تصادم عنيف على العشاء.. فوضى بين كبار المسؤولين الاقتصاديين في إدارة ترامب
تاريخ النشر: 9th, September 2025 GMT
أفادت صحيفة "بوليتيكو"، يوم الاثنين، بأن التوترات بين وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ورئيس تمويل الإسكان بيل بولتي بلغت ذروتها خلال عشاء خاص الأسبوع الماضي، حيث شهد الحدث مواجهة حادة تضمنت تهديدات مباشرة بالاعتداء الجسدي.
وجاء العشاء، الذي أقيم مساء الأربعاء في نادي "Executive Branch" في جورج تاون، احتفالًا بتنصيب مستمر للأعضاء المقربين من الرئيس دونالد ترامب، وحفلة عيد ميلاد لمذيع البودكاست المؤيد لـ"MAGA" شاماث باليهابيتيا، وحضره عشرات المسؤولين رفيعي المستوى، من بينهم وزراء النقل، التجارة، الداخلية، الزراعة، ومديرة الاستخبارات الوطنية، بالإضافة إلى مستثمرين وشركاء بودكاست.
ووفقًا للمصادر، شن بيسنت هجومًا لفظيًا شديدًا على بولتي، متهماً إياه بالتحدث عنه أمام الرئيس، وهدد بيسنت قائلاً: "لماذا تتحدث عني مع الرئيس؟.. تبا لك.. سأضرب وجهك القبيح". تصاعدت التوترات بشكل كبير حتى تدخل أحد ممولي النادي لفصل الرجلين وتهدئة الموقف، ليتم وضعهما على طرفي الطاولة وانتهى العشاء دون حوادث أخرى.
ويُذكر أن هذه المواجهة تأتي في سياق صراع مستمر على النفوذ بين كبار المسؤولين في إدارة ترامب، خاصة فيما يتعلق بخطط خصخصة الهيئتين الفيدراليتين لتمويل الإسكان "فاني ماي" و"فريدي ماك"، حيث قاد بولتي مؤخرًا مبادرة قد تطرح ما يصل إلى 15% من الأسهم في الأسواق العامة، ما أثار توترات مع بيسنت حول الصلاحيات والمسائل الاقتصادية الحساسة.
ويعد بيسنت، وفقًا لمصادر مقربة، شخصية مثيرة للجدل داخل إدارة ترامب، إذ سبق له مواجهة إيلون ماسك في أبريل بشأن تعيينات حكومية، مما يعكس نمطًا متكررًا من الصراعات المفتوحة مع مسؤولين آخرين على النفوذ والسلطة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تصادم عنيف المسؤولين الاقتصاديين إدارة ترامب وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت رئيس تمويل الإسكان الاعتداء الجسدي إدارة ترامب
إقرأ أيضاً:
الشغف الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة
“هذا يوم جيد، وعلى إسرائيل أن توقف أطلاق النار في غزة فوراً” ذلك كان الرد الفوري والسريع للرئيس الأمريكي ترامب، مجرد سماعه بموافقة حركة حماس على جزء من خطته المتعلق بإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى، بعد توفير الأجواء الأمنية المناسبة، وبعد إجراء مفاوضات لإنجاز هذه الخطوة.
فرحة ترامب بالرد الجزئي لحركة حماس على خطته تعكس حجم الجحيم الذي كانت تعيشه أمريكا، وهي تقف بكل إمكانياتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والدبلوماسية خلف العدوان الصهيوني، فجاءت موافقة حركة حماس الجزئية بمثابة خشبة الخلاص لأمريكا، وبمثابة الفرصة التاريخية لترامب ليتحرر من تهديده ووعيده المتكرر والخائب، بصب الجحيم على غزة.
مع الفرح الأمريكي السريع لرد حركة حماس، يمكن القول: لقد انتصرت حركة حماس بصمود أهل غزة، وانتصرت غزة برجالها، وانتصرت فلسطين بالتضامن العربي والعالمي مع الحق التاريخي للشعب العربي الفلسطيني.
وهُزم العدو الإسرائيلي على أرض غزة علانية ودون لف أو دوران، هُزم العدو الإسرائيلي، وهو يستجيب سريعاً لأوامر ترامب بوقف إطلاق النار فوراً، ليطلب نتانياهو من جيشه أن يتوقف عن الهجوم على غزة، وبالتالي يطلب رئيس الأركان من قيادة الجيش أن تتوقف عن العمليات الهجومية، والاكتفاء بالدفاع عن النفس.
فما هذا الإبداع يا حركة حماس؟ أي نجاح هذا؟ وأي مقدرة تفاوضية لا تقل إبداعاً عن المقدرة الميدانية في مواجهة أكبر جيوش المنطقة؟
ما هذا الإبداع في الموافقة على خطة ترامب، دون تقديم تنازلات، موافقة جزئية، تتعاكس مع خطة ترامب في تركيبتها السياسية والعدوانية، فكانت الموافقة على ما يخدم القضية الفلسطينية، وكان الرفض الضمني لكل ما يتعارض مع مصلحة الشعب الفلسطيني، فجاءت الموافقة على صفقة تبادل أسرى لتسد الذرائع، وجاء الرفض الضمني لأي تنازل في المجالات الحياتية السياسية والاستراتيجية.
الاستجابة الأمريكية السريعة بالرضا عن موقف حركة حماس لتؤكد على شيء واحد، وهو أن أمريكا كانت في ورطة كبيرة، وكانت تنتظر من يخرجها من مستنقع التهديدات التي أصدرها الرئيس الأمريكي ترامب بصب الجحيم على رأس غزة، وهو الذي لم يتوقف على مدى 729 يوماً عن صب غضب السلاح على المدنيين، الطلب الأمريكي بوقف إطلاق النار، والاستجابة الإسرائيلية السريعة لتؤكد أن أعداء فلسطين كانوا في حيرة من أمرهم، بعد أن بان عجزهم في تنفيذ تهديداتهم، وقد انتقل العالم بأسره من مؤيد للصهيونية إلى معادٍ للصهيونية وحاقد عليها، هذه الخسائر الاستراتيجية التي ضربت عصب الوجود الإسرائيلي، وراحت تهدد الهيمنة الأمريكية على شعوب الأرض، كانت العصا الغليظة على ظهر السياسية الأمريكية، وقد تحولت غزة إلى قضية سياسية وإنسانية على مستوى شعوب الأرض، وبعد أن حاصرت غزة المحاصرة أعداءها، وأغلقت دونهم نوافذ الكذب بحق الصهاينة في الدفاع عن النفس، وحق أمريكا في الهيمنة على المنطقة.
وقف إطلاق النار في غزة على الأبواب، ومستقبل غزة بيد أهلها لا بيد توني بلير.
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني .