قال خبير في الشؤون الإسرائيلية، إن تصريحات المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بشأن إعادة الوفد الأمريكي من الدوحة، عقب خطوة إسرائيلية مماثلة، تمثل "مناورة سياسية" تهدف إلى التأثير على المفاوضات الجارية.

وأوضح سليمان بشارات أن الخطوة الأمريكية–الإسرائيلية، وإعادة وفديهما من مفاوضات الدوحة، منسقة أمريكيا وإسرائيليا وجاءت بعد لقاء المبعوث الأمريكي، ستيف وويتكوف، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر.



وشدد الخبير في حديث خاص لـ"عربي21" على أن أهدافا إسرائيلية أمريكية مشتركة وراء هذا الانسحاب، المنسق، والذي يستهدف ابتزاز المقاومة، منها:


"ابتزاز حماس"
أولا، أن إسرائيل والولايات المتحدة باتوا يعتقدون إن إدارة حماس والمقاومة للمفاوضات، إدارة لا يمكن المراوغة فيها، بمعنى أن كل ما طرح على طاولة المفاوضات من ضغوط ومن محاولة ابتزاز وضغط يمارس على المقاومة في الميدان سواء بعمليات القتل والإبادة أو عمليات التجويع لم تجعل المقاومة تذهب إلى القبول التام بما هو مطروح إسرائيليا وأمريكيا، ولم تفرض على المقاومة حالة من الاستسلام.

 وعليه، فإن قدرة المقاومة الفلسطينية على التفاوض تحت كل هذا الضغط وعدم الاستسلام أو القبول التام، دفع ويتكوف وحكومة نتنياهو للذهاب إلى مناورة من خلال سحب الوفد المفاوض، على اعتبار أن هذه الخطوة يمكن أن تشكل ضغطا يمارس من قبل الشارع الفلسطيني وحالة انتقاد للمقاومة، والتي يمكن أن تصبح في مربع حرج أمام الشعب الفلسطيني ويدفعها إلى تقديم مزيد من التنازلات. 

وتوقع بشارات أن يصاحب ذلك خلال الأيام المقبلة مزيدا من الضغط العسكري والاستهدافات وعمليات التجويع الإضافية داخل غزة، للضغط على المقاومة الفلسطينية. 

"عدم تحقيق صورة النصر"
ثانيا، إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية يرون أن عدم قبول حركة حماس بشكل كامل بما هو مطروح على الطاولة الآن دون إبداء أي ملاحظات بمثابة هزيمة لـ"إسرائيل"، أو على أقل تقدير عدم تحقيق صورة النصر التي تبحث عنه حكومة نتنياهو وتدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي هذا الأمر يجعل "إسرائيل" بعد عامين من الحرب في حالة فشل استراتيجي خصوصا أنها استطاعت أن تقدم نموذجين لاتفاقيات مع حزب الله وإيران وكلاهما قدمتهما "إسرائيل" على أنهما انتصارا كاملا بغض النظر عن تفاصيلهما.

في المقابل، تبدو المقاومة متمترسة خلف شروط، نهاية الحرب، والانسحاب شبه الكامل من قطاع غزة، ووقف عمل المؤسسة الأمريكية الإسرائيلية للمساعدات لصالح عودة عمل المؤسسات الأممية، إضافة إلى اشتراط فتح معبر رفح الحدودي أمام حركة المسافرين في الاتجاهين، ومفاتيح عملية التبادل. كل ذلك يجعل "إسرائيل" تراوح في المربع الأول من الحرب، أي المقاومة باقية ولم يتم القضاء عليها.


"ضغط الوسطاء"
ثالثا، محاولة تفعيل أدوات الضغط من قبل الوسطاء، فالولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل" تعتقدان أن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية من شأنها أن تضعف أمام ضغوط قد تمارس عليها من الوسطاء، وسحب الوفدان يبدو أنه مرتبط بهذا الهدف أيضا.

في المقابل يرى بشارات أن سحب الوفد له ارتدادات داخلية إسرائيلية، فعائلات الأسرى وشريحة واسعة من الإسرائيليين انتقدوا هذه الخطوة، وأصبحوا يطالبون بصفقة كلية تعيد كافة الأسرى، حتى لو كانت على حساب نهاية الحرب في غزة.

وأضاف: " المجتمع الاسرائيلي والمؤسسة الأمنية والعسكرية وفئات أخرى في المجتمع الإسرائيلي باتت كلها تعبر عن عدم رغبتها باستمرارية الحرب.

وكانت حركة حماس، عبرت عن استغرابها من تصريحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف السلبية من موقف الحركة.

وأشارت إلى أن تصريحات ويتكوف جاءت في الوقت الذي عبر فيه الوسطاء عن ترحيبهم وارتياحهم لموقفها "البناء والإيجابي".

وأوضحت أنها تعاملت منذ بداية المسار التفاوضي بكل مسؤولية وطنية ومرونة عالية في كل الملفات.
 
وأضافت في بيان، أنها حرصت على التوصل لاتفاق يوقف العدوان وينهي معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، مبينة أنها قدمت الرد الأخير بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة.

وقالت في البيان، "تعاملنا بإيجابية مع كل الملاحظات التي تلقيناها بما يعكس التزاما صادقا بإنجاح جهود الوسطاء.

وأردفت، أن موقف الحركة الذي قدمناه للوسطاء يفتح الباب أمام الوصول إلى اتفاق كامل، مؤكدة أنها حرصت حرصنا على إكمال المفاوضات والانخراط فيها بما يذلل العقبات ويوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار الدائم.

وقال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إنه قرر إعادة الفريق الأمريكي لإجراء مشاورات، بعد الرد الأخير من حركة حماس بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة.

وذكر ويتكوف في تصريحات له، الخميس، أنه "من المؤسف أن تتصرف حماس بهذه الطريقة الأنانية" حسب زعمه، مؤكدا أن واشنطن "ستدرس خيارات بديلة لإعادة الأسرى الإسرائيليين، ومحاولة تهيأة بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة".

بالتزامن، أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بينامين نتنياهو أنه في أعقاب الرد الذي قدّمته حركة حماس صباح الخميس، تقرر إعادة فريق المفاوضات لإجراء مشاورات إضافية في "إسرائيل".

وأكدت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصدر مشارك في المفاوضات، أن "المحادثات لم تنهار، بل هي خطوة منسقة بين جميع الأطراف.. هناك قرارات مصيرية يجب اتخاذها، ولذلك عاد الوفد لمواصلة المشاورات، ولا يزال الزخم إيجابيا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية ويتكوف المفاوضات الفلسطينية نتنياهو غزة فلسطين غزة نتنياهو المفاوضات ويتكوف المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المبعوث الأمریکی حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

ويتكوف يعلن فشل مفاوضات الدوحة حول غزة ويهاجم حماس

أعلن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الخميس أن واشنطن سحبت مفاوضيها من المحادثات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة في العاصمة القطرية، متهما حماس بعدم التصرف "بحسن نية" وأنها لا ترغب في وقف إطلاق النار.

وقال ويتكوف في بيان نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي "قرّرنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الردّ الأخير من حماس والذي يظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، مضيفا "في حين بذل الوسطاء جهودا كبيرة، لا تبدي حماس مرونة أو تعمل بحسن نية".

وأشار إلى أن واشنطن ستدرس الآن "خيارات أخرى لإعادة الرهائن إلى ديارهم ومحاولة إيجاد بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة".

وأضاف المسؤول الأميركي "من المؤسف أن تتصرف حماس بهذه الطريقة الأنانية"، مؤكدا رغبة واشنطن في "إنهاء هذا النزاع وإحلال سلام دائم في غزة".

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت إسرائيل استدعاء مفاوضيها المشاركين في محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة مع حماس في قطر للتشاور.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أعلنت الأربعاء أنها قدمت ردها على مقترح هدنة لمدة 60 يوما في قطاع غزة، مع تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين، والذي ضمنته تعديلات على مضمون الاقتراح.

وقال البيت الأبيض الأربعاء إن ويتكوف سافر إلى أوروبا لمناقشة الوضع في غزة من دون الكشف عن وجهته المحددة.

وبدأت الجولة الأخيرة من المفاوضات برعاية الولايات المتحدة ومصر وقطر في الدوحة قبل حوالى ثلاثة أسابيع.
جاء هذا القرار عقب جولة من المحادثات المكثفة التي كانت تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

 وفي سياق متصل، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر سياسي مطلع على تفاصيل المفاوضات تصريحات تُوضح موقف إسرائيل من الجمود الحالي.

 وصرح المصدر السياسي في إفادة صحفية بأنه "لا انفجار ولا انهيار. نحن في خضم مفاوضات مستمرة منذ 18 يومًا، وقد أحرزنا تقدمًا ملحوظًا حتى المرحلة التي تتطلب العودة للتشاور في إسرائيل."

وأضاف المصدر أنهم "سنعود إلى الدوحة عندما نجد سبيلًا لتضييق الهوة والوصول إلى مرحلة الحسم. تكمن الخلافات في جميع القضايا المحورية. لن نتخلى عن أي رهينة، ولن نيأس من مهمة عودتهم المقدسة."

وفيما يخص رد حماس الأخير، قال المصدر: "وصل رد حماس بشأن مفاتيح إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين اليوم فقط. إنه في نطاق الأرقام التي لا تسمح بالتقدم دون تغيير في مواقف حماس ودون مشاورتنا حول سبل تحقيق ذلك، سواء مع الوسطاء أو فيما بيننا."

وبشأن القضايا العالقة، أوضح المصدر: "لم نصل بعد إلى مناقشات حول ضمانات إنهاء الحرب، والخرائط، وملاحق كيفية تنفيذ الاتفاق. ولكن يمكننا الوصول إلى ذلك بسرعة بمجرد حسم القضايا الأخرى."

مقالات مشابهة

  • فقد قدرته على المناورة.. حركة الجهاد: الاحتلال هو المنسحب من مفاوضات غزة
  • كيف أجهض المبعوث الأمريكي مفاوضات الدوحة بشأن غزة؟
  • غموض يكتنف بدائل نتنياهو بعد انسحاب الوفد الإسرائيلي من مفاوضات غزة
  • بعد انسحاب الوفد الأمريكي..مصادر تؤكد استمرار مفاوضات وقف النار في غزة
  • ويتكوف يعلن فشل مفاوضات الدوحة حول غزة ويهاجم حماس
  • نخبة 7 أكتوبر وخريطة الانسحاب.. انهيار مفاوضات غزة بعد رد حماس
  • ويتكوف يسحب الوفد الأمريكي من مفاوضات الدوحة.. سندرس خيارات بديلة لإعادة الأسرى
  • ويتكوف يسحب الوفد الأمريكي من مفاوضات الدوحة.. سندرس خيارات جديدة لإعادة الأسرى
  • بعد تسليم حركة الفصائل الفلسطينية ردا على اقتراح وقف النار في غزة… الوزير الإسرائيلي ديرمر يلتقي ويتكوف اليوم