الأسبوع:
2025-10-07@21:56:16 GMT

حماس في مفترق طرق

تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT

حماس في مفترق طرق

حركة المقاومة "حماس" هي حركة مقاومة شعبية تأسست عام 1987، وذلك من أجل التصدي للمشروع الصهيوني، وتحرير الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وصولاً إلى تحرير فلسطين، وغيرها من الأهداف المشروعة، بعدها سيطرت الحركة بعد اشتباكات مع حركة "فتح" على قطاع غزة في يوليو عام 2007، الأمر الذي أدى إلى تمردها على منظمة التحرير الفلسطينية، وغيرها من الفصائل في الضفة الغربية، الأمر الذي أدى إلى الانشقاق والانفصال الفلسطيني، والذي استغلته الحكومات المتطرفة كذريعة لمواصلة مشروعها الاستيطاني، للاستيلاء على كامل الأراضي الفلسطينية، ومع قيام حركة حماس، وفصائل مقاومة أخرى بعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام 2023، انطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ ما يقارب العامين في شن حربه الوحشية على قطاع غزة، تلك الحرب التي وصفها غالبية شعوب العالم بحرب الإبادة الجماعية، وذلك بسبب العدد الكبير الذي خلفته تلك الحرب من القتلى والجرحى، وترويع لم يشهده العالم من قبل، إضافة إلى تدمير الجيش الإسرائيلي، وحكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة من تدمير ممنهج لقطاع غزة، هذا القطاع الذي كان ينعم بالحياة قبل تلك العملية.

ومع المفاوضات المضنية والجهود الحثيثة التي بذلتها كل من مصر، قطر، وأمريكا بمساندة إسلامية وغربية، فإن كل المفاوضات قد فشلت في حرب الإبادة، وذلك بسبب إصرار نتنياهو على استغلال الفرصة من أجل تهجير الفلسطينيين، وتجويعهم وصولاً إلى بسط سيطرة إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية في الضفة، وقطاع غزة، ومع وصولنا الآن للخطة التي توصل إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع موافقة بنيامين نتنياهو، والكثير من الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها كل من مصر، قطر، وتركيا بهدف أسمى، وهو وقف الحرب، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى أبناء غزة، فإن العالم قد تنفس الصعداء مع خروج تلك الخطة الأمريكية إلى النور، رغم غموض بنودها، وظلمها للحق الفلسطيني، كما أن غالبية سكان غزة، والضفة يؤيدون تلك الخطة، ويدعون حركة حماس، والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها للموافقة عليها حرصًا على حقن ما تبقى من دماء فلسطينية، وحرصًا على مستقبل إقامة الدولة الفلسطينية، وبرغم البنود الجائرة التي تدعو إلى تفكيك بنية حكم ومستقبل حماس في غزة، فإن الكرة في ملعب حركة حماس، تلك الحركة التي أوصلت الوضع الفلسطيني إلى هذا الوضع المأساوي، وتحكم ترامب وتوني بلير، وحكومة إسرائيل في إدارة قطاع غزة، ما يثبت ومع المهلة الكبيرة التي حددها الرئيس ترامب أن حركة حماس قد أصبحت في مفترق طرق، فإما اختيارها لسكة السلامة، وتسليم السلاح، والتخلي عن دورها بالتخلي عن خطة ترامب، أو اختيارها لسكة الندامة، ما يعني مواصلة حرب إسرائيل الوحشية التي لن ترحم ما تبقى من أبناء غزة للاستيلاء على كامل الأراضي الفلسطينية، وخسارة حماس للتضامن العربي والدولي غير المسبوق، وإما باختيار حماس لسكة "اللي يروح ما يرجعش"، أي بعدم موافقتها على الخطة، وتعرضها إلى تهديد، ووعيد الرئيس ترامب الذي سيفتح جهنم- وفق قوله- على حماس، ومساندة إسرائيل لحربها الوحشية على قطاع غزة، ورغم كل تلك السيناريوهات المتوقعة فإن العالم يتمنى، ويترقب أن تقول حماس نعم للخطة، وأن تسلم سلاحها والأسرى الإسرائيليين، وأن تتخلى عن دورها السياسي في دولة فلسطين المرتقبة، فهل تتعلم حماس الدرس بعد تسببها في هذا الوضع المأساوي، وذلك بعد أن خاب تعويلها على إيران، وأذرعها في المنطقة، أيضًا على تقديم دعم الفلسطينيين في الضفة؟ أم أنها ستتمادى في تعنتها، وتجد نفسها وحدها في مصير حالك؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حرکة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤول فلسطيني: حركة “حماس” تصر على إطلاق سراح ستة من كبار الأسرى على رأسهم البرغوثي وسعدات

مسؤول فلسطيني: حركة “حماس” تصر على إطلاق سراح ستة من كبار الأسرى على رأسهم البرغوثي وسعدات

مقالات مشابهة

  • فلسفة التاريخ في رد حركة حماس على ورقة ترامب..
  • نتنياهو: اقتربنا من نهاية الحرب ولكننا لم نصل إلى هناك بعد وسيتم تدمير حركة الفصائل الفلسطينية
  • أبرز الإنجازات العالمية التي تحققت للقضية الفلسطينية بعد عامين من الإبادة
  • انطلاق أولى جولات التفاوض في القاهرة بمشاركة وفد من حركة "حماس"
  • الشيطان يكمن في التفاصيل.. ما أبرز البنود التي قد تعرقل مفاوضات شرم الشيخ بين حماس وإسرائيل؟
  • مسؤول فلسطيني: حركة “حماس” تصر على إطلاق سراح ستة من كبار الأسرى على رأسهم البرغوثي وسعدات
  • أستاذ علوم سياسية: رد حركة حماس على خطة ترامب موقف عبقري في توقيت حاسم
  • انقسامات داخل الفصائل الفلسطينية تُهدد فرص تطبيق خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة
  • الشيطان يكمن في البنود الغامضة.. ماذا بعد موافقة المقاومة الفلسطينية على «خطة ترامب»؟