هستيريا وهراء.. بوتين يعلق على المخاوف حول سعي روسيا لشن هجمات جديدة على أوروبا
تاريخ النشر: 2nd, September 2025 GMT
(CNN)-- قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إن روسيا لم تكن لديها أبدا أي رغبة في مهاجمة أحد، رافضا التحذيرات الغربية بشأن هجوم روسي محتمل على أوروبا في المستقبل، واصفا هذه المزاعم بـ"الهستيريا" و"الاستفزاز" وبأنها "محض هراء".
وأضاف الرئيس الروسي في كلمته الافتتاحية خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو في بكين، الثلاثاء: "نرى الآن نوعا من الهستيريا يتم إثارته باستمرار بشأن مزاعم تخطيط روسيا لمهاجمة أوروبا، وأعتقد أن هذا الأمر بالنسبة للشخص العاقل إما استفزاز أو عجز تام".
وقال بوتين: "لأن أي شخص عاقل يدرك تماما أن روسيا لم تكن لديها قط، ولن تكون لديها مطلقا، أي رغبة في مهاجمة أحد".
وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، استضاف الرئيس الصيني شي جينبينغ قادة من جميع أنحاء آسيا والشرق الأوسط في مدينة تيانجين الساحلية الشمالية لحضور اجتماع قمة تم الإعداد لها بعناية لمنظمة شنغهاي للتعاون (SCO) المدعومة من بكين وموسكو. وسيُقام عرض عسكري صيني ضخم، الأربعاء.
وأضاف بوتين في تصريحاته، الثلاثاء: "فيما يتعلق بخطط روسيا العدوانية تجاه أوروبا، أود التأكيد مجددا على أن هذا محض هراء، ولا أساس له من الصحة على الإطلاق".
كما كرر الرئيس الروسي ادعاءه الكاذب بأن الصراع في أوكرانيا "لا علاقة له بسلوك روسيا العدواني"، وألقى باللوم على الغرب وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في "المشاركة في انقلاب بأوكرانيا" و"محاولة الهيمنة على كل الفضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي تقريبا". وزعم بوتين أن روسيا "مُجبرة على الدفاع عن مصالحها وعن الشعوب التي تربط حياتها ومصيرها بروسيا".
كما أشاد بوتين أيضا بمحادثاته الأخيرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أنكوريج في ألاسكا، مؤكدا أن واشنطن تتفهم موسكو.
وقال بوتين: "أظهرت اتصالاتنا الأخيرة مع الرئيس ترامب، ومع الإدارة الأمريكية في أنكوريج، أن الإدارة الأمريكية تستمع إلينا".
وأضاف الرئيس الروسي: "لو تحدثنا عن هذا الأمر في وقت سابق خلال اتصالاتنا مع الإدارة السابقة، لما أراد أحد الاستماع إلينا ولم يستمع إلينا أحد. أما الآن، فإننا نرى بروز تفاهم متبادل. نحن سعداء بهذا للغاية، ونأمل أن يستمر هذا الحوار البناء".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: ألاسكا أوروبا الأزمة الأوكرانية الإدارة الأمريكية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي الحكومة الروسية دونالد ترامب فلاديمير بوتين الرئیس الروسی
إقرأ أيضاً:
أخطر مناطق أوروبا.. تعرف إلى ممر قد يشعل فتيل حرب روسيا والناتو
في أقصى شمال غربي بولندا، حيث تتقاطع حدود 3 دول وتختلط ظلال الغابات بصفير الرياح القادمة من الشرق، يمتد شريط ضيق يعرف باسم ممر سوالكي؛ رقعة هادئة ظاهريا، لكنها تحمل في طياتها احتمالات صراع قد يشعل مواجهة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
مراسلـة قناة الجزيرة كارمن جوخدار، جابت تلك المساحة الحساسة التي توصف بأنها خاصرة أوروبا الرخوة، لتنقل من هناك نبض المكان وتخوفاته، وتكشف كيف يمكن أن تتحول هذه البقعة الهادئة إلى شرارة حرب كبرى.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الحرب تدق أبواب بولندا فما القصة؟list 2 of 4ممر سوالكي.. نقطة توتر جديدة بين روسيا والناتوlist 3 of 4"خريف البلطيق" كالينينغراد قوة روسيا الضاربة في عمق أوروباlist 4 of 4شبح "الرجال الخضر الصغار" يخيم على دول البلطيقend of listعلى طول نحو 65 كيلومترا، يمتد الممر بين بولندا وليتوانيا، ملاصقا لإقليم كالينينغراد الروسي من جهة، وبيلاروسيا الحليفة لموسكو من الجهة الأخرى.
في هذا المكان، يلتقي الهدوء الريفي بمخاوف إستراتيجية، إذ يخشى الأوروبيون أن تسعى روسيا لربط الإقليم ببيلاروسيا، مما سيعني فعليا فصل دول البلطيق عن بقية أراضي الناتو.
عند الوقوف هناك، تبدو الطبيعة خلابة، فهناك بحيرات صافية وغابات كثيفة وأراضٍ خضراء لا تشي بما تخبئه من توتر، لكن خلف هذا السكون، تدوي ارتدادات الحرب الروسية الأوكرانية، التي أيقظت هواجس أوروبا القديمة من عودة شبح التوسع الروسي.
في مشهد آخر، تتبع جوخدار آثار التاريخ المثقل على هذه الأرض التي كانت يوما ما ساحة صراع بين ألمانيا والاتحاد السوفياتي، قبل أن تستعيدها بولندا بعد الحرب العالمية الثانية.
قلق السكان
هنا، يعيش الناس بين ذاكرة الانقسام وقلق المستقبل، يزرعون أرضهم بحذر.
كريستوفر، أحد مزارعي المنطقة، يحرث أرضه بعينٍ على المحصول وأخرى على الأفق، يقول بصوت يحمل القلق: "منطقتنا من أكثر الأماكن خطورة في بولندا.. نخاف أن تتغير الأمور في أي لحظة، فحين تتحرك روسيا، لا أحد يعرف ما الذي يمكن أن يحدث".
وعلى امتداد الغابات والأنهار، يتردد صدى طلقات الجيش البولندي وحلفائه في الناتو، في تدريبات تحاكي سيناريوهات السيطرة على الممر والدفاع عنه، وتتكثف هذه المناورات عاما بعد عام، كأنها بروفة لحرب لا يريد أحد أن تقع، لكنها تبقى محتملة في أي لحظة.
إعلانأما في البلدة الصغيرة التي تحمل اسم الممر، فتتجاور البيوت الخشبية المطلة على البحيرات مع ذكريات موجعة لحروب مضت.
وهناك تجلس آنا، التي عاشت انهيار جدار برلين، وتتحدث بعينين تملؤهما الدهشة والخوف: "كنت أظن أن ذلك الزمن انتهى، لا أريد أن أرى أوروبا تنزلق مرة أخرى إلى الجنون ذاته".
في المحطة الأخيرة من الرحلة، تصل مراسلة الجزيرة إلى النقطة الحدودية الفاصلة بين بولندا وليتوانيا وبيلاروسيا، حيث تتلاقى الأسوار المعدنية مع أبراج المراقبة وأجهزة الرصد الحديثة.
المكان مغلق أمام المدنيين، لكن المشهد وحده يكفي ليحكي عن الترقب الذي يخيم على القارة، فهذا الممر الصغير، الذي يشق طريقه بين الغابات والأنهار قد يكون في لحظة فاصلة البوابة التي تعيد رسم خريطة أوروبا، أو شرارة تعيد الحرب الباردة بثوب جديد.