قال اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن التصريحات الأخيرة الصادرة عن الاستخبارات الوطنية الأمريكية أمام الكونغرس، والتي نفت امتلاك إيران لسلاح نووي، لا تأتي من فراغ، بل تقع ضمن إطار توزيع الأدوار والتلاعب بالرأي العام الدولي، تمهيدًا لتبرير الضربة العسكرية التي استهدفت إيران مؤخرًا.

ترامب يدعن إسرائيل بشكل مطلق

وأضاف خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المعروف بدعمه المطلق لإسرائيل، ساهم في خلق بيئة سياسية وإعلامية تُهيئ لضرب إيران، بزعم اقترابها من امتلاك السلاح النووي، رغم أن الحقائق الاستخباراتية تؤكد عكس ذلك.

 
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية ليست جديدة، فالمبررات ذاتها تم استخدامها سابقًا في غزو العراق، حين رُوّج لامتلاك بغداد أسلحة دمار شامل، قبل أن يتبيّن لاحقًا أن هذه المزاعم كانت زائفة.

خبير عسكري: الغرب يكرر سيناريو العراق في تبرير ضرباته ضد إيران مخططات إسرائيلية واضحة منذ عام 2006 

وأوضح اللواء حمدي بخيت أن الكيان الصهيوني شعر بتهديد مباشر من إيران، خاصة من خلال أذرعها الإقليمية الفاعلة، كـ حزب الله شمالًا، وحركة حماس جنوبًا، وجماعة الحوثي قرب مضيق باب المندب، ما عزز من احتمالية توجيه ضربة لإيران تحت ذريعة البرنامج النووي.

وأشار إلى أن ما نشهده حاليًا هو تنفيذ لسيناريو تم التخطيط له منذ عام 2006، ضمن سلسلة من الخطط العسكرية التي وضعتها الولايات المتحدة وإسرائيل للتعامل مع إيران، شملت: استهداف البنية التحتية النووية، تصفية العلماء الإيرانيين، تعطيل البرنامج النووي، ضرب مواقع حيوية داخل إيران.

الحرس الثوري يعلن استهداف إسرائيل بطائرات مسيرة قتالية تطلق صواريخ للمرة الأولى الاتحاد الأوروبي: فرنسا وألمانيا تبذلان مجهودات دبلوماسية للتهدئة بين إسرائيل وإيران

وأوضح أن هذه السيناريوهات تم دمجها وتنفيذها في إطار ضربة مركزة واحدة استهدفت منشآت حيوية مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.

كما اعتبر أن تصريحات ترامب حول وقف إطلاق النار، والتي جاءت بعد تكثيف الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل، ليست سوى محاولة للضغط النفسي وخلق حالة من الخداع السياسي، مؤكدًا أن المطالب الغربية بخضوع إيران أو تفكيك برنامجها النووي بالكامل محض أوهام، لأن إيران تمتلك المعرفة التقنية ولن تتراجع عنها بسهولة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري والاستراتيجي إسرائيل وإيران الحرب الإسرائيلية موقع الفجر بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

سيناريو عالمي غير مستحب

ابتلي العالم من خلال الكيان الصهيوني، بنتنياهو رئيسا للحكومة، وابتلي العالم من خلال دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وقد راح يغطي نتنياهو، ويدعمه بسياسة الإبادة الإنسانية والتجويع الوحشي للشعب في قطاع غزة. واستمرا هكذا طوال عهد ترامب في الرئاسة، حتى الآن.

لقد طال أمد حرب الإبادة الإنسانية، والتجويع الجمعي، فانتقل نتنياهو منذ أسبوع، وبدعم من ترامب، لمواصلة حرب شاملة، تستهدف تصعيدا للإمعان في الإبادة، والقتل والتجويع الجمعي بالنسبة إلى الشعب، كما تصعيد الحرب ضدّ المقاومة.، والسيطرة على مدينة غزة تستهدف قتل المزيد، فالمزيد من قيادات المقاومة وشبابها، مما سيترك آثارا من جراح عميقة، ومن غضب عارم، حتى الحدّ الأقصى، في قلوب الملايين، خصوصا من الشباب (فتيانا وفتيات)، من العرب والمسلمين وأحرار العالم.

والبعض قد يذهب لا محالة، أمام كل هذه الجرائم، للردّ والانتقام الفردي العنيف، ضدّ مؤسسات وأفراد عاديين، من أمريكيين وغربيين. ولن يكون من الممكن لهؤلاء أن يستمعوا إلى صوت العقل، وهم لم يسمعوا صوتا للعقل يوقف الإبادة والقتل جوعا، ووضع حدّ للكارثة الغزاوية، فيما يحظى شعب غزة بأعلى درجات الحب والتعاطف، من جانب الشعوب العربية والإسلامية والرأي العام العالمي.

والأنكى، أن كلا من نتنياهو وترامب، وربما بتواطؤ غربي عام، أطاحا بالقوانين الدولية، والقوانين الإنسانية، وبكل الأعراف الأخلاقية، وباستهتار معيب بحقوق الإنسان وكرامته، مما يفتح الأبواب على مصاريعها لأيّة ردود تنسَب للإرهاب، تطيح، بدورها، بكل تلك القوانين والأعراف.

وهنا ينطبق بيت شعرٍ يقول:

"إذا كان رَبُّ البيتِ بالدفِّ ضاربا    فشيمةُ أهلِ البيت كلِّهِمُ الرَّقصُ"

وذلك حين تدوس أمريكا على القانون الدولي. وهنا تجب إضافة عدم اقتصار ما تقدّم على غزة، وذلك بمتابعة توسّع نتنياهو وبدعم، أو تغطية، من ترامب، بارتكاب الاعتداءات العسكرية والجرائم، وبضرب الحائط بالقانون الدولي، في لبنان وسوريا، واليمن، وإيران، فضلا عن الضفة الغربية والمسجد الأقصى، ومع التهديد لكل من مصر والأردن.

وكان نتنياهو أعلن هدفه بتغيير خرائط الشرق الأوسط، الأمر الذي يرشح أعدادا كبيرة أخرى لاختيار الردود الفوضوية العفوية، على مستوى عالمي، فيزيد من احتمال تشكّل السيناريو الذي وجب التحذير منه؛ لأن انفلاتها يجعل من الصعب جدا ضبطها، أو السيطرة عليها. فهي عفوية، تنطلق حين يستفحل الظلم، وتنتشر الجريمة الدولية، ويطاح بالقوانين والقِيَم الإنسانية الضابطة. وتكون الدولة الكبرى، عمليا، وراء كل ما يدعو إلى هذا السيناريو الخطر، وغير المستحب.

بكلمة، ما ينبغي لأحد ألّا يتوقع من نتنياهو ألّا يقود إلى هذا السيناريو، بحماقة ووحشية وانحطاط، ما دام ترامب يدعمه، أو يغطيه، وما دام نتنياهو معزولا دوليا، ومأزوما داخليا، ومهَدَّدا بالسجن، وتُرِك يعتدي كما يشاء، ولو بميزان قوى في غير مصلحته، وينتظره الفشل المحتوم، وخطر الفوضى العالمية.

ويبقى سبب أخير يمكن لفت الانتباه إليه، وهو ما يقابل جهود الدول العربية والإسلامية من فشل وعجز في وقف الإبادة البشرية، مما سمح بافتقاد أيّة ثقة أو أمل، ومن ثم ضرورة فعل شيء.

مقالات مشابهة

  • سيناريو عالمي غير مستحب
  • خبير عسكري: خطة إسرائيل المرحلية السيطرة على غزة وليس احتلالها بالكامل
  • خبير عسكري: احتلال غزة فشل جديد ينتظر إسرائيل بعد عربات جدعون
  • خبير عسكري: ثورة 30 يونيو مثلت لحظة إنقاذ حاسمة لمشروع التنمية في مصر
  • خبير اقتصادي: ضربة أمريكية قاصمة لقطاع الطاقة العراقي
  • في مواجهة محتملة .. ترامب يهدد بضربة عسكرية جديدة لإيران حال مواصلة برنامجها النووي
  • خبير اقتصادي:موقف خياني جديد للسوداني بتصدير غاز ميسان إلى إيران!!
  • مصر تبحث مع إيران والوكالة الذرية استئناف مفاوضات البرنامج النووي
  • اتصالات دبلوماسية مصرية لخفض التوتر النووي واستئناف المسار السلمي مع إيران
  • العودة المفاجئة لصانع النووي الإيراني.. لاريجاني يطل من بوابة الأمن القومي وسط تصاعد المواجهة مع الغرب