أكد انتشار القمامة في أسيوط اتساع فجوة الثقة بين ما يراه المواطن في الشارع وما يقرأه على صفحات الجهات الرسمية عن حملات يومية لرفع المخلفات وتحسين النظافة ودرء مخاطر البيئة على الصحة العامة.

وأظهر الرصد لـ بوابة “الوفد” الإخبارية أن صفحات رسمية أعلنت خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة عن حملات نظافة ورفع تراكمات وأطنان من النفايات في أحياء ومراكز متعددة، منها حي شرق وديروط والبداري ومنفلوط وأبنوب، بينما تظل شكاوى التكدسات المزمنة تتكرر في حارات وأسوق وأمام المدارس والمستشفيات، ما يطرح سؤال الفاعلية والاستدامة والرقابة على مقدمّي الخدمة، ومتى تتحول الوعود إلى نتائج ملموسة على الأرض.

جمعنا الأدلة ورصدنا الحقيقة على الأرض

أوضحت بوابة “الوفد” الإخبارية اعتمادها على رصد يومي لمنشورات المواطنين على منصات التواصل، ومتابعة بيانات رسمية عن خطط النظافة ومعدلات رفع المخلفات، واستطلاع آراء مختصين في إدارة النفايات والصحة والاقتصاد الحضري.

وبيّنت بوابة “الوفد” الإخبارية الربط بين الواقع في أسيوط والسياسات الوطنية الأخيرة التي تستهدف رفع معدل إعادة التدوير في مصر إلى 60% بحلول 2027، وإطلاق مرافق ومعامل جديدة للاسترجاع والمعالجة، بما في ذلك استثمارات ومشروعات ذُكرت لأسيوط.

ملف القمامة بين وعود السياسة وواقع الشارع

أشار تتبع السياسات الوطنية إلى توجه حكومي لتوسيع البنية التحتية لإدارة النفايات، من مصانع الفرز والتدوير إلى مشروعات الوقود البديل، واتفاقات تشغيل مرافق لاستقبال آلاف الأطنان شهريًا من المخلفات البلدية بالمحافظات، بينها أسيوط، ضمن رؤية أوسع لرفع كفاءة النظافة وحماية البيئة والصحة. 

وأظهر الإعلان عن مشروعات مثل مرافق “ريجينيرا” واتفاقات الشراكة مع كيانات صناعية أن هناك مسارًا محتملاً لتخفيف التكدسات إذا تم تشغيله بكفاءة وربطه بجمع منظم وفرز مُسبق في الأحياء. 

أرقام وتواريخ على الورق

لفت رصدنا إلى تواتر أخبار رسمية تفيد باستمرار حملات النظافة ورفع التراكمات في مراكز متعددة خلال 2024 و2025، مع ذكر كميات مرفوعة بالطن وتواريخ محددة، ما يعكس نشاطًا لوجستيًا لا يُستهان به، لكنه لا يجيب وحده عن سؤال الاستدامة، إذ تعود الأكوام سريعًا بعد أيام قليلة وفق شكاوى السكان. 

وتُظهر المنشورات الرسمية أمثلة متكررة خلال شهري يوليو وأغسطس 2025، وأواخر 2024، تؤكد انتظام الرفع في فترتين صباحية ومسائية ببعض المناطق، بينما يبقى التحدي الأكبر في حلقات ما قبل الرفع وبعده: الجمع من المصدر، وفرز المخلفات، وردم النقاط العشوائية، وفرض الالتزام على المتعهدين.

الشارع يتكلم والخبراء يشرحون الحقائقحكايات الناس وتحليلات أهل الخبرة

أكد محمود علي أن معاناته اليومية مع الروائح والحشرات في حارة ضيقة بمنطقة الوليدية تكشف كيف يتحول انتشار القمامة في أسيوط إلى عبء على الأسر التي تملك أطفالًا ومرضى حساسية.

وقال إن سيارات الجمع تمر أحيانًا بلا انتظام، وتترك وراءها نقاطًا صغيرة تتحول خلال ساعات إلى أكوام كبيرة، وترتفع معها مخاطر على الصحة العامة مع بداية العام الدراسي.

وأضاف أن الوعود كثيرة والنتائج محدودة، وأن النظافة تحتاج خطة واضحة للفرز من المنازل وحاويات كافية وتطبيق غرامات منضبطة على المخالفين، مع نشر خرائط نقط التجميع والالتزام بتوقيتات معلنة، واستدرك أن تحسين البيئة يبدأ من تغيير عادات الناس لكنه لا ينجح دون إدارة قوية لسلسلة المخلفات كاملة.

أشار سارة حسن إلى أن سوق الحواتم يشهد تكدسات في نهاية اليوم بسبب بقايا الخضار والفاكهة واختلاطها بعبوات بلاستيكية، وقالت إن التجار يجتهدون أحيانًا في التجميع لكن غياب حاويات مخصصة للعضوي والبلاستيك يعيد المشهد للفوضى.

وأوضحت أن انتشار القمامة في أسيوط ينعكس على صورة المدينة أمام الزوار، ويؤثر على المبيعات مع نفور المتسوقين من الروائح؛ وأضافت أن الحلول العملية تشمل جدولًا إلزاميًا للغلق والتنظيف، وتوفير عربات صغيرة تجوب الأزقة، وبرنامج تحفيزي للتجار الذين يلتزمون بالفرز الأولي، مع رقابة شفافة لا تعتمد فقط على الشكاوى بل على زيارات ميدانية؛ ولفتت إلى أن حماية البيئة ورفع النظافة يصبان مباشرة في الصحة العامة.

أوضح أحمد سمير أن حيه في شرق أسيوط يتحسن ليومين بعد كل حملة ثم يعود التكدس، وقال إن معالجة السبب الجذري تتطلب ربط أحياء المدينة بمنظومة نقل تتجنب نقاط الإسقاط العشوائية.

وأكد أن المخلفات المختلطة تقلل فرص التدوير وتكلف المحافظة أموالًا إضافية، بينما يمكن تخفيض الكلفة إذا تم فرض فصل بسيط في المصدر؛ وأضاف أن انتشار القمامة في أسيوط لا يُختزل في نقص العمالة فقط، بل في غياب مؤشرات أداء علنية لمقاولي الجمع؛ ونوه بأن نشر لوحات قياس في الشوارع عن مواعيد الجمع ونِسَب الالتزام سيساعد على ترسيخ ثقافة النظافة وحماية البيئة وتعزيز الصحة العامة.

أكوام أمام المدارس تهدد صحة التلاميذ وتشوّه المشهد التعليميأكوام أمام المدارس تهدد صحة التلاميذ وتشوّه المشهد التعليمي

صرح منى محمد بأن مدارس الحي تعاني أكوامًا متكررة قرب البوابات، وقالت إن ذلك يعرّض الأطفال للعدوى والحشرات ويشوّه مشهد الطابور الصباحي.

وأكدت أن انتشار القمامة في أسيوط يمس حق الطلاب في بيئة تعليمية آمنة، وأن الحل لا يكون بالمطهرات وحدها بل بإزالة المخلفات قبل الفجر وتزويد المدارس بحاويات ذكية مغلقة.

وأضافت أن حملات التوعية يجب أن تدمج في نشاطات المدرسة وأن تُكافئ الفصول الملتزمة بالفرز؛ ولفتت إلى أن النظافة المدرسية جزء من الصحة العامة، وأن إدارات التعليم والمحليات مدعوتان لتنسيق جداول الجمع وفق خرائط دقيقة تراعي حركة الأهالي.

أكد خالد حسن أن القرى المحيطة بمركز منفلوط تتلقى خدمة متفاوتة الجودة، وقال إن الشوارع الرئيسية تُرفع منها المخلفات أكثر من الدروب الداخلية؛ وأوضح أن انتشار القمامة في أسيوط الريف لا يقل خطرًا عن المدينة، لأن الحرق العشوائي يتسبب في أضرار على البيئة والجهاز التنفسي.

وأضاف أن الحلول القروية تتطلب نقاط تجميع صغيرة موزونة على المسافات، وعربات جر ترددية، وعقودًا واضحة مع جامعي النفايات الأهليين؛ ونوّه بأن النظافة ليست لقطات موسمية، بل التزام يومي يُقاس بمؤشرات منشورة تعزز الصحة العامة وتقلل أكوام العشوائيات.

لفت هالة عبد الرحيم إلى أن مبادرات مجتمعية مثل “بلدي بيتي” تظهر أثرًا سريعًا في شوارع القرى حين تُحسن الإدارة التنسيق مع الأهالي، وقالت إن روح التطوع تمنح دفعة لكنها لا تغني عن منظومة مستدامة تموّل الوقود والصيانة والرواتب.

وأكدت أن انتشار القمامة في أسيوط يتراجع مؤقتًا مع هذه الحملات ثم يعود إذا غابت المتابعة. وأشارت إلى ضرورة دمج المتطوعين في شبكات رصد مجتمعي تُبلّغ عن نقاط المخلفات الساخنة وتتابع زمن الاستجابة؛ وأردفت أن حماية البيئة وتعزيز النظافة ينعكسان على الصحة العامة ويقللان كلفة العلاج على الأسر.

سلوكيات الأفراد تزيد أعباء القمامة رغم الجهود الرسمية

أعلن يوسف محمود أن الحل التقني بات متاحًا بتطبيقات هاتفية تسجل الشكاوى وتحدّد الموقع وتعرض زمن الاستجابة، وقال إن الشفافية الرقمية تجعل كل طرف — من المواطن إلى المقاول — تحت الضوء.

وأوضح أن انتشار القمامة في أسيوط سيَخْفُت عندما تُربط مستحقات الشركات بمؤشرات الأداء المعروضة للجمهور؛ وأكد أن تصنيف المخلفات وقياس معدلات التدوير شهريًا وتحديث خرائط النظافة سيعزّز ثقة الناس؛ وأضاف أن بيانات الهواء والروائح يجب أن تُنشر دوريًا لأثرها على الصحة العامة وعلى البيئة، بما يحفّز السلوك الإيجابي.

استدرك إيمان شوقي أن اللوم لا يقع على الأجهزة وحدها، وقالت إن بعض الجيران يتركون الأكياس خارج المواعيد أو بجوار الصناديق لا داخلها، ما يفتح باب العبث والنبش.

وأكدت أن انتشار القمامة في أسيوط يتأثر بسلوك الأفراد ويحتاح حملات توعية قصيرة مكثفة تشرح المواعيد والمواقع؛ وأوضحت أن تخصيص هاتف موحّد للشكاوى مع متابعة نشرية أسبوعية يحدّ من التراخي.

وأردفت أن إعادة الثقة تمر عبر إظهار أثر كل بلاغ على خريطة عامة؛ ولفتت إلى أن المخلفات المتروكة تنقل مخاطر على البيئة وتضعف مستويات النظافة وتؤذي الصحة العامة.

نفى طارق سامي أن المشكلة بلا حلول، وقال إن التجارب الدولية والإقليمية تُظهر أن التفويض مع رقابة مجتمعية وشفافية تمويلية يحقق قفزة في النظافة وتقليل المخلفات.

وأوضح أن انتشار القمامة في أسيوط يمكن كبْحه بنظام اشتراك منزلي عادل يُربط بحجم الإنتاج وبنقاط تدوير قريبة؛ وأكد ضرورة التعاقد مع كيانات قادرة على تحويل النفايات إلى طاقة أو سماد مع مراقبة الانبعاثات لحماية البيئة. وأضاف أن كل جنيه يصرف على المنع يوفر أضعافه على علاج أضرار الصحة العامة.

عمال الجمع يواجهون اختناقات تشغيلية تهدد جودة النظافة

استرسل الدكتور ياسر فوزي، خبير إدارة نفايات، قائلًا إن اسيوط تمتلك فرصة مضاعفة معدلات الاسترجاع إذا رُبطت عقود الجمع بتوريد ثابت لمرافق الفرز والتدوير العاملة أو التي دشّنت مؤخرًا، وذكر أن شراكات صناعية لاستقبال آلاف الأطنان من المخلفات شهريًا يمكن أن تغير قواعد اللعبة إذا اكتملت سلاسل النقل والفرز.

وأوضح أن انتشار القمامة في أسيوط دليل فجوة تشغيل، لا غياب منشآت فقط، وأن القياس الصارم والمؤشرات العلنية أفضل من التصريحات؛ وأكد أن النظافة الصلبة تعني حماية البيئة وتقليل الضغط على الصحة العامة.

أجاب نهى عادل بأن الإعلام كثيرًا ما يكتفي بتغطية الحملات الرسمية دون متابعة الأثر بعد أسبوع أو شهر، وقالت إن حق الجمهور في معلومات تفصيلية — خرائط، كميات، شكاوى، زمن استجابة — كفيل بكسر حلقة “نظفنا اليوم ـ تراكم غدًا”.

وأكدت أن انتشار القمامة في أسيوط يحتاج صحافة بيانات تُظهر أين تنجح الجهود وأين تتعثر؛ وأوضحت أن تحسّن النظافة يعيد الثقة ويشجع الناس على الفرز؛ ولفتت إلى أن أضرار البيئة تنعكس مباشرة على الصحة العامة في المستشفيات والعيادات، وأن تقارير العدوى الموسمية يجب أن تُقاطع مع خرائط النفايات.

أضاف سعيد عبدالعظيم، سائق سيارة جمع، أن العاملين يواجهون نقصًا في قطع الغيار وازدحام المرور وضغوط جداول مزدوجة، وقال إن هذه العوامل تؤخر الوصول للنقاط الطرفية فتتكدس المخلفات.

وأكد أن تدريب السائقين والعمال وتوفير أدوات حماية وبدلات عادلة يقلل التسرب الوظيفي ويحسّن النظافة؛ وأوضح أن انتشار القمامة في أسيوط ليس رغبة لأحد من العاملين، بل نتيجة اختناقات تشغيلية، وأن التنسيق مع المجتمع يسهّل العمل ويقلل الشكاوى. وأردف أن حماية البيئة والحرص على الصحة العامة جزء من كرامة المهنة.

نوه ميادة فتحي إلى أن مناطق منشية ناصر وبعض العزب تتلقى خدمة متذبذبة، وقالت إن الأهالي نظموا مرات جمع أهلية لالتقاط ما يتبقى بعد سيارات الشركة؛ وأكدت أن انتشار القمامة في أسيوط يضر بجاذبية الاستثمار المحلي والسياحة الداخلية.

وأوضحت أن مبادرات المدارس والكنائس والمساجد يمكن أن تؤسس لعادات فرز بسيطة تعزز النظافة وتقلل المخلفات؛ وأشارت إلى ضرورة نشر لافتات ثابتة عن المواعيد والغرامات، فوضوح القواعد يقلل الجدل ويحمي البيئة ويدعم الصحة العامة.

الأطباء يحذرون: التكدسات تهدد الصحة العامة وتزيد الأمراض

أردف محمد جلال، طبيب صدر، أن زيادة التكدسات في أزمنة الحرارة والرطوبة تعني تكاثر حشرات وناقلات مرض، وقال إن العيادات ترى ارتفاعًا في التهابات جلدية وتنفسية قرب بؤر النفايات.

وأكد أن وقف انتشار القمامة في أسيوط يخفض كلفة دوائية واجتماعية على الأسر الفقيرة؛ وأوضح أن تثقيف الجمهور حول فصل الزجاج والمعادن والبلاستيك يقلل الروائح ويحسن النظافة. ولفت إلى أن التعامل العلمي مع المخلفات يحمي البيئة ويصون الصحة العامة خاصة للأطفال وكبار السن.

زعم حازم بدوي أن بعض تعاقدات الجمع لا تُنشر تفاصيلها بما يكفي، وقال إن الشفافية هي بوابة الإصلاح، فكل عقد يجب أن يتضمن معايير أداء ومؤشرات جزاءات وحوافز تُعرض للجمهور.

وأكد أن انتشار القمامة في أسيوط سيقل عندما يدرك جميع الأطراف أن الأداء يُقاس ويُعلن. وأوضح أن تتبّع شاحنات النقل بنظام تحديد المواقع ونشر مساراتها في لوحة عامة يشجّع الالتزام؛ وأضاف أن النظافة هدف مشترك، وأن خفض المخلفات يشكّل مكسبًا اقتصاديًا ويحمي البيئة والصحة العامة.

لفت الدكتورة رحاب عبدالسلام، باحثة سياسات بيئية، إلى أن الخطط الوطنية تَعِد برفع معدل إعادة التدوير إلى 60% بحلول 2027، وقالت إن أسيوط يجب أن تكون في قلب هذا الهدف مع مصانع فرز وتدوير عاملة بكفاءة وربط محكم بجمع الأحياء.

وأكدت أن انتشار القمامة في أسيوط يتراجع عندما تتحول الوعود إلى جداول تسليم وتواريخ تشغيل واضحة للمرافق الجديدة؛ وأوضحت أن تقارير الأداء الشهرية ينبغي أن تقيس تحسّن النظافة ونِسَب تحويل المخلفات بعيدًا عن المدافن، حمايةً لـ البيئة والصحة العامة.

المحلات الصغيرة تتضرر وسمعة الأحياء تتراجع بسبب القمامة

أعلن وليد منصور، صاحب مطعم صغير، أن القمامة قرب محله تسببت في خسائر لابتعاد الزبائن مساءً، وقال إن التعاون مع الجيران على نظافة الرصيف لا يكفي إذا لم تُفرغ الحاويات سريعًا.

وأكد أن انتشار القمامة في أسيوط يضغط على رزق أصحاب المشاريع الصغيرة؛ وأوضح أن ملصقات عن مواعيد الجمع ووضع كاميرات شارع تقلل المخالفات. وأردف أن رقابة بسيطة مع حوافز للنظافة ترفع سمعة الحي وتحسّن البيئة والصحة العامة وتنقص المخلفات.

استدرك مروان مختار أن الحلول يجب أن تشمل القرى البعيدة، وقال إن سيارات الجمع الكبيرة لا تدخل الدروب الضيقة، فيتعين اعتماد عربات صغيرة تعمل بنظام مسارات قصيرة وزمن دوران سريع.

وأكد أن انتشار القمامة في أسيوط سيظل قائمًا إن لم يُعاد تصميم الشبكة لتناسب الجغرافيا الريفية والحضرية؛ وأوضح أن دعم ورش إصلاح المعدات محليًا يحدّ من أعطال الأسطول. وأشار إلى أن الارتقاء بـالنظافة يقتضي منظومة كاملة من الحاوية إلى المصنع، تقلل المخلفات وتحمي البيئة والصحة العامة.

مسؤولية المحافظة والوحدات المحلية… بميزان القانون والوقائع

أكد الدكتور محمود السعيد، الخبير في الإدارة البيئية، أن النقد المشروع للمحافظة والوحدات المحلية التابعة لها يجب أن يرتكز على وقائع دقيقة وقابلة للتحقق، وأن الصياغة القانونية السليمة تُحمّل كل جهة مسؤولياتها في إطار اختصاصها دون اللجوء إلى التجريح الشخصي للأفراد.

وأوضح الدكتور السعيد أن البيانات الرسمية التي تصدر عن “استمرار حملات النظافة ورفع التراكمات” صحيحة من حيث تواريخها وعملياتها، لكنها وحدها لا تكفي لتغيير المشهد العام على الأرض، إذ لا بد من متابعة النتائج العامة وتقليص البؤر المزمنة بشكل مستدام يضمن نظافة مستمرة.

وأضاف أن الواجب القانوني والإداري يفرض على السلطات الإعلان عن مؤشرات أداء واضحة وخطط تشغيل مفصلة، وربط المستحقات المالية بالإنجازات القابلة للقياس، مع إشراك المواطنين في الرقابة والإبلاغ عن أي تراكمات أو إخفاقات، خصوصًا مع افتتاح مرافق ومعامل جديدة وتفعيل اتفاقات تشغيل في نطاق المحافظة.

القمامة تسيطر على شوارع أسيوط ومراكزها.. المجتمع في مواجهة الإهمال

أشار الخبراء والمختصون إلى ضرورة تنفيذ حزمة إجراءات فورية لمعالجة أزمة انتشار القمامة في أسيوط، مؤكدين على تقوية جمع المصدر وفرز النفايات.

وأوضحوا أهمية توزيع حاويات ثنائية وثلاثية في الأسواق والمدارس والمستشفيات وربطها بجداول تفريغ دقيقة، ما يسهم في رفع مستوى النظافة بشكل ملموس ويقلل تراكم المخلفات ويخدم البيئة والصحة العامة على حد سواء.

كما شددوا على شفافية الأداء ومؤشرات القياس، مشيرين إلى ضرورة نشر خرائط البؤر الساخنة للقمامة ووقت الاستجابة لكل منطقة، وربط مستحقات شركات المتعهدين بمؤشرات واضحة، ما يعزز الالتزام ويحد من تفاقم الأزمة في شوارع وأسواق أسيوط.

كما أوضح الخبراء أهمية تكامل البنية التحتية للنفايات من خلال تسريع تشغيل مرافق الاسترجاع والتدوير وتحويل الطاقة من المخلفات، وربطها بخطوط نقل مستقرة تقلل من الإسقاطات العشوائية، مع التركيز على تمكين المجتمع من المشاركة عبر إطلاق تطبيق موحّد للشكاوى، وبرامج حوافز للمواطنين الملتزمين بالفرز المنزلي في الأحياء والأسواق، بالإضافة إلى حملات توعية مكثفة تقودها المدارس ودور العبادة.

ونوهوا إلى ضرورة الرقابة البيئية والصحية من خلال نشر تقارير جودة الهواء ومستويات الروائح الناتجة عن النفايات وربطها ببيانات المستشفيات لتعزيز القرارات الوقائية، بما يضمن حماية الصحة العامة ورفع مستوى البيئة في جميع أرجاء محافظة أسيوط.

معركة النظافة تتطلب قرارات جريئة ومحاسبة شفافة فورًا

أوضحت بوابة “الوفد” الإخبارية أن معركة انتشار القمامة في أسيوط لم تعد تحتمل المزيد من التسويف أو التبرير، فالأكوام التي تلتهم الأرصفة وتسد الممرات هي شهادة يومية على قصور الإدارة وتراخي الرقابة.

وأكدت ان إنقاذ ما تبقى من النظافة في شوارع المحافظة يبدأ بقرارات جريئة، ومؤشرات أداء معلنة، ومحاسبة شفافة تربط المستحقات بالنتائج لا بالوعود؛ ولأن المخلفات ليست مجرد أطنان تُرفع ثم تعود، بل خطر دائم على البيئة وتهديد مباشر لـ الصحة العامة، فإن ساعة الحسم قد دقت، وعلى الجميع — مسؤولين ومواطنين — أن يدركوا أن الصمت على هذه الكارثة هو مشاركة في صنعها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النظافة المخلفات البيئة الصحة العامة إنتشار القمامة أسيوط البیئة والصحة العامة على الصحة العامة حمایة البیئة على البیئة إلى ضرورة ن النظافة وقالت إن وأضاف أن یجب أن ت وقال إن وأکد أن نقاط ا

إقرأ أيضاً:

البيئة تعلن بدء الاستعدادات لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة لموسم 2025 بالدلتا

عقد اليوم الاجتماع الافتتاحى الأول لمجابهة نوبات التلوث الحادة تحت رعاية اللواء علاء عبد المعطى محافظ كفر الشيخ وبرئاسة اللواء محمد شعير السكرتير العام المساعد وذلك بديوان عام المحافظة بحضور كل من الدكتورة اميمة صوان مستشار جهاز إدارة المخلفات وحسام امين رئيس قطاع شئون الفروع بوزارة البيئة والدكتور عصام عامر مستشار وزارة البيئة والدكتور محمد قطب رئيس الفرع الإقليمى بجهاز شئون البيئة بوسط الدلتا والدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة والاستاذ الدكتور محمد حسن المنسق الوطنى لمشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ فى القاهرة الكبرى التابع لوزارة البيئة وممثلى وزارة الأوقاف والكنيسة ولفيف من قيادات المحافظة.  

وذلك فى إطار توجيهات الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة بالاستعدادات لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة لموسم 2025.

وأكدت د. منال عوض ان ذلك يأتى تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة توفير بيئة نظيفة وآمنة للمواطنين، وفي إطار الاستعدادات لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة المرتبطة بحرق المخلفات الزراعية و ما يحدث من تغيرات مناخية وظروف جوية متقلبة تتطلب ترابط كافة الجهود المحلية والدولية للحد من آثار تلك التغيرات ، الأمر الذى دعي وزارة البيئة للتنسيق بعقد اجتماعات دورية تضم كافة الأطراف المعنية بالسحابة وهو ما سيتم تنفيذه على مستوى كافة المحافظات المعنية.
 

تكاتف الجهود المشتركة

وأكدت الدكتورة منال عوض على أن تكاتف الجهود المشتركة بين الوزارات والجهات المعنية سيدعم تحويل التحدي البيئي إلى فرصة اقتصادية، حيث تم الاستفادة من قش الأرز كمنتج اقتصادي بديلًا عن حرقه، مما ساهم في خفض الانبعاثات الملوثة للهواء وذلك تنفيذاً للبروتوكول الموقع بين وزارتي الزراعة والبيئة للاستعداد لموسم قش الأرز ومواجهة السحابة السوداء والقضاء عليها نهائياً وأشارت إلى أن هذه المنظومة تمثل قصة نجاح لمصر في التصدي للتغيرات المناخية، حيث أدت إلى زيادة وعي المزارعين بالقيمة الاقتصادية لقش الأرز، وانخفاض معدلات الحرق المكشوف، فضلًا عن خلق فرص عمل جديدة في المناطق الريفية لصغار المزارعين والمؤسسات الأهلية.

من جانبه، شدد اللواء محمد شعير السكرتير العام المساعد للمحافظة خلال الإجتماع على أهمية تضافر كافة الجهود والتنسيق بين جميع الجهات المعنية للتصدي للحرق المكشوف للمخلفات الزراعية بالتوجه نحو إعادة تدويرها لإنتاج الأسمدة والأعلاف وخفض انبعاثات ملوثات الهواء. وأكد على ضرورة قيام الأجهزة التنفيذية بالمحافظات بالتخلص من القمامة اليومية لمنع تراكمها ، والاستمرار في خطط وجهود غلق المقالب العشوائية للقضاء على ظاهرة الحرق العشوائي للمخلفات ومنع أي حرق للمخلفات الزراعية. كما أكد شعير على ضرورة تنظيم حملات توعية استباقية من خلال المساجد والجمعيات الزراعية وجهاز شئون البيئة لمواجهة السحابة السوداء. وحث الفلاحين على تجميع قش الأرز وتسليمه للمواقع المحددة مسبقًا بكل مركز ومدينة، لإبراز قيمته الاقتصادية في استخدامه كأسمدة عضوية وأعلاف غير تقليدية لمواجهة ارتفاع أسعار الأعلاف مع مراعاة البعد الإجتماعى للفلاح .

تتضمن الإجتماع عرض تفصيلى لخطة مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة لموسم 2025، والتي تشمل تعزيز عمليات جمع وتدوير قش الأرز لتحويله إلى أسمدة عضوية وأعلاف غير تقليدية، بالإضافة إلى إنتاج الطاقة الحيوية والتنسيق بين الجهات لمنع تراكم المخلفات وضمان التخلص الآمن منها مع تطبيق العقوبات على المخالفين وفقا للقانون.

كما تناول الاجتماع أهمية محافظة كفر الشيخ كواحدة من المحافظات الأكثر زراعة لمحصول الأرز في مصر، وكذلك زيادة وعي المزارعين بها في استغلال كميات قش الأرز الناتجة عن حصاد الأرز في إنتاج أسمدة عضوية أو أعلاف حيوانية والعديد من الصناعات، حيث اكد السيد اللواء  بأنه سنويًا تقوم المحافظة بإصدار القرار المنظم لأنشطة الصناعات الصغرى للحد من انبعاثاتها وتقليل آثارها السلبية على البيئة، كما يتم متابعة إزالة اي تراكمات للمخلفات البلدية تجنبا لاحتمالية تعرضها للحرق، وكذلك وجود غرفة عمليات بالمحافظة ويتم ربطها بالغرفة المركزية بوزارة البيئة لتلقي أي بلاغات للحرق المكشوف والتوجيه بالتعامل معه فورًا .

و تم استعراض جهود وزارة البيئة في الحد من آثار نوبات تلوث الهواء الحادة والحد من حرق المخلفات الزراعية وتشجيع استغلالها، مع توفير المعدات اللازمة لتجهيز وتدوير قش الأرز بأسعار رمزية والتنسيق مع مختلف الجهات مثل وزارة الزراعة لتوفير مواقع تتوفر فيها اشتراطات محددة لاستغلالها كمواقع تجميع لقش الأرز إلى جانب اهمية التوعية البيئية وخاصة ما يتم تقديمه من خلال المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية فى رفع وعى المجتمع بمختلف فئاته.  

ومن جانبه اكد الدكتور محمد حسن المنسق الوطنى لمشروع إدارة تلوث هواء القاهرة الممول من البنك الدولى والتابع لوزارة البيئة على أهمية المشروع الذى أطلقته الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة البيئة، عام 2021، بتمويل من البنك الدولي بقيمة 200 مليون دولار فى الحد من إنبعاثات ملوثات الهواء" بعدد من القطاعات الأكثر تأثيراً بالقاهرة الكبرى ، بما يساهم في الإدارة المثلى للتصدي لتغير المناخ ، موضحاً أن المشروع يتعامل مع أكبر مصدرين رئيسيين لتلوث الهواء وهما الحرق المكشوف للمخلفات، وانبعاثات المركبات.

حيث يقوم المشروع بإنشاء وتشغيل شبكات لرصد غازات الاحتباس الحراري وملوثات المناخ قصيرة الأجل وتكاملها مع الشبكات الحالية، ، وتنفيذ خطة للإدارة المتكاملة للمناخ وجودة الهواء، لافتاً إلى اهتمام المشروع بدعم البنية التحتية لإدارة المخلفات من خلال إنشاء المرافق والبنية التحتية لمرفق الإدارة المتكاملة لمعالجة المخلفات بالعاشر من رمضان والعمل على إغلاق وإعادة تأهيل مقلب المخلفات في "مقلب أبو زعبل" وإنشاء محطات وسيطة  بمحافظة القليوبية كما قام المشروع بتنفيذ سلسلة من ورش العمل للتوعية باهمية استغلال قش الأزر وأضرار حرقه.

ومن جانبه أشار حسام امين رئيس قطاع شئون الفروع بجهاز شئون البيئة إلى أن عمليات تدوير قش الأرز تُسهم في إنتاج الأسمدة العضوية وإنتاج الطاقة الحيوية ومنتجات الحرف اليدوية وتوفير فرص عمل جديدة غير تقليدية للشباب لا سيما في المناطق الريفية ، بالإضافة إلى الهدف الأكبر وهو حماية البيئة من التلوث وصحة الإنسان من الأمراض ، لافتاً إلى أنه في حالة المخالفة سيتم تطبيق العقوبات المنصوص عليها بالقانون 202 لسنة 2020 م واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين كما قام بعرض خطة وزارة البيئة لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة موسم 2024 وما يخص محافظة كفر الشيخ بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية.

وأوضح د. علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة إستمرار الوزارة في تقديم الدعم الفني للمزارعين، وتسهيل حصول المتعهدين على المعدات التي تساهم في جمع ومعالجة المخلفات الزراعية، إضافة لتنفيذ حملات التوعية بالمشاركة مع فروع جهاز شئون البيئة بالمحافظات لدعم ممارسات الإدارة الآمنة للمخلفات الزراعية، واستمرار دور وزارة الزراعة في المراقبة والمتابعة لكافة مواقع تجميع المخلفات.

وفي نهاية اللقاء تم فتح باب المناقشة لطرح الأفكار والرؤى والاستفادة من الخطط السابقة لتلافي السلبيات وتفادى أية معوقات قد تواجه تنفيذ المنظومة عند البدء فيها مع موسم الحصاد.

طباعة شارك وزيرة التنمية المحلية نوبات تلوث الهواء بمحافظات الدلتا نوبات التلوث الحادة القيادة السياسية

مقالات مشابهة

  • صيحة اموات انطلقت من داخل المقابر وأرواح هائمة تستغيث بمحافظ اسيوط
  • محافظ القليوبية يستكمل إجراءات إنشاء مصنع لتدوير القمامة وتحويلها إلى كهرباء
  • نقص الأطباء في أسيوط يثير الجدل وخطط حكومية عاجلة للحل
  • استشاري: ممارسة الرياضة في الخمسين تعزز الصحة في الستين والسبعين
  • كفر الشيخ.. رئيس دسوق يوزع مشروبات باردة على عمال النظافة | صور
  • لمتابعة النظافة.. سكرتير عام كفر الشيخ يتفقد عددًا من الشوارع | صور
  • طلب إحاطة لمواجهة انتشار الكلاب الضالة.. وتحذير من حالات العقر
  • البيئة تعلن بدء الاستعدادات لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة لموسم 2025 بالدلتا
  • رئيس بورفؤاد يتابع جهود منظومة النظافة ورفع المخلفات بشاطىء المدينة