الإمارات.. التزام تاريخي بدعم الشعب اللبناني
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
شعبان بلال (بيروت، القاهرة)
حرصت الإمارات على تعزيز العلاقات الثنائية مع الجمهورية اللبنانية، انطلاقاً من التزامها التاريخي بمساعدة الشعب اللبناني، وتقديم أشكال الدعم كافة له في مختلف المجالات.
وحفل تاريخ العلاقات بين البلدين بمواقف إماراتية مشرفة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وجّه في عام 1974 بتمويل مشروع الليطاني في لبنان بمبلغ 150 مليون دولار، فيما شهدت مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية مبادرات هدفت إلى ترسيخ السلم الأهلي في لبنان الشقيق، وإعادة إعماره، ودعم أسس استقراره وازدهاره، مولت خلالها الإمارات العديد من مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة، وغيرها من المجالات.
وشددت وزيرة السياحة اللبنانية، لورا الخازن، على أهمية التطور اللافت للعلاقات الإماراتية اللبنانية، في ظل الروابط التاريخية المتينة التي تجمع بين البلدين، مؤكدة أن هذه العلاقات تقوم على الثقة والالتزام والتعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والسياحية والسياسية والثقافية.
وأوضحت الخازن، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن لبنان ممتن لاحتضان الإمارات جالية لبنانية، مؤكدةً حرص بيروت على تعزيز هذه الشراكة وتطويرها لما فيه خير البلدين والشعبين.
وأشارت إلى أن الحكومة اللبنانية الحالية تتبنى رؤية واضحة للتعافي الاقتصادي، ترتكز على استعادة الثقة، عبر إصلاحات مالية ومصرفية جدية، وتحسين مناخ الأعمال لتشجيع الاستثمارات.
وقالت الوزيرة اللبنانية، إن القطاع السياحي يحتل موقعاً محورياً في قلب الرؤية الإصلاحية، من خلال تطوير تجربة السائح العربي والأجنبي، والاستجابة لهواجس الزوار، وتعميم مبادرات السياحة المستدامة على كامل الأراضي اللبنانية على مدار السنة، بما يعيد الحيوية إلى مختلف المناطق، ويخلق فرص عمل للأجيال الشابة.
وفي أعقاب تحرير جنوب لبنان عام 2000، جددت الإمارات التزامها بمساعدة الشعب اللبناني في مسيرة البناء والتعمير، وأعلنت في 25 أكتوبر 2001، تنفيذ مشروع التضامن الإماراتي، لإزالة الألغام في جنوب لبنان، بتكلفة قدرها 50 مليون دولار، بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية.
ولمواجهة الأزمات الاقتصادية الخانقة التي شهدها لبنان، منذ مطلع الألفية الثالثة، اكتتبت الإمارات في يناير 2003 في سندات خزينة بقيمة 300 مليون دولار، لدعم الخزينة اللبنانية تنفيذاً لمقررات مؤتمر «باريس 2»، ووقعت اتفاقية خاصة بذلك.
وكانت الإمارات في عام 2006 من أولى الدول الداعمة للبنان، بهدف الحفاظ على أمنه واستقراره وسلامة أراضيه، وذلك مع إطلاقها في سبتمبر من العام ذاته «المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان»، الذي لم يوفر جهداً أو مبادرة لتجاوز الآثار المدمرة التي خلفتها الحرب على لبنان آنذاك.
وفي السياق، شدد وزير الزراعة اللبناني، نزار هاني، على أهمية العلاقات المتينة التي تجمع بين الإمارات ولبنان، ووصفها بـ «علاقات أخوة وصداقة»، تقوم على أسس راسخة، مؤكداً أن الإمارات تُعد من أبرز الدول الداعمة للبنان على مرّ السنين، وفي مختلف المراحل.
وأوضح هاني، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن آلاف اللبنانيين يعيشون ويعملون في الإمارات. وأشار إلى أن الخطة الاقتصادية الجديدة في لبنان مبنية على أسس إنتاجية، خاصة في قطاعي الزراعة والصناعة، وتحديداً الزراعة المستدامة والزراعة المتكيفة مع التغيرات المناخية، مشيراً إلى أن وزارة الزراعة اللبنانية تعمل حالياً على إعداد خطة زراعية لمدة 10 أعوام (2026 - 2035) مبنية على أسس علمية.
وواصلت الإمارات الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني خلال أزمة «مرفأ بيروت»، حيث سارعت إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين.
وفي أكتوبر من العام 2024، أطلقت الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حملة «الإمارات معك يا لبنان»، شارك فيها المجتمع، والمؤسسات، والهيئات الحكومية والخاصة؛ لدعم الأشقاء اللبنانيين، ومساعدتهم والوقوف معهم في مواجهة التحديات التي شهدها لبنان حينها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: لبنان الشعب اللبناني الإمارات السياحة اللبنانية وزير الزراعة اللبناني الإمارات ولبنان حملة الإمارات معك يا لبنان مساعدات الإمارات المساعدات الإنسانية المساعدات الإماراتية المساعدات الإغاثية الشعب اللبنانی
إقرأ أيضاً:
بدعم من وكالة الإمارات.. تحميل المساعدات على "سفينة الإمارات الإنسانية" لإغاثة غزة
تواصل عملية «الفارس الشهم 3» تحميل «سفينة الإمارات الإنسانية» بالمساعدات الغذائية والطبية ومواد الإيواء، تمهيدًا لإرسالها إلى قطاع غزة دعمًا للشعب الفلسطيني الشقيق، وذلك بدعم من وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، وفي إطار الحرص المستمر على تعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة لاحتياجات أهالي القطاع.
وتجري عمليات تحميل المساعدات بوتيرة متسارعة، بالتنسيق مع عدد من الهيئات والمؤسسات الخيرية والإنسانية في دولة الإمارات، بما يعكس تكامل الجهود الوطنية واستجابة الدولة السريعة لتقديم العون الإغاثي العاجل للشعب الفلسطيني.
وتُعد هذه السفينة امتدادًا للجسر الإنساني الإماراتي المتواصل إلى غزة، تأكيدًا على التزام دولة الإمارات الثابت بدعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته.
وتجسد عملية «الفارس الشهم 3» النهج الإنساني الراسخ لدولة الإمارات في مساندة المحتاجين والمتضررين، عبر التعاون والتكامل بين مؤسساتها الخيرية والإنسانية.