خلف ستار الهجمات الإسرائيلية على إيران: كيف أعد جواسيس الموساد عملية "العرس الدموي"؟
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
وفقًا لوثائق إسرائيلية مسربة، جمع جواسيس الموساد معلومات استخبارية مفصلة ومباشرة قبل سنوات من هجمات البلاد التي استمرت 12 يومًا على إيران. اعلان
في الساعات الأولى من فجر الجمعة 13 يونيو، وبين جدران ملجأ تحت مقر سلاح الجو الإسرائيلي، جلس الجنرالات في صمت ثقيل، يراقبون على الشاشات لحظة انطلاق الطائرات نحو إيران، في واحدة من أكثر العمليات جرأة في تاريخ المواجهة السرية بين تل أبيب وطهران.
اسم العملية كان موحياً: "الزفاف الدامي" — اقتباس مباشر من مشهد مأساوي في مسلسل "صراع العروش". لكن هذه المرة، لم تكن دراما تلفزيونية، بل اغتيالات حقيقية وهجمات دقيقة ومخطط لها منذ أكثر من عقد.
وبعد ساعات فقط، وعلى بُعد أكثر من 1500 كيلومتر من حدود إسرائيل، سقط عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين في ضربة منسقة، تزامنت مع عملية ثانية أطلق عليها اسم "نارنيا". هدفها: تصفية تسعة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين، مباشرة داخل منازلهم، بهدوء تام.
بحسب تحقيق موسع أجرته صحيفة وول ستريت جورنال، استند إلى شهادات 18 مسؤولًا أمنيًا حاليًا وسابقًا من الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن هذه العمليات لم تكن ارتجالية. بل كانت تتويجًا لمسار استخباراتي بدأ منذ التسعينيات، حين رصد الموساد أولى بوادر المشروع النووي الإيراني.
وبدأت حينها عمليات الاختراق العميق وبناء شبكة وكلاء داخل إيران، ساهمت لاحقًا في تنفيذ عمليات تفجير، واغتيالات دقيقة، وزرع قواعد هجومية متقدمة داخل العمق الإيراني.
تدريبات استمرت سنواتالعمليات الأخيرة لم تكن فقط بمثابة استعراض للقوة، بل كانت نتيجة سنوات من التحضير الجاد. الطيارون الإسرائيليون خضعوا لتدريبات صارمة، تعلموا فيها كيف يُحلّقون لمسافات تتجاوز قدرة طائراتهم، وكيف يطلقون الصواريخ بحيث تصل أهدافها خلال نافذة زمنية لا تتعدى 20 ثانية.
في عام 2008، أجرت إسرائيل مناورة ضخمة تحت اسم “The Magnificent Spartan”، حلّق خلالها أكثر من 100 مقاتل من طراز F-15 وF-16 إلى اليونان، محاكاةً لهجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية. ومنذ ذلك الوقت، ظل سيناريو الضربة الجوية على إيران حاضراً على طاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكنه أُجّل مرارًا بفعل مخاوف من إشعال حرب إقليمية كبرى.
Relatedإيران: بدء التشييع الوطني لقادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في الحرب مع إسرائيلترامب ينفي تقارير عن مساعدة إيران في برنامج نووي سلميلكن بعد 7 أكتوبر 2023، تغيّر كل شيء. وبينما كانت إسرائيل تخوض مواجهة مفتوحة مع حماس، ثم إضعاف حزب الله تدريجيًا، استطاعت أن تخلق فراغًا في سماء سوريا، ممهّدة الطريق لتحركات جوية غير مسبوقة.
وبينما كان التجسس داخل إيران يزداد عمقًا، عمل الموساد على تهريب مئات الطائرات المسيّرة المفخخة إلى الداخل الإيراني، قطّعها إلى أجزاء، ومرّرها عبر أمتعة مسافرين وشاحنات تجارية. ثم قام عملاؤه بتجميعها قرب أنظمة الدفاع الجوي وقواعد إطلاق الصواريخ، استعدادًا لـ”اللحظة الصفرية”.
ومع تصاعد وتيرة البرنامج النووي الإيراني، اتُخذ القرار: لا مزيد من الانتظار. في نوفمبر 2024، اجتمع أكثر من 120 مسؤولًا من أجهزة الاستخبارات وسلاح الجو، ووضعوا قائمة تضم أكثر من 250 هدفًا: من علماء، إلى منشآت نووية، إلى قادة عسكريين.
الخداع السياسيلكن كيف تُشن هذه الهجمة دون أن تفقد عنصر المفاجأة؟ الحل جاء من حيث لا يتوقع أحد: عبر الخداع السياسي.
قبل أيام فقط من العملية، أعلن مكتب نتنياهو أنه سيأخذ عطلة لحضور حفل زفاف ابنه، وأنه بعيد عن أي تحركات كبرى. وحتى زوجته وابنه لم يكونا على علم بالتأجيل. وفي موازاة ذلك، تم تسريب أخبار متعمدة عن توتر مزعوم بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للإيحاء بأن واشنطن تعارض أي عمل عسكري.
وفيما كانت الطائرات تتقدم نحو إيران، كتب ترامب على منصة “تروت سوشال”: «لا نزال ملتزمين بالحل الدبلوماسي». وفي الوقت نفسه، كانت الطائرات دون طيار تخترق المجال الجوي الإيراني، وفرق الكوماندوس تنفذ عمليات اغتيال دقيقة داخل بيوت العلماء.
لكن الجزء الأبرز من الرواية لم يكن متوقعًا: في اللحظة التي بدا فيها أن القادة العسكريين الإيرانيين غيّروا مواقعهم، تجمّعوا فجأة في مكان واحد، في ما اعتبره الإسرائيليون “الهدية الذهبية”. وهنا، تم إطلاق الصواريخ.
في أقل من أربع ساعات، كانت الضربة الأولى قد اكتملت. أهداف متعددة تم تدميرها. والنتيجة بحسب الاستخبارات الإسرائيلية: الجزء الأكبر من قائمة نوفمبر قد تم القضاء عليه.
تم تنفيذ العمليات اللاحقة بهدوء خلال الأيام التالية، مستهدفين منشآت تم التعرف عليها مسبقًا، وتمّ تأكيد المواقع عبر زيارات سابقة سرية لعملاء الموساد.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إيران إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي روسيا أوكرانيا دونالد ترامب إيران إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي روسيا أوكرانيا طائرة مقاتلة النزاع الإيراني الإسرائيلي الموساد دونالد ترامب إيران إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي روسيا أوكرانيا قطاع غزة البرنامج الايراني النووي الحرب في أوكرانيا المملكة المتحدة غزة بنيامين نتنياهو أکثر من
إقرأ أيضاً:
الأركان الإسرائيلية: المرحلة الثالثة من السيطرة على غزة تشمل تنفيذ مناورة برية مكثفة داخل المدينة
ارتقى ثمانية شهداء فلسطينيين إثر قصف الاحتلال منزلًا في حي الزيتون في قطاع غزة.
وأعلن مستشفى العودة بالنصيرات استقبال 7 شهداء و26 إصابة جراء قصف الاحتلال تجمعات عند نقطة توزيع المساعدات جنوب وادي غزة ووسط القطاع.
وقال إيال زامير، رئيس الأركان الإسرائيلية، إن المرحلة الثالثة من السيطرة على غزة تشمل تنفيذ مناورة برية مكثفة داخل المدينة تترافق مع قصف جوي واسع.
اقرأ أيضًا.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأضاف :"السيطرة على غزة تشمل ترحيل نحو 800 ألف من سكان غزة خلال أسبوعين".
وأشارت مصادر إعلام إسرائيلية إلى أن رئيس الأركان يقدر بأن الجيش بحاجة لاستدعاء ما بين 80 إلى 100 ألف جندي احتياط لتنفيذ احتلال مدينة غزة.
وذكرت مصادر طبية فلسطينية، اليوم الخميس، أن هناك 16 شهيداً ارتقوا بنيران الاحتلال في مناطق متفرقة بقطاع غزة منذ فجر اليوم.
ويأتي ذلك استمراراً للحرب الإسرائيلية على غزة المُستمرة منذ أكتوبر 2023.
وقال بيان لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية إنه ينبغي لمستقبل قطاع غزة أن يندرج في دولة فلسطينية مستقبلية تديرها السلطة الفلسطينية.
وأضاف البيان الذي أدلى به الناطق باسم الوزارة "حشد فرنسا جهودها من أجل تنفيذ حل الدولتين، الذي يمثل الحل الوحيد الذي من شأنه ضمان السلام والأمن المستدامين للإسرائيليين والفلسطينيين، ويجب إيقاف هذه الحرب فورًا مع وقف دائم لإطلاق النار.".
وعبرت الوزارة عن مشاعر القلق التي تنتاب باريس بعد استشهاد الصحفي الفلسطيني أنس الشريف في غزة.
وقال بيان الخارجية الفرنسية :" قلقون من الخسائر الفادحة التي تكبدها صحفيو غزة بعد مقتل أكثر من 200 صحفي بغارات إسرائيلية".
وأضاف :"نُطالب إسرائيل بضمان وصول صحفيين دوليين بشكل آمن ودون عوائق إلى قطاع غزة لتوثيق الصراع".
وكشفت الدنمارك عن نيتها إرسال طائرة لنقل مساعدات إلى قطاع غزة في إطار الجهود الدولية المُتواصلة لإنقاذ أهالي القطاع.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق أنه أسقط مُسيّرة انطلقت من اليمن ولم يتم تفعيل أي إنذارات.
وقال المدير العام لوزارة الصحة بغزة أن هناك 1750 شخصاً استشهدوا وهم ينتظرون المساعدات في القطاع.
وأضاف في تصريحاتٍ صحفية :" أكثر من 28 ألف حالة سوء تغذية في القطاع منذ بداية العام".
وأكد مُدير مجمع الشفاء الطبي في غزة أن هناك 350 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من وضع صحي صعب.
وأوضح المسئول الطبي البارز أن ذلك الإعياء يرجع سببه إلى سوء التغذية.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام "الجناح العسكري لحركة حماس" استهدافها دبابة ميركافا صهيونية بقذيفة الياسين 105 شرق حي الشجاعية في مدينة غزة بتاريخ الرابع من يوليو الماضي.