ورش فنية وحرفية تضيء ملتقى "المبدع الصغير" في العريش
تاريخ النشر: 8th, September 2025 GMT
هنا في قلب مدينة العريش، تتفتح مواهب صغيرة تحمل في عيونها أحلامًا كبيرة، لتكتب سطورًا جديدة في دفتر الإبداع، وتحديدًا على خشبة قصر ثقافة العريش، انطلقت فعاليات الورش الفنية والحرفية ضمن الدورة الثانية لملتقى "المبدع الصغير"، في أجواء مبهجة تجمع بين الفن والتراث، والخيال والمهارة.
الملتقى، الذي يقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، تحول إلى مساحة تفاعلية تُعيد اكتشاف طاقات الأطفال وتمنحهم فرصة حقيقية للتعبير عن أنفسهم، سواء عبر المسرح أو الألوان أو الحرف اليدوية.
المخرج المسرحي عبد الرحمن سالم، مخرج بمركز تنمية المواهب بالغربية، كشف لـ"الوفد" أن ورشة المسرح هذا العام جمعت بين الأداء التمثيلي والتدريب الحركي، حيث يخضع الأطفال لتجارب في الإلقاء وتمارين مسرحية متكاملة بإشراف الكابتن عمر البدري وفريدة المصري.
وأضاف "سالم" أن حفل الختام سيحمل طابعًا وطنيًا خاصًا، إذ سيغني الأطفال باقة من الأعمال التي تعكس التراث المصري عامة، وفلكلور العريش خاصة، ليتعرفوا من خلالها على هويتهم الفنية ويشعروا بالفخر بانتمائهم إلى أرض سيناء. وأوضح أن الأغنية الرئيسية للملتقى بعنوان “مبدعين البلد” من كلمات الدكتور مسعود شومان وألحان الموسيقار محمد مرسي، وتدريب عبد الرحمن سالم، بإشراف المخرج محمد صابر.
بين مساحات الورق الأبيض، تحوّلت أنامل الأطفال إلى فراشات تنثر الألوان. ورشة الرسم لم تكن مجرد تدريب على تقنيات فنية، بل كانت مساحة حرة للتعبير عن المشاعر والأفكار. المدرب الفنان شادي قطامش شدد على أن الهدف من الورشة هو تعليم المشاركين كيفية تجربة الألوان والخامات المختلفة، واستخدام الخطوط لتوليد حركة في الصورة وكأنها تنبض بالحياة.
وفي لحظات عفوية، رسم الأطفال القطط والآثار وأبا الهول، لتتحول الأوراق إلى لوحات تعكس خيالهم الطفولي البريء، وتثبت أن الفن لغة مشتركة يفهمها الجميع.
وفي ورشة تصنيع عرائس الأراجوز، يُعلم المدرب الفنان شعبان أبو الفضل الصغار كيف يصنعون بأيديهم عروسة تقليدية، ثم يحيونها بالحركة والصوت. وأوضح لـ"الوفد" أن التجربة لم تقتصر على التصنيع فحسب، بل امتدت إلى التدريب على تقنيات المسرح الأسود، حيث يمتزج الضوء بالظل في مشهد يثير الدهشة.
وأكد أن الهدف النهائي هو إعداد عرض جماعي يضم أغنيات واسكتشات ولوحات مسرحية من مختلف محافظات مصر، كلوحة جامعة تجسد وحدة الوطن وتنوع ثقافاته.
أما ورشة صناعة الجلود، فقدمتها المدربة نوران أحمد، التي أوضحت أن الأطفال تعرفوا خلالها على أنواع الجلود الطبيعية والصناعية، والفروق الدقيقة بينهما، سواء في الملمس أو الرائحة أو طرق الاستخدام. وأشارت إلى أنهم قاموا بتجارب عملية تتيح لهم لمس الخامة وتمييز خصائصها، مع التعرف على الأدوات المستخدمة في الصناعات الجلدية التقليدية.
نوران أوضحت أن الورشة لم تكتفِ بالجانب الفني، بل حرصت أيضًا على ربط الأطفال بالصناعات التراثية، وكيف يمكن لكل نوع من الجلد أن يخدم غرضًا معينًا في الحياة اليومية، بدءًا من الشنط والأحذية وحتى المشغولات اليدوية الدقيقة.
ورشة الموسيقى.. أصوات الطفولة ترسم لوحة باسم مصر
انطلقت ورشة الموسيقى بأجواء مليئة بالحيوية، حيث بدأت بتدريبات تمهيدية بسيطة للتعرف على قدرات الأطفال الصوتية، سواء من البنين أو البنات. وأوضح المدرب المايسترو محمد نصر أنهم حرصوا في البداية على تقديم معلومات موسيقية أساسية تساعد المشاركين على فهم الإيقاع والتناغم، قبل الانتقال إلى التطبيق العملي.
خلال الورشة، شارك الأطفال في أداء أغنية جماعية أظهرت مدى انسجام أصواتهم. وأكد مدرب الورشة أن الهدف الأساسي هو إعداد عمل موسيقي جماعية تحمل عنوان "لوحة باسم مصر"، يضم أصواتًا من مختلف المحافظات، ليعكس وحدة الوطن وتنوعه الثقافي والفني.
ملتقى يجمع الحلم بالهوية
بالاضافة الى مجموعة من الورش المتنوعة التي لم تكن مجرد تدريب تقني، بل مثلت مساحة لتشكيل وعي الأطفال، وتعريفهم بتراث وطنهم الغني، وزرع بذور الانتماء في قلوبهم عبر الفن والمهارة. فمن الغناء إلى المسرح، ومن الرسم إلى الحرف اليدوية، تتكامل التجارب لتصنع أجيالًا جديدة تحمل على عاتقها راية الإبداع، وتُثبت أن سيناء، بأرضها وتاريخها وأبنائها، قادرة على أن تكون منارة للثقافة والفنون.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
وزارة الصحة العامة ومكتب منظمة الصحة العالمية في قطر يعقدان ورشة عمل حول خطة العمل الوطنية للأمن الصحي
شارك أكثر من 100خبير ومختص من وزارة الصحة العامة والوزارات والهيئات الوطنية في ورشة العمل التي عقدها مكتب منظمة الصحة العالمية في دولة قطر مؤخراً بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، ولمدة خمسة أيام حول خطة العمل الوطنية للأمن الصحي (NAPHS).
توفر خطة العمل الوطنية للأمن الصحي إطاراً شاملاً لضمان استعداد دولة قطر للوقاية والكشف والاستجابة للتهديدات الصحية، بدءاً من تفشي الأمراض المعدية وصولاً إلى المخاطر الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية.
جمعت الورشة ممثلين من الجهات الحكومية، ومقدمي الرعاية الصحية، والأوساط الأكاديمية، والمجتمع المدني، والمنظمات الشريكة بهدف تعزيز قدرات قطر على الاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ الصحية. وشارك الحضور بفاعلية في مناقشات وأنشطة تقنية مع خبراء من فريق الطوارئ الصحية بمكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط وكذلك من المقر الرئيسي للمنظمة، وذلك لتقييم القدرات الحالية، وتحديد الفجوات ذات الأولوية، وتطوير خطة وطنية شاملة للأمن الصحي.
وقالت الدكتورة سها البيات، مدير إدارة الطوارئ الصحية بوزارة الصحة العامة: "تترجم الورشة التزام قطر باللوائح الصحية الدولية وضمان أعلى معايير الأمن الصحي والرفاه. وهي خطوة أساسية في تطوير خطة العمل الوطنية للأمن الصحي."
وأكدت الدكتورة ريانة بو حاقة، ممثل منظمة الصحة العالمية في قطر، على أهمية ورشة العمل قائلة:
"الأمن الصحي هو أحد أهم أولويات شراكة منظمة الصحة العالمية مع قطر. وتمثل هذه الورشة خطوة مهمة في جهودنا المشتركة لتطوير وتعزيز قدرات الاستعداد والاستجابة المتقدمة في قطر."
ومن خلال الورشة، جددت قطر التزامها بتعزيز الأمن الصحي الوطني، مع المساهمة في الجهود الإقليمية والدولية لحماية المجتمعات من التهديدات الناشئة.
واختُتمت الورشة بمجموعة من الخطوات المتفق عليها لتعزيز التنسيق بين القطاعات، وبناء القدرات الفنية والتشغيلية، وضمان استدامة الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن الصحي على المدى الطويل عبر جميع القطاعات. وستُسهم نتائج الورشة في توجيه المرحلة المقبلة من تنفيذ خطة العمل الوطنية للأمن الصحي، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للصحة في قطر وأولويات منظمة الصحة العالمية للتأهب والاستجابة للطوارئ.