علاجان موضعيان بسيطان يُوقفان تسوس الأسنان لدى الأطفال لسنوات
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
نجح برنامج مدرسي، يعتمد على تدخلات بسيطة، في منع تفاقم معظم حالات تسوس الأسنان، بحسب تقرير لجامعة نيويورك في موقع سايتك ديلي.
فوفقا لدراسة جديدة أجرتها كلية طب الأسنان بجامعة نيويورك، ونُشرت في مجلة "JAMA Network Open" يُمكن لعلاجين موضعيين للأسنان أن يُوقفا تفاقم معظم حالات تسوس الأسنان لدى الأطفال لسنوات.
وعالج الباحثون أكثر من 10000 حالة تسوس لدى طلاب المدارس الابتدائية في مدينة نيويورك، واكتشفوا أن طريقتين غير جراحيتين - العلاج الترميمي غير الرضحي (ART) وفلوريد ثنائي أمين الفضة (SDF) - كانتا فعالتين للغاية في إبطاء أو إيقاف تسوس الأسنان. تدعم هذه النتائج تحوّلا متزايدا نحو خيارات بسيطة وغير جراحية لإدارة تسوس الأسنان لدى الأطفال.
وذكرت الدراسة أنه لا يقتصر تسوس الأسنان على مشكلة أسنان فحسب، إذ يتغيب الأطفال في الولايات المتحدة عن الدراسة لما يُقدر بـ ٣٤ مليون ساعة سنويا بسبب مشاكل الأسنان الطارئة. من خلال توفير رعاية تسوس الأسنان مباشرة في المدارس، يُمكن لبرامج كهذه أن تُساعد في تحسين صحة الفم لدى الأطفال وتقليل الحاجة إلى علاجات عاجلة، مثل عمليات الخلع المؤلمة أو علاج الالتهابات.
وفي برامج طب الأسنان المدرسية، غالبا ما يستخدم أخصائيو الرعاية الصحية مواد مانعة للتسوس - وهي طبقات رقيقة واقية تُوضع على سطح الأسنان الخلفية للأطفال - للوقاية من تسوس الأسنان.
وأشارت إلى أن قلة من البرامج تُعالج التسوسات الموجودة. يُمكن استخدام العلاج الترميمي غير الرضحي (ART) لوقف تطور التسوس عن طريق إزالة تسوس الأسنان بأدوات يدوية ووضع نفس المادة الواقية المُستخدمة في مواد مانعة للتسوس.
كما برز سائل SDF كأداة واعدة للوقاية من تسوس الأسنان وعلاجه، فقد وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في الأصل لعلاج حساسية الأسنان، حيث يُدهن السائل على الأسنان بالفرشاة لقتل البكتيريا المُسببة للتسوس وإعادة تمعدن الأسنان لمنع المزيد من التسوس.
لمقارنة استخدام تقنية SDF والعلاج الترميمي غير الرضحي (ART)، أجرى باحثون في كلية طب الأسنان بجامعة نيويورك تجربة سريرية واسعة النطاق في المدارس الابتدائية في مدينة نيويورك كجزء من برنامج CariedAway للوقاية من تسوس الأسنان.
وخلال زيارات مدرسية نصف سنوية، فحص أخصائيو الرعاية الصحية أسنان الأطفال، واستخدموا إما ART أو SDF، متبوعا بطلاء الفلورايد على أي تسوس موجود، وذلك بناء على العلاج الذي تم اختيار المدرسة عشوائيا لتلقيه.
وفي تحليل سابق لدراسة CariedAway، أفاد باحثو جامعة نيويورك أن علاجا واحدا إما ART أو SDF حال دون تفاقم حوالي 50 بالمئة من التسوس على مدار عامين.
وركز أحدث تحليل لهم، منشور في المجلة، على أكثر من 1600 طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و13 عاما يعانون من تسوس في سن واحد أو أكثر.
وتم تطبيق SDF أو ART على أسنان الأطفال - بما في ذلك أكثر من 10000 تسوس - خلال زيارات مدرسية نصف سنوية.
كما تمت متابعة الطلاب لمدة تصل إلى أربع سنوات لمعرفة ما إذا كان تسوس أسنانهم قد تفاقم أم بقي على حاله.
وقال الدكتور رايان ريتشارد راف، الحاصل على درجة الدكتوراه والماجستير في الصحة العامة، والأستاذ المشارك في علم الأوبئة وتعزيز الصحة بكلية طب الأسنان بجامعة نيويورك والباحث الرئيسي في مشروع CariedAway: "تُعد هذه الدراسة أقوى تحليل أجريناه لهذه التقنيات المختلفة للوقاية من التسوس، حيث ركزنا على التسوس على كل سطح من أسطح الأسنان وقمنا بقياسه لمدة تصل إلى أربع سنوات".
ووجد الباحثون أن تقنية SDF وعلاج (ART) حققت نتائج متشابهة عند تطبيقهما على التسوس: حيث حالت تقنية SDF دون تفاقم 62% من الأسطح المتسوسة على مدار أربع سنوات، بينما سيطرت تقنية ART على 55% منها.
وقالت تاماريندا جيه. باري جودين، الحاصلة على درجة الدكتوراه والماجستير في الصحة العامة، والباحثة في كلية طب الأسنان بجامعة نيويورك ومديرة مشروع CariedAway: "يمكن أن يساعد تقديم تقنية ART أو SDF في المدارس على تجنب الحاجة إلى علاج أسنان أكثر تدخلا وتحسين الوصول إلى الرعاية الوقائية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة تسوس الأسنان صحة صحة طب تسوس الأسنان اسنان الاطفال المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة صحة صحة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تسوس الأسنان لدى الأطفال للوقایة من من تسوس
إقرأ أيضاً:
د. نجاة اليافعي: مياه الشرب تفتقد العناصر الضرورية لصحة الأسنان
أوضحت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن الفلورايد هو معدن طبيعي ثبت علمياً دوره الفعّال في تقوية مينا الأسنان ومنع التسوس، خاصة لدى الأطفال خلال مراحل نموهم. بينما توصي المنظمات الصحية الدولية، ومنها منظمة الصحة العالمية، بأن تحتوي مياه الشرب على تركيز يتراوح بين 0.5 إلى 1.0 جزء في المليون من الفلورايد لضمان حماية فعالة للأسنان على مستوى المجتمع، وتوصي أيضاً إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وخدمات الصحة العامة في الولايات المتحدة، بدعم من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها والجمعية الأمريكية لطب الأسنان، بإضافة الفلورايد إلى مياه الشرب (بما في ذلك المياه المعبأة) بتركيز يبلغ0.7 ملغم/لتر، مع التشديد على أن مستوى الفلورايد في مياه الشرب لا ينبغي أن يتجاوز الحد الأعلى المسموح به وهو 1.5 ملغم/لتر، وذلك لتجنّب خطر الإصابة بتفلور الأسنان.
توصيات توائم المجتمعات
وفي هذا الجانب قالت الدكتورة نجاة اليافعي مديرة قسم صحة الفم والاسنان الوقائية والتعزيزية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، انه رغم أن التوصيات الصادرة عن الجهات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية أو المؤسسات الأمريكية تُعد مراجع علمية موثوقة، إلا أنها في الأصل وُضعت بناءً على معطيات تخص تلك الدول والمجتمعات من حيث المناخ، ونمط استهلاك المياه، ومصادر الفلورايد الأخرى، والسلوكيات الصحية. وعليه، فإنه لا يُفترض نقل هذه التوصيات كما هي إلى دول الخليج أو قطر دون تكييف، بل يجب مواءمتها بما يتناسب مع الخصائص البيئية، والسكانية، والصحية لمجتمعنا، مع الأخذ في الاعتبار نسب تسوس الأسنان، ومعدل التعرض للفلورايد من مصادر متعددة، ومخاطر التفلور في البيئة المحلية. وحتى تُبنّى السياسات الصحية الفعالة، يستوجب الاعتماد على الدراسات الوطنية والمعطيات الواقعية لضمان تحقيق التوازن بين الوقاية والسلامة.
تفاوت نسب الفلورايد
وأضافت: وفي هذا السياق، أظهرت دراسات علمية حديثة في قطر أن العديد من العلامات التجارية للمياه المعبأة تحتوي على نسب متفاوتة من الفلورايد، بعضها منخفض جداً، وأحياناً معدوم. كما أثبتت وجود اختلاف كبير بين ما هو مكتوب على العبوات من نسب الفلورايد، وما تم قياسه فعلياً عند تحليل العينات، مما يُثير القلق حول دقة المعلومات التي يتلقاها المستهلك.
وانطلاقاً من هذه المعطيات، قمنا في قسم صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية بجمع عينات من المياه المعبأة المنتشرة في الأسواق القطرية، ومتابعة ما يُكتب على العبوات من بيانات، إضافة إلى التحقق من مصادر التصنيع، بل والتحدث لشركات تعبئة المياه نفسها من خلال التعاون مع القسم المسؤول بوزارة الصحة. فلاحظنا أن العديد من العبوات لا تشير إلى نسبة الفلورايد إطلاقاً، وإن ذُكرت، فإن مصداقيتها تبقى محل تساؤل، خصوصاً في ظل ما أثبتته الدراسات السابقة من اختلافات فعلية بين النسب المكتوبة والمقاسة.