الجزيرة:
2025-12-10@13:15:37 GMT

معاريف: نتنياهو يبيع الوهم وحماس بعيدة عن الاستسلام

تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT

معاريف: نتنياهو يبيع الوهم وحماس بعيدة عن الاستسلام

تسلط المراسلة السياسية في صحيفة معاريف آنا براسكي الضوء على خطورة السلوك السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تقول إنه يبيع روايتين متناقضتين للإدارة الأميركية ولإسرائيل.

وأوضحت براسكي أن نتنياهو يقدم للرئيس الأميركي دونالد ترامب صورة هوليودية عن نصر حاسم وسقوط وشيك لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

كما يروّج لجمهوره في الداخل الإسرائيلي أن الحركة تُفكك بالكامل من دون صفقات أو تنازلات، في حين يبعث في الوقت ذاته برسائل مغايرة للوسطاء تفيد بأن إسرائيل منفتحة على صفقة جزئية.

وبحسب براسكي فإن هذه الازدواجية تكشف الفجوة العميقة بين خطاب نتنياهو والواقع العسكري والسياسي الذي يهدد بانهيار صورة إسرائيل على الساحة الدولية.

الفجوة بين الوعود والحقائق

تقول براسكي إن نتنياهو يعد الأميركيين بأن "قلعة حماس" ستسقط خلال أسابيع، بينما يتلقى من الجيش تقديرات تفيد بأن العملية ستستغرق أكثر من 8 أشهر على الأقل، مع احتمالات كبيرة لتداعيات سياسية واقتصادية كارثية.

وأشارت إلى أن هذا التناقض يعكس سياسة نتنياهو المعتادة القائمة على تسويق "حلم غير واقعي" لكسب الوقت وتخفيف الضغط، ثم تحميل الآخرين مسؤولية الفشل لاحقا.

المقال يشير إلى أن ترامب تبنى بسهولة رواية نتنياهو في البداية، إذ تعامل مع الحرب في غزة وكأنها فيلم أكشن قديم، يتوقع فيه ضربة حاسمة ينهي بها "الأخيار" "الأشرار".

لكن مع مرور الوقت، بدأت الحقائق الميدانية تتسرب إلى البيت الأبيض وتكشف لترامب أن قدرات الجيش الإسرائيلي محدودة، معداته مهترئة، وحماس لا تزال بعيدة عن الاستسلام، وهذا يضعف ثقة الإدارة الأميركية في الوعود الإسرائيلية.

وتوضح المراسلة السياسية أن نتنياهو يلعب على جبهتين في الوقت ذاته: للجمهور الإسرائيلي يروج أن حماس يتم تفكيكها بالكامل من دون تنازلات أو صفقات، بينما يرسل عبر الوسطاء القطريين والمصريين إشارات مختلفة، تفيد بأن إسرائيل لا تستبعد التوصل إلى صفقة جزئية بشأن الأسرى والقتال.

إعلان

هذه الازدواجية ليست تناقضا، بل تكتيك متعمد يتيح له المناورة وتأجيل اتخاذ القرارات الحاسمة.

ولكنها تؤكد في المقابل أن "القوى البشرية للجيش الإسرائيلي محدودة، والأدوات مهترئة، وحماس بعيدة كل البعد عن الاستسلام".

عزلة سياسية تتعمق

ويذكر المقال أن كل يوم يمر يفاقم عزلة إسرائيل السياسية في العالم، وأن الغرب بدأ يتعامل مع سيناريو مأساوي يتمثل بمئات آلاف النازحين في غزة، ومجاعة متفاقمة، وانهيار كامل للمستشفيات.

وتقول إن مثل هذه المشاهد، إن استمرت، ستؤدي إلى عقوبات دولية وتعليق رحلات الطيران إلى إسرائيل، وربما حتى تعليق عضويتها في مؤسسات رياضية دولية.

واستشهدت بموقف وزير الخارجية جدعون ساعر، المعروف بتشدده، الذي حذر من أن احتلال غزة سيجر كارثة لإسرائيل لن يكون بمقدورها تحملها.

وتتطرق براسكي إلى الأزمة مع إيران التي ستعقد المعادلة، إذ ترى أن النظام هناك أكثر استقرارا مما كانت تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية تفترض، كما أن الدعم الصيني يعزز برنامج طهران الصاروخي.

وتشير إلى أن أي مواجهة مباشرة مع طهران ستتطلب من إسرائيل إعادة توزيع قواتها ومواردها، وهو ما يجعل وعود نتنياهو لترامب بشأن "نصر قريب في غزة" مجرد بالونات خطابية لا أكثر.

وتقول إن نتنياهو يملك بالفعل خطابا معدا لأي سيناريو: فإذا توجه إلى صفقة جزئية للإفراج عن بعض الأسرى، سيعرضها كإنجاز شخصي بفضل "حزمه" الذي أدى لانهيار حماس وإعادة الرهائن.

ومن ثم فإن أقواله عن "النصر الوشيك" و"الضربة الساحقة" و"الصفقة غير المتصورة" ما هي إلا جزء من سردية معدة سلفا.

تختم المراسلة السياسية مقالها بالقول إن المشكلة الحقيقية لا تكمن فقط في الصورة غير الواقعية التي يبثها نتنياهو لترامب أو في تضليله للجمهور الإسرائيلي، بل في أن إسرائيل تُسحب إلى جولة جديدة من حرب بلا نهاية، في وقت يفقد العالم صبره ويزداد التآكل داخل المجتمع الإسرائيلي. أما نتنياهو، فتصفه بأنه "عاد إلى مجاله المفضل: تمرير الوقت، تلاشي المسؤولية، وإبقاء كل شيء مفتوحا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

هل يلتقي نتنياهو والسيسي في قصر ترامب؟ مطالب مصر وتحذير في إسرائيل

الولايات المتحدة – تجري اتصالات دبلوماسية بقيادة الأمريكيين في الكواليس، قبل لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي نهاية الشهر، لعقد اجتماع ثلاثي يشمل أيضا الرئيس المصري.

إلا أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يشترط، وفق ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عقد الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتوقيع على اتفاق لشراء الغاز من حقل ليفياثان (اللوفيتان)، فيما حذرت جهات في قطاع الطاقة الإسرائيلي من أن نتنياهو قد يوافق على ذلك – مجانا دون الحصول على أي مقابل.

وبحسبما نقلت “يديعوت أحرونوت” عن هذه الجهات، فإن الأمر يتعلق بصفقة غاز ضخمة بقيمة 35 مليار دولار بين حقل ليفياثان ومصر – “دون أن تحصل إسرائيل على التزام صريح بأن مصر ستعمل ضد تهريب الأسلحة”.

وقالت مصادر مطلعة على الأمر إن “السيسي يشترط عقد الاجتماع ليس فقط بصفقة الغاز، بل وأيضا بمطالبة إسرائيل بالانسحاب من محور فيلادلفيا ومحور نتساريم – وهو مطلب تعارضه إسرائيل”، وفق “يديعوت أحرونوت”. في الواقع، لم يتحدث نتنياهو والسيسي منذ اندلاع الحرب في غزة، بل وعارض الرئيس المصري دعوة رئيس الوزراء إلى قمة في شرم الشيخ.

وذكرت مصادر سياسية رفيعة للصحيفة أن “إسرائيل ومصر قلصتا الفجوات بينهما، وأن هناك فرصة جيدة لنجاح الطرفين في التوصل إلى اتفاق غاز يتيح عقد الاجتماع بين نتنياهو والسيسي نهاية الشهر”.

وورد في “يديعوت أحرونوت” أن ما يعرقل التوصل إلى مثل هذا الاتفاق الآن هو معارضة وزير الطاقة إيلي كوهين، الذي يرفض الموافقة على الصفقة قبل توقيع اتفاق مع شركة الكهرباء الإسرائيلية يضمن عدم ارتفاع الأسعار للمستهلك الإسرائيلي. يمارس كوهين ضغوطا على مالكي حقل ليفياثان لتزويد شركة الكهرباء الإسرائيلية بالغاز بسعر جذاب، لكن مسؤولي الحقل عرضوا حتى الآن أسعارا مرتفعة جدا تمنع التوقيع.

كما هاجم مصدر مطلع على الأمر الوضع القائم وتساءل: “منذ متى تقدم إسرائيل هدايا قبل الاجتماعات؟” وبحسب قوله، “إذا وافق نتنياهو على صفقة الغاز قبل الحصول على التزام من المصريين بمكافحة تهريب الأسلحة والتراجع عن المطالبة بالانسحاب من فيلادلفيا – فهذا أمر وهمي. بأي حق يضع السيسي مثل هذه الشروط؟ الغاز الإسرائيلي هو أصل استراتيجي من الدرجة الأولى، ولكن من أجل التوقيع على اتفاق مع مصر، يجب التأكد من ضمان جميع المصالح الإسرائيلية”.

وأشار المصدر أيضا إلى أنه إذا وقعت إسرائيل الصفقة مع مصر “فإن ذلك سيوفر 20 في المئة من استهلاك مصر للكهرباء – وسيجعل من الصعب على إسرائيل التصدير إلى أماكن أخرى”. وأضاف: “إسرائيل تعطيهم الكعكة بأكملها وتضمن أمن الطاقة المصري قبل أن تضمن أمن الطاقة الإسرائيلي”.

كما صرح مصدر سياسي رفيع المستوى، حسب الصحيفة، بأن “الوزير كوهين يصر على أن تكون هناك أسعار جذابة لإسرائيل كشرط لتوقيع الاتفاق مع مصر”. وأوضح: “صحيح أن كوهين ربط الاتفاق مع مصر بوجود اتفاق لبيع الغاز بسعر جذاب للسوق المحلية”، لكنه قال إن “هناك فرصة جيدة للتوصل إلى تفاهمات وعقد قمة في مار آي لاغو لأن لجميع الأطراف مصالح بذلك”.

وبحسب قوله، “للأمريكيين مصلحة في زيادة الاستقرار الإقليمي ومصلحة في أن تربح شركة شيفرون المالكة لحقلي ليفياثان وتمار من الصفقة؛ لإسرائيل مصلحة لأنها ستحصل نتيجة الاتفاق مع مصر على عشرات المليارات من الشواقل من العائدات؛ ولمصر مصلحة لأن ذلك سيوفر لها كمية كبيرة من الغاز”.

وأردف: “يشترط الوزير كوهين ضمان الأسعار للسوق الإسرائيلية قبل الموافقة على الصفقة مع مصر – وهناك اتصالات متقدمة جدا لحل هذا الأمر”، متابعا: “إسرائيل لا تقدم أي هدية. الصفقة مع مصر هي بسعر 7.4 دولار لكل وحدة غاز. الشركات نفسها هي التي تعقد الصفقة والدولة توافق عليها فقط. المستفيد الأكبر هو إسرائيل التي ستحصل على إيرادات ضخمة من الضرائب”.

وقال المصدر السياسي الرفيع أيضا إن “نتنياهو يعمل على تحقيق مكاسب سياسية مقابل مصر، وهذا هو بالضبط ما تجري الاتصالات بشأنه الآن”. وقدر أن “هناك فرصة جيدة جداً لعقد الاجتماع”.

واختتم قائلاً: “السيسي بحاجة إلى الغاز، ترامب يطلب ذلك، وإسرائيل تربح المال من البيع. هناك تطابق في المصالح. واحتمالات معقولة لحدوث ذلك. لدى الأطراف الثلاثة مصلحة في دفع الصفقة قدماً”.

في الواقع، ووفقا لـ”يديعوت أحرونوت”، يمر نتنياهو والسيسي بجمود تام في العلاقات منذ أكثر من عامين. في حين لعبت مصر دورا هاما في صفقة الرهائن، لكن التوتر لا يزال قائماً بشكل أساسي حول تهريب الأسلحة.

في غضون ذلك، تجري محادثات مفاوضات مكثفة هذه الأيام للموافقة على اتفاق تصدير الغاز من حقل ليفياثان إلى مصر. ويتمحور الخلاف حول كمية الغاز التي ستصدرها إسرائيل، مقابل ما ستحتفظ به لنفسها. وتخشى “المنظمات المدنية” من أن تكون إسرائيل قد استنزفت غالبية هذا المورد الطبيعي الثمين في مياهها الاقتصادية، وأن فرصة العثور على مصادر إضافية للغاز الطبيعي ضئيلة.

المصدر: “يديعوت أحرونوت”

مقالات مشابهة

  • هل يلتقي نتنياهو والسيسي في قصر ترامب؟ مطالب مصر وتحذير في إسرائيل
  • خبير بالشأن الإسرائيلي: ترامب قادر على لجم نتنياهو وفرض التهدئة بغزة والمنطقة
  • تحليل: أداة ذكاء اصطناعي تخفّض بشكل كبير الوقت الذي يخصصه الأطباء للأعمال الورقية
  • ساعر يسخر من تهديد «عمدة نيويورك» باعتقال نتنياهو.. الكنيست الإسرائيلي يثير جدلاً!
  • معاريف: إسرائيل لن تزود الأردن بـ 50 مليون متر مكعب من المياه متفق عليها
  • لابيد ساخرا من نتنياهو: اكتشفوا الذي تجاهل جميع التحذيرات في 7 أكتوبر
  • "نتنياهو": المعارضة الإسرائيلية بعيدة عن الواقع ولا تدرك موقع إسرائيل عالميا
  • حكومة الاحتلال الإسرائيلي تعلن موعد لقاء نتنياهو بـ ترامب
  • مزاد في صنعاء يبيع لوحة رقم (1/1) بسعر صادم وصل إلى 151 مليون ريال!
  • فضيحة في سلاح الجو الإسرائيلي كشفت صحيفية "معاريف" عن "صدمة"