أعلنت المفوضية الأوروبية مقترح ميزانية خارجية قياسية لما بين 2028 و2034، تمنح القارة الأفريقية النصيب الأكبر من التمويل، في خطوة قالت بروكسل، إنها تستهدف دعم التنمية المستدامة وتعزيز الشراكات، لكنها ترتبط أيضا ارتباطا مباشرا بإدارة ملف الهجرة غير النظامية.

ووفق ما أوردته صحيفة إيست أفريكا الكينية، يخصص المقترح نحو 58.

4 مليار يورو (68.35 مليار دولار) لأفريقيا، من أصل ميزانية إجمالية تبلغ 200.3 مليار يورو لتمويل أولويات السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خلال سبع سنوات.

وتأتي هذه المخصصات من أداة التمويل الموحدة الجديدة المسماة "أوروبا العالمية"، التي تهدف إلى دمج أدوات السياسة الخارجية في إطار واحد أكثر مرونة.

أهداف معلنة ومصالح إستراتيجية

تقول المفوضية الأوروبية إن هذه الأموال ستوجَّه إلى مشاريع في مجالات التنمية المستدامة، ومكافحة الفقر، والأمن الغذائي، والصحة، والتعليم، إضافة إلى دعم السلام والاستقرار بالوقاية من النزاعات، وإعادة الإعمار بعد الحروب، والاستجابة للأزمات.

وتشمل الأولويات أيضا مواجهة التغير المناخي، وحماية التنوع البيولوجي، وتعزيز التجارة والاستثمار في إطار إستراتيجية "البوابة العالمية".

لكن الوثيقة، بحسب إيست أفريكا، تربط التمويل صراحة بإدارة الهجرة، إذ تنص على أنه سيسهم في "مكافحة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية والنزوح القسري وعدم الاستقرار".

وتشمل قائمة المشاريع الممولة قطاعات الطاقة، والشبكات الرقمية، والنقل، والبحث العلمي، وهي مجالات ترى بروكسل أنها تخدم في الوقت نفسه تنمية أفريقيا ومصالح أوروبا الإستراتيجية.

يسعى الاتحاد الأوروبي بهذه الميزانية إلى مكافحة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية والنزوح القسري وعدم الاستقرار (رويترز)تغطية شاملة للقارة

يمتد نطاق التمويل ليشمل جميع دول القارة، من شمال أفريقيا (مصر، ليبيا، المغرب، الجزائر، تونس) إلى دول أفريقيا جنوب الصحراء (نيجيريا، كينيا، إثيوبيا، جنوب أفريقيا، غانا، السنغال)، إضافة إلى الدول الجزرية الصغيرة مثل موريشيوس، وسيشل، وكابو فيردي. وسيجري تصميم البرامج على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية.

احتياطي الأزمات

سيحل الإطار الجديد، الذي يبدأ في يناير/كانون الثاني 2028 وينتهي في ديسمبر/كانون الأول 2034، محل الأدوات الحالية، مع تخصيص احتياطي يبلغ 20 مليار يورو لمواجهة الأزمات الطارئة.

إعلان

وتقول المفوضية إن هذا التوجه جاء استنادًا إلى دروس مستخلصة من دورة 2021-2027، حين استُنزفت الأموال بسرعة بسبب جائحة كوفيد-19، والحرب في أوكرانيا، وضغوط الهجرة.

انتقادات وتحذيرات

غير أن منظمات مجتمع مدني أوروبية، منها "الشبكة الأوروبية للسياسة الأيرلندية"، حذرت من أن الميزانية المقترحة تعكس تحولا في الأولويات من مكافحة الفقر إلى تعزيز التنافسية وإدارة الهجرة والدفاع.

ونقلت إيست أفريكا عن هذه الجهات قولها، إن هناك خطرا من أن يُستخدم التمويل التنموي والإنساني أقل في التخفيف من الفقر، وأكثر في خدمة أهداف السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، في وقت تبلغ فيه الاحتياجات الإنسانية مستويات قياسية، بينما لا تتجاوز المخصصات الإنسانية المقترحة 17 مليار يورو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات ملیار یورو

إقرأ أيضاً:

التلغراف: عرض من داخلية الحكومة الليبية لمساندة لندن في مكافحة الهجرة… والعقوبات تعيق المعدات

التلغراف تُجري مقابلة مع خالد السرير: تعاون مع بريطانيا وعقوبات أممية تُعيق المكافحة

ليبيا – أجرت صحيفة “التلغراف” البريطانية مقابلة مع اللواء خالد السرير، نائب رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بوزارة الداخلية بالحكومة الليبية، وتمحورت—بحسب ما تابعته وترجمته صحيفة المرصد—حول عرض قدّمته القيادة العامة للقوات المسلحة لمساعدة بريطانيا في معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، مع التأكيد على حرص القادة العسكريين على منع استخدام ليبيا طريقًا رئيسيًا لعبور الأفارقة الباحثين عن اللجوء.

عقوبات أممية تعرقل التجهيزات
أكّد القادة العسكريون الليبيون أن جهود وقف تدفق المهاجرين لأسباب اقتصادية عبر شمال أفريقيا وصولًا إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا تعيقها عقوبات الأمم المتحدة طويلة الأمد، التي تحول دون الوصول إلى معدات بحث وإنقاذ ومراقبة أكثر فاعلية.

«لسنا بحاجة إلى المال… نحتاج تبادل الخبرات»
قال اللواء السرير: «نريد التعاون مع بريطانيا لأن ليبيا هي نقطة انطلاق أزمتكم، ونحن نقطة الاتصال الأولى، ونحن أيضًا من نحاول وقف المشكلة من دون أي مساعدة دولية تُذكر. ولسنا بحاجة إلى المال، ما نحتاجه هو تبادل الخبرات والسيناريوهات».

تحذير من «جاذبية الوجهة»
حذّر السرير من تنامي الوعي بين فقراء أفريقيا بنمط الحياة «الجذاب» المتوقّع في بريطانيا، ما يشجّع انتهازيين على التدفق إلى ليبيا. وأضاف: «لسنا الوجهة؛ القادمون عبر ليبيا يحلمون بعبور البحر إلى بلدكم وإلى أجزاء أخرى من أوروبا».

سلوك العدوى الاجتماعية
وتابع: «لقد تابعنا ما يحدث في بريطانيا مؤخرًا وندرك غضب الناس، ومع ذلك تُسوّق دول مثل بلدكم نفسها بفعالية كوجهة جذابة. فعندما يصل مهاجر غير شرعي من السودان إليها ويُوضع في فندق ويحصل على كل شيء مجانًا، فمن المتوقّع أن يتصل بأصدقائه وجيرانه… وسيخبرهم ليأتوا أيضًا، ما يشجّع آخرين على خوض الرحلة».

ترجمة المرصد – خاص

مقالات مشابهة

  • محادثات ليبية - أوروبية حول إدارة الهجرة غير القانونية
  • وزير الخارجية الهولندي تخصيص 25 مليون يورو لدعم سكان غزة
  • المفوضية الأوروبية على المحك.. «فون دير لاين» تحذّر من سحب الثقة منها!
  • مذكرة تفاهم أوروبية أوكرانية لحماية الاستثمارات الأوروبية
  • سلوفاكيا: يتعين على المفوضية الأوروبية التخلي عن عدائها تجاه روسيا
  • التلغراف: عرض من داخلية الحكومة الليبية لمساندة لندن في مكافحة الهجرة… والعقوبات تعيق المعدات
  • «الزراعة» تستقبل وفد المفوضية الأوروبية لتقييم منظومة تحليل متبقيات المبيدات في الأغذية
  • متبقيات المبيدات يستقبل وفد المفوضية الأوروبية لتقييم منظومة تحليل متبقيات المبيدات في الصادرات الزراعية
  • رئيسة وزراء أوكرانيا: ليتوانيا ساهمت بـ 1.8 مليار يورو لدعم احتياجات كييف
  • خالد عبد الغفار: ميزانية الصحة قفزت من 32 مليارا إلى 400 مليار جنيه