كشفت الناشطة وصانعة المحتوى الرومانية نيكول جينيس، المعروفة بدعمها الصريح للفلسطينيين وانتقادها الحاد للاحتلال الإسرائيلي عبر منصات التواصل الاجتماعي بأسلوب ساخر، عن تلقيها تهديدات بالقتل بسبب نشاطها المستمر في توثيق جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، مؤكدة أن هذه التهديدات لم تثن عزيمتها، بل زادت من إصرارها على فضح الحقيقة والدفاع عن المظلومين رغم كل المخاطر التي تواجهها.



وأوضحت جينيس، في مقابلة مصوّرة مع "عربي21"، أن "ما تشهده غزة ليس مجرد صراع عادي، بل هو تفكيك متعمد للحياة، إبادة جماعية منظمة تحوّلت معها غزة إلى مقبرة للأطفال والأبرياء، ومعسكر تجويع وميدان اختبار للأسلحة الحديثة"، مشيرة إلى أن "استمرار هذا الظلم الفاشي دون تحرك جاد يُشكّل وصمة عار على ضمير الإنسانية جمعاء".


وأضافت أن التحركات الشعبية، مثل مبادرة «أسطول الحرية»، تُمثل أكثر من مجرد حملات دعم إنسانية، بل هي تحالف عالمي يرفع راية الإنسانية فوق كل الانقسامات السياسية والدينية، لافتة إلى أن "الشجاعة الأخلاقية التي تقف خلف هذه المبادرات مُعدية وتُشكّل مقاومة حقيقية للظلم".

وأكدت جينيس عزمها على الاستمرار في المهام الإنسانية الداعمة لغزة، رغم الخوف والتهديدات، مضيفة أن "القلق لا يمكن أن يكون أساسا أخلاقيا يمنعها من المضي قدما، لأن النيران التي تتقد في قلوبنا من أجل العدالة والإنسانية أقوى من كل محاولات القمع".

وشدّدت الناشطة الرومانية على أن "السخرية تُشكّل سلاحها الأقوى في مواجهة الدعاية المضللة، حيث تستخدم الفكاهة كأداة لكشف النفاق وكسر جدران الكذب التي تفرضها وسائل الإعلام"، مؤكدة أن "الفكاهة لا تقلل من المأساة، بل تكشف القسوة العبثية التي تحيط بالواقع الفلسطيني".

وتاليا نص المقابلة المصوّرة مع "عربي21":

كيف تتابعين ما يجري في قطاع غزة حاليا بعد مرور أكثر من 20 شهرا على العدوان الإسرائيلي؟

نحن نشهد التفكيك المتعمد للحياة نفسها. هذا ليس صراعا، إنها إبادة جماعية منظمة، وقد تحوّلت غزة إلى مقبرة للأبرياء والأطفال، ومعسكر تجويع، وميدان اختبار للأسلحة.

كل المباني تقريبا مُدمّرة، كل العائلات تعاني، وكل ساعة تمرّ بلا تحرّك هي وصمة عار على ضمير الإنسانية.

ما يحدث في غزة هو الجريمة الأكثر توثيقا في الوقت الحالي، وتواطؤ العالم عبر صمته وتمويله لما يجري هناك هو إخفاق أخلاقي وإنساني شامل.

كيف تنظرون إلى التحركات الشعبية الرامية لكسر الحصار عن غزة مثل "أسطول الحرية" وغيره من المبادرات الشعبية؟ وهل يمكن اعتبار ما تقومون به نموذجا لتحالف إنساني عالمي يتجاوز الانقسامات؟

نعم، بالتأكيد. عندما تتقاعس الحكومات، ينهض الناس. و"أسطول الحرية" ليس مجرد قارب، بل هو رمز لكرامة الإنسان، يبحر عبر ضباب الجبن السياسي.

نحن نبني تحالفات تتجاوز السياسة، وتتجاوز الحدود، وتتجاوز الدين. العلامة التي يحملها الإنسان لا تهم؛ فما نقوم به لا يعتمد على الجيوش أو المال، بل على الشجاعة الأخلاقية، وتلك الشجاعة مُعدية.

هذه ليست مجرد مهمة من أجل غزة، إنها خطة عالمية للضمير.

كيف تلقيتِ قيام إسرائيل بقرصنة السفينة "مادلين" التابعة لأسطول الحرية؟

نحن غاضبون، لكننا لسنا متفاجئين. لدى إسرائيل سجل طويل في انتهاك القانون الدولي، والهجوم على "سفينة الضمير" في المياه الدولية قرب مالطا عندما تم قصفها، شاهد صارخ على ذلك.

القرصنة التي مورست على سفينة "مادلين" واختطاف المتطوعين، جرت بإفلات تام من العقاب.

لكن ما هو أكثر صدمة – ويجب أن يُحدث صدمة عالمية أكبر – ليس ما فعلته إسرائيل فقط، بل ردّة فعل الحكومات الأوروبية، وجميع القوى العالمية التي اختارت الصمت في مواجهة اختطاف جيش أجنبي لسفينة مدنية كانت تحمل مساعدات إنسانية لغزة.

تخيلوا لو ارتكبت أي دولة أخرى هذا الفعل، لكن بدلا من المحاسبة، تحصل إسرائيل على مزيد من الحصانة. ونحن هنا لكسر هذه الحلقة: حلقة العنف، وحلقة الصمت.

هل تخططون فعلا للإبحار مجددا رغم اعتراض السفينة "مادلين" من قِبل إسرائيل؟ ومتى؟

نعم، بلا شك. إنها انتفاضة عالمية، ونحن نودّ الإبحار مرة بعد مرة، تلو الأخرى. وعندما أقول "نحن"، أعني الشعوب الحرة في العالم التي تتحد في هذه الانتفاضة الأخلاقية العالمية.

بالتأكيد سنستمر، لأننا لم نعد نثق في قادتنا الذين من المفترض أن يُمثّلوا شعوبهم.

نحن أصبح من المستحيل علينا تجاهل ما يحدث بعد الآن.

من المستحيل أن نبقى صامتين، ومن غير المقبول أن يقتصر دورنا على مجرد التساؤل: ماذا يمكننا أن نفعل لتقديم المساعدة؟

نحن لا ننتظر شيئا من القوى الكبرى. بل نحاول، مرة بعد مرة، أن نخوض هذه المعركة ضد الشر.

ومهما كانت الساحة التي نختارها – سواء كانت ميدانا رقميا أو ميدانيا حقيقيا – فإننا سنفعل شيئا لتوحيد الناس في مواجهة هذا الشر.

نعم، سنحاول مجددا، وسنستمر، ولن نيأس مهما حدث.

لكن ألا تخشون تكرار ما حدث مع سفينة "مادلين" في المحاولات القادمة؟

بالطبع نحن قلقون، لكن لا يمكن للخوف أن يكون أساس أخلاقنا. إذا كان تهديد العنف قادرا على وقف العمل الإنساني، فإن العالم سيصبح ملكا للمعتدين.

ما حدث لمادلين فضح حجم الظلم، وهذه الفضيحة بحد ذاتها شكل من أشكال القوة. كل اعتداء وكل ظلم يزيد عزيمتنا اشتعالا.

إنها النيران التي تتقد في قلوبنا من أجل الإنسانية. القلق لا يُثنينا، بل يدفعنا للمضي قدما، ويزيد إصرارنا على ألا نتوقف عما بدأناه.

وكل إنسان في هذا العالم يجب أن يشعر بأنه معنيّ، ويجب أن ينضم لكل مهمة إنسانية، بصوته وبفعله على حدّ سواء.

ما أهمية تكرار هذه المهام لكسر الحصار المفروض على غزة؟ وهل استمرار هذه الأنشطة يُشكل ضغطا وقد يُجبر العالم في النهاية على كسر صمته؟

هذه المهام حيوية، لأنها تكسر الصمت المصطنع والمفروض على غزة. كل رحلة بحرية جديدة تُجبر وسائل الإعلام، والرأي العام، والسياسيين، على مواجهة الحقيقة، وعلى النظر إلى الواقع المؤلم في غزة.

التكرار هنا هو شكل من أشكال المقاومة؛ فالحصار ليس ماديا فقط، بل نفسي وأخلاقي وسياسي أيضا، ولا يمكن كسره إلا من خلال ضغط مستمر ودؤوب.

لقد أثبت التاريخ أن العمل المباشر السلمي يثمر، ونحن نعمل على جعل تجاهل ما يحدث في غزة أمرا مستحيلا.

لماذا اخترتِ السخرية كأداة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي على منصات التواصل؟

السخرية تُبطل مفعول الدعاية المضللة. إنها تُظهر سخافة الكذب بوضوح لاذع. فعندما يُقصف الأطفال وتُصوَّر المجازر على أنها "دفاع عن النفس"، أحيانا لا يكون هناك رد أقوى من السخرية الحادة، التي تفضح زيف الخطاب الإعلامي.

الفكاهة تصل إلى قلوب الناس، وتنقل لهم الحقائق التي غالبا ما تُحجب بالرقابة. إنها تُنصت إليهم أولا، ثم تُصدمهم بالحقيقة.

السخرية هي أداتنا الحادة، وكما أقول دائما، هي مطرقة تفتح العقول المغلقة، وتجعل الناس يدركون أن عيونهم ترى، لكنها لا تنظر إلى المشكلة الحقيقية. يتظاهر كثيرون بأن حواسهم مخدّرة، فقط لأنهم يملكون رفاهية التظاهر بأنهم لا يرون ولا يسمعون.

هل واجهتِ رقابة أو تضييقا من شركات التواصل الاجتماعي بسبب محتواكِ المناصر لفلسطين؟

نعم، وباستمرار. المنشورات تُحذف، الحسابات تتعرض للحظر الخفي، الفيديوهات تُمسح، والحقيقة تُعامل كتهديد، خصوصا عندما تصدر من الفلسطينيين أو من داعمي القيم الإنسانية.

وهذا جوهر المعركة. الأشخاص الذين لا يزال لديهم ذرة من إنسانية يعرفون أن ما يحدث هو إبادة جماعية.

شركات التكنولوجيا الكبرى متورطة في إسكات الواقع على الأرض، لكننا تعلمنا كيف نتكيّف. يمكنهم تقييد الخوارزميات، لكن لا يمكنهم إيقاف الضمير عندما يستيقظ.

ومهما كانت التحديات، ومهما اشتدت الرقابة، في النهاية نحن لسنا تحت القصف المباشر.

نحن محظوظون – نسبيا – لأن معركتنا هي مع رقابة إلكترونية، بينما هناك من تُقصف منازله ومستشفياته.

علينا أن نواصل المقاومة، وأن نحمي هذا الخط الأمامي في المعركة الرقمية ضد الظلم. نحن فقط نقول الحقيقة، وسنظل نفعل ذلك إلى الأبد.

هل ترين أن الفكاهة قادرة على إحداث تأثير حقيقي في وعي الجماهير بشأن ما يحدث في فلسطين؟

أنا أؤمن تماما بأن الفكاهة واحدة من أقدم وسائل المقاومة. إنها الطريقة التي يقول بها المظلومون الحقيقة إلى السلطة أحيانا. إنها تجعل الناس يُصغون عندما يرفضون الاستماع، وتتسلل لتتجاوز جدران الدعاية المضللة. الفكاهة لا تقلل من شأن المأساة، بل تكشف عن النفاق وتظهر القسوة العبثية لكل شيء.

أحيانا تكون النكتة أقوى تأثيرا من العنوان الرئيسي؛ لأن الناس أحيانا لا يريدون معرفة ما يدور في الأخبار، وهم لا يرغبون في قراءة العناوين، ولكن إذا استطعت أن أجعل شخصا يفهم من خلال السخرية أو النكتة أو صنع الكوميديا، التي تكون غنية جدا بالمعلومات التي يمكن أن تثقف الناس؛ فربما سيستمعون إليها فقط لأنني أصنعها كنوع من الدعابة وكطرفة، وهم يحبون الأسلوب الذي تُقدم به الأخبار.

لكن في النهاية، أعتقد أنها وسيلة قوية جدا للتعبير عن الحقيقة، بغض النظر عن الطريقة.

ما ردود الأفعال الأكثر غرابة أو عنفا التي تلقيتها بسبب دعمك للفلسطينيين؟

حسنا، لقد تم وصفي بأنني متعاطفة مع "الإرهابيين" بسبب توفير حليب الأطفال وتقديم المساعدة للناس الذين يعانون من الجوع، حيث يُستخدم التجويع ضدهم كوسيلة للحرب.

تلقيت تهديدات بالقتل؛ لأنني وثّقت جرائم الحرب. إحدى أغرب الهجمات كانت اتهامي بأنني إنسانية زائفة، كما لو أن التعاطف يتطلب نوعا من الترخيص. المعتدون مستاؤون لأننا ما زلنا نملك قلبا، لكن كلما كان رد الفعل العنيف أكثر عدوانية من الكيان الصهيوني، كلما أدركت أنه يهتز، وهذا شيء جدير بأن يجعل العالم يستيقظ، كي يبقى الضمير سليما.

هل تتلقين دعما من نشطاء آخرين أو منظمات في نضالك الرقمي ضد الرواية الإسرائيلية؟

واحدة من أجمل الأشياء التي شهدتها هي كيف أن الإنسانية تتكاتف، بغض النظر عن البلد، وأكرر هذا باستمرار، بغض النظر عن نوع السمعة التي ترغب في إضافتها لنفسك كإنسان أو ما هي وظيفتك، وبغض النظر عن ديانتك وآرائك. ما يوحدنا هو الإنسانية، ونحن نضخم أصوات الجميع في هذه القضية الإنسانية، ولا أشعر بالعزلة. نحن نبني جبهة عالمية من الوعي والنهضة الرقمية. إنها حركة شعبية، وليس هذا فحسب، فلسطين رمز النضال. هذه رسالة تنبيه للعالم أجمع، لندرك أننا بحاجة لحماية البشرية مهما كلف الأمر.

ما الذي يدفعك للاستمرار في دعم الفلسطينيين رغم الهجوم الإعلامي والتهديدات التي قد تتعرضين لها وفي ظل المخاطر والخيبات؟

ما الذي يلهمني؟ لا أستطيع استيعاب ما يشعر به الناس الذين هم هناك تحت الأنقاض ويتعرضون للقصف، ولا أستطيع أن أفهم كيف يمكن أن أكون محظوظة جدا. أقول إنني بحاجة إلى شيء لأكون متحمسة له، فقط لأتحدث، وأيضا أريد أن يهتم العالم بأسره. أفعل هذا لأنني أؤمن بأن قيمة الحياة البشرية لا ينبغي أن تُقاس بجوازات السفر، ولا تُحدَّد بالموقع الجغرافي ولا بالدين. الصمت ليس خيارا ولا ينبغي أن يكون خيارا لأي أحد. لا أحتاج إلى جائزة أو دافع كي أمارس إنسانيتي الفطرية، تلك التي تمثل امتدادا طبيعيا لسبب خلق الله لي وجعلي إنسانا.

لذا، لست بحاجة إلى مبرر لأتحدث عن فلسطين. هذا ما أستطيع قوله: لا يمكنني أن أتخيل أن شخصا الآن في خيمة في غزة يعاني الجوع والإبادة، يتوقع مني أن أبرّر له موقفي، لماذا؟ ما يدفعني هو أنني ببساطة لا أستطيع أن أتجاهل هذا الواقع.

هل تعتقدين أن الشعوب باتت أكثر وعيا وجاهزية للتحرك من أجل فلسطين؟

أعتقد أن الوعي العام قد تطور بشكل لافت خلال السنة الماضية، بل خلال العقد الأخير. لقد رأينا ملايين الناس يحتجون، يتكلمون، ويقاطعون، لكن النفوذ السياسي لم يواكب هذا الوعي. ما زال التضامن يُجرّم ويُراقب ويُحاصر في الهوامش. نعم، كسرنا حاجز الصمت، لكننا بحاجة إلى مزيد من الحزم في مواجهة ما يُسمى بالسلطات التي يُفترض بها أن تمثل شعوبها.

عدنا جميعا إلى بلداننا ويُنظر إلينا وكأننا مجرد إنسانيين فقط لأننا نريد إيصال حليب للأطفال، وهذا يُعد أمرا حساسا. حتى مع تزايد الوعي، ما زال كثيرون بحاجة إلى الاستمرار في النضال؛ لأننا نواجه شرا منظّما، كيانا شريرا يمتلك قوة مالية هائلة كوحش لا يهدأ ويحتاج إلى مواجهة مستمرة.

وفي الوقت نفسه، نحن بحاجة إلى التأمل في جذورنا وفي البلدان التي نعيش فيها. علينا أن ندرك أن المشكلة تبدأ من السياسيين الذين هم في بلداننا، أولئك الذين يدعمون هذا الواقع ويموّلونَه، بل ويناصرونه باستخدام حق النقض حتى ضد وقف إطلاق النار.

لذا، حتى مع تزايد الوعي، يجب أن ندرك أننا بحاجة ماسة إلى محاسبة حقيقية، محاسبة تُطال سياسيينا.

ما تقييمكم لموقف المجتمع الدولي مما يجري في غزة؟

ما يُسمّى بـ"المجتمع الدولي" قد خذل غَزَّة وخذل العالم والإنسانية جمعاء؛ فهو لم يكتفِ بتسليح المعتدين، بل فرض العقوبات على الضحايا الذين لم يطلبوا سوى الحياد، بينما تكتفي الأمم المتحدة بعدّ الضحايا، يواصل الاتحاد الأوروبي بيع الأسلحة، وتستمر الولايات المتحدة في توقيع الاتفاقيات.

ما نشهده اليوم ليس مجرد فشل للديمقراطية، بل انهيار صارخ للقيم الإنسانية. نحن لا نرى حيادا، بل تواطؤا، والتاريخ لن ينسى أولئك الذين أداروا ظهورهم. حين نتحدث عن التواطؤ فإننا لا نعني به مجرد الصمت، بل التورط الفعلي؛ فهناك مَن يُبرّر سلوك حكومته ومَن يتغاضى عن الأجندات السياسية في بلده بدعوى أنهم يحبوننا أو يناصروننا أو حتى لا يملكون نظام رعاية صحية مثلنا، لكن الحقيقة هي أن تلك الحكومات تموّل الأجور، وتدعم السندات التي تُستخدم لقمع غَزَّة وللهجوم على شعوب كثيرة في أماكن مختلفة من العالم في الوقت ذاته.

لذا، عندما يختار الناس سياسييهم بأنفسهم يجب أن يدركوا أن السياسة الخارجية لها أهمية كبيرة، لأنها إذا لم تكن كذلك، كل ضريبة تُجمع وكل دولار يُنفق، حتى وإن كانت خارج حدودهم، تجعل المواطنين شركاء في القرارات.

ما هي الرسالة التي توجهينها لمن يشعر بالعجز أو الإحباط أمام حجم المأساة الهائلة وأمام كارثية الجرائم الإسرائيلية؟

تذكّر لست عاجزا، كل صوت وكل احتجاج، وكل مقاطعة لها أثر. اليأس هو ما يريده الجلّاد، لكننا أكثر من مجرد متفرجين. نحن صُنّاع تاريخ. إذا لم تستطع أن تكون في غزّة فتحدث من أجلها. إن لم تستطع الإبحار فادعم مَن يبحر. إذا شعرت بالألم؛ فهذا يعني أنك لا تزال إنسانا، لكن لا تدع ذلك الألم يتحول إلى خيبة أمل تشلّك عن الفعل، ولا تستسلم للتيه وسط هذا الكم الهائل من المآسي، تذكّر، وسأكرر ذلك.

أنا أقدّر الصحة النفسية للجميع، لكن في الوقت ذاته علينا أن نعي أننا لسنا مَن يعيش تحت القصف، ويجب أن تتفهم أن ما يحدث في غزة قد يحدث لك يوما ما؛ لأن العالم يتجه بخطى متسارعة نحو الهاوية، وما نراه اليوم نراه لأن الطفل المدلّل لأمريكا إسرائيل وهي تحتلّ فلسطين تسعى لفرض سيطرتها على المنطقة.

إن استسلمت الآن وإن كففت عن الكلام واعتقدت أنك بلا حول ولا قوة، فتذكّر أن بإمكانك أن تحيط نفسك بمجتمع يتحدث بوضوح وبشجاعة. كلنا نمر بهذا النوع من التحديات النفسية، لكننا لا نواجه القنابل والفوسفور الأبيض والتجويع كأدوات في الحرب. لذلك، لديك الحق مثل أي شخص آخر في أن تمر بلحظات ضعف أحيانا، لكن عليك أن تكون صامدا.

تذكّر أيضا أنك محارب ولديك الامتياز أن تتوقف للحظة، لديك الامتياز للشكوى، لديك الامتياز أن تزور معالجا نفسيا، لكن الناس في غزة والعديد من البلدان الأخرى الذين يتعرّضون للاضطهاد بشكل رئيسي من نفس المضطهد والغازي الشرير، فلا يملكون هذا الامتياز.

لذلك، أود أن أشكر كل مَن يرفع صوته دفاعا عن العدالة والإنسانية.. وأقول: انهض أيها الجندي؛ فهناك معركة أخرى بانتظارك.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات الإسرائيلي غزة السخرية إسرائيل غزة اسطول الحرية السخرية المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ما یحدث فی فی مواجهة بحاجة إلى فی الوقت النظر عن لا یمکن فی غزة من أجل التی ت التی ی

إقرأ أيضاً:

متخصص يوضح السلوكيات الجسدية التي تكشف معاناة المراهق من التوتر ..فيديو

الرياض

سلّط المتخصص في لغة الجسد، خالد المسيهيج، الضوء على أبرز السلوكيات الجسدية التي قد تدل على تعرض المراهق لمشكلات نفسية مؤكدًا أهمية ملاحظتها من قبل الأهل.

وخلال مداخلة له في برنامج “سيدتي” على قناة روتانا خليجية، أوضح المسيهيج أن الإنسان عندما يشعر بالتوتر، غالبًا ما يظهر ذلك من خلال حركات لا إرادية مثل تحريك القدمين باستمرار، النقر بالأصابع على الطاولة أو الأشياء المحيطة، شد الفك، تجنب التواصل البصري، أو قضم الأظافر، وهي مؤشرات واضحة على التوتر الداخلي.

وحذّر المسيهيج من بعض السلوكيات التي قد تنذر بخطر أكبر، خصوصًا لدى المراهقين، مشيرًا إلى أن علامات مثل الانفعال الزائد، نوبات الغضب المتكررة، تكسير الأشياء، أو الميل إلى العنف، تستدعي تدخلاً فورياً من الأسرة، وربما الحاجة للاستعانة بأخصائيين نفسيين في حال تفاقم ردود الفعل.

وأكد أن وعي الأهل بهذه الإشارات يمكن أن يسهم في احتواء الأزمة مبكرًا، قبل أن تتطور إلى مشكلات أكبر تؤثر في الصحة النفسية للمراهق وسلوكه العام.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/wII8rEQc9-yoMF4m.mp4 https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/mi3prLBRbU3ahea0.mp4

مقالات مشابهة

  • تراشق بين الأمم المتحدة و مؤسسة غزة الإنسانية وإسرائيل بسبب مقتل منتظری المساعدات
  • متخصص يوضح السلوكيات الجسدية التي تكشف معاناة المراهق من التوتر ..فيديو
  • عشرات الشهداء بسبب القصف الإسرائيلي بغزة .. وجوتيريش: عمليات الإغاثة التي تدعمها أمريكا غير آمنة
  • مسيرات حاشدة بمحافظة صنعاء نصرة لغزة ومباركة لانتصار إيران
  • برلماني إيطالي سابق لـعربي21: نشهد حربا صليبية جديدة لكن بلا صليب (فيديو)
  • «مصطفى بكري» يحذر: 15 مليون مواطن يشعرون بالقلق.. و الناس تغلي بسبب قانون الإيجار القديم
  • قانون الإيجار القديم.. «مصطفى بكري» يحذر الحكومة من فتنة اجتماعية بسبب المادة الثانية
  • النيل الأبيض.. هذه المشاربع الزراعية التي توقفت بسبب الاعتداء عليها من قبل المليشيا المتمردة
  • علاء عوض: المقارنة بيني وبين والدي محمد عوض «مرفوضة تمامًا».. فيديو