اليمن يدعو إلى دعم دولي لحماية الملاحة بالبحر الأحمر
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلةدعت الحكومة اليمنية إلى دعم مؤسسات الحكومة وفي مقدمتها قوات خفر السواحل، لضمان قيامها بدورها في مراقبة وحماية أمن الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر، جاء ذلك فيما أعلنت الأمم المتحدة رفضها أي اتهامات بتورط موظفيها أو عملياتها باليمن بأي شكل من أشكال التجسس.
وقال نائب وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، مصطفى نعمان، في كلمته خلال جلسة تتعلق بأمن البحر الأحمر والقرن الأفريقي، ضمن فعاليات الدورة الـ 11 لمنتدى حوارات روما المتوسطية المنعقدة في مدينة نابولي الإيطالية، إلى أهمية التعاون الإقليمي والدولي لدعم الحكومة اليمنية، مرحباً في هذا الشأن بالشراكة الدولية التي تم إطلاقها مؤخراً لتعزيز قدرات الحكومة اليمنية في حماية أمنها البحري.
وأشار إلى أهمية المبادرات الإقليمية التي تهدف إلى تعزيز أمن الملاحة، وحماية التجارة العالمية، ومكافحة القرصنة والتهريب، والسطو المسلح في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
وأكد نائب وزير الخارجية، إلى أن أمن السواحل والممرات المائية في المنطقة مسؤولية إقليمية ودولية مشتركة تمس أمن واستقرار المنطقة وحركة التجارة العالمية، مشدداً على تظافر الجهود الدولية والإقليمية وتعزيز التعاون والتنسيق بين اليمن ودول القرن الأفريقي من أجل مكافحة تدفقات الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأحمر وباب المندب، ومواجهة تحدياتها المتزايدة والتي تمثل عبئاً اضافياً ولها تبعات وتداعيات أمنية وإنسانية وإجتماعية خطرة، ليس على دول المنطقة فحسب وإنما أيضاً تصل تبعاتها وآثارها السلبية إلى دول ومناطق اخرى على كافة المستويات.
في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة رفضها القاطع لأي اتهامات بتورط موظفيها أو عملياتها في اليمن بأي شكل من أشكال التجسس أو أي من الأنشطة التي لا تتوافق مع مهمتها الإنسانية.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بشأن التطورات المتصلة بموظفي الأمم المتحدة المحتجزين تعسفياً من قبل الحوثيين.
وعبر عن قلق وانزعاج المنظمة الشديد إزاء هذه الاتهامات المغرضة الصادرة عن الحوثيين بما فيها وصفهم موظفي الأمم المتحدة بـ «الجواسيس والإرهابيين»، كما فعلوا في سياقات أخرى، وحذر من أن هذه الاتهامات تعرض حياة موظفي الأمم المتحدة في كل مكان للخطر.
وقال دوجاريك إن «هذا أمر غير مقبول»، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة ستواصل مطالبتها بإنهاء الاحتجاز التعسفي لـ 53 من زملائه الدوليين، إلى جانب موظفي المنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية، مشيراً إلى أن بعضهم محتجز لسنوات من دون السماح بأي اتصال معهم.
وأكد أن عمل الأمم المتحدة في اليمن، على غرار جميع الأماكن التي تعمل فيها، يسترشد بمبادئها الأساسية وهي الإنسانية، والنزاهة، والحياد، والاستقلالية، وذكر بأن سبب وجود الأمم المتحدة وفرقها الإنسانية في اليمن يكمن فقط في مساعدة الشعب اليمني.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليمن الأزمة اليمنية الحكومة اليمنية الأزمة في اليمن البحر الأحمر الملاحة البحرية أمن الملاحة البحرية الملاحة الدولية أمن الملاحة الأمم المتحدة ميليشيات الحوثي جماعة الحوثي الأمم المتحدة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
موجة هروب صادمة للصوماليين من اليمن
في مشهد يقترب من الرعب الإنساني، تتخذ مئات العائلات الصومالية في عدن قراراً يائساً بالعودة إلى بلادٍ مزّقتها الحروب، بعدما وصلت معاناتها في اليمن إلى حدّ لم يعد يُحتمل.
في حي البساتين، الملقّب بـ«مقديشو عدن»، يعيش آلاف الصوماليين وسط طرق موحلة تحاصرها القمامة وروائح العفن، وبيوت بالكاد تُصنَّف مأوى.
أطفال نحيلون، أمهات يائسات، ورجال يخرجون كل صباح بلا أمل… لعلهم يجدون لقمة تسدّ رمق أسرهم. عبدالله عمر، الشاب الذي حلم يوماً بعبور اليمن نحو الخليج، وجد نفسه أسيراً لفقر مرعب.
يعمل لساعات مقابل مبلغ لا يتجاوز دولاراً واحداً… وفي بعض الأيام لا يجد شيئاً.
يقول بحسرة: «يوم نأكل ويوم على الله… هذه حياتنا».
ومع انهيار فرص العمل وارتفاع البطالة في عدن بشكل غير مسبوق، بدأت موجة عودة جماعية للاجئين الصوماليين إلى بلادهم، رغم معرفتهم بأنهم يعودون إلى دولة مخضّبة بالعنف وسيطرة الجماعات المسلحة.
المفارقة القاسية: ما فرّوا منه هناك أصبح أرحم مما وجدوه هنا.
الأمم المتحدة تؤكد أن النزاع اليمني، المستمر منذ 2014، دفع البلاد إلى حافة الانهيار الكامل، وترك أكثر من 19.5 مليون إنسان—بينهم آلاف اللاجئين—في مواجهة الجوع والمرض والموت البطيء.
برنامج العودة الطوعية للاجئين، الذي أُطلق قبل سنوات، تحوّل مؤخراً إلى طوق النجاة الأخير للصوماليين. فمعظم العائدين—56% منهم—أقرّوا بأنهم يغادرون لأن اليمن لم يعد يوفر حتى «فرصة للبقاء على قيد الحياة».
لكن المشهد الأكثر إيلاماً هو وداع العائلات في مطار عدن: أطفال يرتجفون من الخوف، نساء يبكين بصمت، ورجال يحدّقون في الفراغ… لا يحملون معهم سوى الأمل بأن «العودة إلى الخطر» أفضل من العيش في «جحيم اليمن».
ومع استعداد الأمم المتحدة لتسيير رحلات جديدة خلال الأسابيع المقبلة، تبدو موجة الهروب هذه مجرد بداية لرحلة أكثر خطورة، تكشف حجم الانهيار الذي بات يلتهم كل من يعيش على أرض اليمن.