الثورة نت:
2025-12-03@05:18:42 GMT

ماذا لو كنت أم شهيد؟

تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT

ماذا لو كنت أم شهيد؟

 

وفاء الكبسي
لن ننسى شهداءنا العظام ما حيينا، وستظل أسماؤهم محفورة في ذاكرتنا، صحيح أنهم فارقونا وغادروا هذه الدنيا، لكن مع ذلك منحونا الثقة في أنفسنا أكثر وأكثر، تخيلت للحظة ماذا لو كنت أم شهيد وماذا يعني هذا اللقب لأمهات الشهداء فأسرد خيالي هذه القصة، تخيلت أني جالسة قبل العدوان مع أبنائي أحكي لهم قصص بطولات وجهاد الرسول الأعظم والصحابة الكرام خاصة الإمام علي- عليه السلام- في الجهاد والتضحية، وتخيلت وقتها أني جالسة مع شهيد سيكون من سكان الجنة بعد أعوام قليلة!
وكأني شعرت بالفعل بأن ابني سيتأثر بهذه القصص العظيمة ويحلم بالشهادة وينالها حقيقة!
وتخيلت أني مع أولادي ليلا ً أحكي لهم قصص الخالدين من الأئمة والصحابة الكرام وبطولاتهم، ولاحظت على ابني تأثره وشغفه في سماع هذه القصص، مرت الأيام وشُن علينا هذا العدوان الغاشم بكل تفاصيل إجرامه ودمويته، وما هي إلا أيام وأخبرني ابني بأنه يريد الذهاب لجبهات القتال، فقال لي:” تاقت نفسي للشهادة، أريد أن أعيش بطولات الجهاد لدفع شر الطغاة الظالمين عنا كما كنتي تروي لي بطولات رسولنا الأعظم والإمام علي والكثير من الصحابة”،  سكتُ قليلاً وقلت له:” مازالت صغيرا يابني”،  فقال لي: “وهل للجنة عمر يا أمي”؟!
ابنك رجل فلا تقلقي علي، بل افتخري وكوني كفاطمة بنت النبي محمد وزينب بنت الحسين في صبرهما وإيمانهما”،  لم يكن بيدي حيلة لأمنعه، ودعته وقبلته طويلاً وطلبت منه أن ينتبه لنفسه وأن يثبت لينال ما يتمناه، وطلب مني أن أكون راضية عنه وأن أبقي قوية ولا أبكي أو أحزن إذا ما عاد شهيدا!
مرت الأيام والشهور ومازالت الحرب تشتد أكثر فأكثر، فالعدو لم يكلّ أو يتوان في قتلنا ودمارنا وخراب بيوتنا وقتل كل شيء، و بعد سنة ونصف من ذهاب ابني للجهاد   جاء في خبر استشهاده، وفي تلك اللحظة خشيت أمراً واحداً وهو ألا أبقى راضية بما كتبه الله لابني، فأسرعت نحو الأرض وسجدت سجدة شكر طويلة وطلبت من الله أن يمنحني الصبر والرضا، لم يكن الأمر سهلا بالتأكيد وكلما تذكرت  ذلك الموقف أحمد الله بأن ثبتني ورضيت بما اختاره الله لي وله، بالرغم من ألم الفراق وحزني العميق ولكنني أقوي نفسي لأنفذ وصيته بأن أبقى قوية صلبة ثابتة راضية بل وسعيدة أيضاً.


فكلما تذكرته وتذكرت كلماته واشتياقه للشهادة وبطولاته في الجبهات أسعد لسعادته، فقد كانت له فلسفته الرائعة في الجهاد والتي جعلته لا يتقبل أن يدنس أرضنا وأن يهتك عرضنا غاز جبان، فلم يفكر لحظة في التراجع برغم صغر سنه.
الأمر ليس سهلاً بأن نكون أمهات للشهداء، لأن معني هذا عظيم معناه أننا أدينا مهمتنا كأمهات على أكمل وأجمل وجه عندما ضمنا مستقبل أبنائنا في الحياة الأخرة الخالدة وليس في هذه الدنيا القصيرة فقط، وهو ما يتمناه كل إنسان لنفسه ولأولاده، لقد ضمنت مستقبل ابني ليس هذا فحسب، بل ضمنت مستقبلي أيضا، لأن الشهيد سيشفع لي يوم القيامة -بإذن الله- ولسبعين من أهله.
معنى هذا أننا ربينا أولادنا بطريقة صحيحة صادقة، وأن ما قمت بتعليمه إياه قد أثمر وأصبح حقيقة وواقعا يشهد بصدقي وصدقه، فهذا يعني أن الله اصطفاهم واختارهم ليكونوا من سكان الجنان وأنه يحبهم لأن الجنة لا يسكنها غير أهل الإخلاص، وهو يعني أن ابني مع رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم-، والصالحين في الجنة وحسن أولئك رفيقا، وهذا خير له من كل مناصب الدنيا ومالها.
تخيلت كل هذا لأصبركن على احتمال ألم الفراق، فبينما تنتظرن ساعة اللقاء بينكن وبين أبنائكن الشهداء في الجنة، حينها ستعود، لكن بقوتكن وصلابتكن، بل وستكن سعيدات أيضا.
كتبت هذا ليكون دليلاً لأمهات وزوجات الشهداء، اللواتي يزداد عددهن كل يوم، لأن أطماع أعدائنا في بلادنا تزداد شراسة، لأننا اليوم في معركة نكون أو لا نكون، نحن أمام معركة الإيمان والوجود مقابل الكفر والطغيان والشر بكله.
أوجه رسالتي لكل أم شهيد: علينا أن ندرك كأمهات للشهداء أن العمر محدد لا يتغير، وأن أعمارنا وأعمار أولادنا وكل من حولنا محدودة لا تزيد ساعة مهما حاولنا حمايتهم، وأن أولادنا لو لم تكتب لهم الشهادة لما نجوا من الموت في الساعة المحددة لقبض أرواحهم، وفرق كبير بين من يموت شهيدا وبين من يموت في حادث سير مثلا، أو مرض، أو غيره.
فاثبتن يا أمهات الشهداء، وافرحن بالعطاء العظيم الذي وصل إليكن وإلى بأحبائكن، وأسعدن أنفسكن بهذا المنال، وتذكرن جمال اللقاء بأحبائكن يوم القيامة، ولا تنسين أبدا أنهم الآن سعداء جدا في الجنة بضيافة الرحمن، وأنهم ينتظرون قدومكن في شوق وفخر.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حمدان المزروعي: يوم يجسد وفاء الإمارات لشهدائها

أبوظبي (وام)

أكد معالي الدكتور حمدان بن مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن الرعاية الكبيرة والاهتمام المتواصل من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يجسدان المكانة الرفيعة التي تحظى بها تضحيات شهداء الإمارات وأسرهم، مشيراً إلى أن توجيهات سموه ترسخ نهج الوفاء والاعتزاز بمن قدموا أرواحهم في ميادين العز والشرف دفاعاً عن الوطن.  وقال معاليه، بهذه المناسبة: «إن يوم الشهيد محطة وطنية خالدة تقف خلالها دولة الإمارات وقفة إجلال وامتنان لأبنائها الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وارتقوا رافعين راية الوطن عالياً، لتتحول هذه المناسبة إلى رمز للفخر والعزة والوفاء المتجذر في وجدان أبناء الإمارات».
وأضاف: «إن الدولة تنكس علمها في هذا اليوم احتراماً لتضحيات الشهداء، ثم يرفع مجدداً على وقع السلام الوطني، في رسالة تأكيد على أن دماءهم ارتبطت براية الإمارات التي تظل خفاقة، ومعها يظل ذكر الشهداء مرفوعاً في ذاكرة الوطن».  وأوضح معاليه أن الشهداء عنوان القوة والرفعة التي ينعم بها الوطن اليوم، وأن تضحياتهم كانت وستبقى سبباً في بقاء الإمارات آمنة، مهيبة، وماضية في مسيرتها بعزم لا يلين، مؤكداً أن الدولة تواصل، بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، رعاية أسر الشهداء بكل تقدير واعتزاز، وفاء لما قدمه أبناؤهم من بطولات.

أخبار ذات صلة محمد بن سلطان بن خليفة: يوم الشهيد مناسبة وطنية  خالدة وفاءً لأبطال الإمارات محمد البادي: مدرسة وطنية للولاء والانتماء

مقالات مشابهة

  • 3 أعمال يستهين بها الناس.. اغتنمها تدخلك الجنة وتحفظ لك النعم
  • دعاء الوضوء يفتح لك أبواب الجنة.. سنة عن النبي يغفلها كثيرون
  • الاحتلال يعتقل أشقاء شهيد بيت ريما وقريبه ويهدد عائلته
  • أرملة إسماعيل الليثي: ابني وجوزي ماتوا.. والعربية اللي بصرف بيها على اليتامي اتدمرت
  • ماذا قال القرآن الكريم عن الخيانة؟
  • هل يجوز الدعاء على النفس بالموت؟.. أمين الفتوى يوضح
  • محمد بن سعود: ذكرى عطرة خالدة في الوجدان
  • حمدان المزروعي: يوم يجسد وفاء الإمارات لشهدائها
  • ماذا عساي أفعل؟.. من أي صنف أنت؟
  • ماذا قال الرسول عن القلق والحزن.. ولماذا الحوقلة سر من أسرار الله