فيينا تنتفض من أجل فلسطين.. مظاهرة حاشدة تندد بانحياز النمسا لإسرائيل
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
شهدت العاصمة النمساوية فيينا، يوم السبت، مظاهرة حاشدة شارك فيها مئات الأشخاص تحت شعار "من أجل السلام والحياد ونمسا ذات سيادة"، احتجاجًا على دعم الحكومة النمساوية لإسرائيل وتخليها، وفق المشاركين، عن مبدأ الحياد التاريخي الذي تميّزت به البلاد لعقود.
وانطلقت المظاهرة من ساحة كريستيان برودا بلاتز بدعوة من منظمات المجتمع المدني، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات من قبيل "الحرية، السلام، الحياد" و"الحرية لفلسطين"، إلى جانب لافتات حملت عبارات مثل "من أجل سلامنا وحيادنا" و"فلسطين حرة من النهر إلى البحر".
وطالب المتظاهرون بوقف تصدير الأسلحة إلى مناطق النزاع، مؤكدين أن استمرار الحكومة في دعم إسرائيل يُعد تواطؤًا في جرائم الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة.
وفي كلمة ألقاها خلال التظاهرة، انتقد عضو البرلمان الأوروبي عن سلوفاكيا لووبوش بلاها سياسة الاتحاد الأوروبي، متهمًا إياه بازدواجية المعايير، إذ قال: "نفرض العقوبات على روسيا، لكننا نتجاهل الإبادة في غزة، وهذا هو الجُرم الحقيقي".
ووصف “بلاها” رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "مجرم حرب ووحش سياسي"، معتبرًا أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتحملان مسؤولية المشاركة في هذه الجرائم من خلال صمتهما ودعمهما المتواصل لإسرائيل.
وخلال العامين الماضيين، ووفق معطيات فلسطينية، أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة المستمرة منذ 8 أكتوبر 2023 عن استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفًا آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، وسط حصار خانق تسبب في مجاعة أودت بحياة المئات. ورغم ذلك، استمر الدعم الغربي لتل أبيب، ما أثار موجة غضب عالمية متزايدة ضد سياسات الكيل بمكيالين في التعامل مع الأزمات الإنسانية.
وفي 9 أكتوبر الجاري، تم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، استنادًا إلى خطة توسط فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ودخلت المرحلة الأولى من الاتفاق حيز التنفيذ في اليوم التالي، وسط آمال حذرة بإنهاء معاناة المدنيين في القطاع.
وتأتي هذه التحركات الشعبية في النمسا ضمن تصاعد موجة من الاحتجاجات الأوروبية الداعمة لفلسطين، والتي تعكس تحوّلًا متزايدًا في الرأي العام تجاه سياسات الغرب في الشرق الأوسط. ويرى مراقبون أن الموقف الشعبي الأوروبي بات يتحدى رواية الحكومات، مطالبًا بإعادة النظر في علاقة الاتحاد الأوروبي بإسرائيل وبإحياء مفهوم الحياد الإنساني والسياسي الذي شكل أحد ركائز أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
كما تشير التحليلات إلى أن استمرار مثل هذه المظاهرات في العواصم الأوروبية، بما فيها فيينا وبرلين وباريس، قد يشكّل ضغطًا متصاعدًا على الحكومات الغربية لتبني مواقف أكثر اتزانًا، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بعد عقود من الانحياز الواضح لإسرائيل تحت ذرائع الأمن ومكافحة الإرهاب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فيينا مظاهرة حاشدة العاصمة النمساوية من أجل السلام فلسطين حرة عضو البرلمان الأوروبي الحرب الإسرائيلية النمسا التحركات الشعبية من أجل
إقرأ أيضاً:
أوروبا تنتفض ضد اللاجئين.. 20 دولة تبدأ تسهيل ترحيل الأفغان
دعت 20 دولة أوروبية، السبت، المفوضية الأوروبية إلى توفير مزيد من الخيارات لـ ترحيل اللاجئين الأفغان الذين لا يحملون تصاريح إقامة إلى وطنهم.
ترحيل اللاجئين الأفغانونشرت الحكومة الهولندية رسالة بهذا الخصوص موجهة إلى مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة ماجنوس برونر.
وجاء في الرسالة أن العام الماضي شهد صدور قرارات ترحيل بحق 22 ألفًا و870 أفغانيًا داخل الاتحاد الأوروبي، لكن 435 منهم فقط عادوا فعليًا إلى أفغانستان، التي تخضع الآن مجددًا لسيطرة حركة طالبان الإسلامية المتشددة.
واقرأ أيضًا:
طالبت الدول الموقعة بأن يتم التعامل مع مسألة العودة الطوعية أو القسرية إلى أفغانستان بوصفها "مسؤولية مشتركة" على مستوى الاتحاد الأوروبي.
كما دعت الرسالة إلى دراسة مزيد من الخيارات لإتاحة عمليات الترحيل إلى أفغانستان، مع إعطاء الأولوية لأولئك "الذين يشكلون تهديدًا للنظام العام أو الأمن القومي".
وتم توقيع الرسالة بمبادرة من بلجيكا، وشاركت فيها كل من بلغاريا وقبرص وإستونيا وفنلندا وألمانيا واليونان والمجر وأيرلندا وإيطاليا وليتوانيا ولوكسمبورج ومالطا والنمسا وبولندا وسلوفاكيا والسويد والتشيك وهولندا.
كما وقعت عليها النرويج، التي ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي لكنها تنتمي إلى منطقة شنجن وتتعاون مع وكالة الاتحاد الأوروبي لشؤون اللجوء.
وتجري ألمانيا حاليا مفاوضات مع حركة طالبان بشأن ترحيل الأفغان إلى بلادهم، وقال وزير الداخلية ألكسندر دوبرينت إن المحادثات “متقدمة جدا”.
وتعد الاتصالات مع طالبان مسألة مثيرة للجدل، لأن الحكومة الألمانية لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع الحركة التي استعادت السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021.
ولا تزال طالبان في عزلة دولية بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان، ولا سيما حقوق النساء. ومنذ عودة الحركة إلى الحكم، جرى تنفيذ عمليتي ترحيل لأفغان من ألمانيا بمساعدة دولة قطر.