حليم عباس: أوهام ديسمبر ما تزال مسيطرة على البعض
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
الديسمبريون الذين ينحازون إلى معسكر الكرامة والسيادة الوطنية وذلك بدعم الجيش في الحرب ضد المليشيا وحلفاءها في قحت يبدا انحيازهم برأي معتدل بسيط ولكنه سرعان ما يتحول إلى موقف صارخ وقوي وشرس. عكس أولئك الذين يقفون على الحياد أو مع المليشيا، موقفهم دائماً مهزوز ومرتبك. وهذا أمر طبيعي.
صحيح أن ثورة ديسمبر في بعد من أبعادها هي تعبير عن تطلع السودانيين بمختلف أطيافهم نحو واقع أفضل، ولكنها انتهت سياسياً إلى أكبر كارثة سياسية تحل بالبلد أدت إلى فتح البلد للتدخل الخارجي وضياع السيادة الوطنية، وأصبحت “قوى الثورة” التي مثلتها قحت ولجان المقاومة التابعة لها ممثلاً لأجندة الخارج؛ تحالفاً أو تواطئاً أو عمالة صريحة.
الإنقلاب الذي خطط له الدعم السريع وحلفاءه والذي كان يهدف إلى اعتقال البرهان أو حتى قتله كان يُراد له أن يكون انقلاباً في إطار ثورة ديسمبر؛ إنقلاب ضد الجيش الذي يرمز للنظام السابق فيما يمثل الدعم السريع القوى الثورة الصاعدة والتي انحازت إلى الثورة والتغيير؛ ولكنه في الجوهر هو مشروع خارجي ضد سيادة البلد واستقلالها. مشروع يستهدف الجيش لا لأنه يمثل النظام السابق وحسب، وإنما أيضاً لأن الجيش كجيش وطني هو عقبة أساسية أمام مشروع استتباع السودان، فهو جيش متمرد على الهيمنة الغربية والأمريكية تحديداً، جيش مستقل في تدريبه وتسليحه وفي عقيدته على الغرب وعلى أمريكا بالذات. وهنا التقت أجندة عدة أطراف ضد الجيش، المليشيا وطموح قائدها، قوى الثورة التي ترى في الجيش معقلاً للإسلاميين والغرب الاستعماري ودول إقليمية لديها أطماع في السودان ولا تريده بلداً مستقلاً ذو سيادة على قراره وموارده. كل هؤلاء يجمعهم هدف مشترك؛ وبالضرورة فإن عدوهم هو كل ما يمثل الإرادة الوطنية الحرة ويعبر عنها؛ سواء كان الجيش، الإسلاميين، القوى المحافظة، الحركات المسلحة أو غيرهم. إذا كنت مع استقلال القرار الوطني وسيادة البلد فأنت ضد مشروعهم وهم ضدك. هكذا كان الاصطاف قبل الحرب وبعدها. ولكنه لم يكن بذلك الوضوح على الأقل بالنسبة للبعض.
الحرب خلقت اصطفافاً جديداً وعلى أسس جديدة ولكن هذه الأسس لم تتبلور بعد بشكل واضح للجميع. لأن أوهام ديسمبر ما تزال مسيطرة على البعض. وهي الأوهام التي كانت و ما تزال بوابة للتدخلات الخارجية باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان ومساندة الشعب السوداني، ولكن هدفها الأساسي هو تمكين وكلاء المستعمر الغربي والإقليمي من السلطة في البلد ودونكم حكومة حملة الجوازات الأجنبية التي تسمى حكومة الثورة برئاسة حمدوك. يجب إعادة تعريف وتوضيح الأجندة الوطنية بعيداً عن أوهام الديمقراطية وحقوق الإنسان بمعناهما الغربي، لأن هذا هو أساس المشكلة. بل يجب إعادة النظر في الديمقراطية نفسها كشيء مسلم به والفكير بحرية في النظام السياسي الأنسب للسودان.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
سيد عبد الحفيظ: البعض يفضل البيانات.. والأهلي يركز في الملعب فقط
أبدى سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة السابق بالنادي الأهلي، إعجابه الكبير بالمستوى الذي يقدمه فريق البنك الأهلي في المرحلة النهائية من بطولة دوري Nile، مؤكدًا أن الانتصار على بيراميدز برباعية مقابل هدفين لم يكن مفاجئًا، بل امتدادًا لتطور الأداء الجماعي بقيادة الجهاز الفني.
وجاءت تصريحات عبد الحفيظ؛ عقب نهاية مواجهة الجولة الخامسة التي جمعت بين البنك الأهلي وبيراميدز على ملعب استاد القاهرة الدولي، الليلة، وانتهت بفوز كبير لصالح البنك الأهلي.
تركيز بيراميدز تراجع بعد نهائي إفريقياقال عبد الحفيظ: "بيراميدز أصبح بعيدًا عن المنافسة، ويبدو أن خوض نهائي دوري أبطال إفريقيا؛ أثر على تركيز الفريق بشكل واضح"، مضيفًا أن غياب الجماهير عن فريق مثل بيراميدز؛ يزيد من معاناته في مثل هذه الفترات الحرجة من الموسم.
أشاد عبد الحفيظ بفريق البنك الأهلي، موضحًا: "فريق محترم، حقق نتائج قوية أمام كبار الدوري، فاز على سيراميكا كليوباترا وبيراميدز، وتعادل مع الزمالك، ويستحق مركزًا أفضل في جدول الترتيب".
كما أثنى على المدرب عماد النحاس، مؤكدًا أنه يؤدي عملًا فنيًا مميزًا يستحق عليه الإشادة.
ولفت عبد الحفيظ إلى أن التفكير في العوامل الخارجية، لن يُغير من واقع المنافسة، وقال: "هناك من يتحدث عن مؤثرات خارجية، لكن الأهلي تعامل مع المرحلة النهائية باحترافية، وركز في مبارياته، وهو الآن في الصدارة، والبعض يفضل إصدار بيانات والحديث عن ظروف، بينما الأهلي التزم بالملعب فقط".
وعن لجنة التظلمات، قال: "لا أعلم ماذا ستقرره اللجنة يوم 15، لكن ما أعرفه، أن الأهلي عليه ألا ينشغل بشيء سوى الفوز في مبارياته الثلاث المتبقية".