الأكاديمية العربية تحتفل بتخريج دفعة 103 من «كلية النقل البحري»
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
احتفلت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، اليوم، في مقرها الرئيسي بأبو قير، بتخريج الدفعة 103 من طلبة كلية النقل البحري والتكنولوجيا، بواقع 112 خريجًا ينتمون إلى خمس دول عربية هي مصر، السعودية، ليبيا، لبنان، والسودان، في حفل شهد حضورًا رفيع المستوى من شخصيات بارزة، وأولياء أمور، وأعضاء هيئة التدريس.
وهنأ الدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، الخريجين في كلمته، مؤكدًا حرص الأكاديمية على تطبيق توصيات المجلس الاستشاري وتقليص الفجوة بين الجانب الأكاديمي والصناعة.
وأشار إلى الإنجاز الأكاديمي البارز للأكاديمية في تصنيف "التايمز للتعليم العالي للتنمية المستدامة" لعام 2025، حيث احتلت المركز 104 عالميًا، والأولى على مستوى الجامعات المصرية، والثامنة عربيًا.
كما نوه بتقدم الأكاديمية في تصنيف الجامعات العالمي "QS" للفئة (1001- 1200)، مشددًا على التزام الأكاديمية بمعايير الجودة العالمية وشبكتها الواسعة من الشراكات الدولية مع جامعات ألمانية وبريطانية وصينية والجامعة البحرية الدولية بالسويد.
من جانبه، هنأ الدكتور ربان محي السايح، عميد كلية النقل البحري والتكنولوجيا، الحضور بمناسبتي العام الهجري الجديد و"يوم البحار"، ملقبًا البحارة بـ"شرايين التجارة العالمية".
وأعرب"السايح " عن فخر الكلية بشراكاتها الاستراتيجية مع مؤسسات تعليمية بحرية عالمية رائدة مثل جامعات "آمدين لير" الألمانية، "بليموث" البريطانية، و"يوهان وهاينان وشنغهاي" الصينية، وجامعة بنما البحرية، والتي أثمرت عن برامج تعليمية مشتركة وشهادات مزدوجة.
واختتم كلمته بتأكيد التزام الكلية بتطوير البرامج التعليمية لمواكبة التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والاستدامة، شاكرًا رئيس الأكاديمية وأسرة الكلية على جهودهم في إعداد كوادر بحرية مؤهلة عالميًا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأكاديمية العربية الخريجين كلية النقل البحري تخريج
إقرأ أيضاً:
تصنيف الجيوش في العالم بين الإمكانيات والتكنولوجيا المتطورة
منذ أن بدأ الإنسان يفكر في دمار الأرض وقتل الأبرياء سعى جاهدا نحو إنتاج أنواع عديدة من الأسلحة التي تضمن له هذه النزعة الشيطانية في السيطرة والهيمنة على العالم؛ فطور أنواعا عدة من أدوات الموت والخراب والدمار على مدى عقود من الزمن.
استطاعت بعض الحكومات أن تخوض تجربة أسلحتها في أراضي الدول الأخرى، ونجحت في الإيقاع بملايين الضحايا. ثم طورت نوعا جديدا وجربته مرة أخرى في أماكن أخرى، ومن تكرار هذه التجارب أصبح لديها ترسانة قوية من الأسلحة استطاعت أن تسوقها للدول الراغبة في حماية نفسها، أو دفع الضرر عنها.
ومضت العقود الزمنية في طريقها، والإنسان مستمر في إنتاج الأسلحة واختلاق الخلافات؛ من أجل بيع وفير من العتاد العسكري بأنواعه المختلفة، والمتحد في تصفية البشر، وهلاكهم ودمار أراضيهم.
ومع القرن الحادي والعشرين استطاع الخبراء والمطورون والعلماء في مجال التسليح أخذ زمام الأمور في الحروب الحديثة إلى منعطف آخر، والخروج بوجه أكثر قبحا من الماضي. فالتكنولوجيا الحديثة التي تستخدم اليوم أخرجت الحروب من عباءة الأمس، بل اتخذت أسلوبا مغايرا لما درجت عليه العادة في زمن البنادق والخنادق.
ولعل الأحداث الأخيرة خير شاهد على حجم التقنيات المستخدمة في إدارة الحرب والأجيال الحديثة منها، والأساليب المبتكرة في حسم بعض الأمور بقدرة فائقة لم يكن البعض يتوقع الوصول إليها بهذه السرعة المتناهية.
في الماضي كانت الحرب تحسم أمرها في طريقين: إما في ميادين القتال واستسلام أحد الأطراف المتنازعة، أو من خلال اللجوء إلى الهدنة وتوقف القتال بشروط الأقوى. أما اليوم فالحرب لها حسابات مختلفة وتقنيات حديثة وعلم يدرس في الأكاديميات العسكرية الأكثر شهرة حول العالم.
في الماضي كان الجنود هم من يدفعون الثمن باهظا في الميادين وساحات القتال، أما اليوم فالأبرياء من المدنيين هم أول ضحايا النزاعات المسلحة ما بين الأقطاب المتناحرة أو المتحاربة.
إن صفحة الماضي وإن طويت فإنها كانت هي الشرارة الأولى في نشوء عالم يقبع على صفيح ساخن، وصفحة الماضي هي التي مهدت كثيرا نحو تجويد نوعية الأسلحة ذات القدرات الفائقة على إزهاق الأرواح، وإيقاع أكبر قدر من الخسائر. أما إدارة الحروب الحالية فهي جزء من العلم والمعرفة التي تدخل فيها بعض المخططات العددية والعمليات الحسابية المعقدة التكتيكية التي يتفق عليها في مراكز القيادة والتحكم والعمليات.
لقد وفرت التقنيات القتالية الحديثة على صناع القرار سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة والحاسمة سواء في إصدار الأوامر في التقدم أو الانسحاب أو في إطلاق النيران نحو الأهداف في الوقت المناسب.
لقد تنوعت الأسلحة وتطورت بشكل لافت للنظر؛ فقد دخلت على خط المواجهة نوعيات منتقاة من «الطائرات المسيرة» ذات الكفاءة القتالية العالية سواء في إصابة الأهداف أو حمل الأسلحة من الصواريخ والقنابل وغيرها. وتعددت استخدامات هذه الطائرات ما بين الرصد، وجمع المعلومات، والهجوم، والدخول في أماكن يصعب على العنصر البشري الدخول إليها.
أيضا منظومة الصواريخ شهدت تطورا عملاقا ولافتا للنظر على اختلاف سرعاتها، ودقة إصابتها للأهداف، وصعوبة اعتراضها بسهولة، فمنها ما هو قادر على قطع المسافات الطويلة في غضون دقائق معدودة، وإصابة الهدف بدقة، إضافة إلى الجيوش تستخدم حاليا أنواع من الطائرات الشبحية التي تعجز أجهزة الرصد عن تحديد أماكنها، ولديها قيمة فعلية في تحويل مسار المعارك على أرض الواقع.
إن بين صفحتي الأمس واليوم فوارق لا تعد ولا تحصى، ولكن مع كل هذه الإمكانيات يحدث الكثير من الأخطاء التي تودي بحياة الأبرياء في مناطق النزاع خاصة ما بين المدنيين. فبعض أجهزة التشويش تعمل على انحراف الصواريخ عن أهدافها، وبالتالي تسقط في أماكن مدنية مأهولة بالسكان فتوقع الضحايا بينهم.
إن تجارة الموت أصبحت رائجة في العالم؛ فسوق السلاح يشهد ارتفاعا كبيرا بين الدول خاصة أن الدول تزيد سنويا من ميزانيات التسليح خاصة مع احتدام المنافسة في تصنيف الجيوش عالميا وفق أسس محورية مهمة مثل امتلاكها للتكنولوجيا، والمهارة العالية، والعتاد المتطور وغيرها.
ومع كل هذا الزخم العالمي والاهتمام الدولي المتزايد بشراء الأسلحة المتطورة تقنيا، والمزودة بالتكنولوجيا الرقمية التي تساعد في ضرب الأهداف بسهولة؛ تسعى الجيوش إلى تأهيل مواردها البشرية بشكل يضمن لها الاستفادة من تلك الأسلحة التي تمتلكها سواء في الهجوم أو الردع العسكري.
وإذا كان الجنود لهم ميادينهم في ساحات القتال فإن هناك جيشا جرارا يقبع خلف شاشات الحواسيب المتطورة لا يقل أهمية عن الذين يخوضون معاركهم في السهول والجبال وأماكن الخطر؛ فهم جنود مجهولون، لكنهم يؤدون مهام قتالية بالغة في الأهمية في علم الحروب الإلكترونية.
لقد أصبحت الأسلحة الحديثة نقيضا للماضي كتلك التي كانت مستخدمة في «الحربين الأولى والثانية»، بل أصبحت أكثر شدة ودقة واحترافية في تحديد الأهداف، وإصابتها إصابة مباشرة في غضون وقت قصير.
الأمر الآخر والمهم أن الدول أصبحت تمتلك أجهزة استخباراتية عالية في الأداء وجمع المعلومات، وتقوم بمهام تساعد على إحداث اختراقات قاتلة في صفوف الخصوم. ولعل ثمة شواهد عديدة حدثت مؤخرا أذهلت العالم باحترافيتها، وسرعتها في التنفيذ الدقيق؛ وذلك بفضل تجنيد العملاء في جسد الأعداء.
ما يعنينا هنا أن العتاد العسكري الحالي وما تخبئه الدول من إمكانيات يفوق الخيال، فأسلحة الموت على اختلاف قوتها وأنواعها تتوزع ما بين «سلاح ناري ونووي، وكيميائي، وبيولوجي»، وغير ذلك من أسلحة الدمار الشامل.
يبقى أن نشير إلى أن العلوم العسكرية في العالم لها أسس وقواعد وأنظمة تحددها الإمكانيات المتاحة. والتسليح الدولي جزء من السعي للدفاع عن النفس أو للسيطرة على العالم.