هل يمكن لبوتين دخول الاتحاد الأوروبي رغم العقوبات ومذكرة التوقيف؟
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
العقوبات الأوروبية ومذكرة التوقيف الصادرة بحقه تُلقيان بظلال من الشك على قدرة فلاديمير بوتين على السفر إلى بودابست ولقاء دونالد ترامب. اعلان
تلقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوة رسمية لزيارة بودابست، وذلك بعد مكالمة هاتفية مطوّلة أجراها مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث اتفقا مبدئيًا على عقد لقاء في عاصمة دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، لمناقشة إمكانية إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا.
بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، فرض الاتحاد الأوروبي حزمة واسعة من العقوبات على شخصيات روسية رفيعة المستوى، بينها تجميد أصول ومنع من السفر. شملت العقوبات الرئيس بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، لكن العقوبات التي فُرضت على بوتين لم تشمل حظر السفر، وذلك بهدف الإبقاء على الحد الأدنى من قنوات التواصل الدبلوماسي. هذا يعني أن دخول بوتين إلى المجر ليس محظورًا من حيث المبدأ، غير أن العقبة الأكبر تكمن في إغلاق المجال الجوي الأوروبي أمام الطيران الروسي. ووفق وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA)، يُحظر على الطائرات الروسية التجارية والخاصة دخول أجواء الاتحاد الأوروبي، مع استثناءات محدودة تتعلق بالحالات الإنسانية أو الدبلوماسية، بشرط الحصول على استثناءات من الدول المعنية. سبق لوزير الخارجية الروسي أن تمكّن من دخول مالطا العام الماضي بعد رحلة التفافية طويلة لتجنّب الأجواء الأوروبية، في حين رُفض منح إعفاء لمتحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الخاضعة لحظر السفر. بالتالي، أمام بوتين خياران: إما المرور عبر دول غرب البلقان (المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي) لتجنّب المجال الجوي الأوروبي، أو الحصول على استثناءات من دول مثل بولندا وسلوفاكيا للسماح له بالمرور.
Related قبيل زيارة زيلينسكي إلى واشنطن.. ترامب وبوتين يتفقان على عقد قمة جديدةترامب وبوتين يتفقان على لقاء في بودابست.. وزيلينسكي: روسيا تهرع للحوار عند سماعها بتوماهوكلقاء بوتين والشرع.. هل يرسم ملامح مرحلة جديدة في المشهد السوري؟ مذكرة التوقيفإضافة إلى العقوبات، يواجه بوتين مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب، خصوصًا الترحيل القسري لعشرات آلاف الأطفال الأوكرانيين من المناطق المحتلة. ورغم أن روسيا والولايات المتحدة ليستا طرفين في نظام روما الأساسي، فإن جميع دول الاتحاد الأوروبي موقعة عليه، ما يجعلها ملزمة من حيث المبدأ بالتعاون مع المحكمة. المجر، التي أعلن رئيس وزرائها فيكتور أوربان نيتها الانسحاب من المحكمة بعد إصدار مذكرة التوقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لن تكون خارج اختصاص المحكمة إلا اعتبارًا من يونيو/حزيران 2026، ما يعني أنها لا تزال ملزمة بالتعاون معها في الوقت الحالي. لكن المحكمة الجنائية الدولية لا تملك آليات تنفيذية خاصة بها، وتعتمد على الدول الأعضاء لتنفيذ مذكرات التوقيف. سبق أن استضافت منغوليا بوتين دون أي إجراءات قانونية، كما استقبل أوربان نتنياهو في أبريل الماضي دون تنفيذ مذكرة توقيف صادرة بحقه. وقال دبلوماسي أوروبي رفيع: "إذا هبط بوتين في بودابست، فإن اعتقاله سيكون النتيجة المنطقية، لكن لا أحد سيتفاجأ إذا لم تفعل المجر ذلك".
ينصّ نظام روما الأساسي في مادته 27 على أن القانون يسري على الجميع دون استثناء، بما في ذلك رؤساء الدول، فيما تنص المادة 98 على احترام الحصانات الدبلوماسية للدول غير الأطراف. وقال محمود أبو واصل، نائب رئيس معهد لاهاي للعدالة الدولية، لـ "يورونيوز": "إذا نصّ القانون المحلي على تمتع رئيس دولة بحصانة تحول دون اعتقاله، فإن هذا الأمر قد يُطبّق. لكن في نهاية المطاف القرار يعود للمحكمة وليس للدولة وحدها". ويمكن للمجر، التي وعدت بالفعل بمنح بوتين "ممرًا آمنًا"، أن تستخدم هذا المبرر لتجنّب تنفيذ مذكرة التوقيف، كما فعلت فرنسا سابقًا في حالة نتنياهو.
حتى لو لم يسفر اللقاء عن نتائج ملموسة، فإن مجرد استقبال بوتين على أرض أوروبية سيمثل مكسبًا سياسيًا له بعد سنوات من العزلة. كما سيضع الاتحاد الأوروبي في موقف حرج، إذ يجتمع الرئيسان الروسي والأميركي في دولة عضو كثيرًا ما خالفت الإجماع الأوروبي بشأن دعم أوكرانيا. في المقابل، قد تستغل موسكو أي رفض محتمل لدخول بوتين للترويج لروايتها بأن الاتحاد الأوروبي هو من يسعى إلى التصعيد مع روسيا، وليس العكس، وهو ما قد يمنح الكرملين ورقة سياسية إضافية. وبين التعقيدات القانونية والتجاذبات السياسية، يبقى مصير هذه القمة غير محسوم، فيما يُرتقب أن يلعب موقف كييف دورًا مؤثرًا في تحديد مآلها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل الصحة دراسة محكمة غزة دونالد ترامب إسرائيل الصحة دراسة محكمة غزة المجر الاتحاد الأوروبي دونالد ترامب فلاديمير بوتين المحكمة الجنائية الدولية دونالد ترامب إسرائيل الصحة دراسة محكمة غزة فولوديمير زيلينسكي حركة حماس ضحايا روسيا الضفة الغربية الاتحاد الأوروبی مذکرة التوقیف
إقرأ أيضاً:
مساعد الرئيس الروسي: مكالمة بوتين وترامب استمرت ساعتين ونصف
كشف مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن الأزمة الأوكرانية شكلت المحور الرئيسي للمحادثة الهاتفية بين الرئيسين فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب التي استمرت ساعتين ونصف الساعة.
واوضح، أوشاكوف في إحاطة إعلامية أن "بوتين قدم تقييما مفصلا للوضع الحالي، مؤكدا اهتمام روسيا بالتوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي سلمي للأزمة"، مشيرا إلى أن المحادثة شملت مناقشة إمكانية توريد الولايات المتحدة صواريخ "توماهوك" إلى كييف.
كما أشار الدبلوماسي الروسي إلى أن بوتين أبلغ ترامب بأن "نظام كييف يلجأ إلى أساليب إرهابية ويضرب أهدافا مدنية ومنشآت البنية التحتية للطاقة"، مؤكدا أن "روسيا مضطرة للرد على هذه الأعمال".
وكشف أوشاكوف عن مناقشة الزعيمين إمكانية عقد لقاء على المستوى الشخصي، حيث أيد بوتين مباشرة اقتراح ترامب بعقد قمة روسية-أمريكية في العاصمة الهنغارية بودابست.
وأضاف المساعد الرئاسي الروسي أن ترامب ذكر خلال المكالمة أنه سيلتقي فلاديمير زيلينسكي، معربا عن نيته "أخذ الأفكار التي عبر عنها بوتين في الاعتبار خلال اتصاله بزيلينسكي".
كما أشار أوشاكوف إلى أن الرئيس بوتين عبر عن شكره للسيدة الأمريكية الأولى ميلانيا ترامب على جهودها في لم شمل الأطفال الروس والأوكرانيين مع عائلاتهم.
وقال: "أعرب رئيسنا عن تقديره العميق للجهود الشخصية التي تبذلها ميلانيا ترامب، زوجة الرئيس الأمريكي، في لم شمل الأطفال الروس والأوكرانيين مع عائلاتهم، وطلب من الرئيس ترامب نقل أطيب تمنياته لعقيلته".