حذرت وزيرة الخارجية والمغتربين، فارسين شاهين، من خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة أن ما يجري لم يعد يُحتمل في ظل استمرار قتل المدنيين بشكل يومي لما يقارب 700 يوم متواصل، داعية إلى تحرك عربي عاجل لوقف الحرب فوراً وإدخال المساعدات الإنسانية.

جاء ذلك خلال لقائها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، حيث أطلعته على آخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك السياسات الإسرائيلية الممنهجة الهادفة إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية وعزل مدينة القدس عبر توسيع المستوطنات وتهويدها.

كما أكدت شاهين أن القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس تواصل اتصالاتها الدولية لتعزيز الاعتراف بدولة فلسطين وحماية حل الدولتين.

وانطلقت في القاهرة أعمال الدورة الـ(116) للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الوزاري العربي برئاسة تونس وبمشاركة واسعة من الدول العربية، من بينها فلسطين واليمن. وأكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أن "المرحلة القادمة تحمل تحديات بالغة التعقيد والخطورة، والعنوان الأهم هو الحفاظ على مشروع الدولة الفلسطينية الذي يستهدف الاحتلال محوه عبر التهجير والاستيلاء على الأرض"، مشدداً على ضرورة تمكين المؤسسات الفلسطينية وتعزيز صمودها.

من جانبه، وجّه وكيل وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني بشار الصيفي نداءً عاجلاً بضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف العدوان المستمر، مؤكداً الحاجة إلى توفير الدعم العاجل لإعادة الإعمار وضمان استمرار الخدمات الأساسية، إضافة إلى تفعيل شبكة الأمان العربية ودعم مشاريع البنية التحتية لتعزيز صمود الفلسطينيين. وأوضح الصيفي أن الاقتصاد الفلسطيني تعرّض منذ بداية العدوان لضربات غير مسبوقة، حيث تم تدمير أكثر من 90% من المنشآت التجارية والصناعية، وارتفعت نسبة البطالة إلى أكثر من 85%.

كما استعرض وزير الصناعة والتجارة اليمني الدكتور محمد الأشول في كلمته أمام المجلس، حجم التحديات التي تواجه اليمن منذ الانقلاب الحوثي قبل أكثر من عشر سنوات، وما خلّفه من أزمات اقتصادية وإنسانية خانقة، داعياً إلى إنشاء صندوق عربي لدعم إعمار اليمن. وأكد أن بلاده، حرصاً على الإجماع العربي، قبلت بتكليف الأمانة العامة للجامعة بإعداد تصور متكامل للصندوق، آملاً في أن يحظى بدعم ومساهمة الدول العربية.

وفي ختام أعمال الجلسة، شدد الوزراء والمسؤولون العرب على أن المرحلة الراهنة تتطلب تعزيز العمل العربي المشترك وتكثيف الدعم للشعب الفلسطيني، إلى جانب تفعيل المبادرات العربية الرامية إلى إعادة إعمار اليمن ودعم اقتصاده الوطني.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فلسطين الوفد بوابة الوفد الجامعة العربية

إقرأ أيضاً:

تحرك أمريكي لإنهاء الحرب في السودان

أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عزمه العمل مع الإمارات والسعودية ومصر، إلى جانب شركاء آخرين في المنطقة، من أجل إنهاء الحرب الدائرة في البلاد. تصريحات ترامب تأتي في وقت يشهد السودان أزمة إنسانية غير مسبوقة وتصعيداً عسكرياً متزايداً، ما دفع المجتمع الدولي إلى البحث عن حلول عاجلة.

وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في الولايات المتحدة، إنه تلقى طلباً مباشراً من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للتدخل ووقف النزاع في السودان، مؤكداً أنه أنهى ثماني حروب في السابق ويتطلع إلى لعب دور "حاسم للغاية" في هذه الأزمة. واصفاً السودان بأنه "أصبح أكثر الأماكن عنفاً" ومعاناةً، ويشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، لافتاً إلى أنه تلقى طلبات من قادة دوليين لاستخدام نفوذ الرئاسة الأميركية لوقف الحرب.

وأكد ترامب أن السودان قابل للإصلاح من خلال تعاون منسّق بين الدول الشريكة، في إشارة إلى ضرورة عمل الرباعية العربية – الأميركية على إيجاد حلول سياسية عاجلة قبل أي تدخل عسكري أو خطوات تصعيدية.

ويرى محلل الشؤون الأميركية في سكاي نيوز عربية، موفق حرب، أن اهتمام الرئيس الأميركي بالملف السوداني يشكل تطوراً إيجابياً، لكنه أشار إلى أن كلمة "ضغط" لا تزال مبكرة، حيث لم يتم بعد استخدام أدوات الضغط المباشر أو الانخراط الدبلوماسي المكثف من البيت الأبيض. وأضاف أن المؤشر الحقيقي لجدية واشنطن سيظهر عبر هوية المبعوث الذي سيُكلف بملف السودان، مع ذكر أن أسماء مثل ماركو روبيو أو جاريد كوشنر ستعكس مستوى أعلى من الجدية الأميركية.

وأشار حرب إلى أن التطورات الميدانية الأخيرة أقنعت المجتمع الدولي بعدم جدوى الحل العسكري، ما دفع إلى إعادة إحياء الجهود الدبلوماسية، مع احتمال لجوء ترامب إلى طرق "غير تقليدية" مثل دعوة الأطراف السودانية إلى البيت الأبيض أو إرسال شخصية رفيعة مباشرة إلى الخرطوم إذا توفرت فرص نجاح ملموسة.

ومن أديس أبابا، أكد عثمان فضل الله، رئيس تحرير مجلة "أفق جديد"، أن تحرك ترامب يأتي متوافقاً مع جهود الرباعية (الإمارات والسعودية ومصر والولايات المتحدة)، التي أعدت منذ أشهر مقترحاً متماسكاً للهدنة الإنسانية. وأضاف أن انتقال الملف إلى مستوى الرئاسة الأميركية يشكل نقطة فارقة في المسار الإنساني والسياسي للحرب، مع توقعات بأن يُبنى أي تحرك أميركي مستقبلي على الأساس الذي أعدته الرباعية، مع إمكانية تطوير بعض التفاصيل.

وأكد فضل الله أن تدخل واشنطن المنسجم مع الرباعية قد يؤدي إلى نتائج سريعة نظراً لقوة تأثير الرئيس الأميركي، لكنه حذر من أي تحرك يُفسر على أنه منحاز لأحد الأطراف، ما قد يعرقل جهود السلام ويؤدي إلى تصعيد النزاع. وأضاف أن الطرفين في السودان يعانيان من حالة إنهاك واضحة، وأي شعور بالانحياز الأميركي قد يدفعهما للتصعيد العسكري، مما يهدد مساعي التهدئة والانتقال المدني.

ويرى الخبراء أن الخطوة الأميركية تمثل اختباراً حقيقياً للقدرة الدولية على إنهاء النزاع السوداني، وتفرض على واشنطن التنسيق الدقيق مع الشركاء الإقليميين لضمان أن يكون التدخل هدفه وقف الحرب وتمكين المسار المدني، وليس تعزيز نفوذ طرف على حساب الآخر. ويُنتظر أن توضح الأيام المقبلة هوية المبعوث الأميركي للملف السوداني وخطة البيت الأبيض للتدخل، بما يحدد إمكانية تحقيق اختراق سياسي ملموس في الأزمة التي أطالت معاناة الشعب السوداني.


مقالات مشابهة

  • معرض جديد في اللوفر يكشف ملامح "اليمن المنسي" ويعيد إحياء أسطورة العربية السعيدة (ترجمة خاصة)
  • الخارجية الفلسطينية تدين جرائم المستوطنين في نابلس ورام الله وبيت لحم والخليل
  • جماعة الحوثي تحذر بن سلمان من مغبة التورط بحرب جديدة في اليمن.. واشنطن سترمي بك وسط المعركة ثم تتخلّى عنك
  • ‎اقتصاد الظل وواجهة محتملة لتمويل الحرب.. الجانب المظلم لتهريب الوقود
  • اليمن يدرس عرضًا أميركيًا للمشاركة في قوة دولية لغزة وسط تحفظات عربي
  • تحرك أمريكي لإنهاء الحرب في السودان
  • قوى سياسية سودانية ترحّب بتصريحات ترامب وتدعو لوقف الحرب واستئناف المسار السياسي
  • حماس تدين مجزرة الاحتلال في غزة وخان يونس وتدعو الوسطاء للتدخل
  • جامعة الدول العربية تُنظم المؤتمر الإقليمي الخامس للملتقى العربي للنساء ذوات الإعاقة
  • “يونيسيف” تحذر: انهيار نظام الصرف الصحي في غزة يشكل كارثة إنسانية وصحية