بشكل مباشر على تل أبيب
  • الأمن العام يوضح دلالات صفارات الإنذار التي دوت صباحًا