فرقة ماسيف أتاك تطلق تحالفا فنيا ضد الإرهاب الصهيوني لداعمي الحق الفلسطيني
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
أعلنت فرقة "ماسيف أتاك" (Massive Attack) الغنائية البريطانية عن إطلاق تحالف جديد يقوده الفنانون للدفاع عن حرية التعبير فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، في خطوة تتزامن مع حملة ترهيب قانونية وصفت بأنها ممنهجة ضد من يعبّرون علنا عن تضامنهم مع غزة ضد حرب التجويع والإبادة التي تتعرض لها. التحالف الذي شاركت فيه أسماء بارزة في عالم الفن، يستهدف حماية الفنانين الذين يواجهون دعوات قانونية وإعلامية بسبب تضامنهم مع الحقوق الفلسطينية.
في يوليو/تموز الجاري 2025، خرجت فرقة "ماسيف أتاك" ببيان رسمي عبر حسابها على منصة التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، أعلنت فيه تأسيس "تحالف فني من أجل غزة"، بعد سلسلة من الحوادث التي حملت طابعا قانونيا ضد فنانين أبدوا دعمهم لفلسطين في ظل الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأضافت الفرقة أنها "لن تقف مكتوفة الأيدي"، وأن هدفها حماية الفنانين من ظاهرة "إلغاء الوظائف أو الترهيب"، وخاصة من قبل منظمات مثل "محامون بريطانيون من أجل إسرائيل" (UK Lawyers for Israel)، التي تتولى تحريك حملات قانونية مكثفة ضد الفنانين، بهدف تقييد حريتهم على خلفية شعارات أو رموز سياسية مثل "من النهر إلى البحر".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أنغام تفتتح مهرجان العلمين بعد تجاوز أزمتها الصحيةlist 2 of 2جرش تستعد لاستقبال مهرجانها الثقافي الـ39 بشعار "هنا الأردن ومجده مستمر"end of listوقد شاركت في البيان مجموعة من الأسماء الشهيرة، من بينها فرق "برايان إينو" (Brian Eno) و"غارباج" (Garbage)، و"فونتينز دي سي"(Fontaines D.C)، و"نيكاب" (Kneecap) الأيرلندية، والممثل بنديكت كامبرباتش، ومقدّم البرامج الرياضي غاري لينيكر. ولفت البيان إلى أن معظم الضحايا القانونيين من الفنانين هم من "الفنانين الشباب"، مشددا على أن التضامن مع غزة لا يجب أن يُعامل كجريمة، بل كعمل إنساني وأخلاقي أصيل.
وذكرت فرقة "ماسيف أتاك" في بيانها أن الرسالة موجهة بشكل مباشر إلى الجمهور والمؤسسات الفنية، مشيرة إلى أن "الفنانين الذين يعبرون عن رفضهم للقصف العسكري في غزة يواجهون ضغوطا وملاحقات تهدف إلى إسكاتهم أو إنهاء مسيرتهم المهنية. لقد آن الأوان لأن نقف إلى جانبهم وندعم قدرتهم على الاستمرار والمواجهة".
إعلان أدوات الضغط.. من القانون إلى الإعلامتحالف الفرقة البريطانية لم يعتبر بطبيعة الحال خطوة منفردة، بل جاء في ظل تصاعد الضغوط التي تستخدم فيها أدوات قانونية وتنظيمية لفصل الأصوات الداعمة لغزة عن البيئة الفنية الرسمية. وتعد منظمة "محامون من أجل إسرائيل" القانونية البريطانية ذات التوجه المؤيد لإسرائيل، هي أكثر الجهات إقامة لدعاوى ضد فنانين في السنوات الأخيرة. وأبرز هذه الحالات كانت ضد الفنان "بوب فيلان" بعد رفعه شعار "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي" خلال حفله في مهرجان غلاستون بيري، واستدعت المنظمة الشرطة إلى الحفل وتم إلغاء بعض الحفلات على خلفية البلاغ. وقامت المنظمة نفسها بإرهاب المطرب مو شارا من فرقة "نيكاب" (Kneecap) بعد أن وجهت إليه اتهاما بدعم الإرهاب إثر ظهور علم حزب الله في حفل له بلندن عام 2024.
أما منظمة "مجتمع الإبداع من أجل السلام" (Creative Community for Peace)، فهي تعمل على تنشيط لوبيات الفن المؤيد لإسرائيل في الغرب، وتقدم الدعم الفني واللوجيستي للفنانين الذين يغنون في إسرائيل ضد ضغوط حركة مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات "بي دي إس" (BDS).
لم يكن موقف "ماسيف أتاك" من فلسطين نتيجة للمجازر الحالية فقط، بل يتجاوزها إلى سنوات طويلة من التضامن. ففي 1999، قرر المؤسس روبرت دل ناغا بعد زيارة إلى الضفة الغربية عدم السماح بأي نشاط للفرقة في إسرائيل. وقال لاحقا في تصريح نقلته عنه جريدة "الغارديان": "مشاهد الحواجز والجدران كانت صادمة. لا يمكننا أن نغني في بلد يفرض أبارتهايد على شعب".
وأصدرت "ماسيف أتاك" في 2023 ألبوما مشتركا بعنوان "وقف إطلاق النار"(Ceasefire) بالمشاركة مع فنانين مثل "فونتينز دي. سي" (Fontaines D.C). و"يونغ فاذرز" (Young Fathers)، وخصصت جميع الإيرادات لدعم الطواقم الطبية في غزة والضفة من خلال منظمة "أطباء بلا حدود" واعتبرت ذلك "التزاما أخلاقيا، وليس سياسيا".
ومع خروجها من مأزق ترهيب منظمة "محامون بريطانيون من أجل إسرائيل" لأول مرة بشكل مباشر عبر تحالف مؤازر، بات موقف الفرقة البريطانية يمثل خطا فاصلا شكليا بين من يؤمن بأن حرية التعبير يجب الحفاظ عليها حتى في أصعب الأوقات الإنسانية، وبين محاولة تقويض هذا الحق عبر "تحويله إلى تهديد".
وتعد فرقة "نيكاب" (Kneecap) الأيرلندية المعروفة بموسيقاها الاحتجاجية واللهجتين الإنجليزية والغيلية من بين أعضاء التحالف الأبرز، وتشكل منذ تأسيسها عام 2017 قاعدة من الشباب الغاضب من الواقع السياسي في أيرلندا، لكن تطورها أخيرا جعلها مادة إعلامية ساخنة، إذ هتفوا خلال حفل لهم في أبريل/نيسان 2025 في مهرجان كواشيلا الموسيقي بكاليفورنيا: "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني"، وهذا أدى إلى مطالبة بعض الأصوات بإلغاء تأشيراتهم إلى الولايات المتحدة.
وفتحت الشرطة البريطانية تحقيقا بعد تصريحات المطرب مو شارا، التي تضمنت عبارات مثل "تحيا حماس" و"يحيا حزب الله"، ورفع علم الحزب على المسرح، لكن التحالف أطلق -في مواجهة ذلك- دعوة واضحة للدفاع عن حقهم في التعبير، واعتبر ما يحصل "انتهاكا ممارسا بدوافع سياسية منظمّة".
إعلانوكانت مجموعة "يقودنا حمير" (Led By Donkeys) السياسية الساخرة قد نشرت تغريدة عبر صفحتها الرسمية على الشبكات الاجتماعية، قالت فيها: "منظمة محامون بريطانيون من أجل إسرائيل" حاولت إسكات العديد من الأصوات المؤيدة لفلسطين. جناحها الخيري أصدر تصريحات علنية ترفض القانون الدولي. الناشطة إيم هيلتون الآن أمام مفوضية الجمعيات الخيرية للمطالبة بالتحقيق".
وجاءت التغريدة كتصعيد مباشر بين المجموعة والمنظمة القانونية، التي تتعرض لانتقادات من قضاة ومحامين في بريطانيا، بعد إصدارها بيانات تشكك في قرارات المحكمة الجنائية الدولية بشأن الوضع القانوني في غزة والضفة الغربية. وتؤكد منظمات حقوقية أن هذا الخطاب يفتح الباب أمام استغلال الصفة الخيرية لأغراض سياسية مناهضة للقانون الدولي.
وكانت حملة "يقودنا حمير" (Led By Donkeys) جزءا من تحرك أوسع يتضمن عرض فيديوهات ومقاطع بصرية على جدران مبانٍ حكومية في لندن، إلى جانب دعم تحالف فرقة "ماسيف أتاك" في مساعيه لتوثيق الترهيب القانوني ضد الفنانين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات من أجل إسرائیل
إقرأ أيضاً:
أخنوش من الناظور: جهة الشرق لها نفس الحق في التنمية ونسعى لتحويل إمكانياتها إلى فرص حقيقية
نقة20 | الناظور
خلال المحطة الحادية عشرة من جولة “مسار الإنجازات” بالجهة الشرقية، قدم عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس الحكومة، اليوم السبت، حصيلة شاملة للتنمية التي شهدتها جهة الشرق، مؤكداً أن الحكومة عملت على تحويل الإمكانات المتاحة إلى فرص حقيقية للمواطنين وتحسين جودة حياتهم.
وأشار أخنوش إلى أن البنيات التحتية الأساسية شهدت تقدماً ملموساً، حيث تم إنجاز 726 كيلومتراً من الطرق لفك العزلة، كما تواصل الأشغال على المستشفى الإقليمي بالناظور، إضافة إلى برمجة مستشفيات جديدة بكل من بركان وتاوريرت وجرسيف، فضلاً عن مستشفيات جديدة في عين بني مطهر وفيڭيڭ.
وعن قطاع المياه، أوضح أخنوش أن الحكومة أطلقت برنامجاً استعجالياً لتأمين مياه الشرب والسقي، بما يشمل زيادة الطاقة الاستيعابية لسد محمد الخامس لتوفير الماء لـ79 ألف هكتار و127 ألف فلاح، إلى جانب 82 ألف هكتار مزروعة بنظام السقي بالتنقيط، ودعم مباشر للفلاحين بأكثر من 4 مليارات درهم. كما تم تحديث أنظمة الري في حوض ملوية لصالح 3.340 فلاحاً، وإنجاز محطة تحلية المياه في وجدة وبرامج لضمان وصول الماء الصالح للشرب إلى الناظور وبركان والدريوش.
وفي ما يخص التنمية الاقتصادية، أبرز أخنوش المشاريع المهيكلة في القطاع الصناعي، على رأسها منطقة التسريع الصناعي Nador West Med على مساحة 600 هكتار، التي تحتضن مقاولات صناعية ولوجستيكية توفر آلاف مناصب الشغل، إلى جانب توسيع مناطق صناعية أخرى في وجدة وبركان وڭنفودة، بما يساهم في خلق فرص عمل متنوعة وتحفيز الاستثمار.
كما أشار إلى دعم قطاعات أخرى مثل السياحة، من خلال رفع عدد المقاعد الجوية بنسبة 60% وتقديم 48 مشروعاً في إطار برنامج Go Siyaha، والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، حيث تحتل جهة الشرق المرتبة الأولى وطنياً بعدد التعاونيات (8.675 تعاونية) وأكثر من 80 ألف حرفي، مع العمل على تأهيل البنيات التحتية الخاصة بالقطاع لدعم الإنتاج والتسويق.
وحول الشباب، أبرز أخنوش المشاريع التعليمية والتكوينية في الجهة، بما فيها المدرسة الوطنية للذكاء الاصطناعي والرقمنة ببركان، ومراكز للتكوين المهني والتعلم بالممارسة، ومراكز للتعليم غير النظامي، ومراكز للأنشطة الموازية والرياضة، بهدف تطوير الكفاءات التقنية والمهنية للشباب وتسهيل إدماجهم في سوق الشغل.
وختم أخنوش كلمته بالتأكيد على أن حزب التجمع الوطني للأحرار لا ينتظر الانتخابات للانخراط في الميدان، داعياً مناضلي الحزب إلى التواصل المباشر مع المواطنين، والاستماع لمشاكلهم وتطلعاتهم، والعمل على تحقيق الأفضل لهم، مؤكداً أن المسار لا يزال طويلاً لكن الإرادة والعمل المشترك سيمكن من بلوغ الأهداف المنشودة.
تابعوا آخر الأخبار من زنقة 20 على Google News