أوكسفام: العاملون الإنسانيون بغزة أنفسهم يعانون الجوع
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
أكد مستشار السياسة الإنسانية في منظمة أوكسفام جيمس هوبلر أن الجوع والمجاعة حقيقة واقعة في أنحاء قطاع غزة منذ فترة طويلة، لافتا إلى عدم الحاجة لانتظار إعلان رسمي للمجاعة لاتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ السكان المحاصرين.
وأوضح المستشار الإنساني خلال مقابلة للجزيرة أن كثيرين فقدوا حياتهم بالفعل بسبب الجوع، مؤكدا حدوث ارتفاع حاد في حالات سوء التغذية التي تطال الأطفال وجميع الفئات العمرية الأخرى.
وناشد بضرورة التحرك الفوري دون انتظار التصنيفات الرسمية، معتبرا أن الوضع الحالي يتطلب استجابة عاجلة وشاملة.
ورغم تنامي مستوى الوعي بالأزمة الإنسانية في أجزاء مختلفة من الولايات المتحدة، عبّر هوبلر عن إحباطه من ضعف الاستجابة الدولية.
وأشار إلى أن منظمته تواصل قرع ناقوس الخطر حول الوضع الإنساني المتفاقم، لكن الاستجابة تبقى محدودة وأحيانا غير كافية تماما مقارنة بحجم الكارثة الإنسانية.
وانتقد المستشار الإنساني التأخيرات والعراقيل المتتالية التي تواجه إدخال المساعدات إلى القطاع، محذرا من أن هذه العوائق تؤدي مباشرة إلى ارتفاع معدلات الوفيات وتزيد تدهور الوضع بشكل مستمر.
ونبّه إلى أن الوقت ليس في صالح سكان القطاع، مما يجعل كل تأخير في المساعدات قاتلا بحد ذاته.
نطاق أوسع للمعاناة
ووسّع هوبلر نطاق وصف الأزمة لتشمل قطاعات حيوية متعددة وليس فقط نقص الغذاء، حيث أشار إلى الأزمة الحادة في قطاع المياه، ومعاناة السكان من نقص في المياه النظيفة والقدرة على الحفاظ على النظافة الشخصية، مما يخلق بيئة مثالية لانتشار الأمراض.
وتطرق إلى الدمار الذي لحق بأنظمة الصرف الصحي وتنقية المياه، والذي أدى إلى انتشار أمراض تنتقل عبر المياه الملوثة، مشيرا إلى أن هذا التدهور في البنية التحتية الصحية يفاقم من حالات سوء التغذية، ويخلق حلقة مفرغة من المعاناة الإنسانية تطال جميع جوانب الحياة في القطاع.
إعلانولفت المستشار إلى المفارقة المؤلمة التي يعيشها العاملون في المؤسسات الإنسانية داخل القطاع، والذين يعانون هم أنفسهم من الجوع أثناء محاولتهم تقديم المساعدة للآخرين.
ووصف هذا الوضع بالمروع، مؤكدا أن رؤية زملائه في غزة وسماع أصواتهم ومشاهدة المعاناة ترتسم على وجوههم أمر مقلق للغاية.
ودعت 111 منظمة إغاثية وحقوقية، اليوم الأربعاء، الحكومات إلى اتخاذ إجراءات تتضمن وقفا فوريا ودائما لإطلاق النار، ورفع جميع القيود المفروضة على تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة في ظل تفشي المجاعة بين سكانها.
وحذرت المنظمات الدولية، ومنها ميرسي كور ومنظمة اللاجئين الدولية (ومقرهما أميركا) والمجلس النرويجي للاجئين، في بيان لها، من انتشار المجاعة الجماعية في جميع أنحاء القطاع، في الوقت الذي تتكدس فيه أطنان من المواد الغذائية والمياه النظيفة والإمدادات الطبية وغيرها من المواد خارج غزة، مع منع المنظمات الإنسانية من الدخول أو إيصال المساعدات.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أستراليا وكندا تدعوان لوقف "الكارثة الإنسانية" في غزة
في تطور لافت للمواقف الغربية، أعربت كل من أستراليا وكندا عن قلقهما الشديد إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مطالبتين بوقف فوري لإطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، في بيان صدر الجمعة، إن "الوضع في غزة كارثة إنسانية بكل المقاييس"، مشددا على ضرورة "بذل كل جهد ممكن لحماية أرواح الأبرياء وإنهاء معاناة وجوع سكان القطاع".
وأضاف: "لا يمكن تجاهل أو تبرير منع إسرائيل للمساعدات وقتل المدنيين، بمن فيهم الأطفال، أثناء بحثهم عن الماء والغذاء".
من جهته، ندد رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، بتقاعس الحكومة الإسرائيلية عن السماح بوصول المساعدات إلى المدنيين، متهما تل أبيب بانتهاك القانون الدولي.
وقال كارني في منشور على منصة "إكس": "تدعو كندا جميع الأطراف إلى التفاوض على وقف فوري لإطلاق النار بحسن نية".
وأضاف: "نكرر دعواتنا لحماس بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن، وللحكومة الإسرائيلية باحترام سلامة أراضي الضفة الغربية وغزة".
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من مجاعة وشيكة في القطاع، وسط استمرار العمليات العسكرية وتشديد القيود على دخول المساعدات الإنسانية.