كيف تساهم أنظمة التعليم التقليدية في انخفاض مستوى الإبداع؟
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
كيف تساهم أنظمة التعليم التقليدية في انخفاض مستوى الإبداع؟ استعرضت شركة إبسون، على لسان جيسون ماكميلان، المدير الإقليمي لمبيعات إبسون في الشرق الأوسط وتركيا، العوامل التي تساعد على تشجيع الإبداع بين الطلبة، وذلك مع تنامي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وانخفاض مستويات الإبداع بين الطلاب مع التقدّم في العمر.
أصبحت التكنولوجيا متداخلة مع الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في كل جانب من جوانب حياتنا اليومية تقريبا في عالم اليوم، الذي يتسم بالتغييرات المتسارعة، وأخذا يؤثران على طريقة حياتنا وعملنا وابتكارنا وتعلمنا، وخيّمت سهولة إنشاء النصوص أو المواد البصرية بمجرد نقرة زر بظلالها على الإبداع البشري، وذلك بالتزامن مع التطور السريع للذكاء الاصطناعي.
واقرأ أيضًا:
ويقوم الأطفال والكبار على حد سواء بقضاء مزيد من الوقت على الشاشات في حالة من الاستهلاك السلبي للمحتوى عوضا عن الابتكار النشط، ونتيجة لذلك فإن الإبداع يعد أحد أكثر المهارات قيمة في الوقت الراهن، لكنه في الوقت نفسه المهارة المستقبلية الأقل تطورًا، كما يشهد تراجعًا في جميع من المجالات وخاصة التعليم، على الرغم من أهميته البالغة للابتكار والتقدم.
انخفاض لا يمكننا تحمل تبعاتهبيّنت دراسة بارزة أُجريت بتكليف من وكالة ناسا أن الأنظمة التعليمية هي العامل المساهم الرئيسي في انخفاض مستويات الإبداع. وأشارت الدراسة إلى أن 98% من الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم ما بين أربعة وخمسة أعوام، أظهروا مؤشرات على عبقرية إبداعية، لكن النسبة في صفوف الأطفال بعمر 10 أعوام انخفضت إلى 30% فقط، أما بالنسبة للراشدين فقد انخفضت النسبة إلى 2% فقط.
وبيّنت الدراسة أن أنظمة التعليم التقليدية تتسم بكونها موحدة إلى درجة كبيرة، وغالبا ما تكون الأولوية فيها للمواضيع “الأكاديمية” مقارنة بالمواضيع الإبداعية مثل التعليم الفني، الأمر الذي يحدّ من الأفكار الإبداعية ويضع قيودًا على الخيال البشري.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أدى استخدام الحلول الرقمية في التعليم إلى مجموعة جديدة من التحديات، وكان الإرهاق الناجم عن الشاشات والتأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي من العوامل المؤثرة على القدرات الإبداعية للطلاب، وغالبا ما يتركز الوقت الطويل، الذي يتم قضاؤه على الشاشات، على التصفح السلبي والمحتوى الرقمي الموحد، الأمر الذي قد يحد من الإبداع العملي والتعلم الاستكشافي، الذي يعزز القدرات الإبداعية والابتكار لدى الأفراد.
ويعد هذا الانخفاض مؤشر خطر قد لا نكون قادرين على تحمّل تبعاته؛ إذ أن التحديات الملحة، التي تواجهنا من تغير المناخ إلى الآثار السلبية للتحول الرقمي والتحديات العالمية الأخرى، التي تؤثر على حياتنا وعلى كوكبنا، تحتاج جميعها إلى جيل جديد من المفكرين من ذوي الأفكار الأصيلة، والشجاعة الإبداعية أكثر من أي وقت مضى.
إعادة التفكير في كيفية إلهام الإبداعتماما كما تحتاج النباتات إلى الماء لكي تنمو، فإن الإبداع بحاجة إلى الأدوات المناسبة لكي يزدهر هو الآخر. ويمكن للتكنولوجيا عند استخدامها بالشكل الصحيح أن تكون عامل تمكين قويا يساعد في دعم الابتكار والخيال، عوضا عن أن تكون بديلا عنهما.
إن الأدوات البصرية والبرمجيات، التي تركز على التصميم والتجارب التفاعلية توفر جميعها منصة للطلاب والمبدعين ورواد الأعمال لتحويل الأفكار إلى خطوات عملية.
الإبداع كأداة تمكينلن يستطيع منتج واحد جعل الشخص مبدعا؛ إذ يتمثل المفتاح الرئيسي لتهيئة بيئة إيجابية للنمو الإبداعي والتعبير والخيال في ضمان سهولة الحصول على التقنيات المبدعة.
وتشير المادة 29 من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل إلى أن التعليم مهارة أساسية لنمو الطفل وتطويره، وهو ما يجب دعمه من خلال التعلم. وينطبق هذا الأمر على ما وراء الأبحاث الصفية، ومحاضرات الخبراء مثل جيم كلارك في جلسة “تيد توك”، التي شارك فيها وأوضح أن البرامج، التي يجري تنظيمها خارج أوقات الدوام المدرسي في مجالات الرياضة والفنون والاستكشاف الإبداعي، تسهم إلى حد كبير في تحسين الأداء الأكاديمي والمرونة العاطفية والثقة بالنفس طوال الحياة.
إن إتاحة الحلول التقنية للجميع هو أمر أساسي لتمكين الجيل المقبل من أن يصبح مبتكرا. وسنكون قادرين من خلال توفير الفرص الشاملة على تمكين الجميع من التخيل بشجاعة والإبداع بحرية.
يبدأ الابتكار بالتخيل، ولكنه يزدهر بالدعم، ولذلك يجب تقدير الإبداع واعتباره مهارة أساسية سواءً في المدارس أو الشركات، كما يتوجب علينا التحول من الاستهلاك إلى الإبداع، وتمكين الأفراد من خلال تزويدهم بالحلول وتشجيع الأفكار الجريئة، والاحتفاء بالحالمين، الأمر الذي يعد السبيل الوحيد لبناء المستقبل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإبداع أنظمة التعليم الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی أنظمة التعلیم
إقرأ أيضاً:
عراب الذكاء الاصطناعي يؤكد: غوغل سوف تفوز بسباق الذكاء الاصطناعي
يعتقد جيفري هينتون أحد الآباء الروحيين للذكاء الاصطناعي أن "غوغل" تأخرت كثيرا في إزاحة "أوبن إيه آي" من موقعها في سباق الذكاء الاصطناعي، ولكنها بدأت الآن في الفوز، وفق تقرير "بيزنس إنسايدر".
ويضيف، أن "غوغل" بدأت أخيرا في تجاوز "أوبن إيه آي" وبقية منافسيها، مشيرا إلى الإطلاق الناجح لنموذج "جيميناي 3" الأخير الذي طرحته الشركة.
ويعد هينتون أحد أبرز عرابي الذكاء الاصطناعي وهو أستاذ فخري في جامعة تورنتو، عمل سابقا في "غوغل براين" (Google Brain) للذكاء الاصطناعي.
ويتابع هينتون حديثه عن "غوغل" مؤكدا، أن الشركة تمتلك كوكبة من الباحثين المهرة فضلا عن كميات ضخمة من البيانات إلى جانب مراكز البيانات الخاصة بها، لذلك يؤمن بأن "غوغل سوف تفوز".
كما يشير هينتون إلى امتلاك "غوغل" العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي الأساسية قبل منافسيها، بما فيها تقنيات المحولات التي تعتمد عليها نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية وروبوتات الدردشة، إذ عرضت الشركة روبوت دردشة يعتمد على الذكاء الاصطناعي في 2016 ويدعى "تاي" (Tay)، ولكن الشركة أغلقته بعد مجموعة من التغريدات العنصرية."
ويذكر بأن "غوغل" تبرعت بأكثر من 7 ملايين دولار نيابة عن جيفري هينتون إلى جامعة تورنتو في كندا، لتأسيس قاعة خاصة تحمل اسم هينتون.