رسالة إلى وزارة العمل.. نأمل إعادة النظر في القرار الأخير
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
حمود بن سعيد البطاشي
أصدرت وزارة العمل مؤخرًا قرارًا يلزم كل سجل تجاري قائم بتعيين موظف عماني براتب لا يقل عن 325 ريالاً عمانيًا، وهو قرار يأتي ضمن جهود الوزارة الرامية إلى تعزيز التعمين وخلق المزيد من فرص العمل للمواطنين، وهو هدف وطني نبيل لا يختلف عليه اثنان.
ولكن، في الوقت ذاته، فإن هذا القرار، مع كامل الاحترام والتقدير لجهود الوزارة، جاء في توقيت صعب وواقع اقتصادي معقد، يستوجب إعادة النظر أو على أقل تقدير منح مهلة زمنية مناسبة لا تقل عن ستة أشهر للتجار وأصحاب السجلات التجارية من الفئة الصغيرة، حتى يتسنى لهم ترتيب أوضاعهم بما يتماشى مع المتطلبات الجديدة دون أن يتعرضوا لخسائر جسيمة أو إجراءات تعسفية.
الكثير من أصحاب السجلات التجارية، خصوصًا تلك الفردية والصغيرة، يعانون منذ سنوات من تداعيات اقتصادية متلاحقة، من جائحة كورونا، إلى ارتفاع رسوم بعض الخدمات، وانخفاض الدخل، إضافة إلى المنافسة الشديدة في السوق. وواقع الحال أن كثيرًا من هذه السجلات بالكاد تُدار من قبل مالكها أو تُستخدم لإبقاء بعض العمالة في نطاق قانوني دون تحقيق أرباح تُذكر. بل إن عددًا من التجار، لا يتجاوز دخلهم الشهري من هذه السجلات 100 إلى 150 ريالاً عمانيًا، وهو مبلغ لا يغطي حتى التزاماتهم الشهرية من رسوم وتجديدات وإيجارات في بعض الأحيان.
فكيف يُلزم هؤلاء بتعيين موظف عماني براتب 325 ريالًا دون النظر إلى واقعهم المالي والاقتصادي؟
نحن لا نرفض التعمين، بل نؤمن به ونرى فيه ضمانًا حقيقيًا لاستقرار الوطن وكرامة المواطن، ولكننا نطالب فقط بأن تكون القرارات مدروسة من جميع الجوانب، وأن يتم التفريق بين المشاريع الكبيرة، والمتوسطة، والصغيرة جدًا، فليس من العدل أن يُطبّق نفس القرار على الجميع دون مراعاة حجم النشاط وحقيقته الفعلية.
كما أن هذا القرار، دون مهلة كافية، قد يدفع عددًا كبيرًا من أصحاب السجلات إلى الإغلاق الكلي والتخلص من العمالة، مما سينعكس سلبًا على الاقتصاد المحلي، ويزيد من نسب البطالة غير المباشرة، ويؤدي إلى خسارة الدولة للعديد من الرسوم السنوية التي كانت ترد من هذه السجلات حتى وإن كانت بمردود بسيط.
ولذلك، فإننا نرفع صوتنا مناشدين وزارة العمل الموقرة، بقيادة من نحترم ونُقدر، أن تعيد النظر في توقيت تطبيق القرار، أو أن تمنح فترة انتقالية لا تقل عن 6 أشهر، يتم فيها توعية أصحاب السجلات وتقديم حوافز لهم لتوظيف المواطنين إن أمكن، أو حتى دراسة حالاتهم كلٌ على حدة. كما يمكن التفكير في خيارات بديلة مثل:
توظيف عماني بدوام جزئي في بعض الحالات.
دمج عدد من السجلات في سجل مشترك لتقاسم راتب موظف واحد.
منح إعفاء مؤقت أو دعم حكومي جزئي للرواتب.
ختامًا، نحن نثق في حكمة الحكومة وحرصها على الجميع، ونأمل أن تجد هذه الرسالة صدى لدى المسؤولين في وزارة العمل، فليس الهدف منها الاعتراض بل التمكين المتوازن الذي لا يُنهك طرفًا لحساب آخر.
فالوطن للجميع، واستقراره وازدهاره مسؤولية مشتركة بين المواطن والحكومة.
والله من وراء القصد.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: وزارة العمل
إقرأ أيضاً:
كفالة مالية تصل إلى 15 ألف دولار للحصول على تأشيرة للولايات المتحدة
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس الإثنين أنّها ستطبّق لمدة عام واحد مشروعا تجريبيا يتعيّن بموجبه على رعايا بعض الدول دفع كفالة مالية تصل قيمتها إلى 15 ألف دولار للحصول على تأشيرة للسفر إلى الولايات المتّحدة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وهذا القرار الذي سيُنشر في الجريدة الرسمية الثلاثاء ويدخل حيّز التنفيذ بعد 15 يوما يندرج في إطار الإجراءات التي تتّخذها إدارة الرئيس دونالد ترامب لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
أخبار متعلقة بعد مقتل المبتعث السعودي.. طعن شاب مسلم حتى الموت في مانشسترالعاصفة فلوريس تشل حركة الحياة في اسكتلندا وشمال إنجلتراويهدف هذا القرار تحديدا إلى ضمان عدم تجاوز طالبي التأشيرة مدة إقامتهم المسموح بها في الولايات المتحدة.
وبحسب وزارة الخارجية فإنّ هذا القرار ينطبق على رعايا دول يحتاجون أساسا إلى تأشيرات للسفر إلى الولايات المتحدة سواء أكان الهدف من رحلتهم السياحة أو الأعمال.
الالتزام بقوانين الهجرة
وقال متحدث باسم الوزارة إنّ هذه المبادرة تعزّز "التزام إدارة ترامب تطبيق قوانين الهجرة الأمريكية وحماية الأمن القومي".
وأضاف أنّ هذا القرار سيسري على "مواطني الدول التي تُحدّدها وزارة الخارجية على أنّها تعاني من ارتفاع معدلات تجاوز مدّة الإقامة" أو الأشخاص الذين يعتبر المسؤولون القنصليون أنّ "معلومات المراقبة والتحقّق المتعلّقة بهم غير كافية".
وبحسب البيان فإنّ حوالي 500 ألف شخص تجاوزوا مدة إقامتهم المسموح بها في الولايات المتحدة خلال السنة المالية 2023 (أكتوبر 2022 لغاية أكتوبر 2023).
ولم تنشر وزارة الخارجية قائمة الدول المعنية بالقرار.
وهناك حوالي 40 دولة، غالبيتها أوروبية، يستفيد رعاياها من برنامج إعفاء من التأشيرات لفترة محدودة مدتها 90 يوما.
وفي الأشهر الأخيرة، بدأ الرئيس الأمريكي بتشديد شروط الحصول على التأشيرة للعديد من الدول، وبخاصة في أفريقيا، وذلك في ظل حملة تقودها إدارته لمكافحة الهجرة.
والإثنين، أعلنت الولايات المتّحدة تعليق إصدار التأشيرات للمواطنين البورونديين، مشيرة إلى "تجاوزات متكرّرة" من جانب رعايا هذه الدولة الأفريقية الفقيرة.
ومنذ عودته إلى السلطة في يناير وضع ترامب مكافحة الهجرة غير الشرعية على رأس أولوياته.
وفي نهاية يوليو، ندّدت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية بالظروف "المهينة واللاإنسانية" التي يعاني منها المهاجرون في العديد من مراكز الاحتجاز.
لب/بم