اليوم العالمي لمنع الانتحار .. حكمه في الإسلام وهل مرتكبه خارج عن الملة؟
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن الانتحار من الكبائر، والمنتحر يموت بقدر الله وعند العلماء يصلى عليه ويكفن ويدفن في مقابر المسلمين، وهذا أولى بالدعاء له.
وأضاف أمين الفتوى، في إجابته على سؤال "ما حكم المنتحر في الإسلام؟ أن المنتحر ليس كافرا ومن يزعم أنه كافرا فهو مخطئ، منوها بأنه لا أحد يعلم سبب الانتحار، فربما أصيب في عقله بشئ أو أصيب باضطراب في عقله.
ونصح أمين الفتوى، من يكفر في الانتحار، بأن أي شاب من الممكن أن يقع في ضيق من الحياة، وعليه أن يعلم أن الدنيا لن تتوقف بالانتحار ، وعليه أن يكون على يقين بأن ما قدره الله له خير.
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا تقول صاحبته: “ما حكم الانتحار بسبب عدم تحمل المرض النفسي؟”.
وأجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال، قائلاً “أوعى تقول أنا بفكر فى الانتحار فعطاء الله كبير وعظيم وما عنده أفضل، إن أخذ فكم أعطى، وإن حرم فكم أفاض”.
وأضاف أمين الفتوى: لا ينبغي على الإنسان عندما لم يتحقق له شيء يريده أن ينتحر، فنجد فتاة تقبل على الانتحار لانها لم تتزوج شخصا وقد تعلقت به مثلا، لا فالله سيخلف عليك إن شاء الله بأفضل من هذا، أو طالب رسب في امتحان فينتحر، لأن هناك أناس رسبوا وقاموا من كبوتهم وتفوقوا.
وأشار أمين الفتوى خلال البث المباشر لدار الإفتاء إلى أن أول مشكلة يقع فيها المنتحر أنه لم يرض بقضاء الله وقدره، اصبر والله يعينك ويخلف عليك.
وأوضح أمين الفتوى أن الانتحار حرام وكبيرة من الكبائر لا نلقى بأنفسنا إلى هذا الباب والتهلكة، ونتوكل على الله ونعلم أنه إذا أخذ شيئا أو حرمنا من شيء سيخلف علينا إن شاء الله بأشياء بعد ذلك فلنصبر ولنحتسب.
حكم الانتحاروقالت دار الإفتاء، إن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.
وشددت دار الإفتاء، على أن الانتحار حرامٌ شرعًا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع المسلمين؛ قال الله تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا» (النساء: 29)، وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.
وأكدت أن المنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملَّة، بل يظل على إسلامه، ويصلَّى على المنتحر ويغسَّل ويكفَّن ويدفن في مقابر المسلمين؛ قال شمس الدين الرملي في "نهاية المحتاج" (2/ 441): [(وغسله) أي الميت «وتكفينه والصلاة عليه» وحمله «ودفنه فروض كفاية» إجماعًا؛ للأمر به في الأخبار الصحيحة، سواء في ذلك قاتلُ نفسِهِ وغيرُه].
عقوبة المنتحر في الآخرةوأكد الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، أن الانتحار حرامٌ شرعًا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع المسلمين؛ قال الله تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا» [النساء: 29]، وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.
ونبه «عاشور» خلال بث مباشر من مسجد الحسين، على أن المنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن تحسَّى سمًّا فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها -أي يطعن- في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا» رواه البخاري (5442) ومسلم (109).
لماذا يعذب الله المنتحروأوضح مستشار المفتي، في إجابته عن سؤال: «لماذا يعذب الله المنتحر رغم أن الله قدر له الانتحار؟»، أن المنتحر قد انتهى أجله، بالسبب الذي أقدم عليه، ولا يعني ذلك أنه لما كان أجله المقدر منتهيًا ينبغي ألا يؤاخذ بما هو مكتوب قدرًا، وذلك لأن الله تبارك وتعالى جعل في العبد قدرة وإرادة ليتمكن بهما من عمل ما أراد وترك ما لم يرد، فإذا أقدم على أمر منهي عنه شرعًا مع تمكنه من الترك، فقد خالف ما أمره الله تعالى به، وأراده منه شرعًا، ومن خالف الأمر مُختارًا استحق العقاب، وما كتبه الله عز وجل قدرًا لا ح أن يحتج به على مخالفة الأمر الشرعي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المنتحر النبی صلى الله علیه وآله وسلم حکم الانتحار أمین الفتوى دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الصلاة بأهل بيتي جالسا؟ .. أمين الفتوى يجيب
أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن العلماء اختلفوا في حكم الصلاة خلف إمام يصلي جالسًا، مبينًا أن مذهب الشافعية أجاز ذلك في حال كان جلوس الإمام لعذر، وهو الرأي الذي تعمل به دار الإفتاء المصرية.
وأكد أن المأمومين يجب أن يصلوا قيامًا لأن القيام فرض لا يسقط إلا بالعجز، موضحًا أن إمامة الجالس جائزة، لكن من الأفضل إذا وُجد شخص يستطيع القيام أن يتولى الإمامة خروجًا من الخلاف.
وفي مسألة أخرى، تلقى الشيخ أحمد ممدوح سؤالًا من طفل صغير عبر بث مباشر لدار الإفتاء، قال فيه: "أنا عايز أصلي بأبويا وأمي وأنا حافظ كذا سورة من القرآن وبابا مش موافق، أعمل إيه؟"، فأجاب ممدوح موضحًا أن الإسلام يقر مفهوم "الصبي المميز"، وهو الطفل الذي لم يبلغ بعد لكنه قادر على الوضوء وإدارة شؤونه ومعرفة أركان الصلاة، فإذا صحت صلاته لنفسه صحت لغيره.
وأشار إلى أنه يجوز للأب أن يُقدّم ابنه الصغير للإمامة حتى يعتاد الصلاة ويحبها، بشرط أن يكون قادرًا على أدائها على وجهها الصحيح، أما إن لم يكن متمكنًا من الصلاة، فيجوز أن يقف والداه خلفه دون الاقتداء به، من باب التدريب والتشجيع.
أما عن حكم إمامة المرأة لزوجها في الصلاة، فقد أوضح الشيخ علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر عبر صفحة الدار على فيسبوك، أن ذلك غير جائز سواء في صلاة الفرض أو النفل. وقال إن صلاة الرجل خلف المرأة لا تصح بإجماع العلماء، حتى وإن كانت المرأة أحفظ لكتاب الله أو كان الزوج كبير السن.
وأضاف فخر أن الإمام النووي ذكر في كتابه المجموع أن الأئمة اتفقوا على عدم جواز صلاة الرجل أو الصبي خلف امرأة، سواء في الفرائض أو النوافل، وهذا هو مذهب جمهور العلماء من السلف والخلف، ومنهم الأئمة مالك وأبو حنيفة وسفيان وأحمد وداود.
واختتم أمين الفتوى تصريحه بالتأكيد على أن المرأة التي ترغب في الخير يمكنها أن تعلم زوجها القرآن وتفقّهه في الدين، لكن لا تؤمه في الصلاة، لأن الإمامة في الإسلام موكولة للرجال دون النساء.