الجزيرة:
2025-06-19@16:08:10 GMT

حرب لا تريدها دول الخليج ولا تؤيدها

تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT

حرب لا تريدها دول الخليج ولا تؤيدها

لم تكن دول مجلس التعاون الخليجي تتمنى أو تريد الحرب الإسرائيلية ـ الإيرانية. وقد أعلنت مرارًا أنها تدعم السلام والاستقرار في المنطقة، بل ساعدت بعضُ دول المجلس على إعادة المفاوضات الأميركية ــ الإيرانية حول الملف النووي؛ تفاديًا لحدوث مواجهات مسلحة بين الطرفين، أو مضي الولايات المتحدة في فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران.

وقبل أكثر من عامين، اتخذت المملكة العربية السعودية خطوات إيجابية حيال إيران، عندما تم توقيع اتفاقية سعودية ـ إيرانية برعاية صينية في العاصمة بكين يوم 10 مارس/آذار 2023. تم بمقتضاها تفعيل التعاون في مجالات: الأمن، الاقتصاد، التجارة، العلوم، الثقافة، والرياضة، إضافة إلى أن هذه الاتفاقيات خففت من حالة التوتر التي كانت سائدة قبل توقيعها، وأحدثت انفراجة في عددٍ من الملفات، وعززت الثقة بين الجانبين بما يساهم في إتاحة فرص أفضل باتجاه علاقات أكثر قوة واستقرارًا، ويحدوها الأمل دائمًا في إقامة علاقات طبيعية وشراكة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ تقوم على أسس علاقات حسن الجوار والأخوة، بدون أي حساسيات.

وفي الأزمة الحالية وقفت دول مجلس التعاون الخليجي بإيجابية مع إيران، ورفضت الحرب بشكل قاطع وصريح، ووجدت هذه المواقف ترحيبًا من وزارة الخارجية الإيرانية حيال بيان الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي ترحيبه ببيان الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الذي أدان العدوان الإسرائيلي على أراضي إيران وسيادتها الوطنية، وانتهاك القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة.

وقال بقائي: "إن انعقاد الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية مجلس التعاون يعكس التفاهم المشترك لدول المنطقة بشأن ضرورة التحرك العاجل على المستويين؛ الإقليمي، والعالمي لوقف الحرب والعدوان على إيران".

إعلان

وقبل الحرب التي نشبت بين إسرائيل وإيران كانت دول مجلس التعاون، قد أعادت النظر في تموضعها السياسي ومواقفها الإستراتيجية قبل تطور الأزمة الراهنة بفترة زمنية. فقد سعت دول المجلس لتحسين علاقاتها مع إيران، وتجاوز التوتر والصراع، وتبني محاولات بناء الثقة، وإعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية، وتعميق التبادل التجاري.

وكان على رأس هذا التحرك جهود المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، ومملكة البحرين الهادفة لتطبيع العلاقات مع إيران، والتمسك بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية. لذا فإن الأزمة الراهنة جاءت على خلفية حدوث تغيير جذري في الموقف الخليجي تجاه إيران، حيث لم تعد إيران دولة عدوة أو مصدر تهديد فعلي.

وعلى صعيد العلاقات السعودية ـ الإيرانية، فإن المملكة العربية السعودية تنتهج إستراتيجية تراهن على الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة، ولا ترغب في التصعيد، ولديها نموذج ثابت قائم على احترام السيادة والاستثمار في البنية المؤسسية، ولا يقوم على الاحتواء الطائفي، أو أجندة سياسية غير معلنة، إنما تعتمد سياستها على مبدأ "الوضوح والشفافية والمؤسساتية"، وتنطلق من أسس احترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في شؤون الغير، ودعم البنية المؤسسية للدول الشقيقة والصديقة.

والمملكة تدرك أهمية دورها كونها حاضنة للمقدسات الإسلامية، وبها قِبلة المسلمين جميعًا، وأن قبولها ورصيدها لا يصطدم بحساسيات دينية، كما هو الحال مع بعض الدول الأخرى، لذلك تنتهج المملكة حيال إيران وكافة دول المنطقة سياسة رصينة ثابتة تتحرك بواقعية، وتضع نصب عينيها استقرار المنطقة، ودعم مسيرة التنمية والرخاء والرفاهية لشعوبها.

ومن هذا المنطلق برز الموقف الخليجي الموحد تجاه المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية العسكرية الراهنة. فجميع دول مجلس التعاون، والأمانة العامة للمجلس، أعلنت رسميًا رفضها القاطع للعدوان الإسرائيلي على سيادة وأراضي إيران، وسعت لتحقيق وقف إطلاق النار، والعودة إلى المسار التفاوضي الذي كان قائمًا برعاية خليجية، وأعلنت جميع دول الخليج منذ بداية الأزمة أنها لن تكون طرفًا في أي صراع مسلح، بشكل مباشر أو غير مباشر. ولن تسمح لأي طرف باستخدام أراضي، أو مياه، أو أجواء دول الخليج للعدوان على أي دولة أخرى، وهذا التحريم يشمل الدول الحليفة والتي تمتلك قواعد أو تسهيلات عسكرية على الأراضي الخليجية.

لذا نجد أن الموقف الخليجي واضح المعالم وموحد في مضمونه ومطالبه، وهو داعم لإيران التي أصبحت ضحية لعدوان خارجي، وفي الوقت نفسه فإن دول مجلس التعاون الخليجي تريد الحل السلمي في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، وتعارض نشاطات البرنامج غير السلمية أو العسكرية، وتدعو لوجود متطلبات الرقابة والقيود الدولية المفروضة على جميع الدول الأعضاء في اتفاقية الحد من التسلح النووي والتي تشارك إيران عضويتها والتزاماتها مع جاراتها دول الخليج العربي.

وبهذا، فإن الموقف الخليجي من الناحية الأمنية محدد المعالم والالتزامات مسبقًا وقبل بداية الصراع المسلح بين إسرائيل وإيران، ولا يوجد -من ثم- مبرر لتوريط دول الخليج العربية في هذه المواجهة العسكرية.

إعلان

وفي المقابل وفي ظل الموقف الحيادي الصارم الذي تبنته دول مجلس التعاون في هذا الصراع، تحتفظ دول المجلس بحق الدفاع عن النفس وحق حماية أراضيها ومجتمعاتها ومنشآتها ومكاسبها الاقتصادية من أي نوع من التهديدات أيًا كان مصدرها، وبجميع الوسائل الممكنة، وترفض الاستقطاب.

وترفض دول الخليج كذلك رفضًا قاطعًا أي مزايدة على مواقفها المعلنة والصريحة والجادة التي تهدف إلى دعم استقرار المنطقة، وعدم الزج بها في أتون حروب عسكرية مدمرة تضر بالاقتصاد العالمي، خاصة أن المنطقة تعد من أهم مصادر الطاقة في العالم، كما تدعو دول الخليج لإنهاء الحرب فورًا، وتطالب الأطراف المعنية بالتوقف عن الأعمال العسكرية، وتدعو الدول الكبرى والأمم المتحدة إلى التدخل السريع لإيقاف التدمير وقتل الأبرياء وهدم البنى التحتية، والتصرف بمسؤولية حيال ما يجري من تصعيد خطير بين إسرائيل وإيران.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دول مجلس التعاون الخلیجی الموقف الخلیجی دول الخلیج

إقرأ أيضاً:

قطر ودول مجلس التعاون الخليجي يجددون بالأمم المتحدة دعمهم الكامل لوحدة المغرب الترابية

زنقة 20. الرباط

جددت دولة قطر، أمام لجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة، تأكيد دعمها لمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب من أجل التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع الإقليمي حول الصحراء.

وخلال الدورة العادية لاجتماع لجنة الـ24، الذي يتواصل بنيويورك إلى غاية 20 يونيو الجاري، أبرز ممثل قطر أن هذه المبادرة “البناءة” تشكل الأساس لأي حل واقعي لقضية الصحراء المغربية.

من جانب آخر، عبر الدبلوماسي عن دعم بلاده للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، الرامية إلى تيسير التوصل لحل سياسي دائم وقائم على التوافق في إطار العملية السياسية الجارية تحت إشراف الأمم المتحدة، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرار رقم 2756، وفي احترام لسيادة المغرب.

كما جددت الإمارات العربية المتحدة التأكيد، أمام لجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة، دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها “الأساس الوحيد” من أجل التوصل إلى حل سياسي لقضية الصحراء يحفظ الوحدة الترابية للمغرب.

وفي مداخلة خلال الدورة العادية للجنة الـ24، المنعقدة بنيويورك ما بين 9 و20 يونيو الجاري، أبرزت فاطمة يوسف، نائبة الممثل الدائم بالإنابة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، أن بلادها “تجدد تأييدها لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 والتي طالما وصفها مجلس الأمن بكونها جدية وذات مصداقية وواقعية”.

وأكدت الدبلوماسية أن بلادها تعتبر أن مخطط الحكم الذاتي يعد الأساس الوحيد لإيجاد حل سياسي دائم لقضية الصحراء المغربية “ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة ويصون الوحدة الترابية للمملكة المغربية”.

وأشارت إلى أن بلادها تجدد تأكيد “دعمها الكامل” لسيادة المملكة على مجموع منطقة الصحراء المغربية وتثمن عاليا المشاريع الطموحة التي ينجزها المغرب لفائدة ساكنة الأقاليم الجنوبية، بهدف تعزيز التنمية المستدامة في المنطقة.

كما جددت الدبلوماسية التأكيد على موقف بلادها الراسخ في دعم سيادة المغرب ووحدته الترابية وحقوقه المشروعة.

من جانب آخر، تطرقت المتدخلة إلى الجهود التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، ستافان دي ميستورا، الرامية إلى إعادة إطلاق العملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة.

من جهتها، جددت البحرين، بنيويورك، تأكيد موقفها “الثابت والمتضامن” الذي يدعم السيادة الوطنية للمغرب ووحدته الترابية.

وأكدت ممثلة البحرين، خلال أشغال الدورة العادية للجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة (9-20 يونيو)، أن “مملكة البحرين تجدد تأكيد موقفها الثابت والمتضامن مع المملكة المغربية في المحافظة على أمنها ووحدتها الترابية”.

وأبرزت الدبلوماسية أن بلادها تجدد دعمها للجهود الجادة التي يبذلها المغرب من أجل إيجاد حل سياسي لقضية الصحراء المغربية، على أساس مبادرة الحكم الذاتي وفي إطار سيادة المملكة ووحدتها الترابية.

وأضافت المتدخلة أن مملكة البحرين، وانطلاقا من موقفها الثابت الداعم للمغرب، فتحت قنصلية عامة بمدينة العيون في دجنبر 2020.

وبهذه المناسبة، أشادت الدبلوماسية البحرينية بجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، الهادفة إلى التوصل لحل سياسي واقعي وبراغماتي ودائم، قائم على التوافق وفي إطار احترام السيادة الوطنية للمغرب.

مقالات مشابهة

  • هل تستمر دول الخليج على “الحياد” إذا طالت الحرب بين إيران وإسرائيل؟
  • قطر ودول مجلس التعاون الخليجي يجددون بالأمم المتحدة دعمهم الكامل لوحدة المغرب الترابية
  • دول الخليج تحذر من ''سيناريوهات مقلقة'' في الحرب الإسرائيلية الإيرانية
  • المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي
  • دول الخليج تحذر من سيناريوهات مقلقة جراء الهجوم الإسرائيلي على إيران
  • المملكة تستعرض استراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي
  • "التعاون الخليجي": عدوان إسرائيل على إيران يحمل سيناريوهات مقلقة
  • تحذير عاجل وقلق من دول مجلس التعاون الخليجي جراء الغارات الإسرائيلية على إيران وتتحدث عن سيناريوهات مبهمة
  • "التعاون الخليجي" يُحذّر من سيناريوهات مقلقة للعدوان إسرائيل على إيران