السودان: وزيرا الدفاع والداخلية يؤديان اليمين أمام البرهان
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
أدّى وزيرا الدفاع والداخلية اليمين الدستورية أمام رئيس «مجلس السيادة الانتقالي»، القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بصفتهما أول وزيرين يجري تعيينهما رسمياً في حكومة رئيس الوزراء كمال إدريس، المزمع تكوينها من 22 وزارة، في وقت نقلت فيه تقارير صحافية معلومات عن إبقاء وزراء «القوات المشتركة» (جماعات دارفورية مسلحة متحالفة مع الجيش) بما فيها وزارتا المالية والمعادن، في مناصبهم دون تغيير.
ووفقاً لما نصّت عليه الوثيقة الدستورية، فإن سلطة ترشيح وزيري الدفاع والداخلية تعود لقيادة الجيش، التي قامت بترشيح الفريق حسن داؤود كيان لمنصب وزير الدفاع، والفريق بابكر سمرة لمنصب وزير الداخلية. وقد أصدر رئيس الوزراء، كمال إدريس، قرار تعيينهما يوم الثلاثاء الماضي.
ووفقاً لـ “الشرق الأوسط” قال وزير الدفاع الفريق حسن داؤود كيان عقب أدائه اليمين الدستورية، بحضور رئيس الوزراء كامل إدريس ورئيس الجهاز القضائي بولاية البحر الأحمر، إن البلاد تمر بظروف صعبة، تتطلب وحدة الصف من أجل الحفاظ على وحدة أراضي البلاد.
أخبار قد تهمك مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع (1,050) سلة غذائية في عدة محافظات في السودان 27 يونيو 2025 - 11:16 مساءً بدء سريان العقوبات الأمريكية على السودان لاستخدامه “الكيماوي” 27 يونيو 2025 - 10:36 مساءًوأكد داؤود حرصه على تحقيق الأمن والاستقرار والدفاع عن سيادة السودان. وقال وفقاً لما نشره إعلام «مجلس السيادة»: «سنعمل بالتنسيق مع أجهزة الدولة المختلفة على تحقيق أهداف السودان العليا وتلبية تطلعاته».
وتعهد الوزير بأن يكون يداً أمينة حريصة على وحدة البلاد، وبالسعي لتحقيق حكم القانون ومحاسبة المقصرين، والحفاظ على وحدة «الصف الوطني»، وأشاد بما سمّاه «تضحيات وبسالة القوات المسلحة، والقوات المشتركة والمستنفرين، والمقاومة الشعبية في الدفاع عن حياض الوطن وترابه ووحدته وسيادته». وأكد الوزير أهمية تحقيق السلام والأمن والاستقرار في البلاد، وتحقيق التنمية، وبأن تسد القوات المسلحة الثغرات، وتحمي الاقتصاد السوداني، ومكتسبات البلاد.
تحديات أمنية
من جهته، أكد وزير الداخلية، الفريق بابكر سمرة مصطفى، أن الدولة تمتلك القدرة على مواجهة التحديات الأمنية وتجاوزها، مشيراً إلى أن القوات المسلحة قادرة على حسم ما وصفه بـ«الميليشيات الإرهابية» في إشارة إلى «قوات الدعم السريع»، ودحرها. وأوضح أن وزارة الداخلية ستعمل على بسط الأمن وخدمة المواطنين، وفق خطة إسعافية تهدف إلى فرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون.
وكان رئيس الوزراء كمال إدريس قد أعلن غداة أدائه اليمين الدستورية، قد تعهّد بتشكيل حكومة «كفاءات وطنية مستقلة غير حزبية»، من 22 وزيراً، أطلق عليها «حكومة الأمل». وحلّ إدريس مطلع يونيو (حزيران) الحالي الحكومة المُكلفة منذ انقلاب أكتوبر (تشرين الأول)، وكلف وكلاء الوزارات والأمناء العامين بتسيير مهام الحكومة، حتى تشكيل حكومته الجديدة.
تعقيدات أمام إدريس
وواجه إدريس تعقيدات تتعلق بما عرفوا بـ«وزراء السلام» التابعين للقوات المشتركة، والمعينين وفقاً لاتفاقية سلام السودان في جوبا، التي نصّت على منحهم 25 في المائة من حصة السلطة، وبناءً عليها حصل كل من رئيس «حركة العدل والمساواة السودانية» جبريل إبراهيم على منصب وزير المالية، ورئيس «حركة تحرير السودان» مني أركو مناوي على منصب حاكم إقليم دارفور، وعدد من الوزارات بينها وزارة المعادن.
وكان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان قد أبقى على وزراء اتفاقية جوبا للسلام، بعد انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، بعد أن أطاح بالحكومة المدنية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وظلّت بقية الوزارات منذ ذلك الوقت تحت قيادة وزراء مكلفين. وانحازت الحركات المُسلحة في دارفور، الموقعة على اتفاقية جوبا لسلام السودان إلى الجيش، وشاركت في القتال معه ضد «قوات الدعم السريع»، بعد نحو 7 أشهر ظلّت خلالها في الحياد من الصراع، تحت اسم «القوات المشتركة».
وواجه قرار رئيس الوزراء كمال إدريس بحل الحكومة رفضاً من وزراء تحالف «المشتركة»، الذين رفضوا لاحقاً التخلي عن مناصبهم الوزارية، ما كاد يؤدي إلى تمرد داخل التحالف الداعم للجيش. ووفقاً لتقارير، اضطر إدريس إلى التراجع عن قراره بتشكيل حكومة كفاءات وطنية غير حزبية، ووعد وزراء «القوات المشتركة» بالاستمرار في مناصبهم دون تغيير. وبهذا، أصبح غير قادر على تعيين أو إعفاء نحو 7 وزراء من أصل 22، ما يحدّ من سلطته التنفيذية في التشكيل الوزاري.
القوات المشتركة في سطور
تكوّنت «القوات المشتركة» وفقاً لاتفاقية جوبا لسلام السودان الموقعة في 31 أغسطس (آب) 2020، من 5 فصائل مسلحة موقعة على الاتفاقية، وهي «حركة تحرير السودان» بقيادة مني أركو مناوي، و«حركة العدل والمساواة السودانية» بقيادة جبريل إبراهيم، وتجمع «قوى تحرير السودان» بقيادة الطاهر حجر، و«حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي»، بقيادة الهادي إدريس، و«حركة التحالف السوداني» بقيادة خميس أبكر.
وأعلن رسمياً تشكيل ما عرفت بـ«القوات المشتركة» 27 أبريل (نيسان) 2023، أي بعد اندلاع الحرب بأكثر من أسبوع، تحت ذريعة حماية المدنيين وتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية وحماية المؤسسات المهمة في الفاشر، وكانت «محايدة» في القتال بين الجيش و«قوات الدعم السريع».
وفي 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، أعلن كل من قائد «حركة تحرير السودان» مني أركو مناوي، وقائد «العدل والمساواة» جبريل إبراهيم، و«حركة جيش تحرير السودان» مصطفى تمبور، انحيازهم للجيش في الحرب. في حين تمسّك كل من قائد «جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي» الهادي إدريس – الانتقالي، وقائد تجمع «قوى تحرير السودان» الطاهر حجر بموقفهما المحايد.
ثم انتقلت «القوات المشتركة» للقتال مع الجيش رسمياً في 11 أبريل 2024، وهي الآن تُقاتل بضراوة مع الجيش، وشاركت بقوات كبيرة معه في معارك الجيش في ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأزرق، واستعادة الخرطوم من «قوات الدعم السريع»، وخاضت معارك لصالح الجيش في دارفور وكردفان، وهي تقاتل مع الجيش في مدينة الفاشر التي تحاصرها «قوات الدعم السريع».
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: البرهان السودان مجلس السيادة الانتقالي حرکة تحریر السودان قوات الدعم السریع القوات المشترکة رئیس الوزراء مع الجیش
إقرأ أيضاً:
السودان: البرهان يستجيب لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع
أعلن الجيش السوداني قبوله بهدنة مؤقتة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لمدة أسبوع، بهدف تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتضررين. اعلان
وفيما استجاب القائد العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان لطلب الهدنة الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لم يتضح بعد ما إذا كانت قوات الدعم السريع ستتخذ موقفًا مماثلًا أو ستلتزم بوقف إطلاق النار، الذي لم يُحدد موعد دخوله حيز التنفيذ بعد.
وقال غوتيريش للصحفيين يوم الجمعة: "نحن نتواصل مع كلا الجانبين لتحقيق هذا الهدف، وكان هذا هو السبب الأساسي وراء الاتصال الهاتفي. لدينا وضع مأساوي في الفاشر."
تقع الفاشر على بُعد أكثر من 800 كيلومتر (500 ميل) جنوب غرب الخرطوم، وهي تحت سيطرة الجيش السوداني. ومنذ حوالي عام، تحاول قوات الدعم السريع الاستيلاء عليها لبسط سيطرتها الكاملة على منطقة دارفور. وقد تعرض المدنيون فيها لهجمات قاسية ومتكررة.
Relatedمن الخرطوم إلى كريت اليونانية..لاجئو السودان يبحثون عن حياة آمنة في أوروبامثلث العوينات في السودان... ما أهمية سيطرة الدعم السريع على المنطقة؟غزة والسودان في عين العاصفة.. الأمم المتحدة تحذر من مجاعة وشيكة في 13 منطقةوأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن المنطقة بحاجة ماسة للمساعدات، وأنه يجب الاتفاق على هدنة قبل عدة أيام للتحضير لتوزيع المساعدات على نطاق واسع.
ويعاني المدنيون في السودان من أوضاع مأساوية جراء حرب دامية اندلعت في أبريل 2023، إثر تصاعد التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للسيطرة على الخرطوم، قبل أن تمتد إلى جميع أنحاء البلاد، وتودي بحياة ما يزيد على 20 ألف شخص.
كما دفعت الحرب أكثر من 14 مليون شخص إلى النزوح من ديارهم، بعضهم يعاني من مجاعة كارثية. وقد قدّر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن هناك 61,800 طفل يعانون من تبعات النزوح منذ بدء الحرب.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة