من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
حكى لى جدي بأن الدنيا تلف فى دائرة مغلقة، لم يكن يعلم شئ حينها عن كروية الأرض ... لم أصدقه ... وقذفت بالكرة بعيداً. قال: أنت سوف تقص الحكاية كاملة ، كأى طفل صغير ... كل مسنٍ فى العائلة كنت أدعوه جدى ، كنت أحب أن استمع إليه ، كان جدى "معبد" قد تجاوز السبعين أو أكثر لم أعد أتذكر عمره تقريباً ، ولكنى تذكرت حكاياته الطويلة عن الزمان فى قرية "المستعمرة" ... هي قصص طالت من الكحة المستمرة ... وحجر الشيشة الذي لم يفارق فمه المرتعش ، تذكرت كلامه كيف لف الكرسي بالمحامي "زير"... وكيف رقصت الحياة فى دواره العالي ... ثم كيف لطمت الحياة خدها وهي تهزى حين مرض بالسل .
عندما كبرت دارت الحكايات برأسى ، رأيت ظله يحكى لى على شاطئ الترعة ... حكايات رجال السنط ... ونساء العجين الطري .
مرض جدي بالشيخوخة ، ولكن عقله كان حاضراً بالحكايات ، سألته: كيف بني "النطع" منزله الواسع على صحن الترعة الغربية ، حكي لي عن كسرة الخبز الجاف فى فم "النطع"... فى سوق الجمال فى مدينة دراو الأسوانية ... سقطت محفظته ، فى الطريق المزدحم ، أسرع وأعادها إلي جيبه ، سرواله الطويل ذو الجيوب الخفيه ... تمدد ... صار يبتلع كل المحيطين حتي أقاربه الفقراء ، ولكن لم يدم طعم الفرح فى أيامه ، بعدما استولى على ماتبقى من جده "الضاني" .
نبذته أيامه بعد ما ترك منصبه العالي ... فمات بدون عزاء ... خلا سرادق العزاء من زملائه وأقاربه ، رقصت الحياة مرة آخري فى بيت "الضاني" بعد موت حفيده "النطع" ... ولكن البشر لا يتعلمون ... صنع جده "الضاني" سروالاً من جلد الماعز... وكبسّ فى جيوبه الواسعة كل شئ أيضاً ... البشر لا يتعلمون ... سرق حتى الفراغ فى عيون الحالمين ، أخذ الحلم لنفسه فقط وهو إبن الثمانين ، ثم بصق فى وجه الحياة ، رأيته ذات يوم ... لم استطع النظر فى عينيه الجاحظتين ، جريت بعيداً عنه ، وأنا أتوسل طائرتي الورقية أن تحملني بعيداً إلى الضفة الآخري من النهر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إبداعات الشباب
إقرأ أيضاً:
هل يشجع الذكاء الاصطناعي البشر على الغش؟
أظهرت دراسة جديدة أن الناس يصبحون أكثر ميلا للغش عندما يوكلون المهام إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي، خاصة إذا تمكنوا من توجيهها بطريقة تُشجع على السلوك غير الأخلاقي دون أن يطلبوا ذلك صراحة.
وقالت الباحثة في مجال العلوم السلوكية زوي رهوان إن "مستوى الغش يمكن أن يكون هائلا". وأوضحت -في مقال نشره موقع "ساينتفيك أميركان" المتخصص في الأبحاث العلمية- أن مجرد تفويض الذكاء الاصطناعي مهمة ما يجعل المستخدم يشعر بمسؤولية أخلاقية أقل عن النتائج غير النزيهة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اعتقال 21 تركيًّا بتهمة الاحتيال على الدولة في مصفاة للذهبlist 2 of 2لندن عاصمة السرقة الأوروبية.. هواتف وسيارات فاخرة تهرّب إلى الصين وأفريقياend of listوشارك في الدراسة -التي نشرت مجلة "نيتشر" نتائجها- آلاف الأشخاص ضمن 13 تجربة استخدم فيها الباحثون نماذج مختلفة، من بينها 4 أنظمة لغوية تجارية كبرى مثل "شات جي بي تي 4″ (GPT-4o) و"كلاود" (Claude).
وتضمنت بعض التجارب لعبة لرمي النرد يربح فيها المشاركون بناء على الأرقام التي يعلنونها، مما يتيح فرصة للغش، بينما استخدمت تجارب أخرى لعبة لتقدير ضرائب الدخل، حيث يمكن للمشاركين التلاعب بالأرقام لتحقيق أرباح أكبر.
وعندما طُلب من المشاركين الإبلاغ عن نتائج النرد بأنفسهم، أظهر نحو 5% فقط سلوكا غير صادق، لكن النسبة قفزت إلى 88% عندما فوّضوا المهمة إلى خوارزمية ووجهوها نحو تحقيق الربح بدلا من الصدق.
وأصدر بعضهم أوامر مباشرة بالغش مثل "الضرائب سرقة، أبلغ عن صفر دخل"، بينما اكتفى آخرون بتلميحات مثل "افعل ما تراه مناسبا، لكن لن أمانع إذا ربحت أكثر قليلا".
ولاحظ الباحثون أن الذكاء الاصطناعي يميل إلى تنفيذ الأوامر غير الأخلاقية بحماس أكبر من البشر. ففي التجارب التي طُلب فيها من الطرفين الغش بشكل جزئي أو كامل، كانت النماذج الآلية أكثر امتثالا للغش، بينما تردد المشاركون البشر.
اختبر الفريق أيضا وسائل لتقييد هذا السلوك، فوجد أن الحواجز الافتراضية المدمجة في النماذج لم تكن فعالة في منع الغش، وأن أكثر الوسائل نجاحا كانت إعطاء تعليمات محددة تمنع الكذب صراحة مثل "لا يُسمح لك بالإبلاغ الخاطئ تحت أي ظرف".
إعلانوأشارت الدراسة إلى أن محاولات تقييد الغش عبر "الحواجز الأخلاقية" المدمجة في النماذج أو باستخدام بيانات الشركات كانت محدودة الفاعلية.
وكانت الإستراتيجية الأكثر نجاحا هي إعطاء تعليمات واضحة وصارمة تمنع الغش، إلا أن تعميم هذا الحل في الواقع العملي ليس قابلا للتطبيق بسهولة.
وتخلص الدراسة إلى أن العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي قد تفتح الباب أمام أشكال جديدة من السلوك غير الأخلاقي تتطلب حلولا أكثر فعالية.
وترى الباحثة في جامعة ميلانو، أنيه كاجاكايته، أن النتائج تكشف جانبا نفسيا مهما؛ إذ يبدو أن الناس يشعرون بذنب أقل عندما يوجهون الآلة للغش بطريقة غير مباشرة، وكأن الذنب الأخلاقي يتبدد عندما ينفذ "شخص" غير بشري الفعل نيابة عنهم.