أفاد خبراء علميون أن نفوق أعداد كبيرة من الفئران في ولاية الجزيرة ومناطق أخرى من السودان يعود إلى تداخل عدة عوامل بيئية مرتبطة بالحرب، داعين إلى إجراء تحقيق علمي دقيق لتحديد الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة.

كمبالا ـــ التغيير

وقال الدكتور البيطري أحمد حسين الجاك بخيت لـ «التغيير» إن حالات النفوق تحتاج إلى دراسات متعمقة، مشيراً إلى أن الفئران ليست من عوائل أمراض الملاريا أو حمى الضنك.

ولم يستبعد أن تكون للمخلفات الحربية والذخائر الملوِّثة أثر مباشر، لافتًا إلى ان درجة التلوث تختلف من سلاح لآخر، فضلا عن وجود عناصر سامة تُستخدم في التعدين عن الذهب مثل الزئبق. وأضاف أن التريث مطلوب حتى تتمكن فرق التقصي البيطرية من إجراء التشريح وجمع العينات وفحصها معملياً لتحديد المسبب الحقيقي.

ودعا بخيت المواطنين إلى توخي الحذر والتبليغ عن أي جثث نافقة يعثرون عليها لأقرب جهة مختصة، لحين إعلان نتائج التحقيقات. وأكد أن رفع الوعي العام أكثر فائدة من نشر الهواجس، خاصة في ظل الأعباء التي يواجهها السكان خلال الحرب، مشدداً على ضرورة الضغط الإعلامي على الجهات المسؤولة للتحرك الجاد، لافتاً إلى أن السودان يمتلك الإمكانيات العلمية الكافية لتحديد الأسباب بدقة إذا ما توفرت الإرادة.

من جانبه، أوضح الكيميائي الدكتور أسامة سيد أحمد حسين، من مركز “تدبّر” للبحث العلمي، أن أسباب النفوق متعددة ومترابطة، وترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالعمليات الحربية بين القوات المسلحة ومليشيات الدعم السريع.

وأشار حسين، في مقال منشور على الإنترنت، إلى أن أبرز العوامل تشمل التلوث بالمواد الكيميائية الناتج عن تفجير القذائف والصواريخ وما خلّفته من مركبات سامة في التربة والمياه، إضافة إلى حرائق المباني والغابات التي أطلقت جزيئات مسرطنة ساهمت في تسمم الفئران. كما أشار إلى تدمير المواد والمصادر الغذائية بفعل هدم المباني والأسواق والبنية التحتية، وتلوث مصادر المياه بتسرب المواد الكيميائية والوقود.

وأضاف أن الضجيج المستمر والانفجارات أحدثت ضغطاً نفسياً وجسدياً شديداً على الكائنات، في حين أدى إنهيار الخدمات الصحية والصرف الصحي إلى انتشار الأمراض بينها. كما لم يستبعد أن يكون استخدام السموم والمصائد من قبل بعض السكان أو القوات أحد أسباب النفوق.

وختم حسين بالقول إن الظاهرة ليست نتاج عامل واحد، بل نتيجة تضافر عدة عوامل قاسية تعمل معاً على القضاء على أعداد كبيرة من الفئران، وهو ما يشكّل مؤشراً خطيراً على حجم الدمار البيئي الذي تخلفه الحروب.

الوسومالتلوث الكميائي العمليات الحربية انتشار الأمراض حرائق الغابات خبراء دراسة متعمقة نفوق الفئران

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: العمليات الحربية انتشار الأمراض حرائق الغابات خبراء

إقرأ أيضاً:

شركات الشحن العالمية تترقب نتائج مفاوضات غزة لتحديد مصير الملاحة في البحر الأحمر

يمانيون |
تعيش شركات الشحن العالمية حالة من الترقب الحذر لمآلات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، في ظل استمرار التهديدات في البحر الأحمر وتصاعد المخاوف من فشل أي تسوية تضمن استقراراً طويل الأمد للممرات البحرية الحيوية.

وقالت وكالة “فرايت ويفز” الأمريكية المتخصصة في شؤون النقل البحري إن كبريات شركات الشحن تراقب المفاوضات الجارية بين حركة حماس والعدو الصهيوني برعاية أمريكية لتقييم إمكانية العودة إلى طريق البحر الأحمر – قناة السويس، بعد أن تخلت عنه منذ أشهر بسبب تصاعد الهجمات البحرية اليمنية.

وأوضحت الوكالة في تقرير لها الاثنين، أنه “رغم اجتماع المفاوضين لمناقشة الاقتراح الأمريكي لإنهاء الحرب، إلا أنه لا توجد ضمانات حول عودة خطوط الحاويات الكبرى إلى مسار البحر الأحمر في المدى القريب”، مشيرة إلى أن “تجربة وقف إطلاق النار السابق بين الكيان الصهيوني وحماس في يناير كانت هشة وانتهت سريعاً في مارس”.

وأضاف التقرير أن مشغلي السفن ما زالوا مترددين في استئناف رحلاتهم عبر البحر الأحمر، في ظل غياب الثقة بقدرة الولايات المتحدة والقوات الأوروبية على تأمين الملاحة، بعد فشل الهجمات الأمريكية المتكررة ضد اليمن في تحقيق أهدافها، بل وتسبّبها بخسائر فادحة للقوات الأمريكية نفسها، منها إسقاط طائرة مقاتلة وسقوط طائرتين إضافيتين في البحر خلال مناورات فاشلة لتفادي هجمات يمنية.

وأشار التقرير إلى أن تردد شركات الشحن في العودة إلى المسار البحري الحيوي سببه غياب اليقين بشأن استمرار أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ونقل عن الرئيس التنفيذي لشركة “ميرسك” فينسنت كليرك قوله: “حتى بعد وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة واليمن، من غير المرجح أن تُعيد الشركات تشغيل سفنها عبر البحر الأحمر قبل ضمان الأمن الكامل في المنطقة”.

كما نقل التقرير عن “سورين توف”، الرئيس التنفيذي لشركة “ميديترينيان شيبينغ” (MSC)، قوله إن العودة السريعة إلى البحر الأحمر “ليست خياراً آمناً حالياً”، مؤكداً أن الوضع الأمني لا يزال هشاً ويتطلب استقراراً حقيقياً قبل استئناف النشاط الملاحي.

وأشارت الوكالة إلى أن شركتي “ميرسك” و”MSC” تخضعان لعقوبات من قبل سلطات صنعاء بسبب تعاملهما المباشر مع الموانئ الصهيونية، ما جعل عودتهما إلى خطوط البحر الأحمر أكثر تعقيداً من الناحية السياسية والاقتصادية.

وفي سياق متصل، نقلت الوكالة عن شركة التأمين الأمريكية “مارش ماكلينان” أن شركات التأمين ونوادي الحماية والتعويض البحري عدلت شروط تغطيتها استجابة لتصاعد المخاطر في البحر الأحمر، حيث رُفعت أقساط التأمين وأُدرجت استثناءات خاصة تتعلق بمخاطر الحرب في المنطقة، ضمن برامج إعادة التأمين المحدثة لعام 2024.

بدوره، أشار الاستشاري البارز في قطاع الشحن البحري “لارس جنسن” إلى أن تجربة الهدنة السابقة في يناير الماضي كانت “كارثية على قطاع الشحن”، مضيفاً: “بعد فشل الاتفاق وعودة الأعمال العدائية، استأنفت القوات اليمنية حصارها، ولذلك حتى لو تم التوصل إلى اتفاق جديد، فإن شركات الشحن ستنتظر فترة طويلة من الهدوء قبل العودة إلى مسار قناة السويس”.

يأتي هذا في وقت أكدت فيه القوات المسلحة اليمنية، أمس الأحد، أنها تتابع التطورات الميدانية في غزة بالتنسيق مع فصائل المقاومة الفلسطينية، مشددة على أن عملياتها البحرية ستستمر حتى “وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها بشكل كامل”، في موقف يعزز حالة القلق لدى شركات النقل البحري العالمية التي باتت تدرك أن استقرار الملاحة في البحر الأحمر مرتبط مباشرة بإنهاء العدوان الصهيوني على القطاع.

مقالات مشابهة

  • حملة للتصدي لأجهزة الصوت والتلوث السمعي بالسنبلاوين وبلقاس وضبط 51 جهازًا
  • فلكية جدة: التلوث الضوئي يحجب درب التبانة عن مليارات البشر
  • البيئة: سرعة تنفيذ مصانع لبدائل البلاستيك تمهيدا لإعلانها مدن خالية من التلوث البلاستيكي
  • بالتعاون مع الأمن البيئي في «لخويا».. ضبط 800 جهاز مخالف لجذب الطيور
  • شركات الشحن العالمية تترقب نتائج مفاوضات غزة لتحديد مصير الملاحة في البحر الأحمر
  • ماجي الحلواني في ذكرى نصر أكتوبر: “حمادة إمام كان جندياً في المخابرات الحربية.. ويجب أن يفخر شباب مصر بهذا الانتصار العظيم”
  • نقص الإمكانات يفاقم خسائر المربين بالجبل الأخضر بعد تسمم أغنام بـ”الدرياس”
  • 5 معايير لتحديد القدرة المالية في حساب المواطن.. تعرف عليها
  • ميليشيا الدعم السريع تستخدم غازات كيميائية سامة في الفاشر ضد المدنيين الأبرياء
  • نفوق أغنام أخرى بالجبل الأخضر بسبب نبتة سامة ونقص الإمكانات يفاقم الأزمة