تحذيرات إسرائيلية من تنامي نفوذ الصين في البنية التحتية الحيوية
تاريخ النشر: 1st, September 2025 GMT
تزايدت في الآونة الأخيرة التحذيرات الإسرائيلية من تنامي نفوذ الشركات الصينية داخل البنية التحتية الحيوية، وسط مخاوف أمنية واقتصادية متصاعدة وضغوط أمريكية لفرض قيود وتعزيز الرقابة.
قال إيتان لاسري، الرئيس التنفيذي لشركة "إتجار"، وخبير شؤون الحكومة والسياسات العامة، وعمليات الخصخصة وزيادة المنافسة، ومستشار سابق لرؤساء الوزراء، إن "السنوات الأخيرة شهدت تهديدا ناجما عن النفوذ المتزايد للصين من خلال شركاتها العاملة في دولة الاحتلال".
وأضاف لاسري أن هذه المسألة طُرحت في النقاشين العام والأمني خلال العقد الأخير، خصوصاً في مجالات البنية التحتية الاستراتيجية والتكنولوجيا والاستثمارات، مشيراً إلى أن من أبرز مصادر القلق المرتبطة بالتهديد الصيني دخول الشركات في مشاريع حيوية مثل الموانئ.
وأوضح، في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "شركة SIPG الصينية تُشغِّل ميناء الخليج الجديد في حيفا بموجب عقد مدته 25 عامًا، مما أثار مخاوف في الولايات المتحدة والمؤسسة الأمنية، بشأن مراقبة النشاط العسكري، بما فيه الأسطول الأمريكي، وفي مجال النقل العام".
وأكد أن شركات صينية تُشارك في بناء القطار الخفيف في تل أبيب، وحفر أنفاقه، مما يُثير مخاوف بشأن إمكانية الوصول للمعلومات الجغرافية والجيوسياسية الحساسة".
وأشار أن "قطاع الاتصالات شهد إثارة مخاوف بشأن دخول تقنيات مثل ZTE، خاصةً الجيل الخامس، بجانب دخول مركبات صينية لقواعد الجيش مزودة بأنظمة متطورة معروفة بقدرتها على جمع المعلومات ومراقبة الإسرائيليين".
وتابع أنه "يضاف لذلك تنامي النفوذ الاقتصادي والاستراتيجي، والسيطرة على مشاريع بمليارات الشواقل، مما يمنح الصين قوة تفاوضية وتأثيرًا على سياسات دولة إسرائيل الخارجية والداخلية".
وعلل ذلك بأن الاستثمارات الصينية تندمج في البرنامج الحكومي المعلن عنه منذ عقدين، وهو مبادرة "الحزام والطريق" (BRI)، وهي استراتيجية الصين العالمية لتعزيز نفوذها الجيوسياسي من خلال الاستثمارات في البنية التحتية".
وبيّن أن "القلق يتزايد في العديد من الدول التي تعمل فيها شركات الأعمال الصينية من أن هذه الشركات تعمل كأذرع مباشرة للحكومة، وليست مجرد كيانات تجارية، وقد أُعلن مؤخرًا عن توقيع شركة "داليا إنرجي" اتفاقيات لبناء محطتي طاقة بقيمة 7.1 مليار شيكل للتخطيط والتوريد والإنشاء مع ثلاث شركات صينية تعمل في مجال تخطيط وبناء محطات الطاقة ومشاريع البنية التحتية في تل أبيب، مؤكدا أنها مسألة بالغة الأهمية، نظرا لتداعياته على مشاريع الطاقة الأخرى التي تخطط الحكومة الإسرائيلية للترويج لها".
ولفت لاسري أن "الولايات المتحدة عبر الرئيسين بايدن وترامب أبدت مراراً خلال السنوات الماضية قلقها من تنامي التدخل الصيني في إسرائيل، وما قد يسببه من تهديد للتعاون الأمني والاستخباراتي في حال وصول بكين إلى معلومات حساسة عبر البنية التحتية الإسرائيلية".
ونوه أن "الضغط الأمريكي دفع إلى إنشاء آلية لمراقبة الاستثمارات الأجنبية والمشاريع المشتركة والبحوث مع الجامعات والصناعات الإسرائيلية، خاصة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والمواد المتقدمة والأمن السيبراني، خشية تسرب المعرفة الأمنية والتكنولوجية".
وأكد أن "تل أبيب، رغم استمرارها في سياسة فتح الاقتصاد أمام المنافسة والانخراط في السوق الدولية، لا تغفل تصاعد نفوذ الشركات الصينية، وتسعى للسيطرة عليه عبر وسائل مختلفة مثل إنشاء آلية استشارية والمطالبة بدراسة المشاريع الاستراتيجية وتحقيق التوازن بين بكين وواشنطن".
وأضاف أن "إسرائيل تحاول الحفاظ على علاقاتها الاقتصادية مع الصين دون المساس بتحالفها الأمني مع الولايات المتحدة، من خلال فرض قيود على مجالات الأمن والتكنولوجيا الحساسة، ومنع الاستثمارات الصينية في قطاعات الاتصالات والإنترنت والأمن".
وختم أن "الخطر الأساسي يكمن في أن الشركات الصينية داخل إسرائيل لا تُفصل عن بكين، بل يُنظر إليها كأداة لتنفيذ سياستها الجيواستراتيجية".
وحذر من أن "العواقب قد تتمثل في سيطرة الشركات الصينية على البنية التحتية الحيوية، والحصول على معلومات حساسة، والتأثير على السياسة الإسرائيلية من خلال الاقتصاد، فضلاً عن الإضرار بالعلاقات مع الولايات المتحدة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلية الصينية بكين إسرائيل امريكا الصين بكين ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الشرکات الصینیة البنیة التحتیة من خلال
إقرأ أيضاً:
مصدر حكومي: انسحاب الشركات الصينية من قطاع النفط في السودان
قال مصدر حكومي سوداني رفيع للجزيرة إن انسحاب الشركات الصينية من الشراكة مع الحكومة السودانية في قطاع النفط جاء بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في حقول الإنتاج جراء اعتداءات قوات الدعم السريع.
ونوه المصدر بأن الشركات الصينية أخبرتهم أنها ستعود في حال عودة الاستقرار بمناطق إنتاج النفط.
وأوضح المصدر أن هذا الانسحاب كان متوقعا، ولا سيما أن اتفاق الشراكة ينتهي في الأساس في 2027، مشيرا إلى أن الشركات الصينية تكبدت خسائر مالية كبيرة أثناء فترة الحرب في السودان.
يذكر أن الشركات الصينية العاملة بقطاع النفط في السودان أبلغت مؤخرا الحكومة السودانية رغبتها في إنهاء الشراكة بين الطرفين.
واقتحمت قوات الدعم السريع صباح اليوم الاثنين حقل هجليج النفطي الواقع في ولاية غرب كردفان جنوبي السودان.
وذكر مصدر عسكري في الجيش السوداني للجزيرة أن انسحاب الجيش السوداني من حقل هجليج بغرب كردفان جاء بشكل مرتب لتجنيب حقول النفط الخراب والتدمير.
وقال المصدر العسكري إنه تم سحب العاملين المدنيين في حقل هجليج بشكل آمن ووضع احتياطات السلامة في الحقول النفطية.
اجتماعوأفادت تقارير إعلامية بأن شركة البترول الوطنية الصينية -التي تمثل الحكومة الصينية- طلبت بموجب خطاب رسمي عقد اجتماع مع الحكومة السودانية خلال الشهر الحالي، لبحث الإنهاء المبكر لأنشطة "اتفاقية تقاسم الإنتاج" و"اتفاقية خط أنابيب النفط الخام" في حقل بليلة بسبب ما أطلقت عليها "القوة القاهرة".
وشدد الخطاب على ضرورة إنهاء الاتفاقيتين في موعد لا يتجاوز 31 من الشهر الجاري نظرا لظروف "القوة القاهرة"، في إشارة إلى التردي الأمني، وفق ما أوردت وفق صحيفة التغيير السودانية.
وأوضح الخطاب أن طلب إنهاء الاتفاقيتين يجب ألا يؤثر على التعاون المستقبلي بين وزارة الطاقة والنفط وشركة البترول الصينية فور انتهاء النزاع المسلح واستعادة الأوضاع الأمنية.
إعلانوكانت وزارة الطاقة والتعدين السودانية وشركة البترول الوطنية الصينية وقّعتا في 26 سبتمبر/أيلول 1995 اتفاقا لتقاسم إنتاج النفط منح الأخيرة حق استكشاف وتطوير وإنتاج وبيع النفط الخام المنتج من منطقة امتياز مربع 6 الواقع في منطقة بليلة بولاية غرب كردفان.
ويدار الحقل بواسطة شركة بترو إنيرجي، وهي شركة مساهمة بين "البترول الوطنية الصينية" وشركة سودابت الذراع الفنية والتجارية لوزارة الطاقة والنفط السودانية.
وأعلنت شركة البترول الصينية و"بترو إنيرجي" في خطاب موجه إلى وزارة الطاقة والتعدين أنهما مضطرتان لطلب اجتماع عاجل في عاصمة دولة جنوب السودان خلال ديسمبر/كانون الأول الجاري، لمناقشة الإنهاء المبكر لاتفاقية تقاسم الإنتاج واتفاقية خط أنابيب النفط الخام الخاص بـ"الحقل 6″.