رؤية "عُمان 2040".. الإنسان أولًا
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
حمود بن علي الطوقي
تأملتُ كثيرًا وأنا أقرأ هذه الآية الكريمة من سورة الملك، الآية رقم ١٥، قوله تعالى: ﴿فَٱمۡشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِ﴾، ولا أدري ما الذي قادني لربط هذه الآية الكريمة بمرتكزات رؤية "عُمان 2040"، لكنني أجد الآية الكريمة بمثابة الدعوة الإلهية الواضحة التي تدعو إلى السعي، والعمل، والاستفادة من خيرات الأرض… وهي ذاتها الدعوة التي نجد صداها في رؤية وطنية تستند في أولوياتها إلى "بناء الإنسان العُماني"، وتمكينه، وإعداده ليكون شريكًا في صناعة المستقبل، ومنتفعًا بخيرات الوطن.
أسوق في هذا المقام تطلعاتنا لرؤية "عُمان ٢٠٤٠م"، فحين أُطلقت هذه الرؤية لم تكن مجرد وثيقة تخطيطية طموحة، بل كانت بمثابة عقد وطني بين الدولة والمجتمع، خُطّت ملامحه بمشاركة واسعة من مختلف فئات الشعب العُماني. ومن بين أبرز مرتكزات هذه الرؤية، يأتي "بناء الإنسان" -هذا الإنسان الذي يُقصد به المواطن العُماني- كونه حجر الأساس في التنمية وغايتها في آنٍ معًا.
فيجب أن نُذكّر الجميع أن مهندس هذه الرؤية المباركة هو صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي رسم الآمال، وحدّد المسارات، لتكون هذه الرؤية جسرًا تعبر به عُمان إلى مصاف الدول المتقدمة، ووضع -أبقاه الله- الإنسان العُماني في قلب الرؤية وأولويتها، إيمانًا منه بأنّ التنمية لا تتحقق إلا إذا كان الإنسان هو المحرّك لها والمستفيد الأول من ثمارها.
اليوم، وبعد مرور خمس سنوات على انطلاق هذه الرؤية، نقف في منتصف الطريق، ونرسم الآمال بين ما تحقق وبين التحديات والطموحات، ونستدرج ما تبقّى من زمن لقطف ثمار الرؤية، وهي -بلغة السنوات- 15 عامًا فقط، ونرى في الأفق أن عجلة الحياة تدور بسرعة، وهذا الوقت المتبقي يجب أن نستثمره بذكاء وواقعية وصدق المشاعر مع الذات، مدركين أن الرؤية وضعت آمالًا كبيرة، ورسمت خريطة طريق دقيقة نحو مستقبل مزدهر.
فما أراه أننا -كمراقبين ومتابعين- دائمًا نتغنّى كثيرًا بتكرار ذكر الرؤية في المحافل الرسمية، وهذا وحده لا يكفي ما لم يقترن بالفعل والعمل المخلص على أرض الواقع، وبتحقيق أثر ملموس في حياة المواطن اليومية.
حتما إنّ الرؤية -كما أراد جلالته حفظه الله- وضعت رفاهية المواطن العُماني في أولوياتها، وهذا حق مشروع، وهذا الحق المكتسب ليس ترفًا ولا خيارًا جانبيًا، بل هو جوهر النجاح الحقيقي لمتطلبات الرؤية. فحين يشعر المواطن بأنّ مرتكزات الرؤية تنعكس إيجابًا على تطلعاته، فسيشمّر عن سواعد الجد والاجتهاد، ويجعل من جهده وولائه وتفاعله مع كل مسارات التنمية يتضاعف.
ومن هنا، فإنّنا نرى أن فلسفة الرؤية ينبغي لها أن تضع المواطن العُماني في الأولوية الكبرى، وأن تتمحور كل السياسات والبرامج حوله، سواء في التعليم، والرعاية الصحية، والسكن، والدخل الكريم، وفرص العمل النوعي، والعدالة الاجتماعية.
إننا ندرك -منذ انطلاق الرؤية وتوجّه الحكومة لترشيد الإنفاق من أجل تقليص المديونية وإطلاق خطة التوازن المالي- أنّ المواطن العُماني شارك في ترجمة متطلبات خطة التوازن المالي، وتحمل إجراءاتها بكل وعي ومسؤولية، واضعًا عُمان فوق كل اعتبار.
واليوم، من الإنصاف أن يُكافأ هذا العطاء بسياسات تنموية تنعكس إيجابيًا على حياته.
فالمرحلة المقبلة يجب أن تُبنى على مفهوم التمكين، وعلى الاستثمار في الإنسان كونه محور التنمية، وهو الرقم الأهم فيها. ومهما بلغت جودة الخطط، فإنها بلا إنسان مُمكَّن وسعيد، تظل ناقصة... وحبرًا على ورق.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: هذه الرؤیة
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى: منع الأب من رؤية ابنته وامتناعه عن النفقة كلاهما خطأ شرعي جسيم
أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن قطع النفقة من الأب تجاه ابنته الممنوعة عنه لا يبرر شرعًا، كما أن منع البنت من رؤية أبيها خطأ جسيم يتسبب في قطع صلة الرحم.
وقال فخر، خلال تصريح: "كنت متجوزة واتطلقت، وأنا منع بنتي عن طليقي إنه يشوفها وهو مش بيصرف عليها، الاتنين غلط، يعني امتناع الأب عن الإنفاق على بنته هذا خطأ. لأنه واجب عليه النفقة، ولازم ينفق على بنته. مهما كانت طرف الثاني بيعمل؟ على الفكرة فيه فرق كبير جدا بين علاقة الزوجية وعلاقة الأبوية، العلاقة الأبوية هذه لا تنفصل أبدا، فلانة بنت فلان يبقى على فلان أن ينفق عليها، وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف، يبقى لازم المولود له اللي هو الأب ينفق على أولاده".
وأضاف: "طيب فيه خلاف بيني وبين زوجتي مسألة تاني، دي علاقة زوجية، ما لهاش علاقة بأي علاقة بالأبوة بيني وبين أولادي، طب هي مش عايزة نشوف البنت فأنا مش هادفع. ما هي كمان غلطانة، فهي كمان علشان تمنع البنت أن هي تشوف أبوها أو تمنع الأب أن هو يشوف بنته، هذه بتتسبب في قطع الرحم، فاحنا لازم نوصل اتنين وننصح الاتنين على الزوجة أن هي تساعد في أن البنت ترى أباها وتساعد الأب أن هو يشوف ابنته. وهو ينفق على بنته. ويجب عليه أن ينفق على بنته".