تفاصيل جديدة عن حملة الاحتلال وحلفائه ضد كريم خان والمحكمة الجنائية الدولية
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
تصاعدت حدة الضغط على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بسبب تحقيقه في جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة من اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023.
ونشرت صحيفة لوموند الفرنسية تفاصيل مستفيضة عن حملة ترهيب متصاعدة تستهدف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، حيث تأتي الحملة في ظل جهود خان لبناء ومتابعة قضية ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، ومسؤولين إسرائيليين آخرين، بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة.
وأكد الصحفية أن خان قد حصل على إجازة في منتصف أيار / مايو بعد فشل محاولة لإيقافه عن العمل، بتحريض من مسؤول كبير في مكتبه، وجاء ذلك في خضم تحقيق تجريه الأمم المتحدة في مزاعم سوء سلوك جنسي ضد المدعي العام.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن المحامي البريطاني أندرو كايلي، الذي أشرف على تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في فلسطين، قوله إن المخابرات الهولندية أبلغته بأنه معرض للخطر في لاهاي.
وقال كايلي إنه تلقى تهديدًا مباشرًا في كانون الأول/ ديسمبر 2024: "قيل لي إنني عدو لإسرائيل، وأن عليّ أن أحمي ظهري".
وصرح كايلي لصحيفة "أوبزرفر" في حزيران / يونيو أنه ترك منصبه في وقت سابق من هذا العام خوفًا من العقوبات الأمريكية، وأن الضغط أثر بشدة على صحته.
وأفادت صحيفة "لوموند" بالدور المزعوم الذي لعبه توماس لينش، المستشار القانوني الكبير في المحكمة الجنائية الدولية والصديق والزميل القديم لخان وزوجته، في الإجراءات.
وكان خان قد كلف لينش، الذي عمل في مكتبه كمساعد خاص له، بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن التحقيق في القضية الفلسطينية.
ووفقًا لصحيفة "لوموند"، اقترح لينش في أيار / مايو 2024 أن ينظم خان عشاء في القدس مع المحامي البارز آلان ديرشويتز، وكانت الخطة أن ينضم إليهما نتنياهو نفسه في منتصف الوجبة.
وأفادت الصحيفة أن خان وصف هذا بأنه "نسخة جديدة من أوليفر تويست... أنا ونتنياهو نأكل ديكًا روميًا مشويًا أمام سكان غزة الجائعين إنها فكرة خطيرة".
وتابعت الصحفية أن مصدرا في المحكمة الجنائية الدولية قال إن لينش حاول إفشال مساعي خان لاستصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت، وصرح المصدر أن لينش "صرح صراحة بأنه لا يعتبر فلسطين دولة، وأن إسرائيل ليست طرفا في المحكمة، وأنه لا ينبغي للمكتب التحقيق فيها".
كما زعم المصدر أن لينش أحال مزاعم التحرش الجنسي ضد خان إلى المحققين "للتخلص من المدعي العام" و"لتعطيل عملية" تقديم طلبات مذكرات التوقيف.
وأفادت لوموند أن مذكرة كتبها لينش كانت مصدر التقارير الصحفية حول مزاعم سوء السلوك ضد خان في تشرين الأول / أكتوبر 2024، فيما أكد لينش لصحيفة لوموند أن التقارير الواردة في تقريرها "كاذبة ومضللة".
مكالمة كاميرون الهاتفية التهديدية
وأردفت الصحيفة أنه في 23 نيسان / أبريل 2024، هدد وزير الخارجية البريطاني آنذاك، ديفيد كاميرون، خان في مكالمة هاتفية بأن بريطانيا ستنسحب من المحكمة الجنائية الدولية إذا أصدرت المحكمة مذكرات توقيف بحق قادة إسرائيليين.
وفي حزيران / يونيو، كشف موقع "ميدل إيست آي" لأول مرة تفاصيل المكالمة بناءً على معلومات من عدد من المصادر - بما في ذلك موظفون سابقون في مكتب خان مطلعون على المحادثة واطلعوا على محضر الاجتماع.
أفادت "لوموند" أن كاميرون أخبر خان أن التقدم بطلب إصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت سيكون بمثابة "إلقاء قنبلة هيدروجينية"، وهدد بأن المملكة المتحدة "ستنسحب من المعاهدة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية"، أي نظام روما الأساسي، "إذا نفذ كريم خان نواياه".
كما أفادت صحيفة "لوموند" عن اجتماع عقد في الأول من أيار / مايو من هذا العام بين خان ونيكولاس كوفمان، المحامي البريطاني الإسرائيلي لدى المحكمة الجنائية الدولية، والذي كشفت عنه "ميدل إيست آي" لأول مرة الشهر الماضي.
واستشهدت "لوموند" بـ"تقرير الاجتماع" الذي أفاد بأن كوفمان أبلغ خان أنه إذا لم تسقط المحكمة الجنائية الدولية مذكرات التوقيف الصادرة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، فسيتم القضاء عليه وعلى المحكمة.
وأفادت "لوموند" أن كوفمان أخبر خان أنه تحدث إلى المستشار القانوني لنتنياهو، روي شوندورف، وعرض على خان مخرجًا، واقترح على خان إعادة تصنيف مذكرات التوقيف على أنها سرية، وهذا من شأنه أن يسمح لإسرائيل بالطعن فيها سرًا.
حملة ترهيب مُكثفة
وجاء الاجتماع قبل أقل من أسبوعين من نشر مزاعم الاعتداء الجنسي ضد خان، والتي نفاها بشدة، وذلك في الوقت الذي كان يخطط فيه، وفقًا للتقارير، لطلب مذكرات اعتقال بحق المزيد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية.
نقلت صحيفة لوموند عن القاضي السابق في المحكمة الجنائية الدولية، كونو تارفوسر، قوله إن إجازة خان تعدّ "انقلابًا"، ووصف تحقيق الأمم المتحدة الجاري في مزاعم سوء السلوك ضد خان بأنه "إجراء غير نظامي" و"مصمم خصيصا" ويجرى "بتجاهل للسرية".
وبحسب موقع"ميدل إيست آي" فإن هناك حملة ترهيب تستهدف خان، شملت تهديدات وتحذيرات وجهت إليه من قبل شخصيات بارزة وزملاء مقربين وأصدقاء للعائلة، بالإضافة إلى مخاوف على سلامة المدعي العام أثارها فريق من الموساد في لاهاي.
العقوبات والضغوط
منذ فرض الولايات المتحدة عقوباتٍ على خان في شباط / فبراير ، أُلغيت تأشيرته الأمريكية، ومنعت زوجته وأطفاله من السفر إلى البلاد، كما جمدت حساباته المصرفية وأُلغيت بطاقاته الائتمانية في المملكة المتحدة.
في الوقت الحالي، يقع على عاتق نواب خان مسؤولية التقدم والتوجه المستقبلي لتحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب الإسرائيلية المزعومة، في انتظار نتائج التحقيق الجاري الذي يجريه مكتب خدمات الرقابة الداخلية.
في 27 أيار / مايو، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أنه قبيل مغادرته، كان المدعي العام يستعد لطلب مذكرات توقيف جديدة بحق سموتريتش وبن غفير، حليفي نتنياهو الرئيسيين من اليمين المتطرف في حكومته الائتلافية، لدورهما في توسيع المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية المحتلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الجنائية الدولية كريم خان الاحتلال نتنياهو نتنياهو الاحتلال الجنائية الدولية كريم خان صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحکمة الجنائیة الدولیة المدعی العام مذکرات توقیف فی المحکمة کریم خان ضد خان
إقرأ أيضاً:
ثمن الإبادة والتجويع.. كيف غيّرت غزة مسار العلاقات الدولية مع إسرائيل؟
الثورة / متابعات
أحدثت حرب الإبادة الجماعية، التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ قرابة عامين، تغيرًا ملحوظًا في الموقف الدولي تجاه كيان الاحتلال، سواء على المستوى الشعبي أو في تقديرات كثير من الأنظمة التي لم تكن تبرح موضع الدفاع عن إسرائيل حتى وقت قريب.
ومع طول أمد الحرب، وتفاقم الأزمة الإنسانية، حتى تعددت أشكالها بين قصف وتجويع وحصار، لم تجد الأنظمة الغربية بُدًّا من أن تُغير خطابها -بل ومواقفها- تجاه الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، حتى لو لم تُؤدّ تلك المواقف إلى الإسهام في وقف هذه الحرب.
ويمثل هذا التطور الذي وصفه رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا بأنه “إنذار حقيقي للمجتمع الدولي”، تحركًا لم يقتصر تأثيره على الشارع الشعبي، بل امتد ليطال أروقة صنع القرار في العواصم الأوروبية والأمريكية.
الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة: الولايات المتحدة باتت اليوم لا تقنع أحدا، لا الأوروبيين ولا الأمم المتحدة، فطريقة الإدارة الأمريكية في التعامل مع ملف غزة يجعلها شريكا حقيقيا فيما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي.
تصنيف عالمي لمجاعة غزة
وفي تحذير جديد من عواقب كارثية للمجاعة في القطاع، قال مرصد عالمي للجوع إن السيناريو الأسوأ لحدوث مجاعة يلوح في الأفق حاليًّا في القطاع.
وأكد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في العالم، أن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض تسهم في ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع.
ويضيف التحذير أن أحدث البيانات تشير إلى أن استهلاك الغذاء بلغ حد المجاعة لدى المواطنين في أنحاء قطاع غزة، وأن سوء التغذية الحاد يتركز في مدينة غزة.
الخبير بالشأن الإسرائيلي بلال الشوبكي: الأرضية الجماهيرية التي يستند إليها ترمب بدأت تتضايق من الصور التي تأتي من قطاع غزة، وتعتبر أن الولايات المتحدة تُستنزف ليس فقط ماديا إنما أخلاقيا كونها شريكة فيما.
ويكشف الوضع الراهن عن إستراتيجية تجويع ممنهجة بدأت منذ اللحظات الأولى للعدوان، كما يوضح الشوا الذي يشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قام بحساب السعرات الحرارية والكميات التي تدخل إلى القطاع، ونفذ تدميرًا ممنهجًا للبنى الاقتصادية والاجتماعية لزيادة اعتمادية السكان على المساعدات.
ووصف هذه السياسة خبراء إسرائيليون أنفسهم بأنها الأكثر منهجية وتنظيمًا منذ الحرب العالمية الثانية، وقد تركت آثارًا عميقة على النخب الإسرائيلية ذاتها.
وفي هذا السياق، يشهد المجتمع الإسرائيلي حراكًا متزايدًا ضد سياسات حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية؛ حيث يؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن أكاديميين وفنانين وأدباء إسرائيليين بدأوا يشاهدون كيف تغرق إسرائيل في وحل أخلاقي سيرافقها لعشرات السنوات.
وتجسد هذا الحراك في بيانات من 5 جامعات إسرائيلية ومطالبات بحل مشكلة قطاع غزة، مما يعكس قلقًا متزايدًا من انهيار الصورة الدولية لإسرائيل التي كانت تعتبر نفسها ضحية وممثلة للهولوكوست اليهودي.
عقوبات أوروبية
وبينما يتصاعد الضغط الداخلي الإسرائيلي، تشهد الساحة الأوروبية تحركات جدية نحو فرض عقوبات على إسرائيل، كما يوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي أن أوروبا بدأت تقود حملة داخل الاتحاد الأوروبي لتعليق الاتفاقيات التجارية والتعاون العلمي مع إسرائيل.
ويحمل هذا التهديد بالعقوبات الأوروبية تأثيرًا مضاعفًا على إسرائيل، نظرًا لأن البحث العلمي والتطوير الإسرائيلي مبني بالكامل على العلاقة العلمية مع الاتحاد الأوروبي، كما يشرح مصطفى، حيث إن التلويح بقطع هذا التعاون يعني انهيار عملية البحث العلمي والتطوير في إسرائيل نهائيًّا، مما يفسر الحراك الأكاديمي الإسرائيلي المتزايد ضد سياسات الحكومة.
وفي وقت سابق، قررت هولندا منع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من دخول أراضيها.
وكان وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب قد أعلن في وقت سابق، في رسالة وجهها إلى البرلمان الهولندي، أن الوزيرين لن يتمكنا من دخول هولندا بسبب تحريضهما على العنف ضد الفلسطينيين ودعوتهما إلى توسيع المستوطنات غير الشرعية، ودعواتهما كذلك إلى التطهير العرقي في قطاع غزة.
بعد سنوات من الولاء الأعمى لتل أبيب… هولندا توجّه أقسى صفعة دبلوماسية للاحتلال الإسرائيلي وتدرجها ضمن قائمة التهديدات لأمنها القومي!
وعلى الصعيد السياسي، يشهد ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية تطورات مهمة، بدءًا من الموقف الفرنسي وصولًا إلى التصريحات البريطانية الأخيرة.
فقد أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده ستعترف رسميا بالدولة الفلسطينية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، وهو نفس القرار الذي أعلن عنه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي ربطه بشرط عدم اتخاذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع “المروع” في غزة.
بَيد أن النائبة السابقة في البرلمان البريطاني كلوديا ويب تنتقد بشدة ربط الاعتراف بشروط، معتبرة أن الدولة الفلسطينية حق لا يمكن إنكاره وليس وسيلة للمقايضة والمساومة مع إسرائيل.
نائبة سابقة في البرلمان البريطاني: إسرائيل تجوع أهالي غزة بشكل متعمد، والساسة في العالم بإمكانهم أن يوقفوا إسرائيل ويعاقبوها إذا أرادوا.
تنامي الضغوط الشعبية
وتأتي هذه التطورات في ظل تنامي الضغوط الشعبية في الدول الأوروبية، حيث تشير ويب إلى أن الشعب البريطاني يخرج في مظاهرات كل يوم وفي كل عطلة نهاية أسبوع دفاعًا عن فلسطين، لأن الناس لم يعودوا يتحملون رؤية هذه الفظائع تحدث أمام أعينهم يوميًّا.
وهو نفس الضغط الشعبي الذي يلاحظه عبيدي في جميع أنحاء أوروبا، لافتًا إلى أنه بدأ يؤثر على قرارات المفوضية الأوروبية وحكومات القارة.
ورغم هذه التطورات الإيجابية، يبقى التحدي الأكبر في تحويل هذه المواقف إلى إجراءات فعلية على الأرض؛ حيث يؤكد الشوا أن الشعب الفلسطيني لن يفقد الأمل مهما حدث.
ولكنه يشدد على ضرورة أن تتحول هذه المواقف إلى إجراءات وتدابير حقيقية وليس فقط ربطها ببعض الأمور الإنسانية، مطالبًا بمسار سياسي حقيقي لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.