في وقتٍ يواجه فيه اليمن واحدة من أعقد أزماته الإنسانية والسياسية، تبرز ممارسات ميليشيا الحوثي ضد المنظمات الدولية كعامل إضافي يزيد من تعقيد المشهد ويقوّض فرص السلام. إذ لم يعد الأمر مقتصرًا على تعطيل مسارات الحوار السياسي، بل وصل إلى اعتقالات تعسفية لموظفي الأمم المتحدة واقتحام مقراتها ومصادرة ممتلكاتها، وهو ما اعتبره مراقبون "تصعيداً خطيرًا " يهدد دور المنظمة الأممية في تقديم المساعدات المنقذة للحياة لملايين اليمنيين.

ففي ختام زيارته إلى العاصمة العُمانية مسقط، أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ أثناء لقائه كبار المسؤولين العمانيين وكبير مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام، عن إدانته الشديدة لهذه الانتهاكات التي شهدتها صنعاء مؤخرًا. مؤكدًا أن الاعتقالات واقتحام المقرات ومصادرة الممتلكات تمثل خطراً جسيماً على قدرة الأمم المتحدة على أداء مهامها في اليمن.

ودعا غروندبرغ إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية الذين جرى احتجازهم تعسفياً، مشدداً على أن هذه الممارسات تضع حياة موظفي المنظمة الدولية في مواجهة مخاطر مباشرة، وتنتهك بشكل صارخ الالتزامات الدولية بحماية سلامة العاملين في المجال الإنساني.

كما أعرب المبعوث الأممي عن قلقه البالغ من استمرار دوامة الأعمال العدائية بين الحوثيين وإسرائيل وتداعياتها على اليمن والمنطقة، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس وخفض التصعيد وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، مشيراً إلى أن مسؤولية تفادي تفاقم التصعيد تقع على عاتق كل الأطراف المعنية.

وأكد غروندبرغ على أهمية الوحدة الإقليمية والدولية لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى تعزيز فرص السلام في اليمن، مشدداً على أن المنظمة الدولية ستبقى شريكاً ثابتاً للشعب اليمني في مسيرته نحو الاستقرار، رغم التحديات والعراقيل التي تضعها الميليشيا.

ويرى محللون أن هذا الموقف الأممي العلني يعكس تزايد الضغوط الدولية على الحوثيين لوقف انتهاكاتهم، خصوصاً وأنها لم تعد تستهدف اليمنيين فحسب، بل طالت أيضاً المؤسسات الأممية التي تمثل القناة الرئيسية لإيصال المساعدات الإنسانية لأكثر من 20 مليون يمني.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

تصعيد حوثي خطير... الجماعة تحتجز 9 موظفين أمميين جدد في صنعاء

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الأمين العام يدين بشدة استمرار احتجاز موظفي المنظمة وشركائها، إلى جانب استيلاء الحوثيين غير القانوني على مقار وأصول الأمم المتحدة في المناطق التي يسيطرون عليها.

وأوضح دوجاريك أن ملابسات وتوقيت الاعتقالات الجديدة لم تُعرف بعد، داعياً إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، مشدداً على وجوب احترام وحماية العاملين الإنسانيين وفقاً للقانون الدولي.

وكان الحوثيون قد داهموا في أغسطس الماضي مقار تابعة للأمم المتحدة في صنعاء، واحتجزوا ما لا يقل عن 18 موظفاً عقب غارة إسرائيلية استهدفت قيادات في حكومة الجماعة.

وتتهم سلطات الحوثيين بعض موظفي المنظمة الأممية بـ«أنشطة تجسس»، في حين ترى الأمم المتحدة أن هذه الاعتقالات تعسفية وغير مبررة، وتمثل انتهاكاً صارخاً للاتفاقيات الدولية.

> التصعيد الأخير يزيد من حدة التوتر بين الحوثيين والمنظمات الدولية، ويهدد بتقويض العمل الإنساني في بلد يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

مقالات مشابهة

  • %500 ارتفاعاً في معدل الجرائم بمناطق الحوثي
  • 53 موظف محتجز منذ 2021.. الأمم المتحدة تشدد على حماية موظفيها باليمن
  • الحوثيون يحتجزون 9 موظفين جدد
  • الأمم المتحدة تعلن احتجاز الحوثيين 9 من موظفيها باليمن
  • تصعيد حوثي خطير... الجماعة تحتجز 9 موظفين أمميين جدد في صنعاء
  • اليمن.. الحوثيون يحتجزون 9 من موظفي الأمم المتحدة
  • الأمم المتحدة تجدد الدعوة لرفع الحصار عن الفاشر وإنقاذ المدنيين
  • الأمم المتحدة: نرحب بأي جهود للرقابة على الأسلحة النووية
  • الأمم المتحدة: تعز نموذج محوري لبناء السلام والشراكة المجتمعية
  • الموفد الأممي لمناهضة الإعدام.. استنكار للاعتداءات الإسرائيلية ودعوة لحماية المدنيين