تشهد منطقة الشرق الأوسط منذ أيام حالة من التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، في واحدة من أكثر مراحل التصعيد سخونةً منذ سنوات. وبينما تتسارع وتيرة الهجمات والهجمات المضادة، بدأت ملامح تحالفات جديدة بالتشكل، في حين أعلنت دول أخرى خطوات ميدانية مفاجئة، مثل إعلان باكستان إغلاق حدودها مع إيران. في ظل هذه التطورات المتلاحقة، تزداد المخاوف من دخول المنطقة في دوامة من الفوضى العسكرية والسياسية.

هجوم إسرائيلي واسع يشعل فتيل الحرب

بدأت موجة التصعيد مع قيام إسرائيل، فجر يوم الجمعة، بشن سلسلة من الهجمات الجوية الواسعة ضد أهداف إيرانية حساسة، شملت منشآت عسكرية ونووية ومدنية. ومن أبرز المواقع المستهدفة منشآت نطنز وأصفهان وفوردو، التي تُعد من الركائز الأساسية للبرنامج النووي الإيراني.

لم تتوقف الضربات عند ذلك، بل تواصلت الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية لأيام متتالية، مما دفع طهران إلى الرد بقوة، من خلال إطلاق موجات من الصواريخ استهدفت عشرات المواقع العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك قواعد جوية ومنشآت استراتيجية.

رد أمريكي صارم.. ترامب يحذر طهران

في خضم التصعيد، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليحذر إيران من مواصلة الحرب ضد إسرائيل، داعيًا إلى فتح باب المفاوضات حول برنامجها النووي. وقال ترامب، خلال تصريحات له على هامش قمة مجموعة السبع في كندا، إن طهران أرسلت بالفعل رسائل تفيد برغبتها في الحوار، إلا أنه شدد على ضرورة الإسراع في التفاوض قبل أن يفوت الأوان.

وأوضح الرئيس الأمريكي أن "الحرب مؤلمة لكلا الطرفين، لكن إيران لن تنتصر فيها"، داعياً القيادة الإيرانية إلى اتخاذ خطوات حقيقية نحو وقف التخصيب النووي والدخول في مفاوضات جادة.

اليوم الرابع للتصعيد.. إيران ترد بالصواريخ

دخل التصعيد العسكري يومه الرابع، وما زالت وتيرة الهجمات في تصاعد. ففي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل شن غاراتها، كثفت إيران من ردها الصاروخي، مستهدفة مواقع استراتيجية داخل العمق الإسرائيلي. ويبدو أن طهران مصممة على الرد بقوة، مما يُنذر باتساع رقعة المواجهة وتزايد احتمالات الانفجار الإقليمي.

 

صواريخ فرط صوتية.. من بيونغ يانغ إلى طهران

وفي تطور دولي لافت، أعلنت كوريا الشمالية عن دعمها لإيران في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، مشيرة إلى استعدادها لتقديم الدعم العسكري والتقني لطهران.

أوضح اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي ومدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق، أن إيران تحصل على دعم كامل من كوريا الشمالية، خاصة فيما يتعلق بمنظومة الصواريخ الفرط صوتية. هذه الصواريخ، التي تُعد من الأحدث في تكنولوجيا التسليح، تعود في أصلها إلى كوريا الشمالية، حيث قامت بيونغ يانغ بتزويد طهران بها في مراحل سابقة.

وأشار فرج إلى أن كوريا الشمالية لا تُبدي حالياً أي ممانعة في تزويد إيران بصواريخ جديدة لتعويض ما فقدته خلال الأيام الماضية، ما يدل على رغبة واضحة في تعزيز القدرات العسكرية الإيرانية رغم العقوبات الدولية والمخاوف الإقليمية.

التخصيب النووي.. ورقة تفاوض لا تنتهي

في سياق متصل، أكد اللواء فرج أن إيران لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم إلا عبر طاولة المفاوضات، في ظل توفر العديد من المقترحات لحل الأزمة. ومن بين هذه الحلول، تجميد التخصيب عند نسبة 60%، وهو ما يحد من قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية. كما تضمنت المقترحات وضع اليورانيوم المخصب داخل روسيا تحت إشراف دولي، بالإضافة إلى تعزيز رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

هذه السيناريوهات تظل رهينة بما ستؤول إليه المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة، والتي تسعى الأخيرة من خلالها إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني، مقابل تخفيف الضغوط الاقتصادية.

باكستان.. دعم إضافي لطهران؟

في خضم هذه التوترات، تظهر باكستان كلاعب داعم لإيران، حيث أفاد فرج أن إسلام آباد قدّمت دعماً عسكرياً لإيران، عبر تزويدها بأسلحة بديلة لتلك التي استخدمتها خلال المواجهات الأخيرة. وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات بشأن مدى تفاعل دول الجوار مع الصراع الإيراني وتبنيها مواقف تتجاوز الحياد.

تحالفات جديدة في زمن التحولات

يبقى المشهد الإقليمي والدولي مرهوناً بتقلبات السياسة والمصالح المشتركة. ومع تقارب كوريا الشمالية وإيران، والدعم الباكستاني المحتمل، فإن خريطة التحالفات تشهد إعادة تشكيل قد تحمل في طياتها مفاجآت غير متوقعة. في المقابل، تبقى أعين العالم نحو المفاوضات ومواقف القوى الكبرى من هذا التقارب اللافت، الذي لا يخلو من الرسائل الاستراتيجية الصريحة.

طباعة شارك إيران إسرائيل ترامب الحرب كندا كوريا الشمالية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إيران إسرائيل ترامب الحرب كندا كوريا الشمالية کوریا الشمالیة

إقرأ أيضاً:

زامير: الخط الأصفر هو "الحدود الجديدة" بين إسرائيل وغزة

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زمير، يوم الأحد أن "الخط الأصفر" الفاصل في غزة هو الحدود الجديدة للقطاع مع إسرائيل.


وأوضح زامير في بيان أصدره الجيش الإسرائيلي أن "الخط الأصفر يشكل خط حدود جديدا، خط دفاع متقدم للمستوطنات، وخط هجوم".

وكانت إسرائيل رسمت خطا أصفر بموجب اتفاق وقف حرب غزة، لتحديد مناطق سيطرة جيشها في المناطق الشرقية من قطاع غزة، ووضعت حواجز بهذا اللون على الأرض.

وتزيد المساحة داخل الخط الأصفر التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي قليلا على نصف مساحة القطاع، إلا أن حماس تتهم إسرائيل بتوسيعها.

واتهمت حركة حماس إسرائيل، بـ"تحريك الخط الأصفر"، لتوسيع المنطقة التي يسيطر عليها في قطاع غزة.

ويقضي اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر، بتراجع القوات الإسرائيلية إلى ما وراء "الخط الأصفر" المحدد للمنطقة التي انسحبت منها.


 

مقالات مشابهة

  • روسيا تعلن وفاة سفيرها في كوريا الشمالية ألكسندر ماتسيغورا
  • اللواء الدويري: لهذه الأسباب تنقل إسرائيل قواعدها إلى الخط الأخضر
  • وفاة السفير الروسي في كوريا الشمالية.. و زعيم كيم: خسارة كبيرة
  • التوتر الإيراني الخليجي.. تصعيد يهدد أمن المنطقة والقانون الدولي يدخل على الخط
  • إيران تعتقل شخصًا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
  • عراقجي: إيران عازمة على مواصلة برنامجها النووي السلمي
  • هل يسرّع الغاز الأميركي وتيرة تحول تركيا لمركز إقليمي للطاقة؟
  • رغم اتفاق السلام.. تايلاند تشن ضربات جوية قرب حدودها مع كمبوديا
  • إسرائيل تحول الخط الأصفر إلى حدود فعلية في غزة
  • زامير: الخط الأصفر هو "الحدود الجديدة" بين إسرائيل وغزة