سيناريوهات تدخل حزب الله بعد الضربة الأميركية على إيران
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
بيروت- منذ إعلان وقف إطلاق النار بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لم ينخرط حزب الله اللبناني في أي عمل عسكري أو أمني مباشر ضد إسرائيل، رغم استمرار الاعتداءات الإسرائيلية شبه اليومية على لبنان، والتي تنوّعت بين الاغتيالات واستهداف البنى التحتية والمنشآت التابعة للحزب، إلى جانب القصف المتكرر والتوغلات البرية في الأراضي اللبنانية.
وفي موقف لافت، شدد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم على أن الحزب "ليس على الحياد" في المواجهة القائمة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل، مؤكدا وقوف الحزب إلى جانب إيران وقيادتها وشعبها، والتصرف بما تقتضيه مصلحة المعركة في مواجهة العدوان.
من جهتها، قابلت إسرائيل هذا الموقف بلهجة حادة، إذ توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حزب الله، متهما أمينه العام بالتحرك بناء على أوامر من المرشد الإيراني علي خامنئي، قائلا "يبدو أن قاسم لم يتعلم من مصير من سبقوه"، مضيفا أن "إسرائيل فقدت صبرها تجاه من يهددها".
ويتفق محللون تحدثوا للجزيرة نت على أن إيران هي الهدف الرئيسي للتصعيد الراهن، مما يجعل ردّها مسألة وقت، وسط تحذيرات من أن اختلال التوازن الإقليمي قد يفتح الباب على مواجهة أوسع، قد تكون الجبهة اللبنانية أحد أبرز ميادينها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
تفاصيل الضربة الأميركية على إيران.. الأهداف والتفاصيل l
وبحسب مصادر أميركية مطّلعة، فإن الضربة شملت: منشأة نطنز النووية، المعروفة بدورها في تخصيب اليورانيوم، حيث استُهدف قسم مرتبط بتطوير أجهزة الطرد المركزي.
منشأة تحت الأرض قرب أصفهان يُشتبه بأنها تستخدم في أنشطة نووية سرية غير معلنة.
وأكدت المصادر أن الضربات لم تستهدف المفاعلات النشطة بشكل مباشر، لكنها أصابت البنية التحتية الداعمة، بهدف شلّ قدرة إيران على تطوير برنامجها النووي بشكل متسارع.
و بحسب مصادر في البنتاغون، فإن الضربة الأميركية استهدفت البنية التحتية الحيوية المرتبطة بتخصيب اليورانيوم وتطوير أجهزة الطرد المركزي، خاصة في منشأتي نطنز وأصفهان، حيث تقع مراكز أبحاث وتقنيات دعم البرنامج النووي الإيراني.
وأشار محللون إلى أن استهداف منشأة فوردو تحت الأرض يشير إلى قدرات استخباراتية وتكنولوجية عالية، إذ لطالما اعتبرها الإيرانيون خط الدفاع الأخير في حال تعرض منشآتهم الأخرى لهجوم.
الأسلحة المستخدمة في الضربة
أكد مسؤولان بارزان في البنتاغون لشبكة "سي بي إس نيوز" أن ثلاث طائرات أميركية من طراز B-2 الشبح نفذت الهجوم على منشأة فوردو النووية، المحصنة تحت جبل بعمق يقارب 300 قدم (أكثر من 90 مترا).
كل طائرة كانت مجهزة بقنبلتين أميركيتين خارقتين للتحصينات من طراز GBU-57 MOP (Massive Ordnance Penetrator)، وهي من أثقل القنابل غير النووية في الترسانة الأميركية، وصُممت خصيصًا لاختراق المنشآت المحصنة تحت الأرض. لا يمكن إسقاط هذه القنابل إلا عبر طائرات B-2 نظرا لحجمها الهائل ووزنها (يصل إلى 14 طناً تقريبًا).
وبحسب المصادر، فإن منشأة فوردو تُعد واحدة من أكثر مواقع التخصيب حساسية واستراتيجية، وتقع تحت جبل كبير وتحيط بها دفاعات جوية كثيفة، ما جعل استخدام قنابل MOP الخيار الوحيد "الفعّال" لتدميرها.
صواريخ توماهوك على نطنز وأصفهان
أما الضربات على منشأتي نطنز وأصفهان، فقد نُفذت باستخدام صواريخ توماهوك بعيدة المدى أطلقتها غواصات أميركية متمركزة في مياه الخليج وبحر العرب.
لم يتم الكشف عن عدد الصواريخ المستخدمة، لكن الصواريخ استهدفت مرافق حيوية تتعلق بأنظمة الطرد المركزي، وتطوير أجهزة تخصيب اليورانيوم.
يُعتقد أن الضربة أصابت مراكز بحث وأقسام دعم فني كانت تُستخدم لتوسيع نطاق البرنامج النووي بعيدًا عن رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
رسالة أميركية إلى إيران بعد الضربة في تطور لافت على مسار التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة وإيران، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن واشنطن ألغت طهران إنها "لا تنوي تغيير نظام الحكم" في البلاد.
ووفقا لمحطة "سي بي إس"، تواصلت الحكومة الأميركية بشكل مباشر مع طهران يوم الأحد، لإبلاغها بأن الضربة العسكرية التي نفذتها ضد أهداف إيرانية "هي كل ما خططت له"، أي أنها لا تنوي توجيه ضربات جديدة، وأن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى تغيير النظام" الإيراني، في محاولة واضحة لاحتواء التصعيد وعدم الانزلاق إلى حرب شاملة في المنطقة.
ومن جهتها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إنه تم تفويض المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف للتحدث مع الإيرانيين، حيث حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحفاظ على إمكانية ضئيلة لتوصل إلى نوع من التفاهم الدبلوماسي يمكن أن يهدئ المنطقة