"تقدَّموا".. مانيفِستو فلسطين يتحدّى الإبادة في كتاب جديد لسميح القاسم من القاهرة
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
تحت عنوان "تقدّموا – وإلى آخر نبضٍ في عروفي سأُقاوم"، صدرت في العاصمة القاهرة مختارات من أعمال الشّاعر الفلسطينيّ الكبير سميح القاسم (1939-2014)، أحد روّاد أدب المقاومة في فلسطين والعالم العربيّ، وشاعر الإنسانية صاحب "في الكوْن مُتّسعٌ لكلِّ الناس".
يضمّ الكتاب الصادر عن "مؤسسة سميح القاسم" في الجليل الفلسطيني، 70 قصيدةً ممتدةً من ديوانه الأول "مواكب الشمس" عام 1958 وحتى آخر قصائده على نسق "الكولاج" عام 2014، تسعى للإطلال على واحدة من أهمّ وأغنى التجارب الشعريّة العربيّة المعاصرة، ممتدّة في موضوعاتها وسياقاتها وثيماتها، بين قصيدة الوطن الثائرة المحفورة في وعي الأجيال، وقصائد الحُب والمرأة، وأسئلة الوجود والحياة والتجربة الإبداعية، والتناصّ الثوري لـ "هملت العربي" مع الموروث الإنساني برمّته، من التراث العربي والإسلامي إلى الميثولوجيا اليونانية والملاحم الكنعانية وأساطير العالمين.
ويرى الكاتب الفلسطيني رجا زعاترة في تقديمه الذي حمل عنوان "شاعر استثنائي يَنْبُتُ سَوْسَنَةً فِي الصَّخْرِ" إنّ "سميح القاسم المُبدع الُمتعدِّد المُتجدِّد في الشكل والمضمون، المُنغمِس في التّراث والمُنفتِح على الحداثة في آنٍ معًا؛ يظلُّ صوتًا مسلولًا في وجه أعداء الشّمس على امتداد البسيطة، وناطقًا بوجدان الأحرار في كلِّ زمان، وفي زمن الإبادة تحديدًا". وقد ورد في مستهلّ الكتاب، في موضع الإهداء، من إحدى رؤى الشاعر: "وتُبعَثُ غَزَّةُ من موتِ غزّةَ/ تُبعَثُ خصبًا وحُبًا/ ووردًا وعِزَّهْ..".
الكتاب الصادر في 248 صفحة من القطع المتوسط، يحتضنه غلاف خاصّ صمّمه الفنّان المصري أحمد اللبّاد، يشتمل على مقتطفات من مداخلات ودراسات نقدية حول الشعر والشاعر، ودراسة بعنوان "سميح القاسم ومساهمته في تطوّر الشكل والمضمون في القصيدة العربية المعاصرة"، للدكتور نبيه القاسم. ويحقّق ملحق آخر حادثة نَسْب ديوان "عدو الشمس" Enemy of the Sun (المُستوحى من قصيدة "خطاب في سوق البطالة") للمناضل جورج جاكسون بعد اغتياله عام 1971.
وقال وطن القاسم، نجل الشاعر ورئيس مؤسسة سميح القاسم: "منذ رحيل الوالد عام 2014 نلمس اهتمامًا مستمرًا ومتزايدًا في العالم العربي وكذلك في الغرب بشعر وأدب سميح القاسم. وفي السنتيْن الأخيرتين أصبحت كلماته "مانيفِستو" كل صوت حرّ يطالب بوقف الحرب وبالحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطينيّ، فقُرأت قصائده في عواصم العالم وأُنتِجت منها أعمال فنية وموسيقية، وصدرت عدّة كتب ودراسات وترجمات جديدة".
وأضاف القاسم: "كانت مصر بالنسبة لوالدي، والقاهرة تحديدًا، بمثابة قبلة روحية يقصد فيها ذاته وتاريخه وقرّاءه. مصر أرض التاريخ والحضارة والفن والثقافة.. أتمنى زيارتها مع ابني "سميح" الحفيد. وعليه فإنّ إطلاق المختارات من القاهرة هو الأمر الطبيعي في كل حين، ولكنّه الآن بالذات رسالة بأنّ شعبنا الفلسطينيّ متمسّك بوطنه ويرفض التهجير والاقتلاع والتدمير، وأنّ مصر كانت وستبقى مرساة لدعم حقوق شعبنا ومنع تصفية قضيّته".
• ترجمات وجوائزلسميح القاسم أكثر من 80 كتابًا في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة. تُرجِمَ عددٌ كبير من قصائد الشاعر إلى الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والاسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والرومانية والعبرية واللغات الأخرى.
حصل على جائزة «غار الشعر» من إسبانيا وعلى جائزتين من فرنسا عن مختاراته التي ترجمها إلى الفرنسية الشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي وتلقى عددا كبيرا من الدروع وشهادات التقدير وعضوية الشرف من عدّة مؤسسات، وحصلَ على جائزة البابطين، وحصل مرّتين على «وسام القدس للثقافة» من الرئيس ياسر عرفات، وحصلَ على جائزة نجيب محفوظ من مصر وجائزة «السلام» من واحة السلام وجائزة «الشعر» الفلسطينية، وقلّدة الرئيس محمود عباس وسام «نجمة القدس». وحصلَ على جائزة ياسر عرفات للإنجاز، من مؤسسة ياسر عرفات.
صدَرتْ في الوطن العربي وفي العالم عدّة كُتب ودراسات نقدية، تناولَت أعمال الشاعر وسيرته الأدبية وإنجازاته وإضافاته الخاصة والمتميّزة، شكلاً ومضموناً، ليصبح كما ترى الشاعرة والباحثة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي، الشاعر الوحيد الذي تظهر في أعماله ملامح ما بعد الحداثة في الشِّعر العربي. وهو مَن وصفوه بـ «هوميروس العرب» و «قيثارة فلسطين» و «متنبي فلسطين».
وفي اعتبار الروائي يحيى يخلف فإنَّ سميح القاسم هو «شاعر الشَّعب وفتى العصر وابن البطولة وبلاغة الذهب الذي يعشق فلسطين، ذهب الحكمة والتأمل والأسطورة والسحر، وما استبطنته كل العصور من عشق ورعشات قلوب وأخلاق الفرسان».
• هاملت فلسطينوبرأي الباحثة والناقدة الأمريكية تيري دي يونغ فإنَّ سميح القاسم هو «مجدّد الجناس في الشِّعر العربي». وهو «هاملت فلسطين» برأي الشاعر والباحث اللبناني الدكتور محمد علي شمس الدّين، والذي يُضيف أن: «أوّل ما يُلاحَظ على قصائده المبكّرة، هو خروجها على عصر المناحات الشعرية العربية إلى نبض مقاوم جديد»، وصوته هو «الصوت الأكثر جرحاً وغضباً في الشعر الفلسطيني والشعر العربي الحديث».
وسميح القاسم هو «شاعر استثنائي» في نظر الشاعر والباحث البريطاني باتريك ماك غينيس من جامعة أوكسفورد.
يقول الكاتب الدكتور حسن عبدالله إنّ سميح القاسم هو الشاعر «الذي أشعَلَ سماءَ الوطن حلماً وشعراً، وعبّأَ السّهول قمحاً ونشيداً وتمرّداً وأسئلة لا تنتهي».
• شاعر الغضب الثوريوجاءَ في تقديم طبعة القدس لأعماله الناجزة عام 1991: شاعرنا الكبير سميح القاسم استحقَّ عن جدارة تامة ما أُطلِقَ عليه مِن نعوت وألقاب وفاز به من جوائز عربية وعالمية، فهو «الشاعر العملاق» كما يراهُ الناقد اللبناني محمد دكروب، والشاعر النبوئي، كما كتَبَ المرحوم الدكتور إميل توما، وهو «شاعر الغضب الثوري» على حد تعبير الناقد المصري رجاء النقاش، وهو «شاعر الملاحم»، و"شاعر المواقف الدرامية" و"شاعر الصراع" كما يقول الدكتور عبد الرحمن ياغي، وهو «مارد سُجنَ في قمقم» كما يقول الدكتور ميشال سليمان، وشاعر «البناء الأوركسترالي للقصيدة» على حد تعبير شوقي خميس. أو كما قال الشاعر والناقد اللبناني حبيب صادق: «لسميح القاسم وجه له فرادة النبوّة».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سميح القاسم الجليل الفلسطيني الكولاج تقد موا القاهرة على جائزة فی الش
إقرأ أيضاً:
هند الضاوي: تصريح بايدن الكاذب كان سببًا في تغذية دعاية الاحتلال واستمرار الإبادة الجماعية
أكدت الإعلامية هند الضاوي، مقدمة برنامج "حديث القاهرة"، أن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن خرج أمام العالم في بداية عملية "طوفان الأقصى" مدعيًا أن كتائب القسام قامت بقطع رؤوس الأطفال في مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر 2023، مشيرة إلى أن هذا التصريح الكاذب كان سببًا في تغذية دعاية الاحتلال واستمرار الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين.
وأضافت "الضاوي"، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المٌذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن "كذبة بايدن" تسببت في شرعنة واحدة من أسوأ المجازر الإنسانية في التاريخ الحديث، موضحة أن إسرائيل استغلت هذه الدعاية المضللة لقتل أكثر من 20 ألف طفل في قطاع غزة، موضحة أن هذا التصريح تحول إلى تصريح ضمني بالإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى أن البيت الأبيض نفسه أكد لاحقًا أن تصريحات بايدن حول قطع رؤوس الأطفال استندت إلى روايات إسرائيلية منسوبة لنتنياهو، إلا أن نفي البيت الأبيض لم يحظَ بنفس الصدى والانتشار العالمي الذي حققته الكذبة الأصلية.