مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب بشأن الحرب مع إيران
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
فشلت جهود الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، في إقرار مشروع قانون يمنع الرئيس دونالد ترامب من استخدام المزيد من القوة العسكرية ضد إيران، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس أنه سيدرس شن المزيد من الغارات الجوية.
ويهدف القرار، الذي قدمه السيناتور تيم كاين من ولاية فرجينيا، إلى التأكيد أن ترامب يجب أن يطلب تفويضا من الكونغرس قبل شن المزيد من الأعمال العسكرية على إيران.
ويسعى كاين منذ سنوات إلى استعادة سلطة الكونغرس الدستورية في إعلان الحرب من الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء.
لكن كان ينظر إلى تبني القرار على أنه احتمال ضعيف في ظل هيمنة الجمهوريين على الكونغرس، حيث جاء التصويت بأغلبية 53 صوتا مقابل 47 ضد مشروع القرار.
وجاء التصويت بشكل شبه كامل على أساس حزبي باستثناء أن السيناتور الديمقراطي جون فيترمان من ولاية بنسلفانيا صوّت ضد القرار إلى جانب الجمهوريين، في حين صوت الجمهوري راند بول من ولاية كنتاكي لصالح القرار مع الديمقراطيين.
ويطالب المشرعون بالحصول على مزيد من المعلومات حول الغارات الأميركية التي نُفذت على إيران الأسبوع الماضي ومصير مخزونات إيران من اليورانيوم العالي التخصيب.
ورفض معارضو القرار فكرة أنه كانت هناك ضرورة لتقييد سلطات الرئيس، معتبرين أن الضربة على إيران كانت عملية واحدة محدودة ضمن صلاحيات ترامب كقائد أعلى وليست بداية أعمال عسكرية مستمرة، وأن إيران كانت تشكل تهديدا وشيكا تطلّب إجراء حاسما من الرئيس.
وقال السيناتور الجمهوري بيل هاجرتي من ولاية تينيسي والذي شغل منصب سفير أميركا لدى اليابان خلال فترة ترامب الأولى، إنه كان يتعين رفض هذا القرار، مشيرا إلى أن الموافقة عليه كانت ستمنع أي رئيس من التحرك سريعا ضد دولة تناصبنا العداء منذ وقت طويل.
إعلانوأضاف "يجب ألا نُكبل رئيسنا في خضم أزمة عندما تكون الأرواح على المحك".
يذكر أن كاين كان قدم خلال فترة ترامب الأولى قرارا مماثلا عام 2020 لتقييد قدرة الرئيس على شن حرب على إيران. وقد أقرّ هذا الإجراء في مجلسي الشيوخ والنواب بدعم من بعض الجمهوريين، لكنه لم يحصل على عدد كاف من الأصوات لتفادي حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه الرئيس لاحقا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات على إیران من ولایة
إقرأ أيضاً:
الكونجرس الأمريكي يناقش ضرب إيران.. انقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين
قدّم مسؤولون بارزون في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، أول إفادة سرية لأعضاء مجلس الشيوخ بشأن الضربات الأمريكية الثلاث التي استهدفت مواقع نووية إيرانية، في وقت تتصاعد فيه التساؤلات داخل المؤسسة التشريعية حول مدى فاعلية هذه الهجمات، ومستقبل الانخراط العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.
وشارك في الجلسة كل من مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) جون راتكليف، ووزيري الخارجية ماركو روبيو والدفاع بيت هيجسيث، إلى جانب رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين، بعد تأجيل سابق للإفادة التي كانت مقررة الثلاثاء الماضي.
الجمهوريون يشيدون بالضربةعقب انتهاء الجلسة، أعرب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ عن تباين في المواقف. فقد أكد السيناتور الجمهوري توم كوتون من ولاية أركنساس أن "الضربة، بالتعاون مع إسرائيل، وجهت صفعة قوية للبرنامج النووي الإيراني"، واعتبر أن التقدم الإيراني قد تراجع بشكل كبير. في المقابل، أعرب السيناتور الديمقراطي كريس مورفي عن قلقه، قائلاً إن "هناك قدرات نووية كبيرة لا تزال قائمة لدى إيران"، ما يشير إلى تحفظات داخل بعض الأوساط بشأن المبالغة في وصف نتائج الهجوم.
نقاش حول تفويض الكونجرس والشفافية الاستخباراتيةتزامنًا مع الإفادة، يتداول أعضاء مجلس الشيوخ مشروع قرار يلزم الرئيس ترامب بالحصول على تفويض من الكونجرس قبل تنفيذ أي هجمات جديدة ضد إيران. واعتبر ديمقراطيون، إلى جانب عدد من الجمهوريين، أن الإدارة تجاوزت صلاحياتها الدستورية بشن الهجوم دون الرجوع إلى الكونجرس أو التشاور معه.
كما طالب نواب بمعرفة التفاصيل الكاملة عن المعلومات الاستخباراتية التي دفعت ترامب لاتخاذ القرار، خاصة في ظل تضارب التقييمات حول نتائج الضربات. فقد أشار تقرير استخباراتي أولي إلى أن الهجمات ربما أخرت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، وهو ما يتعارض مع تصريحات ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللذين أكدا أن البرنامج تعرض لـ"دمار كامل".
البنتاجون يصف الضربة بـ"الناجحة تاريخيًا"وخلال مؤتمر صحفي في مقر وزارة الدفاع الأمريكية، قال وزير الدفاع بيت هيجسيث إن "العملية كانت ناجحة بكل المعايير"، مضيفًا: "سواء أردتم تسميته تدميراً أو دحراً أو محواً، اختاروا ما شئتم من الكلمات، لقد كانت هذه ضربة ناجحة بمقاييس تاريخية".
وفي السياق نفسه، أصدرت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، إلى جانب راتكليف، بيانين يؤيدان ما قاله ترامب بأن المنشآت المستهدفة "دمرت بالكامل وبشكل تام".
وكانت وسائل إعلام أمريكية، من بينها شبكة "سي إن إن" وصحيفة "نيويورك تايمز"، قد نقلت عن مصادر استخباراتية أن الضربات لم تنجح في تدمير المكونات الحيوية للبرنامج النووي الإيراني مثل أجهزة الطرد المركزي ومخزون اليورانيوم المخصب، وهو ما أثار جدلاً حادًا في الأوساط السياسية والإعلامية. وقد بادر ترامب وكبار مسؤوليه إلى نفي هذه التقييمات واتهام الإعلام بتضليل الرأي العام.