في الوقت الذي يختار فيه كثير من المدربين الحديث عن تجاربهم في البطولات الكبرى، يختار الكرواتي سلافن بيليتش تسليط الضوء على واحدة من أكثر المحطات التي شكّلت وعيه الكروي مدرباً: تجربته الأخيرة في الدوري السعودي مع نادي الفتح.

وبينما يجلس في منزله الهادئ في كرواتيا، يتحدث بصوت هادئ وعبارات مدروسة، لكنه لا يخفي نبرة التحدي عندما يتطرق إلى الانطباع السائد بأن التدريب في المملكة العربية السعودية «سهل».

بالنسبة له، الأمر كان عكس ذلك تماماً، وذلك حسب شبكة «The Athletic».

يقول بيليتش بوضوح لا يقبل التأويل: «بعض الناس يعتقدون أن التدريب في السعودية أمر بسيط، لكنه ليس كذلك أبداً. نعم، صحيح أن مستوى الدوري ليس مثل مستوى (البريميرليغ)، لكن التحدي الحقيقي للمدرب هناك مختلف تماماً، وفي بعض الأحيان أعقد بكثير». يشرح بيليتش هذا التحدي من زاويتين أساسيتين؛ الضغط الجماهيري وطبيعة تشكيل الفرق: «كرة القدم هناك تحظى بشعبية ضخمة، والضغوط حقيقية. الجميع يريد الفوز، والأنظار دائماً مسلطة على المدرب». ثم يضيف ما هو في نظره التحدي الأهم: «80 في المائة من اللاعبين في بعض الأندية هم أجانب، ومعظمهم جيدون ويمكنهم اللعب في أوروبا، لكن اللوائح تُلزمك بإشراك ثلاثة لاعبين محليين على الأقل. بعضهم ممتاز، والبعض الآخر ليس على المستوى نفسه، وهنا يبدأ الاختبار الحقيقي للمدرب».

أخبار قد تهمك عملية أمنية سورية – سعودية في حلب وإدلب تُسفر عن ضبط 200 ألف حبة كبتاغون 28 يونيو 2025 - 5:25 مساءً نجحت في الحفاظ على انسيابية حركة الطيران والمسارات الجوية في ظل الأزمة.. أجواء المملكة تُسجل عبور 1330 رحلة طيران كمتوسط يومي خلال الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخرًا بزيادة تقدر بنحو 95% 27 يونيو 2025 - 12:51 مساءً

ويكشف بيليتش عن الجانب التكتيكي الدقيق لهذا التحدي، حيث يقول: «غالباً ما يتم وضع اللاعبين المحليين في مراكز الأظهرة أو الوسط، بينما النجوم الأجانب الذين يعشقهم الجمهور يكونون في الأجنحة أو الهجوم. تخيل أن أضعف نقطة في فريقك مثلاً الظهير الأيسر المحلي يجب أن يواجه أحد أقوى اللاعبين في الطرف الآخر، مثل ساديو ماني أو رياض محرز. هذا النوع من المواجهات غير المتكافئة يمثل عبئاً تكتيكياً كبيراً».

ولا تتوقف الإشكالية هنا، بل تتعمّق بحسب بيليتش، حين يتحدث عن قلة الانضباط الدفاعي لبعض النجوم الأجانب الذين لا يعودون للمساندة الدفاعية، قائلاً: «تخيل أيضاً أن جناحك الأيسر، وهو لاعب أجنبي مميز، لا يساعد الظهير المحلي دفاعياً. تصبح المشكلة مضاعفة: لاعبك الأضعف في مواجهة هجومية مباشرة دون دعم. هنا، يجب أن تكون مبدعاً أكثر مما تتخيل. في إنجلترا، الأمور أوضح وأقرب إلى التوازن. في الدوري السعودي، عليك أن تخترع الحلول».

يتحدث بيليتش عن تجربته في المملكة ليس بصفته زائراً عابراً، بل مدرباً عايش التفاصيل، وتعلم من الثقافة والتقاليد وغيرها: «لا يمكنك أن تنسخ وتلصق برنامج التدريب من أوروبا إلى الدوري السعودي. عليك أن تفهم البيئة، والاختلاف في بنية اللاعبين، وغيرها، وكل ذلك يفرض عليك أن تبتكر وتتكيف».

ورغم كل هذه التحديات، يقول بيليتش إن هذه التجربة جعلته أكثر نضجاً، وأكثر قدرة على فهم جوهر عمله مدرباً: «الآن، وبعد كل هذه السنوات، أشعر بأنني مستعد أكثر من أي وقت مضى. ليس فقط فنياً، بل إنسانياً أيضاً. تعلمت أن أقرأ شخصية اللاعبين، لا أن أقتصر على الأرقام أو القدرات البدنية».

حديثه عن الدوري السعودي لم يكن عرضياً، بل شكّل صلب تجربته المهنية في السنوات الأخيرة، حتى وسط مسيرة متنوعة درّب خلالها في روسيا، تركيا، الصين، إنجلترا، ومؤخراً مع الفتح في السعودية.

وفي كل مرة، كانت البيئة تختلف، والمهمة تتغير، لكن التحدي في السعودية له طابع خاص، حسب وصفه. ومع أن بيليتش لطالما ارتبط في أذهان الجماهير الأوروبية بمسيرته المميزة مع وست هام يونايتد خصوصاً مع تألق ديميتري باييت تحت قيادته في موسم 2015-2016 فإن تجربته في الخليج، بنظره، لا تقل قيمة، وربما تتطلب فطنة تكتيكية أكبر. فهو لم يعد فقط ذاك المدرب الذي يقود نجوماً في أوروبا، بل أصبح الآن رجلاً خبيراً في إدارة الاختلافات، وصياغة الحلول من عناصر غير متجانسة.

يختم بيليتش حديثه عن تلك المرحلة قائلاً: «الدوري السعودي مدرسة مختلفة. صحيح أنه يتطور ويستقطب أسماء لامعة، لكن العمل هناك ليس نزهة. بل على العكس، إنه مكان تختبر فيه قدرتك على بناء التوازن وسط المتغيرات. إذا نجحت، فأنت مدرب حقيقي». تلك الكلمات، بقدر ما تحمل من تجربة، تحمل أيضاً نوعاً من الاعتزاز. سلافن بيليتش ليس فقط مدرباً جوالاً عبر القارات، بل شاهد عيان على التحول الكروي في منطقة الخليج، وتجربته في السعودية كانت فصلاً مهماً من كتابه الطويل، كتاب لا تزال صفحاته تُكتب بشغف.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: الدوري السعودي السعودية نادي الفتح الدوری السعودی فی السعودیة

إقرأ أيضاً:

السيب يطلب استضافة مجموعته في كأس التحدي الآسيوي

عمان: ودّع نادي السيب منافسات بطولة دوري أبطال آسيا 2 بعد خسارته أمام جوا الهندي بهدفين لهدف واحد، ليلعب في دوري التحدي الآسيوي، حيث طلب السيب استضافة مجموعته في مسقط، وستقام القرعة يوم 28 أغسطس والتصفيات من 25 إلى 31 أكتوبر المقبل، ويشارك في تصفيات مجموعة الغرب كل من السيب والشباب من سلطنة عمان والكويت والعربي من الكويت والأنصار والصفا من لبنان وألتين أسير من تركمانستان وريجار من طاجيكستان وعبديش عطا وموراس يونايتد من قرغيزستان وباسندهورا من بنجلاديش وبارو من بوتان.

وكان السيب قد فرّط في التأهل بعد خسارته من جوا الهندي بنتيجة 2-1 في الدور التمهيدي، وتسببت أخطاء الحارس أحمد الرواحي الذي يُسأل عن الهدفين وكذلك السيطرة السلبية على مجريات المباراة في خسارة المباراة، ولم يستفد السيب من أفضليته في امتلاك زمام المبادرة وأهدر فوزا كان في المتناول، وسجل ديان دراجيتش (24) وخافيير سيفيريو (52) هدفي جوا، في حين أحرز ناصر الرواحي (60) هدف السيب.

جاءت بداية المباراة قوية من جانب السيب، حيث هدد المرمى منذ الدقيقة الثانية عندما أجبر ناصر الرواحي المدافع بول مورينو على إبعاد الكرة بطريقة أكروباتية، قبل أن يتصدى الدفاع لتسديدة زاهر الأغبري من داخل المنطقة، واحتاج أصحاب الأرض لبعض الوقت للدخول في أجواء اللقاء، وكادوا يفتتحوا التسجيل في الدقيقة التاسعة عندما انطلق دراجيتش من الجهة اليسرى وانفرد بالحارس، لكنه سدد كرة ضعيفة أمسكها أحمد الرواحي بسهولة.

وواصل السيب ضغطه، وكاد أن يهز الشباك في الدقيقة 23 حين افتك ناصر الرواحي الكرة بمهارة وفتح المساحة أمام عبدالعزيز المقبالي، الذي أطلق تسديدة مقوسة تصدى لها الحارس هريثيك تيواري ببراعة.

وبعد دقيقة واحدة فقط، أظهر جوا جودته الهجومية، حين أرسل بورخا هيريرا تمريرة طويلة ذكية إلى دراجيتش في الجهة اليسرى، فتجاوز الأخير تحدي الرواحي قبل أن يرسل كرة ساقطة متقنة فوق أحمد الخميسي لتسكن الشباك معلنة هدف التقدم.

شوط الحسم

في الشوط الثاني، واصل الفريق الهندي تفوقه، وكاد دراجيتش أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 52 بعدما تفوق بدنيا على مدافعي السيب وتوغل داخل المنطقة، مسددا كرة قوية أبعدها الحارس الرواحي بصعوبة. وترجم جوا أفضليته بعد لحظات فقط، حين نفذ هيريرا ركلة ركنية متقنة وصلت إلى خافيير سيفيريو الذي ارتقى فوق الجميع موجها كرة رأسية قوية في الشباك مسجلا الهدف الثاني. وقلّص السيب الفارق عند الدقيقة 60 عبر ناصر الرواحي الذي استغل تمريرة علي البوسعيدي العرضية داخل المنطقة ليضع الكرة في الشباك من مسافة قريبة، إلا أن محاولات فريق السيب للتعديل لم تكتمل، ليحسم جوا بطاقة التأهل إلى دور المجموعات، فيما سيواصل السيب مشواره القاري في دوري التحدي الآسيوي 2025-2026.

مقالات مشابهة

  • DAZN تحصل على حقوق بث الدوري السعودي
  • عاجل | النجم الأردني يزن النعيمات على موعد مع التحدي في دوري نجوم قطر
  • صلاة الجمعة.. أجرها صيام وقيام سنة كاملة بـ7 أعمال يغفلها كثيرون
  • الدبلوماسية أم التحدي.. خيار إيران بعد ضربات أمريكا وإسرائيل
  • هيئة الأفلام السعودية تستعد لإطلاق النسخة الثالثة من منتدى الأفلام السعودي
  • برشلونة يضع خطتين لحل أزمة تسجيل اللاعبين
  • السيب يطلب استضافة مجموعته في كأس التحدي الآسيوي
  • صلاح بجاتو: بيتر ميمي ومنة القيعي لهما الفضل في خوض تجربتي بمسلسل الحشاشين
  • «الإمارات للإفتاء» يستعرض تجربته في توظيف الذكاء الاصطناعي بالفتوى
  • "القاتل الصامت".. أعراض سرطان المعدة التي يظنها كثيرون مجرد عسر هضم