رغم تجاوزه سن الأربعين، أبى أن يجعل الزمن حاجزًا أمام طموحه، ليصبح أكبر طلاب الثانوية العامة بمحافظة الإسكندرية، لتجديد قصتة مثالاً للإصرار و التحدي لم تثنه سنوات العمر عن اللحاق بركب التعليم، مؤمنًا بأن السعي لا يرتبط بعمر، وأن تحقيق الحلم ممكن في أي وقت طالما وُجد العزم والإرادة.

يقول محمد الحوفي البلغ من العمر 42 عام أكبر طالب ثانوية عامة بالإسكندرية أن قصته بدأت عندما توقفت دراستي في عام 2002، وكان لدي حلم كبير بالالتحاق بكلية السياحة والفنادق، لكن القدر كان له رأي آخر على الرغم من حصوله على دبلوم فني في السياحة تخصص مطبخ، حالت ظروف السفر والعمل دون تمكنه من أداء امتحان القبول في الكلية، مما أفقده حلمه ودفعه إلى خوض رحلة من الحزن ولكن دون أن يفقد الأمل.

وأوضح أنه اتخذ قرارًا حاسمًا بالعودة إلى أحضان العلم من خلال القراءة، و قررت أن ألتزم بالقراءة لتعويض ما فاتني من التعليم، وكانت القراءة شغفي الذي أنقذني بهذه الكلمات يلخص الحوفي علاقته العميقة بالمعرفة، مشيرًا إلى أن الكتب كانت نافذته الوحيدة على العالم، والجسر الذي أعاده تدريجيًا إلى حلمه المؤجل في استكمال التعليم، بعد انقطاع دام أكثر من عشرين عامًا.

كشف محمد "للأسبوع" أن القدر لعب دورًا حاسمًا في إعادة توجيه مسار حياته، كاشفًا عن اكتشافه لاحقًا لإصابته بحساسية نادرة نتيجة لمس اللحوم، وهو ما كان ليحول دون استمراره في المجال الذي انخرط فيه في شبابه موضحاً أنه بعد سنوات اكتشف أنه لديّ حساسية نادرة من لمس اللحوم، مما يعني أنه لم يكن بإمكاني الاستمرار في هذا المجال في الأساس إن الله تعالى يوجه الإنسان إلى الطريق الصحيح حتى وإن لم يكن يدرك ذلك في لحظته مضيفاً أن ما بدا في حينه كعقبة، كان في الواقع إنقاذًا له من مسار لم يكن مناسبًا له.

وأشار الحوفي أن نقطة التحول بالنسبة لي عندما علم بإمكانية الالتحاق بالثانوية العامة بنظام المنازل للأشخاص فوق الأربعين قائلاً: لم أكن أعلم أن هناك فرصة متاحة وعندما اكتشفت ذلك، توجهت إلى مدرسة طارق بن زياد وقدمت طلباً، رغم ضيق الوقت للغاية.

وأكد طالب الأبعين عامًا رغم التحديات التي يفرضها نمط الحياة وواجباته كصانع ومُعيل لأسرة، استطاع الحوفي تخصيص الوقت للدراسة في المقاهي بفضل توفر شبكة الواي فاي حيث قام بتحميل مقاطع الفيديو التعليمية لمراجعتها في منزله كما استعان بالنسخ القديمة المستعملة من الكتب المتوفرة في سوق محطة مصر.

و أضاف إنه يعتبر نفسه المعيل لأشقائه الصغار، ويحمل مسؤوليتهم كأمانة في عنقه، مؤكدًا أن الفقر لم يكن يومًا عائقًا أمام طموحه، بل كان حافزًا يدفعه للمضي قدمًا، مؤكدا أنه الثقة: "الإيمان بالله، مش الفلوس، هو اللي بيدفع الإنسان للنجاح" الثانوية العامة" مش وحش مخيف زي ما الناس فاكرة، بالعكس، هي خطوة على طريق الحلم، واللي مؤمن بنفسه هيعدي منها مهما كانت الصعوبات".

وتحدث الحوفي عن تجربة إنسانية مؤلمة كان لها أثر بالغ في حياته، مشيرًا إلى أنه مر بتجربة انفصال قاسية حُرم خلالها من رؤية ابنه الوحيد.وقال بحزن أنني انفصلت عن زوجتي من 10 سنين، و ابني أمير اللي عمره دلوقتي 10 سنين، معرفتش أشيله يوم ورغم الألم، تحوّلت الجراح إلى دافع قوي، خاصة بعد سماعه عبارة جارحة من طليقته: "إنت مجرد سواق"، ليقرر أن يثبت لنفسه ولابنه عكس ذلك مضيفاً: كنت عايز أوصل رسالة لابني، إن بابا مش أقل من حد، وإنه هيفتخر بيا يوم ما يشوفني ناجح"

وأشار الحوفي إلى أن القلم كان رفيقه الوحيد في أوقات المحنة، فوجد في الشعر ملاذًا يفرغ فيه مشاعره وأوجاعه، حتى فاجأ الأوساط الأدبية بإصدار ديوانه الأول "رسالة طير سلام"، والذي عُرض في معرض القاهرة الدولي للكتاب و يتناول الديوان، بلغة بسيطة وأسلوب قريب من الشباب، قضايا المجتمع والمهمشين والمظلومين، ليصبح صوته الشعري تعبيرًا عن فئة لطالما افتقدت من يعبّر عنها.

و أضاف أنه يأمل في استكمال مسيرته التعليمية بالالتحاق بكلية الحقوق، مدفوعًا برغبة صادقة في الدفاع عن من تعرضوا لظلم، خاصة من الرجال المتضررين من بعض بنود قانون الأحوال الشخصية قائلاً: نفسي أكون صوت للمظلومين، وأساهم في تعديل قوانين محتاجة مراجعة، علشان اللي جايين بعدنا ميعدوش بنفس اللي عدينا بيه.

وفي ختام حديثه، وجّه الحوفي رسالة مؤثرة لأولياء الأمور، دعاهم فيها إلى التخفيف من الضغط على أبنائهم خلال فترة الثانوية العامة، قائلاً: بلاش تضغطوا على أولادكم، السنوية العامة مش نهاية العالم إدعموهم، حببوهم في العلم، وسيبوهم يحققوا نفسهم بدون ضغط عصبي أو مادي و كما وجّه كلمة من القلب للطلاب أن الفشل ليس نهاية الطريق، وأن العمر لا يقف عائقًا أمام الطموح قائلا: «طول ما في أمل، في نجاح.. وأنا خير دليل».

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية كلية الحقوق الثانوية العامة العمر مجرد رقم لم یکن

إقرأ أيضاً:

النائب محمد أبو العينين ينعي محمد عبد اللاه رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق

نعى النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، ببالغ الحزن والأسى الدكتور محمد عبد اللاه – رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق، ورئيس لجنة الشئون العربية في البرلمان الأسبق ، الذي رحل عن دنيانا خلال الساعات الماضية بعد مسيرة حافلة بالعطاء.

وتقدم أبو العينين ، بخالص التعازي وصادق المواساة لأسرة الفقيد ومحبيه وتلاميذه ، سائلا المولي عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان .. وإِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.

طباعة شارك النائب محمد أبو العينين مجلس النواب محمد عبد اللاه جامعة الإسكندرية

مقالات مشابهة

  • النائب محمد أبو العينين ينعي محمد عبد اللاه رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق
  • نشاط مكثف لوزارة العمل في محافظات الجمهورية.. تفاصيل
  • نتيجة كلية الشرطة.. 1000 طالب من الثانوية العامة و50 من التربية الرياضية
  • عاجل- أكاديمية الشرطة تقبل 800 طالب من الحاصلين على الثانوية العامة
  • كيف تتخلص من الدهون الحشوية بعد سن الأربعين؟
  • أحمد السقا : عز الدين أيبك اللي جوايا هو اللي خلاني دعمت محمد صلاح
  • الداخلية: ضبط رجل وسيدة لاتهامهما بممارسة الفجور في الإسكندرية
  • إيقاف بناء مخالف في شارع الأربعين بجسر السويس
  • أزمة منتصف العمر عند المرأة بعد الأربعين.. طرق فعالة في التعايش وتقليل التوتر النفسي
  • إحنا في دولة مش غابة| محمد موسى منفعلا بسبب التعدي على معلم الإسماعيلية