أدّى وزيرا الدفاع والداخلية اليمين الدستورية أمام رئيس «مجلس السيادة الانتقالي»، القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بصفتهما أول وزيرين يجري تعيينهما رسمياً في حكومة رئيس الوزراء كمال إدريس، المزمع تكوينها من 22 وزارة، في وقت نقلت فيه تقارير صحافية معلومات عن إبقاء وزراء «القوات المشتركة» (جماعات دارفورية مسلحة متحالفة مع الجيش) بما فيها وزارتا المالية والمعادن، في مناصبهم دون تغيير.

ووفقاً لما نصّت عليه الوثيقة الدستورية، فإن سلطة ترشيح وزيري الدفاع والداخلية تعود لقيادة الجيش، التي قامت بترشيح الفريق حسن داؤود كيان لمنصب وزير الدفاع، والفريق بابكر سمرة لمنصب وزير الداخلية. وقد أصدر رئيس الوزراء، كمال إدريس، قرار تعيينهما يوم الثلاثاء الماضي.

ووفقاً لـ “الشرق الأوسط” قال وزير الدفاع الفريق حسن داؤود كيان عقب أدائه اليمين الدستورية، بحضور رئيس الوزراء كامل إدريس ورئيس الجهاز القضائي بولاية البحر الأحمر، إن البلاد تمر بظروف صعبة، تتطلب وحدة الصف من أجل الحفاظ على وحدة أراضي البلاد.

أخبار قد تهمك مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع (1,050) سلة غذائية في عدة محافظات في السودان 27 يونيو 2025 - 11:16 مساءً بدء سريان العقوبات الأمريكية على السودان لاستخدامه “الكيماوي” 27 يونيو 2025 - 10:36 مساءً

وأكد داؤود حرصه على تحقيق الأمن والاستقرار والدفاع عن سيادة السودان. وقال وفقاً لما نشره إعلام «مجلس السيادة»: «سنعمل بالتنسيق مع أجهزة الدولة المختلفة على تحقيق أهداف السودان العليا وتلبية تطلعاته».

وتعهد الوزير بأن يكون يداً أمينة حريصة على وحدة البلاد، وبالسعي لتحقيق حكم القانون ومحاسبة المقصرين، والحفاظ على وحدة «الصف الوطني»، وأشاد بما سمّاه «تضحيات وبسالة القوات المسلحة، والقوات المشتركة والمستنفرين، والمقاومة الشعبية في الدفاع عن حياض الوطن وترابه ووحدته وسيادته». وأكد الوزير أهمية تحقيق السلام والأمن والاستقرار في البلاد، وتحقيق التنمية، وبأن تسد القوات المسلحة الثغرات، وتحمي الاقتصاد السوداني، ومكتسبات البلاد.

تحديات أمنية

من جهته، أكد وزير الداخلية، الفريق بابكر سمرة مصطفى، أن الدولة تمتلك القدرة على مواجهة التحديات الأمنية وتجاوزها، مشيراً إلى أن القوات المسلحة قادرة على حسم ما وصفه بـ«الميليشيات الإرهابية» في إشارة إلى «قوات الدعم السريع»، ودحرها. وأوضح أن وزارة الداخلية ستعمل على بسط الأمن وخدمة المواطنين، وفق خطة إسعافية تهدف إلى فرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون.

وكان رئيس الوزراء كمال إدريس قد أعلن غداة أدائه اليمين الدستورية، قد تعهّد بتشكيل حكومة «كفاءات وطنية مستقلة غير حزبية»، من 22 وزيراً، أطلق عليها «حكومة الأمل». وحلّ إدريس مطلع يونيو (حزيران) الحالي الحكومة المُكلفة منذ انقلاب أكتوبر (تشرين الأول)، وكلف وكلاء الوزارات والأمناء العامين بتسيير مهام الحكومة، حتى تشكيل حكومته الجديدة.

تعقيدات أمام إدريس

وواجه إدريس تعقيدات تتعلق بما عرفوا بـ«وزراء السلام» التابعين للقوات المشتركة، والمعينين وفقاً لاتفاقية سلام السودان في جوبا، التي نصّت على منحهم 25 في المائة من حصة السلطة، وبناءً عليها حصل كل من رئيس «حركة العدل والمساواة السودانية» جبريل إبراهيم على منصب وزير المالية، ورئيس «حركة تحرير السودان» مني أركو مناوي على منصب حاكم إقليم دارفور، وعدد من الوزارات بينها وزارة المعادن.

وكان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان قد أبقى على وزراء اتفاقية جوبا للسلام، بعد انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، بعد أن أطاح بالحكومة المدنية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وظلّت بقية الوزارات منذ ذلك الوقت تحت قيادة وزراء مكلفين. وانحازت الحركات المُسلحة في دارفور، الموقعة على اتفاقية جوبا لسلام السودان إلى الجيش، وشاركت في القتال معه ضد «قوات الدعم السريع»، بعد نحو 7 أشهر ظلّت خلالها في الحياد من الصراع، تحت اسم «القوات المشتركة».

وواجه قرار رئيس الوزراء كمال إدريس بحل الحكومة رفضاً من وزراء تحالف «المشتركة»، الذين رفضوا لاحقاً التخلي عن مناصبهم الوزارية، ما كاد يؤدي إلى تمرد داخل التحالف الداعم للجيش. ووفقاً لتقارير، اضطر إدريس إلى التراجع عن قراره بتشكيل حكومة كفاءات وطنية غير حزبية، ووعد وزراء «القوات المشتركة» بالاستمرار في مناصبهم دون تغيير. وبهذا، أصبح غير قادر على تعيين أو إعفاء نحو 7 وزراء من أصل 22، ما يحدّ من سلطته التنفيذية في التشكيل الوزاري.

القوات المشتركة في سطور

تكوّنت «القوات المشتركة» وفقاً لاتفاقية جوبا لسلام السودان الموقعة في 31 أغسطس (آب) 2020، من 5 فصائل مسلحة موقعة على الاتفاقية، وهي «حركة تحرير السودان» بقيادة مني أركو مناوي، و«حركة العدل والمساواة السودانية» بقيادة جبريل إبراهيم، وتجمع «قوى تحرير السودان» بقيادة الطاهر حجر، و«حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي»، بقيادة الهادي إدريس، و«حركة التحالف السوداني» بقيادة خميس أبكر.

وأعلن رسمياً تشكيل ما عرفت بـ«القوات المشتركة» 27 أبريل (نيسان) 2023، أي بعد اندلاع الحرب بأكثر من أسبوع، تحت ذريعة حماية المدنيين وتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية وحماية المؤسسات المهمة في الفاشر، وكانت «محايدة» في القتال بين الجيش و«قوات الدعم السريع».

وفي 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، أعلن كل من قائد «حركة تحرير السودان» مني أركو مناوي، وقائد «العدل والمساواة» جبريل إبراهيم، و«حركة جيش تحرير السودان» مصطفى تمبور، انحيازهم للجيش في الحرب. في حين تمسّك كل من قائد «جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي» الهادي إدريس – الانتقالي، وقائد تجمع «قوى تحرير السودان» الطاهر حجر بموقفهما المحايد.

ثم انتقلت «القوات المشتركة» للقتال مع الجيش رسمياً في 11 أبريل 2024، وهي الآن تُقاتل بضراوة مع الجيش، وشاركت بقوات كبيرة معه في معارك الجيش في ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأزرق، واستعادة الخرطوم من «قوات الدعم السريع»، وخاضت معارك لصالح الجيش في دارفور وكردفان، وهي تقاتل مع الجيش في مدينة الفاشر التي تحاصرها «قوات الدعم السريع».

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: البرهان السودان مجلس السيادة الانتقالي حرکة تحریر السودان قوات الدعم السریع القوات المشترکة رئیس الوزراء مع الجیش

إقرأ أيضاً:

البرهان يقطع الطريق أمام واشنطن.. ويرفض مقترحا أمريكيا/ إماراتيا قديما

متابعات – تاق برس- قالت مصادر متطابقة، إن رئيس مجلس السيادة الانتقالي ـ قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رفض خلال لقائه مع مستشار الرئيس الأمريكي ترامب، مسعد بولس أمس في سويسرا، وجود قوات الدعم السريع في السلطة.

وتضغط الإمارات بشدة ومن خلفها واشنطن على استحياء إلى فرض تسوية سياسية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما يعني وجودها في المشهد السياسي في السودان مستقبلا. الأمر الذي ترفضه قطاعات واسعة من الشارع السوداني بسبب الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في السودان.

 

وأضافت المصادر أن مستشار ترامب أكد للبرهان رغبة واشنطن في استعادة التعاون لمكافحة الإرهاب، وحرص بلاده على بناء علاقات مباشرة مع السودان.

وعقد البرهان لقاء بمدينة زيورخ بسويسرا أمس الاثنين، مع مستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس، ناقش مقترحا لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى مواطني الفاشر.

وأكدت ذات المصادر ـ وفقا لقناة العربية، أن لقاء البرهان ومستشار ترامب كان بطلب أمريكي.

وفي السياق قالت وكالة الأنباء الفرنسية، أن البرهان بحث مع المبعوث الأمريكي مقترحا قدمته واشنطن لوقف شامل لإطلاق النار في السودان.

البرهانالحرب في السودانمسعد بولس

مقالات مشابهة

  • البرهان يخاطب الشعب السوداني من “معبد الأسد أبادماك”.. ماذا أراد من وراء الرسالة؟
  • البرهان يحسم الجدل: لا مهادنة ولا مصالحة مع من خانوا دماء شعبنا
  • البرهان.. لن نخون دماء شعبنا وأبنائنا وإخواننا الذين مضوا وقدموا أنفسهم دفاعا عن السودان
  • رئيس الوزراء كامل إدريس يدعو إلى الافتخار بالجيش السوداني وتقدير تضحياته
  • رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل قائد قيادة العمليات المشتركة الإماراتي
  • فتح باب التسجيلات الأولية للالتحاق بصفوف الجيش الوطني الشعبي
  • رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل قائد الحرس الوطني لولاية كولورادو
  • كامل إدريس مهنئا: منتخب السودان يحارب بموازة الجيش.. يخوض المعارك وينتصر
  • البرهان يقطع الطريق أمام واشنطن.. ويرفض مقترحا أمريكيا/ إماراتيا قديما
  • “المحقق” تكشف التفاصيل سر الخلافات داخل حركة تحرير السودان: هل يعود مناوي أم ينضم للدعم السريع