كالكاليست تحذر من كوكتيل خطير يهدد اقتصاد إسرائيل
تاريخ النشر: 5th, September 2025 GMT
أثار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عاصفة سياسية واقتصادية جديدة بعد أن هدد علنا بخفض الضرائب إذا لم يستجب محافظ بنك إسرائيل، أمير يارون، لخفض سعر الفائدة.
واعتبرت صحيفة كالكاليست هذه الخطوة بمثابة "كوكتيل اقتصادي قاتل"، وقالت إنها قد تشعل الأسواق، وتؤدي إلى انفجار تضخمي، وتدفع الاقتصاد الإسرائيلي نحو أزمة مالية وفقدان الثقة داخليا وخارجيا.
وتوضح كالكاليست أن تهديد سموتريتش ليس سوى نسخة مستنسخة من تجارب في أميركا، حيث مارس الرئيس دونالد ترامب ضغوطا علنية على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لخفض الفائدة.
وترى الصحيفة أن هذه المقارنة تكشف "مدى خطورة اللعب بسياسات نقدية يفترض أن تبقى مستقلة"، مؤكدة أنه "عندما يفرض السياسيون سياسات نقدية، فإن الخطر الطويل المدى يتمثل في فقدان الثقة الكامل بالبنك المركزي، وهو الركيزة الأكثر استقرارا في الاقتصاد".
ويرفض محافظ بنك إسرائيل حتى الآن الاستجابة لهذه الضغوط، انطلاقا من هدفه القانوني المتمثل بكبح التضخم. فالحرب المستمرة خلقت فجوة عميقة بين العرض والطلب، إذ أُخرج مئات الآلاف من سوق العمل بسبب التجنيد، بينما بقيت أسواق أخرى كالإسكان والطيران في حالة شلل، ما أدى إلى نقص في السلع والخدمات.
وفي هذا السياق، أكدت الصحيفة أن "أي خفض للفائدة في مثل هذه الظروف لا يعني إلا ضخ المزيد من الطلب في سوق عاجز أصلا عن تلبية الاحتياجات، والنتيجة المباشرة هي تسارع التضخم".
ضرائب أقل تعني تضخما أكبروفي ظل هذه الأوضاع الهشة، طرح سموتريتش فكرة خفض الضرائب، وهو ما وصفته كالكاليست بأنه "ليس علاجا بل سمًّا". إذ إن خفض الضرائب في وقت تتصاعد فيه الضغوط التضخمية لن يؤدي إلا لتعزيز الطلب الاستهلاكي، وبالتالي رفع الأسعار بشكل أكبر.
إعلانوتشير الصحيفة إلى أن "الخطوة ليست مجرد مغامرة مالية، بل مقامرة غير محسوبة قد تتحول إلى محرك مباشر لزيادة معدلات التضخم".
وتضيف الصحيفة أن الكلفة المالية للقرار لا تقل خطورة، حيث سيؤدي إلى تراجع حاد في الإيرادات الحكومية في وقت تتصاعد فيه النفقات العسكرية بصورة غير مسبوقة.
كما أن إصرار سموتريتش على ضخ أموال في التزامات ائتلافية ورفضه إغلاق وزارات اعتُبرت "غير ضرورية وتستهلك مئات الملايين من الشواكل بلا طائل"، سيضاعف من الأزمة.
والنتيجة المتوقعة -حسب الصحيفة- هي توسع العجز، وتصاعد الدين العام، وتآكل ثقة المستثمرين، مع احتمال أن تُقدِم وكالات التصنيف الدولية على خفض جديد لتصنيف إسرائيل الائتماني، الأمر الذي سيرفع كلفة الاقتراض على الدولة ويفرض أعباء إضافية على دافعي الضرائب.
أزمة ثقة عميقة وارتدادات سياسيةشددت كالكاليست على أن الخطر لا يقف عند حدود الأرقام والميزانيات، بل يطال الثقة، وقالت "سموتريتش لا يعبث فقط بالأرقام، بل يعبث بأهم ما يملكه الاقتصاد: ثقة المستثمرين، ثقة المؤسسات الاقتصادية المحلية والدولية، وثقة الجمهور نفسه في أن الاقتصاد يدار بمسؤولية". وبمجرد أن تتصدع هذه الثقة، ترى الصحيفة أن استعادتها ستكون "شبه مستحيلة".
سياسيا، تكشف هذه الأزمة عن تصاعد التوتر بين الحكومة وبنك إسرائيل. فبينما يحاول يارون أن يتمسك بدوره كحارس للاستقرار النقدي، يحوّل سموتريتش الملف الاقتصادي إلى أداة سياسية لخدمة أهدافه، حتى لو كان الثمن هو المخاطرة بانهيار مالي.
وأشارت الصحيفة إلى أن "النمط الذي اتبعه الوزير منذ 7 أكتوبر يكشف أنه لا يتردد في إلقاء اللوم على البيروقراطية، أو التنصل من المسؤولية، أو إنفاق أموال عامة بكثافة لتأمين موقعه السياسي".
استنتاجات صعبةوتؤكد كالكاليست أن مزيج السياسات التي يطرحها سموتريتش -خفض الضرائب في ظل حرب وضغوط تضخمية، مع ارتفاع غير مسبوق في الإنفاق العسكري- لا يقود إلى استقرار، بل إلى "دوامة من التضخم والعجز والفوضى المالية".
وتخلص الصحيفة إلى أن "البديل عن الاستقرار سيكون الطوفان: البديل عن النمو سيكون الركود؛ والبديل عن الثقة سيكون فقدانها"، معتبرة أن هذا النهج الشعبوي القصير المدى قد يترك جروحا عميقة في الاقتصاد الإسرائيلي يصعب ترميمها لاحقا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات خفض الضرائب الصحیفة أن
إقرأ أيضاً:
البنك الدولي يرفع توقعاته لنمو الاقتصاد المصري خلال عام 2025- 2026
رفع البنك الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد المصري خلال العام المالي الحالي 2025-2026 إلى 4.3%، مقابل توقعات بـ4.2% في يونيو الماضي، وتقل تلك التوقعات عن مستهدفات الحكومة البالغة 4.5%.
وتوقع البنك الدولي، في تقرير اليوم الثلاثاء، أن ينمو الاقتصاد المصري خلال العام المالي المقبل بنحو 4.8% بزيادة 0.2% عن توقعاته السابقة البالغة 4.6%.
ووفقاً لتقديرات البنك الدولي من المتوقع تراجع عجز الموازنة العامة في مصر خلال العام المالي الحالي إلى 6.7% من الناتج المحلي الإجمالي، نزولاً من 7.4% في العام المالي السابق.
وتأتي توقعات البنك الدولي أفضل من تقديرات وزارة المالية المصرية التي تستهدف عجزاً بنسبة 7.3% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام المالي الحالي.
وتوقع البنك تراجع معدل التضخم في مصر خلال العام المالي الحالي إلى 14.6%، نزولاً من 20.9% في العام المالي السابق.
وجاءت توقعات البنك الدولي أعلى من تقديرات الحكومة التي تشير إلى بلوغ متوسط التضخم خلال العام المالي الحالي 13.6%.
لاغارد: التضخم في منطقة اليورو يقترب من الهدف عند 2%
قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إن معدل التضخم في منطقة اليورو أصبح قريباً من الهدف المحدد عند 2%، مشيرةً إلى أن نمو الأجور سيتباطأ تدريجياً، وهو ما يدعم استقرار الأسعار على المدى المتوسط.
وفي كلمة ألقتها أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، أوضحت لاغارد أن أداء الصادرات الأوروبية لا يزال ضعيفاً بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية وقوة العملة الأوروبية واشتداد المنافسة العالمية، مشيرةً إلى أن هذه العوامل من المتوقع أن تُقيّد النمو الاقتصادي خلال العام الحالي.
وأضافت لاغارد أن الرياح المعاكسة التي تعيق النمو يُتوقع أن تتراجع العام المقبل، في ظل استمرار نمو قطاع الخدمات وظهور مؤشرات إيجابية في التوقعات الاقتصادية.
وعلى صعيد العملة الأوروبية، أكدت لاغارد أهمية تعزيز الدور العالمي لليورو في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة على الساحة الدولية.