كم مرة ورد اسم النبي محمد ﷺ في القرآن الكريم؟
تاريخ النشر: 6th, September 2025 GMT
يكثر التساؤل حول عدد مرات ذكر اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم، وهو سؤال قد يُثيره البعض بدافع الفضول، بينما يستخدمه آخرون للطعن أو التشكيك، غير أن الإجابة تكشف عن وجه إعجاز بديع في كتاب الله عز وجل.
يؤكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن اسم النبي المصطفى ﷺ ورد صراحة في القرآن الكريم أربع مرات، مشيرًا إلى أن التأمل في هذه المواضع يكشف لنا أبعادًا من "الحقيقة المحمدية" التي أرادها الله سبحانه وتعالى رسالة باقية إلى يوم الدين.
أول موضع يرد فيه اسم النبي ﷺ في المصحف هو قول الله تعالى:
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144].
يوضح الدكتور علي جمعة أن هذه الآية تؤكد أن الرسالة ليست مرتبطة بشخص النبي وحده، بل هي قضية ألوهية وتوحيد، فرسول الله ﷺ يمضي إلى ربه راضيًا مرضيًا، بينما تبقى رسالته خالدة، وعلى الأمة أن تثبت على الإيمان ولا ترتد بعده.
ذكر النبي في سورة الأحزابوفي موضع آخر، يقول تعالى:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب: 40].
وهنا يبين الحق سبحانه أن النبي محمد ﷺ لم يكن مجرد والد أو زعيم دنيوي أو حاكم يزول سلطانه، بل هو رسول الله، وخاتم النبيين، ورحمة مهداة للعالمين.
ذكر النبي في سورة محمدأما في سورة محمد، فيقول الله تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} [محمد: 2].
ويعلق الدكتور علي جمعة بأن هذه الآية تشير إلى أن القرآن هو محور الرسالة، وأن النبي ﷺ كان "قرآنًا يمشي على الأرض"، خُلقه القرآن، ونوره القرآن، يعلم الأمة كيف تطبق مبادئه في حياتها اليومية مع المؤمنين وغير المؤمنين على السواء.
ذكر النبي في سورة الفتحأما الموضع الأخير، ففي سورة الفتح:مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29].
وفي هذه الآية يظهر البُعد العملي لرسالة النبي ﷺ، إذ يصف الله أصحابه الذين رباهم على القوة في الحق والرحمة فيما بينهم، وجعل لهم نورًا يتلألأ في وجوههم بصدق الإيمان.
سيدنا محمد ﷺ .. رسالة خالدةاختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن سيدنا محمدًا ﷺ ليس مجرد شخص عاش ثم رحل، بل هو قضية، وأمة، ورسالة باقية إلى يوم الدين، يجمع بين نور الوحي وكتاب الله، ليكون قدوة للمؤمنين ومعلمًا للناس أجمعين، فهو بشر من أفضل خلق الله وخيرهم، حمل أمانة التبليغ وبلّغ الرسالة وأدى الأمانة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد النبي محمد اسم النبي محمد القران الكريم النبي سورة آل عمران الدکتور علی جمعة اسم النبی
إقرأ أيضاً:
تزايد اهتمام المسلمين بقراءة سورة الكهف يوم الجمعة لما لها من فضل عظيم
تشهد مختلف الدول الإسلامية خلال الآونة الأخيرة ارتفاعًا واضحًا في معدلات قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، سواء في المساجد أو عبر تطبيقات القرآن الكريم والمنصّات الرقمية، وذلك مع تزايد الوعي بفضل هذه السورة وما ورد بشأنها في الأحاديث النبوية. ويؤكد علماء الشريعة أن قراءة السورة في هذا اليوم المبارك تُعد من السنن الثابتة التي حث عليها النبي محمد ﷺ، لما لها من نور وهدى وبركة.
ويأتي هذا الإقبال في ظل انتشار الحديث الشريف: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين"، وهو ما جعل الكثير من المسلمين يجعلونها جزءًا من روتينهم الأسبوعي، بحثًا عن الأجر والسكينة. كما يوضح المختصون أن السورة تساعد في تعزيز الإيمان وترسيخ قيم الصبر والثبات، خصوصًا وأنها تضم أربع قصص رئيسية تحمل معاني الابتلاء والصمود وحفظ الدين.
وفي المساجد، يلاحظ الأئمة أن عددًا كبيرًا من المصلّين يحرصون على تخصيص وقت قبل صلاة الجمعة أو بعدها لقراءة السورة، بينما تعمل بعض المراكز الدينية على تنظيم حلقات تعليمية لشرح معانيها. وفي السياق نفسه، أعلنت عدة منصّات إلكترونية أن سورة الكهف باتت ضمن أكثر السور استماعًا ومشاركة يوم الجمعة، ما يعكس الاهتمام المتزايد بتعزيز الارتباط بالقرآن عبر الوسائل الرقمية الحديثة.
ويرى باحثون في الشأن الديني أن قصص السورة مثل قصة أصحاب الكهف، وصاحب الجنتين، وموسى مع الخضر، وذي القرنين تقدم للمسلم نماذج عملية للصبر على الفتن واتباع الحكمة الإلهية، وهو ما يجعلها محطّ تأمل وتدبر لدى فئات واسعة، خاصة الشباب.
وتدعو المؤسسات الدينية الرسمية والجمعيات القرآنية في بيانات متتالية إلى المواظبة على قراءة القرآن الكريم عمومًا، وسورة الكهف خصوصًا يوم الجمعة، لما لها من أثرٍ عميق في تهذيب النفس وبث الطمأنينة في القلوب وتعزيز الارتباط بالكتاب الكريم.