الموقع العالمى لإذاعة القرآن خطوة لتجديد الخطاب الدينى
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
تهتم الدولة المصرية بإنشاء موقع عالمى لإذاعة القرآن الكريم وهو خطوة مهمة فى تجديد الخطاب الدينى، ونشر رسالة الإسلام السمحة داخليًا وخارجيًا، كما أن حفظ التراث عموما ضرورة حياة بالنسبة للأمم ذات التاريخ الضارب بجذوره فى أعماق الزمان.
قال الدكتور خالد نصر، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالمنوفية، إن التراث الدينى عامة، وتراث القراء والمبتهلين بوجه خاص، يمثل جزءًا أصيلًا من هوية الأمة وثقافتها، مؤكدًا أن «أمة بلا تراث لا وزن لها ولا قيمة، لأنه الجسر الذى يصل الماضى بالحاضر، ويمنح الأجيال الحالية القدرة على التمسك بدينها وعقيدتها، كما يحفزها على الإبداع والاقتداء بما قدمه السابقون».
وأضاف نصر، أن إذاعة القرآن الكريم على مدار عقود طويلة قدمت للعالم أصواتًا فريدة من كبار القراء والمبتهلين، مثل الشيخ محمد رفعت، والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وغيرهم ممن يصعب أن يجود الزمان بمثلهم مرة أخرى، مشيرًا إلى أن معظم القراء الحاليين ينتمون إلى مدارس هؤلاء الرواد ويستلهمون منهم، مما يجعل حفظ تراثهم ضرورة دينية وثقافية.
وأكد عميد أصول الدين بالمنوفية، أن اهتمام الدولة بإنشاء موقع عالمى لإذاعة القرآن الكريم يُعد خطوة مهمة فى تجديد الخطاب الدينى، ونشر رسالة الإسلام السمحة داخليًا وخارجيًا، موضحًا أن «كثيرًا من العلماء والمستشرقين الغربيين تأثروا بأصوات القراء المصريين، بل إن بعضهم دخل الإسلام بعد سماع تلك التلاوات الخاشعة».
وأوضح أن المشروع يسهم فى تعزيز مكانة مصر عالميًا كمنارة للقرآن الكريم وعلومه، لافتًا إلى أن القراء المصريين كان لهم حضور بارز فى أوروبا والولايات المتحدة، وهو ما جعل أصواتهم وسيلة مؤثرة لنشر الدعوة الإسلامية فى العالم.
وأشار نصر إلى أن توثيق هذا التراث عبر المواقع الإلكترونية الحديثة مع توفير ترجمات باللغات العالمية الحية مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، سيجعل رسالة القرآن أكثر وصولًا وانتشارًا، مع إبراز القيم الإسلامية بعيدًا عن التعصب والتمييز.
وطالب عميد أصول الدين، القائمين على المشروع بضرورة التحلى بالأمانة العلمية فى عرض المواد، وتقديمها بإخلاص وبأسلوب مبسط واضح، بعيدًا عن إثارة المسائل الخلافية، مع التركيز على إظهار سماحة الإسلام وعدالته ووسطية خطابه.
وختم حديثه بالتأكيد على أن المشروع لا يحفظ فقط تراث القراء والمبتهلين، بل يعزز مكانة مصر الدينية عالميًا، ويدعم جهود الدولة فى نشر الخطاب الدينى الوسطى المعتدل.
وقال الدكتور غانم السعيد، عميد كليتى الإعلام واللغة العربية، إن حفظ التراث عموما ضرورة حياة بالنسبة للأمم ذات التاريخ الضارب بجذوره فى أعماق الزمان، وإذاعة القرآن الكريم بصفتها أول إذاعة متخصصة فى العالم العربى والإسلامى فى قراءة القرآن الكريم بأصوات كبار القراء فى مصر، بالإضافة إلى برامجها التى كان كبار العلماء يقدمون فيها الإسلام للعالم بوسطية واعتدال، كما كان أيضا للمبتهلين مكانة عظيمة فى هذه الإذاعة حيث كانوا -بأصوتهم الجميلة الندية وأناشيدهم التى تعظم من قدر الرسول صلى الله عليه وسلم، وتحث على القيم والأخلاق الفاضلة- يستميلون العقول والقلوب، وصارت إذاعة القرآن بفضل ما تقدمه من قراءة للقرآن الكريم وبرامج متعددة تعالج قضايا المجتمع من أعلى الإذاعات جماهيرية على مستوى إذاعات العالم، ولا شك أن أرشيفها يمتلئ بهذا الكنوز التى كانت مكدسة على أرفف المكتبات، فجاءت توجيهات الرئيس بالاهتمام بهذا التراث والمحافظة عليه وإعادة إذاعته، لتعيد الاهتمام بإذاعة القرآن، والاعتزاز بدورها فى المجتمع، وضرورة الحفاظ على تراثها.
أوضح «السعيد» فى حديثه لـ«الوفد» أن حفظ هذا التراث الكبير لإذاعة القرآن من الأهمية بمكان لأنه بما يحتويه من تسجيلات لكل ما تذيعه هو حفاظ على التراث الدينى الوسطى ليس لمصر وحدها بل لكل العالم الإسلامى، كما أنه يحفظ الهوية الثقافية للدولة المصرية على مدار عدد من العقود.
وأضاف: وسوف يزداد دور إذاعة القرآن الكريم ويتأصل بعد إنشاء موقع عالمى لها تبث من خلاله كل ما تقدمه، وسوف يكون لهذا الموقع أثره العظيم فى تجديد الخطاب الدينى لأن كثيرا من البرامج الدينية التى تقدمها تهتم بحال المسلمين وواقعهم فى أى مكان يوجدون فيه، وسوف يسهل عليهم التواصل مع الإذاعة للأسئلة عن كل ما يعن لهم من أمور يريدون أن يعرفوا كيف يتصرفون فيها من خلال مايفرضه عليهم دينهم، وذلك من خلال العلماء الذين تستضيفهم الإذاعة لهذه الأمور، ومن هنا لن يكون للمتطرفين المتشددين دور فى افتاء الناس بما يصنع منهم متشددين.
وتابع: وأظن - بل أجزم - بأن الأزهر الشريف لن يتأخر عن تقديم الدعم الكامل لإذاعة القرآن الكريم فى ثوبها الجديد، وهذا هو العهد به دائما فعلماؤه هم الركيزة الأساسية لإذاعة القرآن الكريم منذ نشأتها، فهم يشاركون فى كثير من البرامج، بل إن بعضهم خصصت لهم برامج يقدمون فيها علمهم ورؤاهم لكل المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها.
واختتم قائلًا: أنصح القائمين على توثيق المواد التى ستنشر على هذه المواقع، أن ينوعوا فى المادة العلمية المقدمة ليفيد منها كل المسلمين كل واحد على حسب احتياجاته، وأن يراعوا الزمان والمكان فيما يقدمونه فما يحتاجه العربى قد يختلف فى بعض الجوانب عما يحتاجه الأوربى، والأسيوى، والأفريقى فلكل بيئة ظروفها، وواقعها المختلف، وما كان صالحا منذ السبعينات ليس بالضرورة أن يكون صالحا فى وقتنا هذا فالوقع يتغير، والحياة تتجدد ولكل جديد فقهه وفتاواه التى لا تخالف أصلا من أصول الشريعة، وأحيى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يدرك قيمة هذه الإذاعة، ودورها المهم فى تشكيل عقل ووجدان المسلمين فى كل مكان، فأوْلاها عنايته واهتمامه حتى تكون أكثر تأثيرا، وإن الموقع العالمى سيزيد من هذا التأثير وسيساعدها كثيرا فى تقديم الصورة الصحيحة للإسلام للبشرية جمعاء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدولة المصرية بإنشاء لإذاعة القرآن الکریم إذاعة القرآن الکریم الخطاب الدینى
إقرأ أيضاً:
أوقاف البحيرة تهنّئ أبناءها الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم
قدمت مديرية أوقاف البحيرة، برئاسة الدكتور عبد الصبور الأنصاري وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة، وبمشاركة الدكتور سامي العسالة وكيل المديرية، والشيخ أحمد رجب خليفة مدير عام الدعوة، وجميع العاملين بالمديرية، خالص التهاني والتبريكات لأبناء محافظة البحيرة الفائزين والمتألقين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم في دورتها الثانية والثلاثين، والتي تُعد واحدة من أهم المسابقات الدولية التي تنظمها وزارة الأوقاف سنويًا برعاية كريمة من الدولة المصرية.
وأكدت مديرية أوقاف البحيرة في بيانها الاحتفائي أن فوز عدد من أبناء المحافظة بمراكز متقدمة يعكس حجم الجهد المبذول في الاهتمام بالقرآن الكريم وحفظته، ويجسد ثمرة الدعم الكبير الذي توليه الوزارة، وكذلك حرص المديرية على اكتشاف المواهب القرآنية ورعايتها منذ الصغر.
واعتبرت مديرية أوقاف البحيرة أن هذا التفوق يُعد مصدر فخر واعتزاز ليس لأهالي البحيرة فحسب، بل لمصر بأكملها لما يمثله من تجديد للريادة المصرية في مجال حفظ وتجويد القرآن الكريم.
وجاءت النتائج التي حققها أبناء البحيرة هذا العام مشرّفة وبارزة، حيث حصلت رقية رفعت عبد الباري على المركز الأول في الفرع الأول «حفظ وتلاوة القرآن الكريم برواية حفص»، وهو أحد أعلى فروع المسابقة قيمة ومستوى.
كما فاز محمود سمير فهيم عبد الغني بالمركز الثاني في الفرع ذاته، في إنجاز يعكس قوة المنافسة التي خاضها أبناء المحافظة.
وفي الفروع الأخرى، حصل طارق شعبان أحمد عبده على المركز الأول في الفرع الثالث، بينما حصد محمود محمد عبد الشافي المركز الأول في الفرع الرابع المخصص للناشئة.
وحققت جنا حمادة دربالة المركز الرابع في الفرع نفسه، فيما جاءت هبة عبد الجليل الجيوشي في المركز الخامس.
كما نالت مريم ياسر زين العابدين المركز الرابع في الفرع السادس «ذوو الهمم»، لتؤكد حضور أبناء المحافظة في مختلف الفئات.
أما في فرع «الأسرة القرآنية»، فقد حققت أسرة صلاح تاج الدين وهم: أسماء صلاح تاج الدين، ومحمد صلاح تاج الدين، وعبد القادر صلاح تاج الدين المركز الثاني، في نموذج يُجسد القدوة الحسنة للأسرة المصرية التي تنشأ على حب القرآن وتلاوته.
وأعربت مديرية أوقاف البحيرة عن بالغ تقديرها لهذه الكوكبة المباركة، مؤكدة أن هذه النجاحات جاءت نتيجة جهد كبير من المشاركين وأسرهم، ودعم متواصل من الأئمة والمشايخ الذين تولّوا مهمة تعليمهم وتوجيههم.
كما جددت مديرية أوقاف البحيرة تأكيدها على استمرار دعمها الكامل لجميع المواهب القرآنية، من ناشئة وطلاب وأئمة وذوي الهمم، وتشجيعهم على المشاركة في المحافل المحلية والدولية، بما يعزز مكانة محافظة البحيرة كمنارة متميزة في حفظ وتجويد القرآن الكريم.
واختتمت مديرية أوقاف البحيرة بيانها بالدعاء لأبنائها بالتوفيق والسداد، وأن يظل القرآن نورًا لهم في حياتهم، ومصدرا للرفعة والبركة في مجتمعهم ووطنهم.